Areej
04-10-2006, 07:09 AM
كنتُ أرقب زرقةَ السماء الجميلة عبرَ النافذة في ساعات الفجر الأولى .. قبل أن تحلَّ الشمسُ ضيفاً في ديوان السمــاء ,, تحملني ذاكرة الحنين.. كقصيدةٍ ثكلى بالهموم .. حبلى بدموعٍ تأبى الخروجَ من رحمِ الفؤادِ إلى نسَـمِ الحياة!
كان المشهدُ مغلفاً بالصمت .. إلى أن قطعهُ ذلك الصوت.. لألتفتَ إليه .. كان مثقلاً بالحزن هو الآخر.. لكنه حزنٌ مختلف! إنه الحزن عند الصدمة الأولى ! الصدمة التي تعتريه كل صباح .. حينما يوقظه الفجر على حكايةِ يومٍ جديدٍ في قفصه الجميل.. تكاد لا تختلفُ عن حكاية الأمس!
كان عصفورنا الجميل.. ينظر حوله بدهشة! يصدر زقزقةً غريبة! كأنه ينادي.. ما من أحدٍ هنا؟ ما من غصنٍ أو فنن؟ ما من زهرٍ أو سمـاء؟ هل سأبدأ يومي مثلما بدأتُ أمسي؟ و هل سينتهي يومي مثلما انتهى أمسي؟ ..
استمرَّ في زقزقته تلك إلى أن اقتربتُ منه.. و بدأتُ ألحّنُ له ألحاناً كتلك التي يمتهنها .. إلا أنها أقل احترافاً!
أخذهُ الصمتُ في ترقبٍ لما أفعل..!
تركتُه قليلاً.. ثم عدتُ إليه.. و إذ به يقفز في قفصه من ركنٍ إلى آخر.. يملأه الغضب.. و يستمرُّ في أنينه المكسور..
لقد عرفتُ السبب حتماً ! لقد وضعَتْهُ أمي بقرب النافذة و أصيص الزرع .. لتمنحه بعضاً من حياته المسلوبة ..! بدأتْ العصافيرُ في الخارج بأحاديثها اليومية .. و أعمالها اليومية .. كان حينما يسمعُ زقزقةً قريبة .. يهبُّ قافزاً إلى حافة القفص.. يمسك الحديد بمنقاره ..و ينقره بشدة! و يشاركهم صوته! لسانُ حاله يقول: أين أنتم؟! لم لا يأتي أحدهم إلي؟! ثم يستمر في ثورته و غضبه … قافزاً من ناحية لأخرى .. إلا أن يهدأ قليلاً.. و يدرك .. أن لا مفــر!!
إنني أشعر بك حتماً يا صديقي..إلا انك أنت .. تشكو من جسدٍ وحيد.. أما أنا .. فمن قلبٍ وحيد..و شتان يا صاحبي بين هذا و ذاك!
كان يمرّن أجنحته على الطيران دوما.. حتى و هو واقفٌ في مكانه.. لأنه دوما بانتظار ذلك اليوم..الذي يُفتَح فيه باب أسره.. ليقول للحياة : لبيكِ .. أنا قادم!
كان لا يتخلى أبدا عن تمرينه اليومي هذا .. حتى و لو جاءت حريتُه بعد ألف عام! هنيئاً لك إصرارُ الأمل في نفسكَ يا صديقي..! و هنيئاً لنا تدحرجنا عند أول حجر عثرة!!
أتدري يا صديقي الجميل..
إنني دوماً بانتظار فرحٍ آت .. إلا أن الفرح الذي نجلسُ نتأملُ قدومه.. لن يأتي أبداً.. فالفرح .. هو ذلك الضيفُ العزيز الذي يأتيكَ على حين غرة .. في عمق انغماسك بدوامة الحياة .. بكل آلامها و بكل طحنٍ لرحاها..!
هو ذلك الذي تقول له حين قدومه ..مهلاً.. هل تعني ما تعني؟!
هل أنتَ جزءٌ من أحلام النوم.. أم استكمالٌ لأحلام اليقظة؟!
حينها يبشّ في وجهك قائلا: بل أنا الحقيقةُ ذاتها!
فلا تيأس يا صديقي الجميل..
الوحدة .. ستسأم نفسها يوما.. و تتركك للجماعة ..
و القفص .. سيفتح بابه يوما.. و يمنحك الحياة..
