المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدالــــــــــة السمــــــــــاء



رشا محمود
20-05-2006, 11:23 AM
إستغرق حسام فى الكتابة تماما حتى إنه لم يشعر بذلك الشاب الذى دلف إلى مكتبه واقترب منه على حذر ثم ضرب بيده سطح مكتبه فجأة .. شهق حسام وتراجع بمقعده للوراء فى حين تعالت ضحكات الشاب فى مرح طفولى وهو يضرب ركبته بيده ويشير إليه قائلا .. لقد نلت منك مرة أخرى .. إبتسم حسام بعدما إستعاد هدوءه قائلا .. ألن تتوقف عن تلك الحركات الصيبيانية يا كريم ؟ .. إبتسم كريم وهو يجلس قبالته قائلا .. ألن تتوقف انت عن إستغراقك التام فى عملك حتى أنك لا تشعر بما يدور حولك .. ثم تلفت حوله قبل أن يقول بصوت منخفض .. ربما تمكن أحد الأشخاص من قتلك يوما ما دون أن تشعر به .. نظر له حسام قائلا .. ماهذا الذى تقوله ؟ .. تعالت ضحكات كريم قبل أن يقول .. ألست محرر قسم الحوادث بالجريدة وتحيط نفسك بالجرائم والمجرمين طوال الوقت .. ثم قرب وجهه منه وهو يهمس .. من الأفضل أن تنتبه لنفسك جيدا .. تراجع حسام فى مقعده مبتسما وهو يقول .. من الغريب أنك لم تفقد روح الدعابة بعد يا كريم .. كنت أظن أن ممارستك للطب ستغيرك كثيرا .. ثم ضحك قبل أن يقول .. بالله عليك أى نوع من الأطباء أنت .. تعالت ضحكاتهما قبل أن يطرق الباب ويدلف منه الساعى وهو يحمل صينية القهوة واقترب من مكتب حسام ومد يده بفنجان القهوة الذى اهتز بين يده وكاد ينسكب على حسام لولا أن أمسكه حسام بيده .. اضطرب الساعى وهو يقول .. معذرة يا أستاذ حسام لم أقصد .. ربت حسام على كتفه قائلا .. لا عليك يا عم جاد .. لم يحدث شىء .. خفض عم جاد رأسه متمتما .. شكرا لك .. ثم إستدار ليغادر المكتب .. فاستوقفه حسام قائلا .. عم جاد .. ثم قام من مكتبه وإقترب منه قائلا .. ما بك يا عم جاد ؟ .. إنك لست على ما يرام .. هل هناك شىء ؟ .. صمت عم جاد ودمعت عيناه .. نظر له حسام وقال .. يبدو أن الأمر خطير .. ماذا حدث ؟ .. أجابه عم جاد بصوت باكى .. إن ابنى ماجد مريض سأله حسام ماذا به ؟ .. أجابه عم جاد .. لا أدرى إنه يشكو من آلام بجسده و .. قاطعه كريم قائلا .. ولماذا لم تأتى به إلى مستشفانا يا عم جاد ؟.. نظر له عم جاد قائلا .. ولكن يا دكتور .. قاطعه كريم مرة أخرى .. لا تقل شيئا .. أحضره غدا إلى المستشفى إتفقنا ؟ .. نظر حسام لعم جاد قائلا .. لقد سمعت دكتور كريم يا عم جاد .. أحضره غدا للمستشفى .. رفع عم جاد يديه قائلا .. بارك الله فيكما .. جزاكما الله خيرا .. ثم إنصرف من المكتب نظر حسام لكريم قائلا .. هل ستأخذه إلى القسم المجانى .. أشار له كريم بإصبعه مصححا .. بل القسم الإنسانى إبتسم له حسام قبل أن يقول .. إن والدك الدكتور جمال إنسان بمعنى الكلمة فبعد أن من الله عليه وأصبح من كبار أساتذة الطب وأفتتح مستشفاه الضخم هذا لم ينسى أبدا المحتاجين والفقراء وخصص لهم هذا القسم .. أجابه كريم .. لا تنسى أن أول عيادة لأبى كانت فى حينا الشعبى .. ثم صمت قليلا قبل أن يقول .. أقصد الذى كان حينا .. نظر له حسام مبتسما وهو يقول .. لا تقل لى أن الحى الراقى الذى تسكن فيه الآن لا يروقك وأنك تحن للحى الشعبى القديم .. نظر له كريم وقال فى شرود .. صدقنى يا حسام .. لقد كنت أكثر سعادة هناك كنت أشعر بالدفء بين أهالى الحى .. ولكن بعد إنتقالنا منه ووفاة والدتى رحمها الله وإنشغال أبى التام فى عمله .. أصبحت أفتقد هذا الدفء .. ثم إبتسم قائلا .. لم يبقى منه سوى صداقتى بك إنك تذكرنى بالأيام الخوالى ثم نهض قائلا .. سأتركك الآن لأذهب لعملى .. ثم توقف فجأة وأطلق صفير إعجاب وهو يرمق سترة حسام المعلقة بجانب مكتبه وقال .. لقد إشتريت سترة جديدة .. إن ذوقك رائع يا حسام .. نظر له حسام قائلا .. يبدو أننى لن أهنأ بها .. كالعادة .. إبتسم له كريم قائلا .. بالطبع يا صديقى .. ثم خلع كريم سترته وعلقها مكان سترة حسام التى أرتداها هو ثم قال وهو يدور حول نفسه كعارضى الأزياء .. ما رأيك ؟ .. نظر له حسام قائلا .. رائعة كأنها صنعت من أجلك .. ضحك كريم قائلا .. أنا أعرف ذلك .. أتذكر منذ كنا صغار ونحن نتبادل الملابس .. أليس رائعا أننا نرتدى المقاس ذاته ثم غمز له بعينه قائلا .. إن ذلك يوفر على الذهاب للتسوق .. ثم أشار له بيده مودعا قبل أن يخرج من المكتب وهو يقول .. سلام .. هز حسام رأسه مبتسما ثم عاد للكتابة مرة أخرى ...

