المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سأشكوك إلى الله ياشيخ مشاري العفاسي(نزف قلم :محمد سنجر)



محمد سنجر
01-10-2006, 11:28 AM
صخب يلف المكان حولي
الموسيقى الصاخبة التي تخرج من التلفاز
تختلط على وقعها دقات الآلات الحديدية
تتردد معها أنفاس المجدين المتلاحقة هنا و هناك
حرارة أجسادنا ترخي سدولا من الدفء حولنا
رائحة العرق المتساقط تملأ الأنوف
أنظر إلي الوجوه المنحوتة حولي
و التي تسقط عليها الاضاءات الخافتة
أشباح تتحرك هنا و هناك
الرؤية تكاد تنعدم
فضباب الأنفاس الحارة الخارجة من صدور شابة
ألقت بستائرها الشفافة على أعيننا
نأتي هنا يوما بعد يوم
نحاول استعادة ما فاتنا من حيوية الشباب
ألا ليت الشباب يعود يوما

كل منا منهمك في برنامجه للياقة البدنية

لفت انتباهي هذا الضيف الثقيل الذي أطل علينا متطفلا من خلال نافذة التلفاز المفتوحة على شوارع العالم
و لكن وجه المهرج هذا رأيته من قبل
نعم ملابسه ذات الألوان المتضاربة لا يمكن نساينها
نعم هذا الذي أطل علينا بالأمس
نعم فلقد كان يوم عرسه بالأمس
أصر أمس على صم آذاننا بصوته الأجش


العجيب أنه عاد يكررها ثانية
: النهاردة فرحي يا جدعان
( لم أحتمل تطفله أكثر من هذا
وجدتني أرد عليه بصوت مرتفع )
: كل يوم ؟ كل يوم يا رجل ؟
( لم يلتفت لتوسلاتي و أكمل بمنتهى البرود و اللا مبالاة )
: النهاردة فرحي ياجدعان
: ألم يكن بالأمس ؟ تحملناك بالأمس يا رجل
يوما بطوله مر علينا دهرا
قلنا يوما و يمر بلا عودة
يوم فرحه و غير معقول أن ننكد عليه في مثل هذا اليوم
حاولنا الإمساك بأعصابنا كي لا تفلت في وجهك بالأمس
أما اليوم فلا
: لا و ألف لا
: عايز كله يبقى تمام
ها تجوز ها تجوز
( لم أستطع احتمال هذا الصرصور الذي يتجول فوق وجهي أكثر من ذلك)
: اتجوز و الا حتى اتنيل على عينك بستين نيلة
و ما دخلي أنا أيها الحثالة ؟
هل تتزوج أنت لتكمل نصف دينك
و تغتصب آذاننا بصوتك المقشعر للبدن هذا لتذهب ديننا ؟
( العجيب أنه في أغنيته التالية تلفظ بلفظ ( مزة )
و الله لا أدري ماذا أفعل إذا ما سمعت ابنتي هذا اللفظ
و ماذا سأقول لها لو سألتني عن معناه)
( الأعجب أن هذا الخنزير أكمل على ما تبقى من حيائنا بأغنية تقول
( ما بتعرفش )
( عندها وجدتني أصرخ صرخة المتحرر أخيرا من قيود العبودية )
: لا اااااااااااااااااااااااااااااا ا
( ألهذه الدرجة يستخف بآذاننا و آذان نسائنا وأبنائنا و بناتنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألهذه الدرجة استحل التلفاز حيائنا و أعراضنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا و الله لا يكون
و طالما في صدري قلب ينبض فلن أقف مكتوف الأيدي )

( انطلقت مسرعا إلى التلفاز بعدما ألقيت ما بيدي
أمسكت ب( الريموت كنترول )
و بدقات عصبية متتالية من أصابعي حاولت الابتعاد قدر المستطاع
عن هذا الاشمئزاز )
اعترض الجميع من حولي على جرأتي و قلة أدبي
هموا بالنهوض
لكنني لن أتراجع
و الله لن أتراجع
أعلم أنني داخل قفص الأسود
و شخص واحد فقط من مفتولي العضلات هؤلاء
و بما يحمل في صدره من جهالة الشباب
و الله إنه لقادر على الفتك بي ، فما بالك بهذا الجمع ؟
و لكن ماظنك برجل يغير ما رأى من منكر
كما أمرنا رسول الله( صلوات ربي و سلامه عليه )

