المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـحـذر الـحـذر . . . مـن أكـل لـحـوم الـبــشـر



ناصر أبوريان
12-08-2006, 08:42 AM
الـحـذر الـحـذر . . . مـن أكـل لـحـوم الـبــشـر
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين. أما بعد: فأود هنا أن أذكرنفسي وإياكم بخطورة ظاهرة سيئة وداء عضال ألاوهي } الغيبة والنميمة والسخرية واحتقار الناس { قال الله تعالى } يأيها الذين آمنوا لايسخرقوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن { وقال الله تعالى } يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولاتجسسوا ولايغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه { وجاء عن أبي موسى رضى الله عنه قال } قلت: يارسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال:من سلم المسلمون من لسنه ويده { رواه مسلم وعن الرسول r أنه قال } من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه الناريوم القيامة { إذا فلنعزم على ترك الغيبة والنميمة والإحتقار والسخرية، وترك نقل إشاعات المجالس وتتبع عورات الناس وعيبوهم من خلال الهاتف والإنترنت، وغير ذلك من الوسائل الأخرى ولنحذر الإجتهاد بتطبيق حديث شريف أو اية كريمة على واقعة معينة. أو حادثة معينة لفرد أو أفراد أو شعب أو حكومات بغير علم فإن ذلك إفتراء على الله تعالى ولنتفرغ لإصلاح أنفسنا أولاً ثم أهلنا وذيارتنا وأحفادنا ثم مواصلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنتائج بيد الله تعالى } إنك لاتهدي من أحببت { ولنحذر الذنوب صغيرها وكبيرها كل الحذر قال أحد العلماء: إذا أرادَ الله تعالى بعبده خيراً جعله معترفاً بذنوبهِ ممسكاً عنها مع الخوف والرجاء جواداً بماعنده زاهداً فيما عند غيره محتملاً لأذىَ غيرهِ وقال بأنَّ الله تعالى سهل لخلقه السبيل وحجبهم عن التدبير أي تدبيره سبحانه في خلقه فمن رضى بتدبيرالله له إطمأنَ وسكنَ إلى اختيارِ الله تعالى وسلم لحكمه فقد أزال ذلك الحجاب وأفضىَ القلب إلى ربه واطمأنَ إليه وسكن فبذلك أرضىَ ربه وأغضبَ شيطانه , لأننا نعلم علم اليقين بأن الله تعالى هو العزيزالحكيم العزيز الوهاب فهو يعطي لحكمه يعلمها هو ويريدها سبحانه وبمنع لحكمه بعلمها وهوسبحانه الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء , قال الله تعالى } أم يحسدون الناس على ما أتاهم من فضله فقد آتينا آلَ إبراهيم الكتاب والحكمة وأتيناهم ملكاً عظيماً { إذاً فنحن لسنا مكلفين بمحاسبة أحد بل نحن مسؤلون عن أنفسنا ومن تحت أيدينا والأقربين ثم الأقربين ولايسوغ لنا أنْ نحسد الموهوبين أو نحدد من يستحق أو من لايستحق تلك النعم. أو تلك العقوبة.كما أن البعض يتذمر ويتسخط بدلاً من التوبة والاستقامة. وتجده مشغلاً نفسه وغيره بالغيبة والنميمة ونقل الإشاعات وكشف عيوب الناس حكاماً وعلماء جماعات وأفراداً . أحياءً وأمواتاً حتى أموات المسلمين لم يسلموا من لسانه. وللأسف قد أراح الكفار والرافضة والمشركين من لسانه معتقداً أنه وحده المعصوم الناجي كما يسره نقل أخبار المصابين بالأمراض والإبتلاءات والخسائر المادية والبشرية وغير ذلك من الأخبار المتناقلة في مجالس الغيبة والنميمة وتتبع العيوب. كما أنك تلاحظ أنه ينقل الأخبار السيئة وهو فرح مسرور وإذا رأى نعم الله المتتابعة ولاحظ السرور على الآخرين حسدهم عليها. ويبدو حزيناً مكتئباً " أعوذ بالله من عذاب الله وعقابه ومن شرعباده " فأعلم أنه بذلك قد أغضب ربه وأطاع شيطانه وأنه على خطر عظيم إن لم يتب, فأدعو نفسي وإياهم إلى المسارعة إلى التوبة النصوح وأنْ نعمر دورنا وبيوتنا بالعبادات الصحيحة الخالصة لله تعالى نحن وجميع أفراد اسرتنا حيث أن البيوت تعمر بالطاعة وتهدم بالمعاصي وهذا لا يعني أن نترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العظيمة, بل نواصل طلب العلم ثم العمل والدعوة دون التشهير والتحقير والتعبير والتشاؤم .قال الله تعالى } إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شي" وقال تعالى " خلق الإنسان من عجل ساريكم آياتي فلا تستعجلون { وقال تعالى } إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين{ وقال المبعوث رحمة للعالمين r } التائب من الذنب كمن لا ذنب له