إنتهى كريم من المرور على بعض الحالات ثم توقف أمام أحد المكاتب وطرق بابه بهدوء قبل أن يدلف منه وعلى وجهه إبتسامة قائلا .. صباح الخير يا دكتور .. نظر له الدكتور جمال وهو يخلع منظاره الطبى وإبتسم قائلا .. صباح الخير يا كريم .. كيف حالك يا بنى ؟ .. نظر له كريم قائلا .. بخير يا دكتور .. ماذا عنك ؟ .. لم أرك منذ أمس .. إننى أحسد هؤلاء المرضى الذين يحظون بإهتمامك ووقتك أكثر منى .. إبتسم له الدكتور جمال قائلا .. إن هؤلاء المرضى يضعون حياتهم بين أيدينا .. إنها مسئولية ثقيلة يا ولدى .. يجب أن نقدرها جيدا .. ونكون لها أهلا .. إقترب كريم من مكتب أبيه قائلا .. أتعلم يا دكتور .. أحيانا أتمنى لو كنت أحد مرضاك لأحظى برعايتك وقربك .. إنتفض الدكتور جمال وإحتضن وجه كريم بكفيه قائلا .. لا تقل هذا يا ولدى .. لا تقل هذا .. لا يمكننى إحتمال فكرة أنك تتألم ولو للحظة واحدة .. لا يمكننى ذلك أبدا .. ربت كريم على يد والده وقبلها قائلا .. حفظك الله لى يا والدى .. ثم سمعا صوت طرقات خفيفة على الباب قبل أن تدخل إحدى الممرضات قائلة .. دكتور كريم .. إن الحالة التى تنتظرها وصلت الآن .. أجابها كريم .. حسنا سآتى على الفور .. إستوقفه الدكتور جمال قائلا .. أين ستذهب ؟ .. أجابه كريم .. سأذهب لأرى هذه الحالة فقد وعدت عم جاد أن أكشف على ابنه المريض و .. قاطعه قائلا .. ابنه ؟ .. أجابه كريم .. نعم .. سأله الدكتور جمال قائلا .. كم عمره ؟ .. أجابه كريم ماجد .. إممممم أعتقد أنه فى الرابعة عشر أو الخامسة عشر من عمره .. ولكن لماذا تسأل ؟ ..
شرد الدكتور جمال ببصره قليلا قبل أن يقول للممرضة .. إجعلى الدكتور علاء يقوم بالكشف على هذه الحالة .. أجابته الممرضة .. حسنا يا دكتور .. ثم إنصرفت خارجا .. إلتفت كريم له قائلا .. ولماذا لا أقوم أنا بالكشف عليه ؟ .. أجابه الدكتور جمال قائلا .. هل نسيت ؟ .. اليوم سنجرى عملية هامة .. أريدك أن تحضرها معى .. هيا إستعد .. غرفة العمليات ستكون جاهزة بعد نصف ساعة .. أجابه كريم .. حسنا يا دكتور .. سأكون مستعد

بعد إنتهاء العملية والتى إستغرقت أكثر من ست ساعات .. دخل الدكتور جمال إلى مكتبه وتبعه كريم الذى ألقى بجسده على المقعد فى إجهاد .. إبتسم له الدكتور جمال قائلا .. هل أجهدتك العملية إلى هذا الحد ؟ . أجابه كريم إنها معقدة للغاية يا دكتور .. أجابه الدكتور جمال .. إن هذا النوع من العمليات هو الذى يصقل خبراتك ويجعل منك طبيبا ناجحا .. يجب أن تتعلم هذا .. تثائب كريم فى إرهاق قائلا .. نعم يا دكتور معك حق .. إبتسم الدكتور جمال بحنان وهو يقول .. حسنا يا كريم .. يمكنك الذهاب الآن لتحصل على قسط من الراحة .. أجابه كريم .. حسنا يا دكتور .. ولكن سأمر أولا على القسم المجانى لأرى ماجد ابن عم جاد و.. قاطعه الدكتور جمال فى حزم كلا .. نظر له كريم متسائلا .. أجابه الدكتور جمال .. فلتأخذ قسطا من النوم .. أريدك أن تكون صافى الذهن تماما فى الصباح ولا تقلق فإن الدكتور علاء قام باللازم .. صمت كريم قليلا قبل أن يقول .. لا أفهم يا دكتور .. أشعر كأنك تحاول إبعادى عن هذا القسم .. أجابه الدكتور جمال .. إننى أحتاجك هنا أكثر .. أنت من سيدير هذه المستشفى من بعدى ويجب أن تكون ملما بكل شىء .. أما بالنسبة للقسم المجانى فأنت تعرف أن نخبة من أفضل أطبائنا يقومون بالإشراف عليه .. أنا لم أقصر فى هذا .. صمت كريم قليلا ثم قال .. حسنا يا دكتور .. سأذهب الآن .. إتجه كريم نحو الباب وفتحه فطالعه وجه الدكتور علاء الذى إبتسم له قائلا .. مرحبا يادكتور كريم ... أجابه كريم .. مرحبا يا علاء .. بعد إذنك .. ثم تركه وإنصرف بينما دخل علاء إلى مكتب الدكتور جمال وأغلق الباب خلفه ...

أوقف كريم سيارته أمام المستشفى ونزل منها متوجها نحو مبنى المستشفى قبل أن ينتفض فزعا عندما وضع أحد الأشخاص يده على كتفه فجأة .. إلتفت كريم خلفه بسرعة ثم إبتسم قائلا .. حسام .. لقد أفزعتنى .. ضحك حسام قائلا .. لقد نلت أنا منك هذه المرة .. إبتسم كريم قائلا .. وما سر هذه الزيارة الكريمة لمستشفانا المتواضع ؟ .. أجابه حسام .. لقد جئت للإطمئنان على ماجد .. كيف هو ؟ .. صمت كريم ثم ربت على كتف حسام قائلا .. هيا بنا .. سنطمئن عليه معا .. ثم توجها معا نحو أحد المبانى ...

