المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شارك بكتابة أسماء الله الحسنى ولك الاجر



الهاجس
14-08-2006, 05:40 PM
السلام عليكم اخواني اخواتي احببت انقلكم هذا الموضوع من احدى المنتديات
وهو عبارة عن مشاركة أحد الأعضاء لكتابة اسم من أسماء الله الحسنى ويليه العضو التالي
لكتابة الإسم التالي من أسماء الله الحسنى وهكذا نكون قد كتبنا أسماء الله التسعه والتسعون.
وبناءً على طلب العضوه قائمة الليل فأرجوا ولكن ليس الزاماً بأن يقوم كل واحد بشرح الإسم الذي سيضعه حتى نستفيد أكثر...


( لكن أريد بعض الحماس من اخواننا الأعضاء)


نبدأ على بركة الله


الرحمــــــان

ألنشمي
14-08-2006, 05:47 PM
000

00

0

فكرة جيده

جوزيت عنا خيرا

0

0

الرحيم

ملاكي جيزة
14-08-2006, 09:01 PM
الملك القدوس

فكرة رائعة
و سوف انتظر ا1ا لم يكمل احد ساعيد المشاركة حتى نكمل الاسماء الحسنى

الـدانــة
14-08-2006, 10:51 PM
السلام

.

.


السلام: الله السلام لأنه ناشر السلام بين الأنام ، وهو مانح السلامة

.

فى الدنيا والآخرة ، وهو المنزه ذو السلامة من جميع العيوب والنقائص

.

لكماله فى ذاته وصفاته وأفعاله ، فكل سلامة معزوة اليه صادرة منه ،

.

وهوالذى سلم الخلق من ظلمه ، وهوالمسلم على عباده فى الجنة

.

، وهو فى رأى بعض العلماء بمعنى القدوس .

.

.

جزاك الله خير

الرحمن , الرحيم, الملك, القدوس, السلام,................

راجية الهداية
16-08-2006, 12:26 AM
جـزاك الله خيراً أخي الكريـم ..
.
المـؤمن : هو الذي سلم آوليائه من عذابه , و الذي يصدق عباده ما وعدهـم ..
.
أرق تحية :)

الـدانــة
16-08-2006, 12:37 AM
الرحمن , الرحيم, الملك, القدوس, السلام, المؤمن,المهيمن ................





المهيمن: والمهيمن هو الرقيب أو الشاهد ، والرقيب اسم من أسماء الله تبارك وتعالى معناه الرقيب الحافظ لكل شىء ، المبالغ فى الرقابة والحفظ ، أو المشاهد العالم بجميع الأشياء ، بالسر والنجوى ، السامع للشكر والشكوى ، الدافع للضر والبلوى ، وهو الشاهد المطلع على افعال مخلوقاته,,,

.

.

.

بارك الله فيكم

المتيم
16-08-2006, 11:41 AM
فكرة رائعة اخي الهاجس ,, فجزاك الله خيرا

الرحمن , االرحيم , الملك , القدوس , السلام , المؤمن , المهميمن , العزيز
*
*

العزيز: العز فى اللغة هو القوة والشدة والغلبة والرفعة و الأمتناع ، والتعزيز هو التقوية ، والعزيز اسم من أسماء الله الحسنى هو الخطير ،( الذى يقل وجود مثله . وتشتد الحاجة اليه . ويصعب الوصول اليه ) وإذا لم تجتمع هذه المعانى الثلاث لم يطلق عليه اسم العزيز ، كالشمس : لا نظير لها .. والنفع منها عظيم والحاجة شديدة اليها ولكن لا توصف بالعزة لأنه لا يصعب الوصول الي مشاهدتها . وفى قوله تعالى ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) فالعزة هنا لله تحقيقا ، ولرسوله فضلا ، وللمؤمنين ببركة إيمانهم برسول الله عليه الصلاة والسلام ..

*
*

تقبلوا احسن التحايا من اخوكم المتيم ..

و السلام عليكم ورحمة الله ..:)

باش
16-08-2006, 11:50 AM
الحي
الحي هو الذي على قيد الحياة
لا يموت

الـدانــة
17-08-2006, 02:45 AM
الجبار

.

