رغــد
22-06-2006, 04:09 PM
ـ ضرْبٌ من الرّسَائل الأدَبيّة ـ
.
.
الثانية عشرة ظهراً .. وأنا أتتبعُ كلّ مهازلي السابقة تلك التي كنتُ أظنّ أنها تليق برجل مثلي يحق له أن يمارس مايشاء من الحبْ , بعد أن أذاقته الحياة صنوف الحرمان, فكان حرياً به الآن أن يعيش .
بدا الوقتُ الآن أضيق من أن أحصر الماضي اللعين في ظهيرة واحدة كهذه ! .. كل شيء ضيّق لايتسع لذكريات تعيسة وغريبة في الوقت ذاته .
لمرات عديدة , رغبتُ في أن أخلع ذكرياتي مني .. وألقي بها بعيداً نحو ماضِ ليس لي .
أتملّص منها .. أتبرأ .. وكأني لا أعرفها .. ولا أعرف أصحابها ولا أحداثها ولا الأزمنة والأمكنة المرتبطة بتفاصيلها .
نحن لا نتجرد من الذكريات إلا إذا كانت مؤلمة , بمعنى أننا قد أدركنا أخيراً بأننا قد ارتكبنا أخطاء ذريعة في حق أنفسنا التي كانت على الفطرة . أوغلنا في الخطأ حين كنا نعتبر أن كل مانقوم به هو ضرب من المتع التي سوف لن يعقبها بكاء .. في حين أننا لسنا متأكدين من أنه قد يعقبها موت .
دائماً هو الموت أمرٌ مستبعد . . لايمر على الدور حين نتوقع أنهُ سيمر .. وفي غفلة منا يأتي .. ويبقى رابضاً في وسط البيت .
مؤسف أن أقول عن " سلمى ".. أنها ذكرى لعينة .
ربما قد تتفاجأ بما تسمعهُ مني الآن , لكني أكتب وأفكر بمنطقية .
مامعنى أن تأتي سلمى لتخلّف جرحاً داميا في حياتي وترحل . أو أرحل . لايهم , المهم أننا افترقنا في مُباركة مني .. حين اقتنعتُ أن الوصال حتماً سوف يقضي على الحب .؟!
مامعنى أن أتذكرها الآن .. بشيء من الحسرة التي ستُصدر معها وابلاً من الزفرات العظيمة .. أليس من الأفضل أننا لم نلتقِ لأكتفي عناء آلام الصدر هذه .؟
سلمى ماذا لو لم أعرفكِ .. هل ستقل مناعتي ضد المرض كما اليوم ؟
في الأصل ماذا وهبتني معرفتي إياكِ .. وحبّي إياكِ .. سعادة .. وجنة .. وأعياد .. وماذا!!
كم من الوقت سأستغرق حتى أنساكِ وتنسيني .. لو سلّمنا فرضاً بأن هذا سيحصل !؟
أليس مؤلمًاً أن أنساكِ ؟!
ومتعباً أن لا أنساكِ ؟
كُنّا سعيدينْ ! .. ولكن ..
ماذا لو أخبرتك بأننا في غنى عن سعادة تذهب ولا تبقى , و لو سألتكِ هل تفضلين سعادة تزول بلا أي خسائر تذكر .. أم سعادة خلّفت كل موت ممكن ..؟
أليست سعادتنا كذلك ؟ .. فلماذا أرغمنا أنفسنا على التشبث بها., وغداً ستترك جنائز كثيرة لاتعد ولا تُحصى .
ألا توافقينني الآن .. في أن فراقنا اليوم صار أمراً حتمياً ..؟!
كيف قلنا في لحظات الإنتشاء أن الحب حياة ..
كانت حياة قصيرة جداً ياسلمى لم تكن تستحق خوفي الهائل من عواقبها عليكِ اليوم !
كذب من قال .. لاندم على الحب لقد عشتُ عمراً من السعادة يكفي لأعمار قادمة .
لقد مضى يوم على رحيلكِ ياحبيبة وانقضت أعمار السعادة كلها . وُفتحت جهنم على مصراعيها لي .. وأضحتْ غرفتي سرداق عزاء وجنائز من ذكريات تصطف على الأرفف وتسكن الأدراج !
هو رائع .. أن توأد تفاصيل الحب في بداياتها فنتجنب كلّ مايمكنه أن يلكزنا ويقضّ مضاجعنا طوال العمر .
عذراً سلمى .
صبيحة الغد سيتكلّف الحبّ أن يشرح لكٍ معنى أن نفترق اليوم .