عبر كريم الرواق الطويل وهو يتحدث مع حسام ثم إستوقف إحدى الممرضات وسألها .. أين حجرة ماجد ؟ .. أجابته .. نعم الحالة التى جائت أمس .. تفضل معى يا دكتور .. تبعها كريم وحسام إلى إحدى الحجرات ودخلها كريم مبتسما وهو يقول .. صباح الخير يا بطل .. كيف حالك الآن ؟ .. ثم تبعه حسام .. نظر لهما ماجد قائلا .. الحمد لله .. ولكنى أشعر بألم فى جانبى .. نظر له كريم ثم إلتفت للممرضة التى بادرته قائلة .. لقد أجرى له الدكتور علاء عملية الزائدة الدودية أمس .. سألها كريم .. وأين التقرير الطبى الخاص به ؟ .. أجابته .. سأحضره حالا .. إلتفت كريم نحو ماجد ثم إقترب منه قائلا .. حسنا يا ماجد .. دعنى أرى هذا الجرح .. قاطعه صوت الدكتور علاء قائلا .. صباح الخير يا دكتور كريم .. إلتفت له كريم قائلا .. صباح الخير .. ماذا كانت الحالة بالضبط ؟ .. أجابه الدكتور علاء .. لقد كان يعانى من آلام ناتجة عن إلتهاب الزائدة الدودية وقد قمت بإستئصالها .. ثم مد له يده بأوراق وهو يقول .. وهاهو التقرير الطبى الخاص به .. ألقى كريم نظرة على التقرير .. بينما إلتفت علاء نحو ماجد قائلا .. كيف حالك اليوم يا ماجد ؟ .. أجابه ماجد .. الحمد لله .. ثم أشار بيده إلى جرحه قائلا .. ولكن هذا الألم .. أمسك علاء بيد ماجد وربت عليها قائلا .. لا تقلق سيزول هذا الألم قريبا وتكون بخير .. دخلت إحدى الممرضات إلى الحجرة قائلة .. دكتور كريم إن الدكتور جمال يطلبك فى مكتبه أجابها كريم .. سأحضر حالا .. مسح حسام على رأس ماجد قائلا .. حمد لله على سلامتك يا ماجد .. إن شاء الله ستكون بخير .. ثم إلتفت نحو كريم قائلا .. سأذهب الآن يا كريم .. أوصله كريم خارجا قبل أن يتوجه نحو مكتب الدكتور جمال ...

إنتهى حسام من كتابة تقريرا حول إحدى القضايا والذى إستغرق منه عدة أيام ثم قام مسرعا وتوجه نحو باب مكتبه وما أن فتحه حتى طالعه وجه عم جاد .. إبتسم له حسام قائلا .. أهلا يا عم جاد .. كيف حال ماجد الآن ؟ نظر له عم جاد قائلا .. أريدأن أحدثك فى أمر هام يا أستاذ حسام .. أجابه حسام .. ألا تستطيع تأجيله قليلا يا عم جاد .. أريد أن ألحق بالمطبعة .. أجابه عم جاد .. إن الأمر لا يحتمل التأجيل .. نظر حسام إلى ساعة يده ثم قال حسنا يا عم جاد .. تفضل .. أنا أستمع لك ...

إنشغل كريم فى قراءة أحد الملفات قبل أن يفتح باب مكتبه فجأة .. رفع كريم وجهه عن الملف ناظرا إلى حسام الذى وقف عند الباب صامتا .. نظر له كريم ثم قال .. حسام .. أغلق حسام باب المكتب خلفه فى عنف وتوجه نحو كريم بخطوات بطيئة .. نظر له كريم مندهشا ثم قال .. حسام .. ما بك ؟ .. هل حدث شىء ؟ .. ألقى حسام أمامه ببعض الأوراق .. نظر كريم للأوراق قائلا .. ما هذه ؟ .. أجابه حسام .. أنظر بنفسك .. نظر له كريم بحيرة ثم أمسك بالورق وقرأه .. قام كريم من مقعده وإلتفت لحسام قائلا بدهشة .. هذا التقرير ... ولكن كيف ؟؟ أنا لا أصدق .. قاطعه حسام بغضب .. ومن كان يصدق هذا .. أريد تفسيرا واحدا لهذا الأمر .. تفسيرا لا يجعلنى أفقد أعز أصدقائى .. نظر له كريم قائلا .. حسام .. أنت لا تفكر أن لى علاقة بهذا الأمر .. يبدو أن خطأ ما قد حدث .. لابد .. ولكن ليس متعمدا .. لا يمكن ذلك .. إنه جنون .. ضرب حسام سطح المكتب فى غضب وهو يقول .. الجنون هو ما يعانيه المسكين عم جاد وإبنه .. هل لديك تفسيرا لما حدث .. أجبنى .. أجابه كريم بعصبية .. أقسم لك يا حسام أنا لا أعرف شيئا عن هذا الأمر .. أنا حتى لا يمكننى تخيله بأى حال .. نظر له حسام قائلا .. كونك لا تعرف تلك مصيبة أخرى .. لا تقل لى أن هؤلاء الأطباء يعملون من تلقاء أنفسهم ومن وراء ظهوركم فى المستشفى الذى تملكونه .. من عساه يصدق هذا .. أجابه كريم بعصبية أكبر .. أنت مصر أننى فعلت هذا .. ثم دار حول مكتبه وإقترب من حسام قائلا وهو يجذبه ليواجهه .. حسام .. هل تصدق هذا ؟؟ إنه أنا صديقك .. أنت تعرفنى أكثر مما أعرف أنا نفسى .. بالله عليك يا حسام .. إنظر لى .. أبعد حسام يد كريم عنه .. ثم قال .. وماذا عن الدكتور جمال؟ .. ألا يعرف هو الآخر .. أجابه كريم .. بالطبع لا .. أبى .. مستحيل .. لقد إفتتح هذا القسم لمساعدة الفقراء .. قاطعه حسام فى ثورة .. بل لسرقتهم .. ثم إستدرك قائلا .. إسمع يا كريم .. أنا لن أسكت عن هذه الجريمة أبدا مهما كانت درجة صداقتى بك أو بوالدك .. وتركه حسام وإندفع خارجا .. تهدجت أنفاس كريم وخفق قلبه فى قوة ثم أمسك الأوراق بيد مرتعشة وقرأها ثانية بعينين ذاهلتين وهو يتمتم .. مستحيل .. مستحيل .. ثم إندفع خارج مكتبه وتوجه مباشرة نحو القسم المجانى ...