.



الجبار: العالى العظيم والجبار فى حق الله تعالى هو الذى تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار فى كل أحد ، ولا تنفذ قيه مشيئة أحد ، ويظهر أحكامه قهرا ، ولا يخرج أحد عن قبضة تقديره ,,,,



.

.

.

.



الرحمن , االرحيم , الملك , القدوس , السلام , المؤمن , المهميمن , العزيز,الجبار,الحي,..........



.

.

,

"وله الأسماء الحسنى"

ألنشمي
17-08-2006, 01:11 PM
000

00

0

المتكبر





كبر بفتح الكاف وكسر الباء أي أسن أو تقدم في العمر وكبر بفتح الكاف وضم الباءأي عظم وتعالى . والكبر أو الكبرياء تعنى العظمة أو العلو والرفعة . والمتكبر كوصف للعبد صفة ذميمة , ولكنها صفة من صفات المدح الواجبة للكمال الإلهي المطلق . فالعبد الذي يتكبر أي يتعاظم إنما يتكبر ويتعاظم على غيره من العباد , وهذاتكبر بلا مقتضى وبلا سند , فالناس سواسية كأسنان المشط مهما اختلفت درجاتهم , فاختلاف الدرجات والرتب لا يخرج أحدا عن كونه إنسانا , وكلنا في هذا الوصف سواء , وهو اختلاف لا يجعل أحدنا أعظم من أخيه , لأنه اختلاف لا فضل لنا فيه , إذ مرجعهإلى إرادة الله عز وجل وحكمته التي ذكرها في قوله تعالى : ( أَهُمْ يَقْسِمُون َرَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِالدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) إن الآية الكريمة صريحة في أن الله عز وجل رفع بعضنا فوق بعض درجات , فلا فضل لنا إذن في ذلك , وإن قال أحد : إنما أوتيته على علم عندي أو عمل قمت به فإننا نقول له إن علمكوعملك أيضا هبة من الله عز وجل , وقد أراد سبحانه بهذا التفاوت أن يجعل كلا منا مسخرا للآخر . ولا يظن أحد أن هذا التفاوت يتنافى مع العدل الإلهي , ومن يظن ذلك فإننا نقول له : إنك فهمت الآية فهما خاطئا , لأن الله سبحانه وتعالى لم يقسم عباده قسمين .. قسم مسخر , وقسم مسخر , بل جعل كلا منا مسخر ومسخر في آن واحد , فالذي يعمل في تسليك المجاري ودورات المياه مسخر للطبيب والمهندس وغيرهما , وفي نفس الوقت فإن الطبيب والمهندس وغيرهما مسخرون لخدمة عامل المجاري .. بل إن ما يبذله عامل المجاري في عمله وما يرقيه من عناء لا يمثل مثقال ذرة مما عاناه الطبيب أوالمهندس من الكد والعناء طوال سنوات الدراسة وتحصيل العلم الذي يمكنه من أداءالخدمة التي يؤديها لهذا العامل . فالكل إذن مسخر ومسخر وفقا لمعنى الآيةالسابقة , ومن أسباب التفضيل أيضا قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) وهذه حكمة أخرى لتفاوت الدرجات ألا وهي الابتلاء , فالغنى مثلا يبتلي فيما أوتي من سعة الرزق .. هل سيخرج زكاة ماله ويؤتي الصدقات أم يكنز الأموال ؟ والفقير يبتلى هل سيصبر على ضيق ذات اليد .. أم يعترض ويسخط ؟ وهكذا الشأن في سائر النعم والنقم !! فإذا كان التفاوت بين العباد حادثا بإرادة الله عز وجل ولحكمته , وليس لنا فيه فضل , فإنه لا يصح أن يتصور أحدنا أنه أعظم أو أكبر من أخيه , ومن يتصور ذلك فهو متكبر , والتكبر في حقه صفة ذميمة , لأنه أراد أن يصف نفسه بما ليس لها , فمهما أوتي الإنسان من زينة الدنيا فهو إنسان وهو عبد الله عز وجل , ولن تخرجه ممتلكاته عن هذا الوصف , وقد أوضح لنا الحق جل وعلا موقفه من المستكبرين من خلقه وأوضح لنا جزاءهم يوم القيامة فقال سبحانه : ( الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وقال عز وجل : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) وقال الحق سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَنَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) وقد مدح الله عز وجل