إسراء
23-07-2002, 05:09 PM
من يهمه أمري فليكمل حديثي و بوحي حتى النهاية :)
مساء الأنوار ..
كانت ليلة ..
حين يشعر الإنسان بألم كبير .. و حزن عميق .. يصل إلى أعماق روحه المتعبة ..
قد يشعره هذا الألم بشيء من السعادة .. و يعيد إليه ثقته في
نفسه .. و بأنه مازال يشعر و يتألم .. يحس .. معنى ذلك أنه مازال
إنسان .. إنسان في زمن قاس ..
في زمن رفع الشعارات و الهتافات .. زمن التبلد .. و الضياع في
المتاهات ..
أصابني خوف رهيب .. حقا لا أدري ما سببه و من أين يكون خوفي ..
هنا يتوارد إلى ذهني المجهد سؤال : أيكون الخوف مرض يصيب
الإنسان ..
كنت أجلس في البيت وحدي أشاهد التلفاز عصرا .. و الهدوء يغلف
المكان ..
إلا صوت المسلسل الذي كنت أتابعه .. كان يعيد الحياة إليه ..
دخل أبي .. و قد كان متعبا .. لمحت ذلك في عينيه .. قمت مسرعة
كعادتي اليومية .. لأقبل يده .. مد أبي يده نحوي .. و في هذه الأثناء ..
رن هاتف أبي ..
فزعت كثيرا .. و ابتعدت عنه .. استغرب أبي كثيرا ردة فعلي ..
و سألني : اشبك ؟
فأجبته و دقات قلبي في ازدياد : ما أدري بابا ما كنت ح تضربني ؟؟
أبتسم : ليش إنتي مسوية شيء ؟؟
أشرت برأسي لا
رد علي : طيب و ليش أضربك ؟؟ و بعدين تعالي هنا أنا عمري ضربتك ؟؟
صحيح .. لم يضربني أبي في عمره و لا مرة .. و لكن لم خفت الآن أن
يضربني ..
ربما لأني آمنت متأخرا .. مهما عشت مع إنسان و كنت له كل شيء
في حياته ..
لا يمكنك معرفته بشكل جيد كما تدعي .. و لو عشت عمرك كله معه ..
فلن تعرف إلا ما يريد هو لك أن تعرف .. و هذا يعني أننا لن نعرف
شيئا ..
شعور رهيب انتابني وقتها .. أنا لا أعرف أبي !!! و لا أعرف أحدا أبدا ..
أيكون أبي شخصا آخر .. غير الذي أحببت ؟؟ .. أيكون كل شخص
أحببته في حياتي ليس كما يبدو عليه ؟؟ رحمتك ربي بم أفكر ..
دخلت غرفتي .. و أغلقت الباب .. و جلست أفكر في كل شيء ..
حتى وصلت إلى لا شيء أبدا .. انقضت ساعات النهار سريعا ..
و جاء الليل البغيض ..
ليزيد خوفي اللعين أضعاف مما هو عليه .. أحدق في الفراغ .. و
السكوت المحيط بي يكاد يقتلني .. حاول أحدهم لا أدري من أن يدخل
غرفتي .. و لكن الباب كان مقفلا ..
قمت من مكاني .. لأفتح الباب .. و لكني لم أجد أحدا يقف خلف
الباب .. أخذت أبحث عن الشخص الذي كان يدق باب غرفتي ..
و لكني لم أجد أحدا .. دخلت غرف اخوتي و أبي الكل كانوا قد خلدوا
إلى النوم .. كرهت المسافة البعيدة التي قطعتها
بعيدا عن غرفتي .. و ها أنا الآن أقف في وسط البيت المظلم ..
عدت مسرعة إلى غرفتي .. و أخذت المفتاح معي و ضعته تحت
وسادتي .. خوفا من شيء لا أدري ما هو أيضا ..
و حزن كبير يسيطر على روحي و على كل كياني .. لم يأخذ كل منا
في هذه الحياةأكثر من دور في مسرحية حقيرة ؟؟ لم لا يمثل كل منا
الدور الذي فطر عليه ..
و يكون دورا واحدا فقط .. لم أطلب المستحيل .. و لم أكثر في طلبي ..
وحدة رهيبة و قاتلة ..
لم أذكر أني بكيت في حياتي كما فعلت الليلة الماضية .. فقد كنت
كشمعة تحترق ..
و تسيل دموعي لتتجمد في قلبي .. فتمنعه من الحركة .. أو حتى من
الشعور و النبض ..
و تمنيت وقتها .. أني ولدت في عصر الجاهلية .. و ما أقصرها من
حياة .. ما هي إلاسويعات قليلة .. حتى يأتي أبي ويئدني ..
كانت الدموع تكاد تخنقني .. و كنت خائفة جدا .. لم أرد النوم أبدا ..
و لكني كنت متعبة بحق .. خائفة من كل شيء .. و شيء لا أدري ما هو ..
خائفة حتى أن أتحرك .. فبقيت ثابتة في مكاني .. خلعت نظارتي ..
و أطبقت قبضتي عليها ..
و نمت ...
و كانت ليلة .. لم أشهد مثلها من قبل ..
و يبقى سؤالي ..