دفع حسام باب مكتب الدكتور جمال فى عنف قبل أن يدخله .. إلتفت له الدكتور جمال قائلا .. حسام .. مرحبا يا بنى .. كيف حالك ؟.. نظر له حسام صامتا .. سأله الدكتور جمال .. ما بك يا ولدى ؟ .. نظر له حسام طويلا قبل أن يقول .. نعم .. لطالما كنت ولدك وكنت لى أبا .. أليس كذلك ؟ .. نظر له الدكتور جمال مندهشا وسأله قائلا .. ما بك يا حسام .. هل حدث شىء ؟ .. إستند حسام على مكتبه بيديه واقترب منه قائلا .. نعم .. حدث .. حدث ما لم أتخيله قط .. أنت .. الطبيب الشهير المحترم .. ما الذى ينقصك لتفعل هذا ؟ .. سأله جمال مندهشا .. أفعل ماذا ؟ .. أنك تتحدث بالألغاز .. نظر حسام فى عينيه مباشرة وهو يقول .. أنت تعرف ماذا أعنى .. ثم إبتعد عنه قائلا .. لا أدرى كيف إستطعت خداعى كل هذا الوقت .. وأنا أفتخر بك أمام الناس .. بالطبيب الكبير الذى لم تنسه الشهرة المحتاجين ممن لا يملكون ما يدفع عنهم وطأة الألم والمرض و أنشأ لهم قسما خاص بمستشفاه ليتمكنوا من العلاج كسواهم من البشر .. يا لها من إنسانية !!! .. ولكن اليوم .. اليوم فقط أفقت من هذه الأوهام .. نظر له جمال قائلا فى غضب .. أنا لا أفهم شيئا .. ما الذى تريد أن تقوله ؟ .. أجابه حسام فى ثورة .. ماجد .. الفتى الصغير ابن عم جاد ابنه الوحيد .. ما الذى جناه هذا المسكين لتفعلوا به هذا ؟؟ .. قاطعه الدكتور جمال قائلا .. فعلنا ماذا ؟ .. أجابه حسام بغضب .. سرقتوه .. إدعيتم أنكم أجريتم له عملية الزائدة الدودية وتبين أنه قد تم إستئصال كليته .. ولولا أن الفتى تألم بشدة بعدما غادر المستشفى وأضطر أباه لينقله إلى مستشفى آخر لم يكن المسكين ليعرف شيئا .. أى نوع من البشر أنتم !!! .. نظر له الدكتور جمال واضطرب وهو يقول .. ربما .. ربما حدث خطأ ما أو .. قاطعه حسام .. أو ماذا ؟ .. لاشىء يمكنه أن يبرر جريمتكم هذه .. لاشىء .. وأنا لن أسكت عن هذا أبدا .. ثم إندفع خارجا .. إستوقفه الدكتور جمال قائلا .. إنتظر يا حسام .. توقف حسام دون أن يلتفت إليه .. تابع الدكتور جمال قائلا .. ربما أمكننا تعويضه .. بإمكانه الحصول على أى مبلغ يريد .. إلتفت له حسام قائلا بغضب .. ومن قال لك أنه يريد بيع ولده .. أجابه الدكتور جمال قائلا .. إسمع يا حسام .. نحن لا نتاجر فى الأعضاء .. لقد كان هناك فتى فى مثل عمره يحتاج إلى نقل كلية .. كان سيموت لولا هذه العملية .. إنه عمل إنسانى .. ضحك حسام بسخرية قائلا .. عمل إنسانى !!! وكم هى أرباحك من هذا العمل الإنسانى ؟؟ .. حاول أن تقول هذا الكلام لشخص آخر .. ثم ما أدراك أن هذه العملية لن تؤثر على ماجد .. أم لأن أهله فقراء فلا ثمن لهم .. وبإمكانكم إستباحة أجسادهم وسرقتها.. إننى متأكد أن ماجد ليس أول ضحاياك .. حاول الدكتور جمال أن يقول شيئا قبل أن يقاطعه حسام قائلا .. ترى هل توافق أن تقايض على إبنك مقابل المال ؟؟ .. هل تبيع جزء من جسده ؟؟ .. ترى .. بكم تبيع كريم يا دكتور ؟؟ .. قاطعه صوتا يقول .. أجبه يا دكتور .. إلتفتا كلاهما نحو باب المكتب والذى ظهر عنده كريم .. توجه كريم نحو والده قائلا .. لماذا لم تجبه يا أبى ؟ .. بكم تبيعنى .. أريد أن أعرف .. نظر له الكتور جمال باضطراب قائلا .. كريم .. أنا .. أنا .. قاطعه كريم قائلا .. أنت ماذا يا دكتور ؟ .. أنا قادم الآن من القسم المجانى .. وعرفت كل شىء .. كل شىء يا دكتور .. الآن عرفت لماذا كنت تبعدنى عن هذا القسم .. لم أكن لأصدق هذا أبدا .. لا بد أننى فى كابوس بشع .. ربت الدكتور جمال على كتفه قائلا .. كريم .. سأفهمك كل شىء .. نظر له كريم بعينين دامعتين وهو يقول .. ليتك تفهمنى يا أبى .. ليتك تقول لى أن هذا غير حقيقى .. أنك لا تفعل هذا .. أنك لا تتاجر فى أجساد الفقراء .. قل لى يا أبى أرجوك .. زاغت نظرات الدكتور جمال وإبتعد بعينيه عن كريم .. نظر له كريم قائلا .. ألم تقل لى يا أبى أن هؤلاء المرضى يضعون حياتهم بين أيدينا وأننا يجب أن نكون أهلا لثقتهم فينا .. ماذا نفعل يا أبى ؟ .. نسرقهم !! .. نبيع أجسادهم !! .. نخون ثقتهم ..أهذا ما نفعله بهم ؟؟ .. أجبنى يا أبى .. إلتفت له الدكتور جمال قائلا بصوت مرتعش .. كفى .. كفى يا كريم .. ترفق بنفسك يا ولدى .. أجابه كريم من بين دموعه .. أترفق بنفسى !! .. ومن يترفق بهؤلاء المساكين ؟ .. كيف سنعيد لهم ما سرق منهم ؟ .. ما الذى يدفعك لهذا يا أبى ؟ ما الذى ينقصك وتريد لأشلاء هؤلاء المساكين أن تكمله لك ؟ .. إنسابت دموع الدكتور جمال فى صمت .. صرخ كريم فى ثورة .. لا أريدك أن تبكى فلن يشفق قلبى عليك .. ليس بعد اليوم يا دكتور .. ثم إندفع خارجا من المكتب بخطوات سريعة وهو يمسح دموعه قبل أن يستوقفه الدكتور علاء قائلا .. دكتور كريم .. إلى أين أنت ذاهب ؟ .. توقف كريم فجأة ثم إلتفت نحو الدكتور علاء وجمع كل طاقة غضبه فى قبضته التى أطلقها فى وجه علاء فى لكمة قوية أسقطته أرضا على بعد عدة أمتار قبل أن يكمل كريم طريقه خارج المستشفى ...