عباده الذين لا يستكبرون عن عبادته فيالعديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى : (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) سورة السجدة أما المتكبر كاسم من اسماء الله عز وجل وصفة من صفاته , فإنه من مقتضيات الكمال الإلهي المطلق , وهو لا يعني أن الحق تبارك وتعالى يتكبر على عباده كما يفهم السطحيون , وإنما يعني أنه جل وعلا عظيم بذاته ومتعالي فوق عباده بحكم كونه الخالق الموصوف بصفات الكمال المطلق وبحكم كونهم المخلوقين من العدم والقائمين به عز وجل ولا قيام لهم بدونه . والحديث عن الصفات الإلهية دون فهم معناها يوقع في الخطأ الجسيم والضلال المبين , وقد سمعنا منقبل مقولة أحد المستشرقين : أنه في الوقت الذي تصف فيه عقيدتنا السمحاء الخالق بالتواضع المطلق فإن الإسلام يصفه بالكبرياء المطلق , وهذا القول إن دل على شيء فإنما يدل على جهله بمفهوم الصفات الإلهية في الإسلام , فمفهومه للتكبر والتواضع بالنسبة لله عز وجل كمفهومة للتواضع والتكبر بين الناس , وشتان بين هذا وذاك . إن العلاقة بيننا وبين الله عز وجل فيما يتعلق بالتكبر والتواضع هي أن الحق تبارك وتعالى هو المتكبر أي العظيم بذاته والمتعالي بذاته ونحن المتواضعون له فإذا أردنا أن نتكبر على بعضنا البعض أو عليه عز وجل فقد خرجنا على مقتضى التواضع الذي هو صفة لصيقة بنا وهذا محرم شرعا , وقد قال جل وعلا في الحديث القدسي : العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته في النار .. بينما التواضع في حق الله عزوجل خروج على مقتضى العظمة الذاتية والعلو الذاتي له جل وعلا , وهو تكلف غير جائزعلى الله تبارك وتعالى , وإذا قال زيد من الناس أنه يعامل الناس بتواضع فإنه في حقيقة الأمر متكبر , لأنه يشعر في دخيلة نفسه أنه أفضل منهم وأعظم منهم ومع ذلك فهويعاملهم بتواضع , وإن جاز أن يوصف إنسان بأنه متواضع فإنه لا يجوز أن يوصف الله عزوجل بهذا الوصف لأن التواضع في اللغة من الضعة وهي الدنو , والدنو يليق بالمخلوق ولكنه لا يليق بالخالق عز وجل المتصف بصفات الكمال المطلق . والكبرياء الإلهي عصمة من الانقياد لاحد , إذ كيف ينقاد الحق عز وجل لغيره وهو المتكبر المتعالي عن صفات الخلق ولا يعلوه متكبرفسبحان المتكبر بربويته , المتكبر على الطغاة من خلقه الذي تذل له المخلوقات ولا يذل سبحانه لأحد , والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين وإنما سمة العبيد الخشوع والتذلل وسبحان الذي جعل التواضع سمة من سمات خلقه , بينما الكبرياء صفة وصفات كماله , لصيقة بذاته , قديمة قدمه , وسبحان الذي قال عن نفسه وقوله الحق : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَالْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُالْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) كما قال سبحانه (وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُالْحَكِيمُ) سورة الجاثية

0

0

0



منقول

المتيم
19-08-2006, 11:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..

الرحمن , الرحيم , الملك , القدوس , السلام , المؤمن , المهيمن , العزيز , الجبار , المتكبر , الخالق , البارئ

.
.
الخالق

الخالق: الخلق فى اللغة بمعنى الإنشاء ..أو النصيب لوافر من الخير والصلاح . والخالق فى صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء ، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق ، وهو الذى قدر الأشياء وهى فى طوايا لعدم ، وكملها بمحض الجود والكرم ، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته .

والله الخالق من حيث التقدير أولا ، والبارىء للإيجاد وفق التقدير ، والمصور لترتيب الصور بعد الأيجاد ، ومثال ذلك الإنسان .. فهو أولا يقدر ما منه موجود ..فيقيم الجسد ..ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التى تجعله إنسانا عاقلا
.
.
بارك الله فيكم جميعكم

تقبلوا اعطر التحايا و افضلها من اخوكم المتيم

و السلام عليكم ..:)

الهاجس
19-08-2006, 12:22 PM
البارىء



هو الذي خلق الخلق بقدرته لا عن مثال سابق ، القادر على ابراز ما قدره الى الوجود .



ومشكورين على ردودكم الرائعة وحماسكم المستمر...

ألنشمي
19-08-2006, 11:18 PM
000
00
0




القهار

القهر في اللغة هو السيطرة والغلبة ... والاسم قاهر , والقهار اسم على وزن صيغة المبالغة فعّال وهو اسم من أسماء الله الحسنى وهو يعني أنه لا شيء في الكون يخرج عن سيطرته وغلبته .. كل شيء خاضع لأمره في حركته وفي سكونه , ولا يمكن لمخلوق أن يخرج عن هذه السيطرة الإلهية بحال من الأحوال . وعن هذا القهر الإلهي يقول الحق عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) ولا يتصور أحد أن الإمساك المشار إليه في هذه الآية الكريمة هو إمساك باليد وما إلى ذلك من التصورات المادية .. بل هو إمساك بالقهر والغلبة .. إمساك الكلمة (كُن فَيَكُونُ) ... وهذا الثبات الكوني لاينحل إلا بالكلمة أيضا ولذلك يقول جل وعلا : ( حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة يونس

