المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه هي حقيقة الشكر !



ابو ايمان
17-09-2006, 03:07 AM
إن ما أنعم الله علينا في كافة مجالات الحياة لا تحصى ،مصداقاً لقوله تعالى في سورة النحل الآية: 18 {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } حتى بالوسائل ، التكنولوجية الحديثة واستخدام أرقى أنواع الحاسوب ، لأن القضية متجددة في كل جزئية من حياتنا ولا يحصر الأمر من إحصاء أنواع النعم أو أشكاله وميادينه .

لذا ينبغي على الإنسان الواعي أن يستثمر هذا التكريم الإلهي لتربية وتنمية ذاته، وأن يتقرب إلى الله بكل ما أنعم الله عليه .
وأجد من الضروري أن نتعامل مع الموضوع من زاوية نفسية روحية واعية للحصول على أكبر قدر ممكن من الثمرات الإيمانية والعبادية والسلوكية ، وعلى هذا فان للشكر أساسيات لا بد للمؤمن يتحلى بها لتنمية ما انعم الله عليه :
1- يجب أن يبدأ بالشكر من الداخل أي من قناعات مطلقة ومتينة وفق تصور عقائدي وأن يمزج بالنية الصادقة والخالصة وأن يختلط بالروح و العقل و النفس، أي أن يكون إطارا للذات الإنساني ، حتى يتحول إلى المرحلة الثانية وأن يبني الأساس الثاني .
2- ثم يترجم هذه القوة الروحية والقناعة الصادقة إلى كلمات وعبارات للشكر بكل ثقة و حضور القلب ويقول بكل اندفاع ( يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ) و يكتبه الملائكة بكل إعجاب، ولكي يستكمل مسيرة النعم تراه باستمرار يقول ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) و إن افتقر إلى نعمة ما فتراه يتردد ( الحمد لله على كل حال ) ولكن صاحب هذا الرسوخ الإيماني وهذه الأذكار الدائمة لا يتوقف عند هذا الحد لذا يتهيأ لبناء الأساس الثالث وذلك شوقا لرضا الله سبحانه و تعالى طمعا للأجر ولاستمرارية النعم لأنه يتيقن و يؤمن بالقاعدة الربانية { لئن شكرتم لأزيدنكم } .
3- ثم يتحول إلى ميادين العمل و يحول كل ما انعم الله عليه إلى حركة في الواقع ويتعاون مع الآخرين وتضحية بكل استعداد - لذا تراه يتصدق بماله و يفعل الخير بكل طاقاته و يحرص على هداية الناس بكل معلومات و يمشي مع الناس في حاجاتهم لأنه يعلم ( لان يمشي أحدكم مع أخيه لقضاء حاجته خير له أن يعتكف في مسجدي هذا شهراً ) أو كما قال صلى الله عليه و سلم، وهكذا و بهذه الصفات الثلاث و على هذه الأساسيات الثلاث بإذن الله تعالى يؤدي حق النعمة عليه و يقع في دائرة البركة الدائمة { لئن شكرتم لأزيدنكم } .