نظر الدكتور جمال نحو حسام قائلا بغضب .. أنت .. أنت السبب فى كل هذا .. لقد فقدت ولدى بسببك أنت .. أجابه حسام .. أكنت تظن أن جرائمك هذه لن تكشف فى يوم ما .. وأنك ستظل تخدع الجميع إلى الأبد .. قاطعه الدكتور جمال فىغضب .. أنت لا تعرف ما الذى تجلبه على نفسك .. أنك تفتح أبواب الجحيم .. أجابه حسام فى حزم .. الجحيم هو المكان الملائم لأمثالكم .. ممن عدموا ضمائرهم .. أم تظن أن الله غافل عنكم .. إن عدالة السماء ستلاحقكم وستنالوا جزائكم .. واعلم أننى لن أسكت وسأفضح جرائمكم للناس جميعا .. لن أسمح لكم أن تبيعوا أجساد الناس فى مزاداتكم لمن يدفع أكثر .. وتركه حسام وتوجه نحو باب المكتب والذى ظهر أمامه الدكتور علاء وهو يمسك بفكه المتورم .. حدجه حسام بنظرة غاضبة قبل أن يخرج من المكتب .. نظر علاء للدكتور جمال قائلا .. ما الذى يحدث يا دكتور ؟ .. لماذا ينظر لى هكذا ؟ .. وأيضا الدكتور كريم .. لقد لكمنى فى وجهى منذ قليل .. ثم تأوه قبل أن يقول .. ما الذى يحدث ؟ .. صمت الدكتور جمال قبل أن يقول لقد إكتشفوا كل شىء .. ذلك الصحفى سيثير علينا الدنيا .. كما أنه أخبر كريم أيضا .. لا أدرى ماذا سأقول له لقد خسرته .. خسرت ولدى للأبد .. سأله علاء فى توتر .. وماذا سنفعل يا دكتور ؟ .. يجب أن نتصرف بسرعة .. إمتلأت عينا الدكتور جمال بالحقد وهو يقول .. أنت السبب يا حسام .. يجب أن تدفع الثمن ...

عاد حسام إلى بيته وصعد على درجات السلم ثم توقف فجأة حين وقع نظره على كريم الذى جلس على السلم بجوار شقته .. رفع كريم عينيه له قائلا .. لم أجد مكان آخر أذهب إليه .. فتح حسام باب شقته وجذب كريم من يده وأدخله إلى الشقة .. جلس كريم على أول مقعد قابله .. بينما دخل حسام إلى الداخل وأحضر كوب من العصير ووضعه أمام كريم ثم جلس بجواره صامتا .. خفض كريم رأسه ناظرا إلى الأرض وهو يقول .. أعلم أنك غاضب الآن .. ربما لا تريد أن ترانى مرة أخرى .. ربت حسام على كتفه قائلا .. لا يا كريم .. لا تقل هذا .. لاتزر وازرة وزر أخرى .. ليس لك شأن بالموضوع .. دمعت عينا كريم وهو يقول .. ولكنه أبى .. رغم كل ما فعله .. سيظل أبى .. وأنا أحبه .. أجابه حسام قائلا .. ليس بوسعك أن تكرهه يا كريم .. حتى لو أخطأ .. ليس يتحتم عليك أن تعاقبه .. إنسابت دموع كريم أكثر وهو يقول بصوت متهدج .. ولن أستطيع أن أراه يعاقب .. أنت لا تعرف مكانة أبى عندى .. إنه حياتى كلها .. لا أتخيل حياتى من دونه .. ربت حسام على كتفه وأمسك بكوب العصير وقربه منه قائلا .. إهدأ يا كريم .. تناول هذا العصير .. أبعده كريم بيده مما جعل الكوب ينسكب على سترته .. قام كريم واقفا وهو يقول .. سأذهب الآن يا حسام .. لن أجعل وجودى يضغط عليك .. إفعل ما يمليه عليك ضميرك .. سأله حسام .. أين ستذهب فى هذه الساعة ؟ .. أجابه وهو يتجه نحو الباب .. لا أدرى .. إستوقفه حسام قائلا .. كريم .. ليس عليك أن تذهب .. إبقى معى .. نظر له كريم قائلا .. لن أحتمل يا حسام .. لن أحتمل أن أرى والدى فى هذا الموقف .. يجب أن أذهب بعيدا .. بعيدا جدا .. ثم إحتضن حسام بشدة قبل أن يهم بالخروج ..