.
.
" رغد "
.
.
الثانية عشرة ظهراً .. وأنا أتتبعُ كلّ مهازلي السابقة تلك التي كنتُ أظنّ أنها تليق برجل مثلي يحق له أن يمارس مايشاء من الحبْ , بعد أن أذاقته الحياة صنوف الحرمان, فكان حرياً به الآن أن يعيش .
بدا الوقتُ الآن أضيق من أن أحصر الماضي اللعين في ظهيرة واحدة كهذه ! .. كل شيء ضيّق لايتسع لذكريات تعيسة وغريبة في الوقت ذاته .
لمرات عديدة , رغبتُ في أن أخلع ذكرياتي مني .. وألقي بها بعيداً نحو ماضِ ليس لي .
أتملّص منها .. أتبرأ .. وكأني لا أعرفها .. ولا أعرف أصحابها ولا أحداثها ولا الأزمنة والأمكنة المرتبطة بتفاصيلها .
نحن لا نتجرد من الذكريات إلا إذا كانت مؤلمة , بمعنى أننا قد أدركنا أخيراً بأننا قد ارتكبنا أخطاء ذريعة في حق أنفسنا التي كانت على الفطرة . أوغلنا في الخطأ حين كنا نعتبر أن كل مانقوم به هو ضرب من المتع التي سوف لن يعقبها بكاء .. في حين أننا لسنا متأكدين من أنه قد يعقبها موت .
دائماً هو الموت أمرٌ مستبعد . . لايمر على الدور حين نتوقع أنهُ سيمر .. وفي غفلة منا يأتي .. ويبقى رابضاً في وسط البيت .
مؤسف أن أقول عن " سلمى ".. أنها ذكرى لعينة .
ربما قد تتفاجأ بما تسمعهُ مني الآن , لكني أكتب وأفكر بمنطقية .
مامعنى أن تأتي سلمى لتخلّف جرحاً داميا في حياتي وترحل . أو أرحل . لايهم , المهم أننا افترقنا في مُباركة مني .. حين اقتنعتُ أن الوصال حتماً سوف يقضي على الحب .؟!
مامعنى أن أتذكرها الآن .. بشيء من الحسرة التي ستُصدر معها وابلاً من الزفرات العظيمة .. أليس من الأفضل أننا لم نلتقِ لأكتفي عناء آلام الصدر هذه .؟
سلمى ماذا لو لم أعرفكِ .. هل ستقل مناعتي ضد المرض كما اليوم ؟
في الأصل ماذا وهبتني معرفتي إياكِ .. وحبّي إياكِ .. سعادة .. وجنة .. وأعياد .. وماذا!!
كم من الوقت سأستغرق حتى أنساكِ وتنسيني .. لو سلّمنا فرضاً بأن هذا سيحصل !؟
أليس مؤلمًاً أن أنساكِ ؟!
ومتعباً أن لا أنساكِ ؟
كُنّا سعيدينْ ! .. ولكن ..
ماذا لو أخبرتك بأننا في غنى عن سعادة تذهب ولا تبقى , و لو سألتكِ هل تفضلين سعادة تزول بلا أي خسائر تذكر .. أم سعادة خلّفت كل موت ممكن ..؟
أليست سعادتنا كذلك ؟ .. فلماذا أرغمنا أنفسنا على التشبث بها., وغداً ستترك جنائز كثيرة لاتعد ولا تُحصى .
ألا توافقينني الآن .. في أن فراقنا اليوم صار أمراً حتمياً ..؟!
كيف قلنا في لحظات الإنتشاء أن الحب حياة ..
كانت حياة قصيرة جداً ياسلمى لم تكن تستحق خوفي الهائل من عواقبها عليكِ اليوم !
كذب من قال .. لاندم على الحب لقد عشتُ عمراً من السعادة يكفي لأعمار قادمة .
لقد مضى يوم على رحيلكِ ياحبيبة وانقضت أعمار السعادة كلها . وُفتحت جهنم على مصراعيها لي .. وأضحتْ غرفتي سرداق عزاء وجنائز من ذكريات تصطف على الأرفف وتسكن الأدراج !
هو رائع .. أن توأد تفاصيل الحب في بداياتها فنتجنب كلّ مايمكنه أن يلكزنا ويقضّ مضاجعنا طوال العمر .
عذراً سلمى .
صبيحة الغد سيتكلّف الحبّ أن يشرح لكٍ معنى أن نفترق اليوم .
.
.
" رغد "