صمت لف المكان
فجأة

توقفت الأصابع فوق الأزرار
تسمرت
ما هذا
ضياء من نور تسلل مطلا علينا من خلال نافذة التلفاز
تطلعنا لطلته الميمونة
هدوء أرخى سدوله علينا
كل منا تسمر في مكانه
سكن الليل
عبق العود و العنبر انتشر متوغلا بأجسادنا
اشرأبت الأعناق
تطلعت العيون لهذا الضياء
تراقصت قلوبنا نشوة عندما رأينا هذا الوجه الصبوح
تبسمه ملأ المكان عطرا و فرحا و ضياء
لم يكفه ما فعله بنا وجهه البهي
فإذا به ينشدنا بصوت
يغار الكروان و العندليب منه
و الأعجب
و الذي تراقصت عليه أفئدتنا فرحا و طربا
شدوه ب
( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع )
يا اللـــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــه
تسمر كل منا في مكانه لم نحرك ساكنا
كأن على رؤوسنا الطير
تأخذنا النشوة فوق جناحيها تطير بنا
تحلق عاليا
رويدا رويدا بدأت نفحات الإيمان تسلل تتوغل داخلنا
وجدنا أنفسنا فجأة على أبواب المدينة المنورة
عدنا إلى زمن النور الذي ملأ الكون ضياءه

بقينا على حالتنا هذه حتى
تمنينا جميعا ألا ينتهي
لكنه و للأسف الشديد انتهى

لحظات عشناها
نعم تلك لحظات تحسب من حياتنا
و الله إنني لن أخجل إذا ما سئلت عنها فيما أنفقتها
أنفقتها في سماع كلمات بطيب هذه الكلمات

بعدها عدنا لما كنا عليه من كوابيس
كان حلما تمنينا ألا نستيقظ منه

لأشكوك إلى الله يا شيخ مشاري العفاسي
فطالما أنك تمتلك انتشالنا مما نحن فيــــــــــــــــــــــــــــ ـــه

فلماذا لا تفعل ؟
لمــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــاذا ؟

انتشل شبابنا من براثن هؤلاء الخنازير
جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــر
انتشلناااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااا اااااااااااا

Oscar
01-10-2006, 06:13 PM
ذات مرّه .. على الطريق مَشيت

سائحة ٌ أنا يُبهرها المكان

بكل شيء


..


في كلّ طريق بنت ليَّ الخيالات

ألف ذكرى وَ ذكرى

مازالت تتدُاعب اشتياقي

إلا واحدة ..


ظننتني قد خدعتها بمكر ٍ أن كوني هنا

فلا بد لنا بعد حول ٍ من لقــــاء ..


هربت مسرعة تاركة ً

ذاك الصوت يُنشز وحيدًا مطربــًا

صاحب المايكروباص ..


و عدت أدراجي

..

.

.


أحبتني كثيرًا تلكـ الأغنية !

فكلما أدرت قناة ً

احتضنتني بشوق ٍ مريب

قافزةَ من قناة أخرى


" حـــــــــــــــاتجووز "


.

.


ذات أوغست لم يكن لي أمنية ميلاد

سوى أن تُمحى تلكـ الكلمات

من ذاكرة التلفاز

وَ

من كل ذاكرة


و ليهنئ ذاكَ السعد بمن تزوج


..



أخي الكريم محمد



عشت ذات الشعور ..

الوقعْ الأول لتلكـ الأغنية بالذات

هو ما لا أنساه ..

..



أصبحت حفنة كلمات هابطة جدًا .. يتراقص إحداهم أو إحداهن

على أنغامها كفيلًا بأن يكون أغنية طربــية جدًا

تُتنتج وَ تُباع

وَ

تدار في معظم الأمكنة

..



الوضع مُخزي ..

ولكن بين الفينة وَ الأخرى

نجد أمثال الرائع مشاري العفاسي

يُشجوننا بأصواتهم العذبة


هذه دنيانا ..

وَ هذا ما صارت إليه !

..



راقت لي كلماتك كثيرًا


كل عــــــــــام وَ أنت بألف خير



:SMIL:

محمد سنجر
23-05-2007, 12:19 PM
جزاك الله عني خيرا
أختنا الفاضلة
على طيب ردك

وردة وردية
23-05-2007, 05:32 PM
محمد سنجر

بمجرد رؤيتي لاسمه لم استطع ان اذهب الى موضوع غير هذا

ما شاء الله على العفاسي

الحمدلله ان الصغار اصبحوا يحافظوا على الصلاة اكثر من الكبار وذلك فضل من الله ثم من انشودة " الا صلاتي ما أخليها"

ما شاء الله قناة العفاسي علمتنا الكثير واستفاد منها الكثير

اللهم اجعله في ميزان حسناته

اللهم اهدينا الى ما تحبه وترضاه

وجزاك الله خير على الموضوع المميز

محمد سنجر
25-05-2007, 11:25 PM
جزاكم الله خيرا
أختنا الفاضلة

ايفا مون
26-05-2007, 12:51 AM
اخي الفاضل / بارك الله فيك وفي اناملك

لا املك الا ان اقف احتراما لقلمك الجبار الراااااااااااااااااااااائع

لأشكوك إلى الله يا شيخ مشاري العفاسي
فطالما أنك تمتلك انتشالنا مما نحن فيــــــــــــــــــــــــــــ ـــه

فلماذا لا تفعل ؟
لمــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ـــــــاذا ؟


وانا اشهد الله انه فعل لكن ............ !

نحن الذين نختار انسلك طريق الورد ام نسلك طريق الشوك

حفظ الله ائمتنا وهدانا الى طريق الصواب

وبارك الله فيك اخي محمد