إستوقفه حسام مرة أخرى قائلا .. إنتظر يا كريم .. خلع حسام سترته وأعطاها لكريم قائلا .. لقد إتسخت سترتك أمسك كريم بسترة حسام قائلا .. أما زال بإمكاننا تبادل الملابس يا حسام .. هز حسام رأسه قائلا .. بالطبع يا صديقى .. خلع كريم سترته وإرتدى سترة حسام .. نظر له حسام قائلا .. يجب أن تعدنى يا كريم أن تتصل بى عندما تهدأ الأمور .. نظر له كريم قائلا .. إن شاء الله .. ثم إحتضنه مرة أخرى ودمعت عيناه قبل أن يتركه وينصرف ..

نزل كريم إلى الشارع ومضى شاردا تماما حتى إنه لم ينتبه لتلك السيارة التى تتحرك بإتجاهه بسرعة كبيرة قبل أن تصدم به فى عنف ملقية بجسده بعيدا .. تدحرج جسد كريم عدة مرات قبل أن يسكن تماما على جانب الطريق .. إنطلقت السيارة بسرعة وإختفت عن الأنظار .. بينما أخرج سائقها هاتفه النقال وضرب على أزراره بسرعة ثم إنتظر قليلا قبل أن يقول .. لقد تمت المهمة بنجاح .. أغلق الدكتور جمال سماعة الهاتف ودار حول مكتبه وهو يقول .. أنت الذى دفعتنى لهذا يا حسام .. أنت السبب .. وضرب سطح مكتبه بقوة مما أسقط إحدى الصور من فوق مكتبه .. إنحنى الدكتور جمال وأمسك بالصورة وقلبها بين يديه ثم شهق حين وجد أنها تهشمت تماما وضاعت ملامح صاحبها بين الزجاج المحطم .. ملامح كريم ...

قفز حسام على درجات السلم بسرعة وإنطلق إلى الشارع المقابل بعد سماعه لصوت الإصطدام .. تلفت حوله وقلبه يخفق بشدة قبل أن تقع عيناه على جسد كريم المتكوم بجانب الطريق .. إندفع نحوه حسام وهو يهتف .. كريم .. كريم .. إحتضن حسام جسد كريم وهزه قائلا .. كريم .. رد على يا كريم .. فتح كريم عينيه ونظر لحسام قائلا بصوت واهن .. حسام .. دمعت عينا حسام وهو يقول .. الحمد لله .. أنت بخير يا كريم .. سوف أنقلك إلى المستشفى .. ستكون بخير .. أجابه كريم بصوت خافت .. لا يا حسام .. لقد إنتهى كل شىء .. إن عدالة السماء إقتصت من أبى وترفقت بى .. صرخ حسام قائلا .. لا يا كريم .. لن تموت .. إبتسم كريم إبتسامة واهنة وهو يقول .. لا يا حسام .. سأكون أكثر سعادة هناك .. فلم يعد لى مكان فى هذه الحياة .. أجابه حسام بصوت باكى .. لا تقل هذا يا كريم .. لا تقل هذا يا صديقى .. إننى لن أعيش بدونك .. أنا آسف لأننى شككت فيك .. أنا أحبك كثيرا يا كريم .. إبتسم له كريم قائلا بصوت متهدج .. وأنا أيضا أحبك يا صديقى .. ولمس بيده سترة حسام التى يرتديها ثم قال بإبتسامة واهنة .. أعتقد .. أن هذه هى المرة الأخيرة التى سنتبادل فيها الملابس .. ثم تجمدت يداه وأسبل جفنيه .. نظر له حسام بعينين ذاهلتين وهو يهز جسده قائلا .. كريم .. كريم .. ثم صرخ بشدة .. كرييييييييييم .. وترددت صرخته فى جنبات الطريق الخالى ...

طرق حسام باب حجرة مكتب رئيس التحرير قبل أن يدلف منه إلى الداخل .. إستقبله رئيس التحرير بإبتسامة على وجهه قائلا .. أهلا يا حسام .. تفضل .. جلس حسام قبالته فى صمت .. فى حين قال رئيس التحرير .. إن ردود الأفعال على حملتك تتوالى على الجريدة .. لقد أصبحت قضية رأى عام .. والناس تطالب بأقصى العقوبة على المتورطين فى هذه القضية .. والآن بعد أن أصيب الدكتور جمال بإنهيار عصبى بعد علمه بوفاة إبنه .. ونقله إلى إحدى المصحات النفسية .. الرجل ما زال فى حالة غياب تام عن الوعى .. كما تم القبض على الدكتور علاء والذى تبين أيضا أنه متورط فى قتل الدكتور كريم .. ماذا تنوى أن تفعل الآن يا حسام ؟ .. أجابه حسام .. سأستمر فى حملتى .. يجب أن يعلم كل من تسول له نفسه إرتكاب هذه الجريمة أن هناك ما يردعه .. وأن العدالة ليست غافلة عنهم .. ثم شرد ببصره قبل أن يقول .. وقبل عدالة الأرض .. هناك عدالــــــــــة السمــــــــــاء ...

المعنّى
21-05-2006, 07:52 PM
رشا

قصة جميله بالفعل
ارهقتني نظرة كريم الى حسام وهو جالس على الدرج

حبكتيها يا رشا وبشكل رائع جدا
اهنيكي على هذا القلم الرائع بالفعل
واتمنى ان يزيد بهاؤه وتألقه

دمت رائعة الوجود

وليرحم الله جدتك ويسكنها فسيح جناته
ويغسلها بالماء والثلج والبرد
ويرفع عنها خطاياها ويجزل لها حسناتها ويلقفها كتابها بيمناها
انه سميع مجيب

دمت في ابهى حله

علىمحمود
21-05-2006, 08:40 PM
شكرا يا رشا فعلاً عدالة السماء و فى نفس الوقت موهبة كاتب كبير جدا سبق و أن قلت لك أنى أستمتع بقراءة قصصك و ماذلت مصر على ذلك رجاءاً لا تنقطعى عنا كثيرا
محمد