والكون بكل ما يحتويه يدل على صفة القهر لدى الله عز وجل .. فإذا نظرت نظرة عابرة إلى الكون وجدت أن كل مخلوق يسير وفقا للغاية التي أرادها الله من خلقه .. أنظر إلى الشمس والقمر .. الليل والنهار , تجد أنها كما أخبرنا الله عز وجل : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ* وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ* لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) سورة يس فالشمس تجري لمستقر لها في فلك خاص بها .. والقمر في فلكه الخاص .. وليس للشمس أن تقترب من مداره ولا للقمر أن يقترب من مدراها .. كل منهما يسير في الخط المرسوم ولا يخرج عنه , مما يحول دون التصادم بينهما .. وهذا الأمر ينطبق على حركة الأفلاك جميعا وليس الشمس والقمر فحسب .. ولكن الله عز وجل حين يضرب الأمثال يضربها بما هو واضح للعيان , وكذلك الليل والنهار يتعاقبان بانتظام .. فلا يأتي النهار قبل ميعاده أو يحل الظلام قبل أوانه وفي ذلك يقول جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) سورة الأعراف كل شيء مسخر وخاضع للقهر الإلهي المطلق , حتى أعمال العباد , فمن كفر أو أشرك أو عصى فإنه لم يخرج عن إطار هذا القهر , وفي ذلك يقول جل وعلا : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) وقال أيضا : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) فالحق سبحانه وتعالى قادر على هدايتنا جميعا , ويستطيع أن يقهرنا على الإيمان , ولكنه لم يشأ ذلك وشاء أن يمنحنا الاختيار . ويخضعنا للاختبار , فالمسلم يختبر في أفعل ولا تفعل , وغير المسلم يختبر هل سيقدر الله حق قدره فيبحث عن طريق الهداية والحق أم يعرض ويتناسى , وحتى يكون الاختبار حقيقيا فتح الله عز وجل المجال أمام المعاصي ليعصي والكافر ليكفر والمشرك ليشرك .. فالكل إذن في ظلال دائرة القهر .. والكل لم يخرج عن الإرادة الإلهية . ومن الآيات القرآنية التي أثارت جدلا في هذه القضية قول الحق عز وجل : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) إذ أراد البعض أن يجعلها دليلا على أن الإنسان يسير سيرا مطلقا في ظل القهر والإلهي .. ويكون بذلك مجبرا في كل أفعاله , بزعم أن أعمالنا مخلوقة كما أشارت الآية الكريمة ... والحقيقة أن هذا فهم خاطئ , ونوضح معنى هذه الآية بمثال .. هب أن إنسانا قفز إلى منزل وقتل صاحبه وسرق ما به من مال .. فهل هذا يعني أن الله عز وجل هو الذي خلق فعل القتل الذي قام به هذا الشخص وفعل السرقة الذي آتاه .. بالقطع كلا .. لأن الذي خلقه الله عز وجل هو إمكانية القيام بفعل معين وليس فعلا محددا بذاته .. إن الله عز وجل الذي أعطاك يدا تبطش بها ورجلا تسير عليها قد جعل في إمكانك أن تقتل أو تسرق , كما جعل في إمكانك أن تصلي وتتصدق , فإذا قتلت إنسانا بيدك وقيل : إن الله هو الذي خلق هذا القتل فإذا هذا يعني أنه جلا وعلا قد جعل في إمكانية يدك أن تقتل , وليس معنى ذلك أنه هو الذي دفعك وقهرك على قتل من قتلت . كذلك إذا صليت فإن الله عز وجل هو الذي خلق فعلك للصلاة بمعنى أنه جعل في إمكان بدنك أن يؤدي الصلاة , وليس معنى ذلك أنه قهرك على أدائها . إن كل عمل يؤديه العباد مخلوق , بمعنى أن الله عز وجل هو الذي أعطي العباد إمكانية القيام به , وفي هذا المعنى يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتابه القيم إحياء علوم الدين : إن انفراد الله سبحانه وتعالى باختراع حركات العباد لا يخرجها عن كونها مقدورة للعباد على سبيل الاكتساب وعلى هذا النحو يمكن فهم قوله تعالى : (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) فلولا أن الله عز وجل قد جعل في إمكان الإنسان أن يكفر لما استطاع أن يكفر , ولو لم يجعل في إمكانه أن يعصى لما استطاع أن يعصي كشأن الملائكة . وبهذا المعنى فإن مشيئة الإنسان لم تخرج عن مشيئة الله عز وجل , وعلم الإنسان لم يخرج عن القهر الإلهي . ومن الآيات التي أوحت للبعض بأن الإنسان مقهور على أعماله قوله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) فقالوا : إن قوله جل وعلا : ( فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) يعني من جهة أن هذه المصيبة من خلق الله , كما يعني أنها مكتوبة من قبل أن تقع . ونقول ردا عليهم : إنه فيما يتعلق