أ أكون أنا شخص لا أعرفه ؟؟
غالي تحياتي ...
إســـــــراء
مساء الأنوار ..
كانت ليلة ..
حين يشعر الإنسان بألم كبير .. و حزن عميق .. يصل إلى أعماق روحه المتعبة ..
قد يشعره هذا الألم بشيء من السعادة .. و يعيد إليه ثقته في
نفسه .. و بأنه مازال يشعر و يتألم .. يحس .. معنى ذلك أنه مازال
إنسان .. إنسان في زمن قاس ..
في زمن رفع الشعارات و الهتافات .. زمن التبلد .. و الضياع في
المتاهات ..
أصابني خوف رهيب .. حقا لا أدري ما سببه و من أين يكون خوفي ..
هنا يتوارد إلى ذهني المجهد سؤال : أيكون الخوف مرض يصيب
الإنسان ..
كنت أجلس في البيت وحدي أشاهد التلفاز عصرا .. و الهدوء يغلف
المكان ..
إلا صوت المسلسل الذي كنت أتابعه .. كان يعيد الحياة إليه ..
دخل أبي .. و قد كان متعبا .. لمحت ذلك في عينيه .. قمت مسرعة
كعادتي اليومية .. لأقبل يده .. مد أبي يده نحوي .. و في هذه الأثناء ..
رن هاتف أبي ..
فزعت كثيرا .. و ابتعدت عنه .. استغرب أبي كثيرا ردة فعلي ..
و سألني : اشبك ؟
فأجبته و دقات قلبي في ازدياد : ما أدري بابا ما كنت ح تضربني ؟؟
أبتسم : ليش إنتي مسوية شيء ؟؟
أشرت برأسي لا
رد علي : طيب و ليش أضربك ؟؟ و بعدين تعالي هنا أنا عمري ضربتك ؟؟
صحيح .. لم يضربني أبي في عمره و لا مرة .. و لكن لم خفت الآن أن
يضربني ..
ربما لأني آمنت متأخرا .. مهما عشت مع إنسان و كنت له كل شيء
في حياته ..
لا يمكنك معرفته بشكل جيد كما تدعي .. و لو عشت عمرك كله معه ..
فلن تعرف إلا ما يريد هو لك أن تعرف .. و هذا يعني أننا لن نعرف
شيئا ..
شعور رهيب انتابني وقتها .. أنا لا أعرف أبي !!! و لا أعرف أحدا أبدا ..
أيكون أبي شخصا آخر .. غير الذي أحببت ؟؟ .. أيكون كل شخص
أحببته في حياتي ليس كما يبدو عليه ؟؟ رحمتك ربي بم أفكر ..
دخلت غرفتي .. و أغلقت الباب .. و جلست أفكر في كل شيء ..
حتى وصلت إلى لا شيء أبدا .. انقضت ساعات النهار سريعا ..
و جاء الليل البغيض ..
ليزيد خوفي اللعين أضعاف مما هو عليه .. أحدق في الفراغ .. و
السكوت المحيط بي يكاد يقتلني .. حاول أحدهم لا أدري من أن يدخل
غرفتي .. و لكن الباب كان مقفلا ..
قمت من مكاني .. لأفتح الباب .. و لكني لم أجد أحدا يقف خلف
الباب .. أخذت أبحث عن الشخص الذي كان يدق باب غرفتي ..
و لكني لم أجد أحدا .. دخلت غرف اخوتي و أبي الكل كانوا قد خلدوا
إلى النوم .. كرهت المسافة البعيدة التي قطعتها
بعيدا عن غرفتي .. و ها أنا الآن أقف في وسط البيت المظلم ..
عدت مسرعة إلى غرفتي .. و أخذت المفتاح معي و ضعته تحت
وسادتي .. خوفا من شيء لا أدري ما هو أيضا ..
و حزن كبير يسيطر على روحي و على كل كياني .. لم يأخذ كل منا
في هذه الحياةأكثر من دور في مسرحية حقيرة ؟؟ لم لا يمثل كل منا
الدور الذي فطر عليه ..
و يكون دورا واحدا فقط .. لم أطلب المستحيل .. و لم أكثر في طلبي ..
وحدة رهيبة و قاتلة ..
لم أذكر أني بكيت في حياتي كما فعلت الليلة الماضية .. فقد كنت
كشمعة تحترق ..
و تسيل دموعي لتتجمد في قلبي .. فتمنعه من الحركة .. أو حتى من
الشعور و النبض ..
و تمنيت وقتها .. أني ولدت في عصر الجاهلية .. و ما أقصرها من
حياة .. ما هي إلاسويعات قليلة .. حتى يأتي أبي ويئدني ..
كانت الدموع تكاد تخنقني .. و كنت خائفة جدا .. لم أرد النوم أبدا ..
و لكني كنت متعبة بحق .. خائفة من كل شيء .. و شيء لا أدري ما هو ..
خائفة حتى أن أتحرك .. فبقيت ثابتة في مكاني .. خلعت نظارتي ..
و أطبقت قبضتي عليها ..
و نمت ...
و كانت ليلة .. لم أشهد مثلها من قبل ..
و يبقى سؤالي ..
أ أكون أنا شخص لا أعرفه ؟؟
غالي تحياتي ...
إســـــــراء