و كما أن الحزنَ مخلوقٌ.. ولابد أن تحين ساعةُ وفاته..
فالفرحُ مخلوقٌ أيضا .. و لا بد أن تحين ساعةُ ولادته!
28/9/06
كان المشهدُ مغلفاً بالصمت .. إلى أن قطعهُ ذلك الصوت.. لألتفتَ إليه .. كان مثقلاً بالحزن هو الآخر.. لكنه حزنٌ مختلف! إنه الحزن عند الصدمة الأولى ! الصدمة التي تعتريه كل صباح .. حينما يوقظه الفجر على حكايةِ يومٍ جديدٍ في قفصه الجميل.. تكاد لا تختلفُ عن حكاية الأمس!
كان عصفورنا الجميل.. ينظر حوله بدهشة! يصدر زقزقةً غريبة! كأنه ينادي.. ما من أحدٍ هنا؟ ما من غصنٍ أو فنن؟ ما من زهرٍ أو سمـاء؟ هل سأبدأ يومي مثلما بدأتُ أمسي؟ و هل سينتهي يومي مثلما انتهى أمسي؟ ..
استمرَّ في زقزقته تلك إلى أن اقتربتُ منه.. و بدأتُ ألحّنُ له ألحاناً كتلك التي يمتهنها .. إلا أنها أقل احترافاً!
أخذهُ الصمتُ في ترقبٍ لما أفعل..!
تركتُه قليلاً.. ثم عدتُ إليه.. و إذ به يقفز في قفصه من ركنٍ إلى آخر.. يملأه الغضب.. و يستمرُّ في أنينه المكسور..
لقد عرفتُ السبب حتماً ! لقد وضعَتْهُ أمي بقرب النافذة و أصيص الزرع .. لتمنحه بعضاً من حياته المسلوبة ..! بدأتْ العصافيرُ في الخارج بأحاديثها اليومية .. و أعمالها اليومية .. كان حينما يسمعُ زقزقةً قريبة .. يهبُّ قافزاً إلى حافة القفص.. يمسك الحديد بمنقاره ..و ينقره بشدة! و يشاركهم صوته! لسانُ حاله يقول: أين أنتم؟! لم لا يأتي أحدهم إلي؟! ثم يستمر في ثورته و غضبه … قافزاً من ناحية لأخرى .. إلا أن يهدأ قليلاً.. و يدرك .. أن لا مفــر!!
إنني أشعر بك حتماً يا صديقي..إلا انك أنت .. تشكو من جسدٍ وحيد.. أما أنا .. فمن قلبٍ وحيد..و شتان يا صاحبي بين هذا و ذاك!
كان يمرّن أجنحته على الطيران دوما.. حتى و هو واقفٌ في مكانه.. لأنه دوما بانتظار ذلك اليوم..الذي يُفتَح فيه باب أسره.. ليقول للحياة : لبيكِ .. أنا قادم!
كان لا يتخلى أبدا عن تمرينه اليومي هذا .. حتى و لو جاءت حريتُه بعد ألف عام! هنيئاً لك إصرارُ الأمل في نفسكَ يا صديقي..! و هنيئاً لنا تدحرجنا عند أول حجر عثرة!!
أتدري يا صديقي الجميل..
إنني دوماً بانتظار فرحٍ آت .. إلا أن الفرح الذي نجلسُ نتأملُ قدومه.. لن يأتي أبداً.. فالفرح .. هو ذلك الضيفُ العزيز الذي يأتيكَ على حين غرة .. في عمق انغماسك بدوامة الحياة .. بكل آلامها و بكل طحنٍ لرحاها..!
هو ذلك الذي تقول له حين قدومه ..مهلاً.. هل تعني ما تعني؟!
هل أنتَ جزءٌ من أحلام النوم.. أم استكمالٌ لأحلام اليقظة؟!
حينها يبشّ في وجهك قائلا: بل أنا الحقيقةُ ذاتها!
فلا تيأس يا صديقي الجميل..
الوحدة .. ستسأم نفسها يوما.. و تتركك للجماعة ..
و القفص .. سيفتح بابه يوما.. و يمنحك الحياة..
و كما أن الحزنَ مخلوقٌ.. ولابد أن تحين ساعةُ وفاته..
فالفرحُ مخلوقٌ أيضا .. و لا بد أن تحين ساعةُ ولادته!
28/9/06