بكون هذه المصيبة مخلوقة فقد أوضحنا هذا المعنى في شرح قوله تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) وفيما يتعلق بكونها مكتوبة قبل أن تحدث فهذا صحيح .. ولكن نبادر فنقول : إن هذه الكتابة قد بنيت على علم الغيب الذي ينفرد به الله عز وجل . فالحق تبارك وتعالى عالم بالأحداث قبل أن تقع .. فإذا كتبها وحدثت بعد ذلك فإن هذا لا يعني أننا ننفذ ما كتبه الله علينا قهرا . ولتوضيح ذلك , هب أن شخصا قام بتسجيل حلقة علمية أو دينية على شريط فيديو , فهل يمكن أن نقول إن هذا الشخص كان له تأثير على مجريات هذه الحلقة , هذا مع الأخذ في الاعتبار الفرق الشاسع بين المثال السابق وحقيقة الكتابة الإلهية , لأن الله عز وجل ليس منقطع الصلة بأعمال العباد .. فهو الذي يزيد الذين اهتدوا هدى .. وهو الذي يمد الطغاة في طغيانهم يعمهون , هذا فضلا عن أن هناك أحداثا تقع بالإرادة المطلقة له عز وجل , بمعنى أنه قدرها وكتبها لتحدث .. أي ليست الكتابة المبنية على كشفه عز وجل للغيب المستور . ومن هذه الأحداث .. الميلاد والموت .. الصحة والمرض .. الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وخلافه . ومن الخطأ الجسيم أن يزعم إنسان أن الله عز وجل قد كتب عليه مقدما أنه من أهل النار أومن أهل الجنة . وأنه مهما فعل لن يغير المكتوب , لأنه وكما ذكرنا من قبل أن هذه الكتابة لم تفرض علينا أعمالنا .. بل إن الله عز وجل قد كشف الغيب المستور وشاهد الأعمال قبل أن تقع فسجلها بعلمه للغيب , وليس على الإنسان أن يشغل باله بهذه المسألة ويجب أن يضع في ذهنه قوله الله عز وجل : ( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) وأؤكد على هذه الجزئية كثيرا ما أسمع شخصا يقول : ما فائدة الأعمال الصالحة إذا كان الله عز وجل قد كتب علىّ من البداية أنني من أهل النار ؟ .. وهذا الكلام محض هواء , ونقول لقائله : ومن الذي أدراك ما الذي كتبه الله لك ؟ .. ولماذا افترضت أنك من المدرجين مع أهل النار وليس من أهل الجنة ؟ إن فكرة المصير المحتوم مسبقا إلى الجنة أو إلى النار فكرة خاطئة , وما دمت أنك على قيد الحياة فتؤمن أن مصيرك لم يتحدد بعد , ولو كان العلم الإلهي المسبق بالأحداث بهذا المعنى الخاطئ الذي يفهمه هذا الشخص لما قال المولى عز وجل : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي) إذ ما معنى أن يستجيب الله عز وجل للدعاء والمصير محتوم ومعلوم ؟ ولماذا قال أيضا في الحديث القدسي : يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي , يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك , يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) فما ما معنى أن نستغفر على الذنوب والمصير محتوم ومعلوم ؟ إنه لا تعارض مطلقا بين القهر الإلهي المطلق وبين الاختيار البشري .. وندعو الله عز وجل أن يفتح بصائرنا لنفهم هذه الأمور على وجهها الصحيح . ومن القضايا التي أود أن أتحدث عنها أيضا هي قول البعض بأن الأحداث التي تقع بالإرادة المطلقة لله عز وجل كالميلاد والموت .. الصحة والمرض , قد تكون لها تأثير على اختيار الإنسان , وضربوا مثلا لذلك بمن يولد على غير الإسلام ومن يموت شابا قبل أن يصل إلى مرحلة الشيخوخة والتي دائما ما يعود فيها الإنسان إلى خالقه . ولهؤلاء نقول : إن العدل الإلهي المطلق لا تفوته أشياء قد استوقفت عدلكم المحدث , فعدلكم نفحة من العدل الإلهي ونقول لهم : إن هذه الأشياء مأخوذة في الاعتبار في الدنيا والآخرة .. وليس أدل على ذلك من أن الكافر أو المشرك إذا رجع عن كفره أو شركه فإن الله عز وجل يغفر له ما تقدم من ذنبه , وهذه منحة ليست في يد المسلم .. كما أنها مأخوذة في الاعتبار يوم القيامة , والحق سبحانه وتعالى يقول : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) سورة النساء واسم الله القهار قد ورد مقترنا باسمه الواحد في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى : ( قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) وقوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) وهو جل شأنه القهار منذ الأزل إلى الأبد .. وسوف ينادي يوم القيامة ويرد على نفسه قائلا : ( لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) سورة غافر

