المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة إلى الله لا تكون إلا على منهاج النبوة



abouelmodafar
04-06-2006, 12:36 PM
قال الله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} وقال تعالى: {أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وقال تعالى: {الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس}

هذا تقرير واضح محكم من الله العليم الحكيم أن الدعوة إلى الله من خير الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله، وان الله يصطفي للدعوة إليه خير عباده. ولكن السبل تفردت بالعباد عن سبيل الله في دينه ومنه الدعوة إليه.

فما حكم تعدد الجماعات والأحزاب في الإسلام؟

1- توجد إجابة واضحة في فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله، وعضوية نائبه في الإفتاء الشيخ عبد الرزاق عفيفي (وهو كاتب أصل الفتوى بخط يده) والشيخ عبد الله بن غديان، والشيخ عبد الله بن حسن بن قعود، برقم 1674 في 7/ 10/ 1397، ومما ورد في هذه الفتوى:

«لا يجوز إن يتفرق المسلمون في دينهم شيعاً وأحزاباً فإن هذا التفرق مما نهى عنه الله وذم من أحدثه أو تابع اهله، وتوعد فاعليه بالعذاب العظيم«، قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} إلى قوله: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} وقال تعالى: {ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء}.

اما إن كان ولي أمر المسلمين هو الذي نظمهم ووزع بينهم أعمال الحياة الدينية والدنيوية فهذا مشروع« انتهى النقل.

2- ومن مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ج5 ص 202- 204 فتوى مماثلة تجيب بوضوح وصراحة عن هذا السؤال وفيها: «ان نبينا محمداً بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم قال الله تعالى: {ان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} وقال تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به أبراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}.. فالواجب على المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، ونصح الجميعبأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ودعا إليه نبينا محمد ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي امرنا الله باتباعه في قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} ومما لا شك فيه ان كثرة الفرق والجماعات في البلد المسلم مما يحرص عليه الشيطان أولاً واعداء الإسلام من الإنس ثانيا« انتهى النقل.

3- وفي فتاوي الشيخ محمد ناصر الدين الالباني جمع عكاشة بن عبد المنان الطيبي ص106 فتوى مماثلة، ومنها:

«لا يخفى على كل مسلم عارف بالكتاب والسنة وما كان عليه سلفنا الصالح رضي الله عنهم ان التحزب والتكتل في جماعات مختلفة المناهج والأساليب ليس من الإسلام في شيء، بل ذلك مما نهى عنه ربنا عز وجل في أكثر من آية في القرآن الكريم« انتهى النقل.

4- وللشيخ محمد بن صالح بن عثيمين فتوى مماثلة منشورة في كتاب «الصحوة الإسلامية.. ضوابط وتوجيهات« إعداد علي بن حسين أبولوز ص154، وفيها: «ليس في الكتاب ولا في السنة ما يبيح تعدد الجماعات والاحزاب بل ان في الكتاب والسنة ذم لذلك، قال الله تعالى: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبراكل حزب بما لديهم فرحون} ولا شك ان هذه الأحزاب تنافي ما أمر الله به، بل ما حث الله عليه في قوله تعالى: {وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} انتهى النقل.

5- وللشيخ صالح بن فوازن الفوزان من هيئة كبار العلماء فتوى مماثلة، وفيها:

«التفرق ليس من الدين، لأن الدين أمرنا بالاجتماع وأن نكون جماعة واحدة وأمة واحدة على عقيدة التوحيد وعلى متابعة الرسول ، يقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} انتهى النقل من كتاب: «مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة«.اعداد: د. عبد الله الرفاعي، ص44- 45.

وتفصيل هذه الفتاوى مجتمعة في كتاب «الجماعات الإسلامية بين العاطفة والتعقل« للشيخ سعود بن ملوخ العنزي ص 103- 112.

مضافاً إليها فصل عن مضار وآفات التحزب والتفرق في الدين ص63- 69 مقتبس من كتاب «حكم الانتماء« للشيخ بكر بن عبد الله ابو زيد من هيئة كبار العلماء من ص135 ومجموعة فتوى مفصلة بتحريم تعدد الجماعات والأحزاب.

و على نبينا محمد (الذي وحدنا الله على منهاجه من الوحي ويريد الشيطان ان يفرقنا بمناهج غيره من الفكر) وعلى آله وصحبه وأتباعه.