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:" أتدرون من الغيبة"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:"إذا ذكرت أخاك بما يكره فقد اغتبته" قيل: أرأيت إن كان في أخي ماأقول. قال:"إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته*" رواه مسلم. *يعني قلت فيه بهتانا
لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح, فإياك والوقوع في أعراض الناس وذكر مثالبهم والفرح بعثراتهم
وطلب زلاتهم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم" رواه البخاري
ورُوي عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه أن ريح الغيبة كانت تبين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لِقِلتِها
وأما في هذه الأزمان فقد كثرت الغيبة, وامتلأت الأنوف منها, فلا تتميز رائحتها, ومثل ذلك كمثل رجل دخل دار الدبّاغين, فلم يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة ونتنها, وأهلها المقيمون فيها يأكلون الطعام ويشربون فيها ولا تتبين لهم تلك الرائحة المنتنة لأنها ملأت أنوفهم, فكذلك أمر الغيبة في أيامنا هذه.
عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو آخذ بيدي, ورجل على يساره, فإذا نحن بقبرين أمامنا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير وبَلَى*, فأيكم يأتيني بجريدة, فاستبقا فسبقته, فأتيته بجريدة, فكسرها نصفين, فألقى على ذا القبر قطعة , وعلى ذا القبر قطعة. قال: إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين, وما يعذبان إلا بالغيبة والبول" رواه أحمد (*أي بَلَى هو كبير عند الله وصغير عند بعض الناس)
تصدق بعرضك على فقراء الأخلاق, واجعلهم في حلٍّ إن شتموك أو سبوك أو آذوك فعند الله العوض و اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته وحط من سيئاتك وجعلك مشهورا, وهذه نعمة
تحريم سماع الغيبة:
قال تعالى:"وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه", وقال:"والذين هم عن اللغو معرضون", وقال:"وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره, وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين"
يقول أحد الدعاة:
إذا اغتبت أحدهم ثم أخبرته أنك قلت ما قلته عنه فإن ذلك الشخص سيكرهك وسيحقد عليك, وبالتالي فإنك سوف تخلق جوّا من العداء بينك وبين إخوانك المسلمين, ولكن ما يجب عمله لكي تتحلل من ذنب الغيبة, أولا أن تتوب إلى الله توبة نصوحا من كل قلبك, تعرف أنك نادم وأن الغيبة طريق من طرق غضب الله عليك ثم تحاول قدر الإمكان أن تبتعد عن الغيبة بقناعة منك أنها طريق مجلبة للسيئات. ثم تحاول أن تخلق جوا من الصداقة بينك وبين من اغتبته . أو تستغفر له. شرط أن تفعل كل ذلك وأنت عازم على عدم العودة إلى الغيبة, فإن عزمت فبعون الله سوف يغفر الله لك فيمن اغتبته. والله أعلم
أسأل الله العلي القدير أن يحفظنا ويحفظ جميع علماءنا وولاة أمورنا وجميع المسلمين
والحمد لله وحده وصل الله وحده وصل اللهم وسلم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين وعلينا معهم برحمة أرحم الراحمين.

مادة منقولة لتعم الفائدة - وللمشاركة في الأجـر
ناصر أبوريان
الرياض
[email protected]