المتيم
19-08-2006, 11:49 PM
السلام عليكم ور حمة الله و بركاته ..

الحمد لله الموضوع ماشي ما شاء الله

لكن الاخ النشمي ناسي اسمين قبل القهار

و هما المصور و الغفار

فامحولي بذكرهما معا

..
..
المصور: تقول اللغة التصوير هو جعل الشىء على صورة ، والصورة هى الشكل والهيئة
المصور من أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ، ومعطى كل مخلوق صورته على ما أقتضت حكمته الأزلية ، وكذلك صور الله الناس فى الأرحام أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ، ، وكما قال الله نعالى ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، وكما يظهر حسن التصوير فى البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل فى باب الأخلاق ، ولم يمن الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، وكما تتعدد صور الابدان تتعدد صور الأخلاق والطباع
..
..

الغفار : فى اللغة الغفر والغفران : الستر ، وكل شىء سترته فقد غفرته ، والغفار من أسماء الله الحسنى هى ستره للذنوب ، وعفوه عنها بفضله ورحمنه ، لا بتوبة العباد وطاعتهم ، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا وتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة ، وهو الغافر والغفور والغفار ، والغفور أبلغ من الغافر ، والغفار أبلغ من الغفور ، وأن أول ستر الله على العبد أم جعل مقابح بدنه مستورة فى باطنه ، وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق قلبه وإلا مقته الناس ، فستر الله عوراته .

وينبغى للعبد التأدب بأدب الإسم العظيم فيستر عيوب اخوانه ويغفو عنهم ، ومن الحديث من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب
..
..
لكم خالص الاحترام من اخوكم

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..:)

ألنشمي
20-08-2006, 01:35 AM
000
00



الوهاب




وهب فلانا شيئا أي أعطاه إياه بلا عوض أو مقابل , والاسم واهب و وهوب و وهاب ... والهبة أي المعطية بلا مقابل . والوهاب اسم من أسماء الله الحسنى على وزن صيغة المبالغة – فعّال - والله تبارك وتعالى هو الوهاب بحق إذ هو الذي يهب ما يملك , كما أنه هو الذي يعطي بلا مقابل ولا ينتظر الرد .. أما هبة المخلوق فهي هبة مجازية لأنه يهب ما هو موهوب له من الله عز وجل , كما أن هبة المخلوق قلما تكون بلا مقابل , فإن لم يكن الوهاب يبغي من هبته مقابلا دنيويا فإنه لا محالة يبغي جزاء الآخرة .