أميرة العرب
22-05-2006, 10:16 PM
السلام عليكم

مساؤكِ خير ورضا

اختي الغالية رشا

**
قصتك اليوم
اوجعت قلوبنا
وارهقتنا,,

فكانت واقع نعيشه فعلاً
بكل حذافيره ببعض المستشفيات
التي اصبحت تستغل الفقراء
لاستئصال اعضاءهم وبيعها

**
فالله يمهل ولا يهمل
ومن يزرع شرا يحصد شرا

وهذه نهاية كل انسان
قد ماتت بقلبه الرحمة
**
(ولم احب ان يكون كريم
هو ضحية اعمال والده القذرة)

**

ابدعتِ كعادتك
واجدتِ التعبير

فلن تستطيع كلماتي ان تعبر عن مدى
اعجابها بقلمك المتميز والمتمرس

الف شكر اخية
لمجهودك

ننتظر جديدك دائما
فلا تحرمينا من ابداعك
ومن فكرك المثقف الواعي

اختك المحبة أميرة العرب

شرطان الذهب
23-05-2006, 07:52 AM
يعطيك العافيه


وبصراحه قرأنا من هذه القصص الكثير


وقد تأملت فيها

وقلت هل يصل الامر لهذه القسوة بالبشر



اللهم نسألك اللطف فينا ولا تورينا مكروه في دنياينا


اللهم امييين


ولكي كل الشكر اختي الغاليه




شــــرطان الذهـــــب

رشا محمود
24-05-2006, 03:08 PM
أخى المعنّى

أشكرك على مرورك الطيب
الذى أسعدنى كثيرا
وأنار صفحتى

كما أشكرك على دعواتك المخلصة
تقبل الله منك ومنا صالح الدعوات

شكرا لك يا أخى
دمت بخير

نور الهداية
24-05-2006, 10:19 PM
السلام عليكم

مازلتِ مبدعة غاليتي رشا

فعلا عداله السماء

سبحان الله كيف يتاجر الاطباء الاغنياء بأجساد الفقراء نسيوا دينهم ة القسم الذي أقسموا عند تخرجهم

و فوق كل ذلك نسوا ان الله بالمرصاد

عابده لله
25-05-2006, 01:17 AM
ان الله يمهــل ولا يهــمل

لا بــد لكل ظالــمِ أن يجــد عقوبتــه وجزاؤه من الله ..
وأعمالاً كـ هــذه يجني أصحابهــا ثمــارهــا في الدنيا
والآخرة فهــي اعمالاً لا انسانيــة اشتقت أرواح أبريـاء
دون أي ذنبٍ لهــم ولا حول ولا قـوة ..

مسكين من هــو على شاكلة جمال وعلاء وأتباعــهم ..
ويستحقــون عدالــة السمــاء ..
وما ينتظــرهم إن لم يتوبوا أكبـر ..


رشـا ..
أخيتي الفاضلــة ..
ابداعــكِ ليس بـ جديد ولا هــو بـ غريب عنــا ..
فـ قلمكِ ووجودكِ بات كـ الماء في حياتنـا ..
لا غنى لنا عــنه ..

:)

مـبدعـة ..

http://www.xx5xx.com/vb/image.php?u=9082&dateline=1138266850

.
.

عابده

رشا محمود
25-05-2006, 02:05 PM
أخى محمد

يسعدنى للغاية مرورك الطيب
وتشجيعك الرائع
أتمنى أن تنال كتاباتى إعجابك دوما
شكرا لك يا أخى
دمت بخير

ألنشمي
26-05-2006, 08:03 PM
0

0

قلمٌ بارع 000 ويدٌ تجيد حياكة ونسج الكلمات

0

وخيال كالمحيط 00 كلمات منتقاة مثل اللولو

0

غزارة 0000 تدل على صفاء ذهن

0

هذا انتي اوخية رشا000 إبداع بلا حدود

0

وخيال كالمحيط مملوء بالغالي والنفيس من الكلمات المبدعة

0

ويد000 سلمت 000 أبدعت في نسج قصة نتلهف في قراتها من أول كلمة للنهاية

0

وفقك الله

0

0

0

0

0

تحياتي

رشا محمود
28-05-2006, 09:28 AM
أميرتى الغالية

كم يسعدنى مروركِ الجميل
وكلماتكِ التى تقطر رقة
وتواصلكِ الدائم مع كتاباتى

أنتظركِ دوما وتنتظركِ حروفى
لتضفى عليها السعادة
دمتِ لى يا غالية

رشا محمود
30-05-2006, 02:54 PM
أخى الكريم شرطان الذهب

أشكرك كثيرا على مرورك الطيب
وكلماتك التى أسعدتنى

أضم دعوتى لدعوتك
فالقسوة أبشع ما يعترى بعض القلوب
هداها الله

وألهم قلوبنا تقواها
وحقا عدالة السماء لا تغفل ولا تنام

شكرا لك يا أخى

رشا محمود
03-06-2006, 10:24 AM
غاليتى نور الهداية

أشكركِ على مروركِ الجميل

الذى يسعدنى دوما

لا تغيبى طويلا

دمتِ بكل خير وسعادة

رشا محمود
04-06-2006, 12:37 PM
غاليتى عابدة

أشكركِ على مروركِ العطر
الذى أنتظره بشوق مرة بعد مرة
وكل مرة تدفعين بدفقات السعادة إلى قلبى

أشكركِ يا غالية
دمتِ لى بكل الخير

ابوفهد
04-06-2006, 02:59 PM
الغالية رشا محمود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

اعتذر منك لتأخير بالمشاركة فالظاهر أنني طالب غير منتظم بالحضور قصة رائعة لكنها للأسف الشديد مؤلمة ومخزية فهي وصمة عار في جبين مهنة الطب المهنة الإنسانية قبل أن تكون علاجية للشعوب.

حقيقة لقد شممت رائحة الخيانة عند الدكتور جمال عندما وصلت إلى الفقرة التي دخل فيها الدكتور كريم إلى مكتب الدكتور جمال والده .

فطريقة التحية والتخاطب بينهما غريبة.