والحق سبحانه وتعالى لا ينال من عطائه للعباد أي مقابل على الإطلاق .. وإن قيل إنه جل شأنه يبغي من هذا العطاء أن يعبد مصداقا لقوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فإننا نقول : إن هذه العبادة التي تعبدنا بها ليست مقابلا لعطاياه جل وعلا لأنه الغني عما سواه على الإطلاق , ولا حاجة به لغيره في وجوده ولا في بقائه وفي ذلك يقول عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ* وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) ويقول في الحديث القدسي : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا , يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم , يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم , يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم , يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم , يا عبادي إنكم لن تبلغوا شرى فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني , يا عبادي لو أن أولكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا , يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر , يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . فالعبادة ما هي إلا مجموعة من الالتزامات تدخل في إطار افعل ولا تفعل الغرض منها الارتقاء الروحي والبدني بالإنسان الرقي الذي يتناسب مع كونه خليفة الله في أرضه . تأمل عبادة الصلاة في الإسلام سوف تدرك على الفور الحكمة في فرضها على العباد .. أنظر إلى المصلى الذي يواظب على صلاته تجده دائما نظيف البدن والمظهر مضيء الوجه , دائم الصلة بالله , كثير الذكر قليل الذنب حسن الحديث مأمون الجانب , هادئ الطبع قلما يخرج عن هدوئه ووقاره .. لأن صلاته تفكه من أسر الشيطان , وهذه السمات مجرد أمثلة لا حصر لها . كذلك عبادة الصوم .. شرعها الله عز وجل ليتذكر الإنسان نعم الله عليه والتي يفقد الإحساس بها حينما يألفها مع التكرار , وليشعر بما يعانيه الفقير الذي لا يملك قوت يومه , ولترتقي النفس البشرية فوق الغرائز الحيوانية .. فلا يصبح إشباع الغريزة لدى الإنسان غاية كما هو الشأن لدي سائر الحيوانات , وتأخذ الغريزة بذلك موضعها الصحيح .. الطعام ليمد الإنسان بالطاقة اللازمة لاستمراره وبقائه ... والغريزة الجنسية من أجل الإنجاب و إعمار الأرض , وبذلك لا نجد بيننا ذلك الذي يتصور أن الحياة قد جعلت للطعام والشراب ومعاشرة النساء كما هو الحال في الدول التي يزعم أنها متقدمة . إن عبادة الحج قصد بها الله عز وجل أن يلتقي المسلمون من مختلف الشعوب والأجناس حول غاية واحدة , ويتبادلون الرأي حول أمور الدنيا والآخرة . الزكاة شرعت لإعادة توزيع الدخل بانتقال جزء منه من الأغنياء إلى الفقراء لإعانتهم على المعيشة بما يمنع التحاسد والبغضاء , ويمنع انتشار الجرائم في المجتمع . كذلك الأمر بالفضائل المختلفة كالصدق والحياء والكلمة الطيبة وإماطة الأذى عن الطريق والابتسامة في وجه أخيك وغيرها , والنهي عن الرذائل كالكذب والنفاق والرياء والحسد والحقد والغيبة والنميمة وغيرها .. والأوامر والنواهي على وجه العموم إنما شرعت لمصلحة الإنسان وليس إذلالا ومنا من الله عز وجل على العباد . والحق سبحانه وتعالى هو الوهاب أزلا وأبدا .. فحين خلقنا عز وجل من العدم كان ذلك هبة منه جل وعلا .. فبدن الإنسان هبة .. وعقله هبة .. وسمعه هبة .. وبصره هبة .. وقلبه هبة الكون بكل ما يحوي من مخلوقات هبة منه عز وجل للإنسان ... فالهواء الذي نتنفسه هبة .. والماء الذي نشربه هبة .. والطعام الذي تخرجه لنا الأرض هبة .. والدواب التي تحملنا إلى الأماكن المتباعدة هبة .. الشمس التي تمدنا بالدفء والضوء هبة .. القمر الذي نسير على أشعته ليلا هبة منه تبارك وتعالى الرسالات السماوية التي يرسلها ليهدينا بها إلى سواء السبيل هبة منه جل وعلا .. الهداية والانتقال من الكفر إلى الإيمان هبة منه , وفي ذلك يقول جل شأنه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . الزوج هبة من الله عز وجل لزوجته , والزوجة هبة لزوجها , والأطفال هبة للوالدين , وفي ذلك يقول جل وعلا : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) فعطاء الله عز وجل هبة , ومنعة هبة , وقد قلنا من قبل إن النعمة قد تكمن في جوف النقمة , والنقمة قد تكمن في جوف النعمة , ولا يعلم أين الخير من الشر سوى الله عز وجل علام الغيوب . ويجب على الإنسان أن يعتقد اعتقادا جازما بأن كل شيء هبة من الله تبارك وتعالى حتى تلك الأشياء التي نظن أننا نكتسبها بالأسباب .. ولو ظن الإنسان أن ما به من نعمة من كسبه وعمله ونسي فضل الله عليه فإن لا محالة سيفقد هذه النعمة .. وقد رأينا ماذا فعل الله عز وجل بقارون حينما ادعى أن ما به من نعمة قد جاءته بعلمه وعمله ومن الواضح من القصة أن قارون قد ارتكب عدة معاص اجتمعت معا . فحق عليه العذاب , فهو فضلا عن ادعائه بأن النعم قد آلت إليه بعلمه وعمله , لم يكن يبتغي فيما أوتي الدار الآخرة , وكان يبغي الفساد في الأرض , وكان يخرج على الناس في زينته المبالغ فيها والتي كانت تسبب للفقراء من الناس إيذاء نفسيا وتشعرهم بالإحباط والقنوط والسخط على ما هم فيه من ضيق ذات اليد ورسل الله عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم كانوا يدركون جيدا أن كل شيء موهوب من الله , لذلك كانوا في دعائهم يستخدمون الفعل هب دون غيره من أفعال الدعاء .. ومن هذه الأدعية التي وردت في القرآن الكريم قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ) وقول سبحانه : (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً) وقوله الحق : (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) والإنسان يجب أن يلجأ في كل طلب إلى الله عز وجل لأنه وحده هو الوهاب الذي يعطي بلا مقابل , كما أنه هو وحده الذي يملك خزائن كل شيء حتى تلك الأشياء التي نظن أنها بيد فلان من الناس .. وقد قلنا من قبل إن الإرادة الإلهية تسخر الأسباب , بينما الأسباب لا تملك أن تغير هذه الإرادة والمولى عز وجل كما أخبر عن نفسه قال : (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) سورة ص