فكيف يخاطب الابن أباه دون تقدير لأبيه ويرفع الكلفة بينه وبين أبيه بان يخاطبه يا دكتور جمال ويرد عليه دون شعور أو إحساس أبوي يا دكتور كريم .

فكم جلس الأب يربي ابنه ويعلمه لكي يصبح عكازاً يرتكز عليه ويفتخر به أمام الجميع حتى وصل إلى ما وصل إليه .

هل نزعت من قلبه حنان الأبوة ؟!!

ولماذا يقبل أن يخاطبه ابنه بالدكتور بدلاً من يا أبي ؟!!

فقلت في نفسي من نزعت من قلبه الأبوة أكيد نزعت من قلبه الرحمة.

فصدق توقعي للأسف الشديد.

إلى هذه الدرجة تحجرت قلوبهم حتى يتاجروا بأعضاء الفقراء المساكين ويتشدقون بأنهم افتتحوا مشفى كبيراً خاصاً بالإنسانية وهو أبعد ما يكون عن الإنسانية والرحمة!!!

لكن الغريب في الأمر كيف لم يكتشف الدكتور كريم الأمر إلا لما أصبح الأمر يتعلق بابن العم جاد؟!!!

ألم يشتكي أحد من المساكين المغدورين قبل ابن العم جاد؟

حقيقة أن الأمر خطير جداً أن يصل الحال بمستشفياتنا إلى هذا الحال من الخيانة للمهنة وقبل ذلك خيانة أمانة الله عز وجل الذي أمنهم على هؤلاء المساكين.

نعم هي قصة قد تكون من نسج الخيال لكنني على يقين تام بأن ذلك وقاع ملموس للأسف الشديد.

لكن هل سوف يستمر الواقع على ما هو عليه؟!!

حقيقة قد لا ينتبه لمثل هذه الأمور أحد من المسئولين في الدولة ولم يحتاط لها المساكين مِن مَن يقعون فيها.

لذا فإنني اقترح عليك أمراً آمل تحقيقه لعل الله يجعل هذه القصة سبباً في توعية الناس وتحذيرهم فيكون لك في ذلك الأجر العظيم من الله عز وجل وقد تكون سبباً لشهرتك.

وهو أن تكلفي نفسك طباعتها ووضعها في مظروف وإرسالها إلى أحد الأقسام الأدبية في الصحف المصرية أو حتى ترسلينها إلى أكبر عدد من الصحف لعل الله يجعل لها الحظ في النشر ولو على الأقل في إحداها ولن يكلفك ذلك إلا طابع بريد بملاليم أرجو الله أن يثقل بها موازين حسناتكِ فحاولي ولن تخسرين فالمؤمن إن أصاب في عمله فله أجران وإلا فله أجر النية الصادقة وفقكِ الله إلى كل خير .

دمتِ بخير وحفظ الرحمن

ساعة الأحتضار
04-06-2006, 09:26 PM
هلا فيك أختي رشا

والله ما أدري أيش أقول


قصه رائعه رائعه رائعه بكل معنى الكلمه


وموضوعها وأحداثها أروع


والأروع رشا الي جابتها لنا


والله تقطعت من البكي

قريتها ولا عشر مرات


لو أنا محل حسام وهو شايف كريم طايح ومصدوم

الله لا يحطني في محله


كان تمدد جنب صديقتي

الله يكفيها الشر أن شاء الله


ويحفضها لي


ويحفظك لأهلك


وجميع أعضاء الدرر


ويذكرك الشهادة في ساعة الأحتضار

رشا محمود
05-06-2006, 02:08 PM
أخى الكريم / ألنشمي

أشكرك على مرورك الطيب
وكلماتك الرقيقة
أسعدنى للغاية وجودك على صفحتى
أعد علينا هذه الطلة مرارا

شكرا لك يا أخى
دمت بخير

رشا محمود
07-06-2006, 10:05 AM
أخى الفاضل / أبو فهـــد

سعيدة للغاية بمرورك الطيب الذى إنتظرته طويلا
والمهم أنه جاء فى النهاية ولو متأخرا
وكالعادة تغوص فى بحور كلماتى لتخرج لى بالتفصيل كل فكرة
وتقوم بتحليلها بشكل دقيق يدهشنى
شكرا لك

عدالة السماء تحكى واقع مؤلم كثيرا ما نقابله على صفحات الجرائد
أو شاشات التلفاز حيث تناولت الكثير من الأعمال تلك القضية الموجعة
والتى هى أزمة ضمير فى المقام الأول

وربما هى تلك النظرة الدونية للفقراء والتى إستباحت أجسادهم وجعلتهم سلع تباع لمن يملك الثمن ولا حول ولا قوة إلا بالله

ولا يملكون بعدها سوى صرخاتهم الصامته والتى لن تصل لأسماع أحد ولن ينصفهم سوى خالقهم وعدالته التى لا تنام

بالنسبة لإقتراحك بنشر القصة فى جريدة
فأنا أتمنى ذلك بالطبع
ولكن قصة بهذا الحجم ليس سهلا أن يتم نشرها فى جريدة فسوف تحتل جزء كبيرا منها خاصة أن اسمى ليس معروف بعد وتعلم الحال بالنسبة للهواة فى هذه الصروح الأدبية وغيرها

ولكن لى كل الفخر بنشرها فى الدرر وكم الأعضاء الذين إطلعوا عليها حتى لو لم يعلقوا عليها فيكفينى وجودهم هنا

شكرا لك أخى الفاضل على مساندتك وتشجيعك العميق

تقبل تحياتى واحترامى

رشا محمود
08-06-2006, 10:07 AM
غاليتى / ساعة الأحتضارأشكركِ بشدة على مروركِ الجميل
وكلماتكِ الرقيقة
وأعتذر لدموعكِ التى إستنزلتها كلماتى

فللحق هو واقع أليم أتمنى يوما ألا يكون له وجود
وأن نحترم إنسانيتنا التى تميزنا عن باقى مخلوقات الله

حفظنا الله من كل سوء

تحياتى لكِ