رشا محمود
15-05-2006, 12:24 PM
تعلقت عيناى بسقف الحجرة .. ها قد إستيقظت مجددا .. شعرت بآلام فى رأسى المجهد .. حاولت النوم مرة أخرى دون جدوى .. كانت التأوهات الواهنة تضايق أذنى .. ألقيت نظرة على الجسد المتكوم بجوارى .. وبنفاذ صبر جاهدت ألا يظهر على نبرة صوتى
- مابكِ يا جدتى؟
- لاشىء ..
- لماذا تتأوهين إذن؟
- ......... لاشىء
إبتلعت غيظى من هذا اللاشىء الذى لا يمكننى النوم بسببه .. وقمت من فراشى أبحث عن مكان هادىء لأرتاح فيه .. داعبت عيناى الظلمة الخفيفة التى صنعتها أبواب الحجرات المغلقة فى تلك الساعة التى يفر فيها الجميع إلى ذلك الساحر الناعس ليلفهم بعبائته الناعمة ويرحلوا إلى عالم الأحلام .. إفترشت الأرض وأخذنى السكون إلى هناك .. كم مضى؟ .. لا أدرى .. لا أذكر .. فقد أفقت على ضجيج .. أصوات متداخلة .. صياح .. " لقد سقطت ثانية .. إرفع معى" إنتفض قلبى .. وأسرعت بخطى متعثرة إلى حجرتى .. إصطدمت عيناى بجدتى وهى مرتمية على الأرض والجميع يحاولون رفعها إلى الفراش .. تطاير ما بقى من النعاس من عينى وأنا أتابعها وقد رقدت على الفراش دون حراك .. يبدو .. يبدو أنها ذهبت فى إغماءة .. وقفت كتمثال من الشمع أرقب أخى وهو يضغط بيديه على قلبها ويدفع بالهواء إلى رئتيها .. لا حركة .. لا إستجابة .. مددت يدى المرتعشة لأستشعر تنفسها .. لايوجد .. لا نبض .. لا نفس .. لا حركة .. لاشىء .. إزداد ذهولى وأنا اضغط على أصابعى بأسنانى التى حفرت مكانها فوقها .. لا .. هى لم تذهب .. ربما هى نائمة .. أو فى إغماءة .. كثيرا ما يصاب كبار السن بمثل هذه الأشياء .. لقد كانت تحدثنى منذ قليل .. وقالت لى .. لاشىء .. لو كان بها مكروه كانت ستخبرنى و .. ولكن ماحدث غير ذلك .. أصوات خفيضة .. وعيون دامعة .. وغطاء يمتد ليوارى جسد جدتى .. مازلت غارقة فى أمواج من الذهول .. لقد كانت هنا .. لقد حدثتنى .. لماذا لم تقول لى ما بها؟ .. وأصرت على اللا شىء .. تماوجت صورتها أمام عيناى الدامعتين .. وأسنانى تغوص أكثر فى أصابعى ندما على أنى لم أكن بجوارها فى تلك اللحظات الأخيرة .. على أنانيتى التى دفعتنى للهروب من أنينها لأنام بعيدا عنها .. على قسوتى وغلظة قلبى الذى لم يستوعب آلامها .. على أننى لم أربت على كتفها وأقبل يدها التى طالما رعتنى بحنانها .. لماذا تحجر قلبى فى تلك اللحظة وآثر الهروب .. تزاحمت الدموع أكثر فى عينى وإندفعت تغسل وجهى .. سامحينى يا غالية .. لقد ظننت أنكِ ستبقين بجوارى .. لم أتخيلكِ ترحلين وتتركينى .. ولكنها مشيئة الله ورحمته بكِ .. الآن تتوسدين التراب هناك .. وأتوسد وحدى الفراش الذى طالما تقاسمناه معا وأبحث عنكِ ولا أجدكِ بجوارى .. السكون يلف المكان من حولى .. والألم يمزق قلبى المتسربل بالحزن .. والصمت الثقيل يضغط آذانى بشدة .. حتى أننى أتمنى أن تعود أناتكِ من حولى لتبدد عنى هذا الصمت وأتمكن من النوم ثانية وأنا أعلم أنكِ هنا بجوارى ولن تتركينى أبدا .. سامحينى يا جدتى على قسوتى عليكِ فى لحظاتكِ الأخيرة .. ليت دموعى تمحو عنى هذا الألم .. فلم أكن لأتوقف عن ذرفها إلى آخر العمر ..
رحمكِ الله يا حبيبة قلبى ...
- مابكِ يا جدتى؟
- لاشىء ..
- لماذا تتأوهين إذن؟
- ......... لاشىء
إبتلعت غيظى من هذا اللاشىء الذى لا يمكننى النوم بسببه .. وقمت من فراشى أبحث عن مكان هادىء لأرتاح فيه .. داعبت عيناى الظلمة الخفيفة التى صنعتها أبواب الحجرات المغلقة فى تلك الساعة التى يفر فيها الجميع إلى ذلك الساحر الناعس ليلفهم بعبائته الناعمة ويرحلوا إلى عالم الأحلام .. إفترشت الأرض وأخذنى السكون إلى هناك .. كم مضى؟ .. لا أدرى .. لا أذكر .. فقد أفقت على ضجيج .. أصوات متداخلة .. صياح .. " لقد سقطت ثانية .. إرفع معى" إنتفض قلبى .. وأسرعت بخطى متعثرة إلى حجرتى .. إصطدمت عيناى بجدتى وهى مرتمية على الأرض والجميع يحاولون رفعها إلى الفراش .. تطاير ما بقى من النعاس من عينى وأنا أتابعها وقد رقدت على الفراش دون حراك .. يبدو .. يبدو أنها ذهبت فى إغماءة .. وقفت كتمثال من الشمع أرقب أخى وهو يضغط بيديه على قلبها ويدفع بالهواء إلى رئتيها .. لا حركة .. لا إستجابة .. مددت يدى المرتعشة لأستشعر تنفسها .. لايوجد .. لا نبض .. لا نفس .. لا حركة .. لاشىء .. إزداد ذهولى وأنا اضغط على أصابعى بأسنانى التى حفرت مكانها فوقها .. لا .. هى لم تذهب .. ربما هى نائمة .. أو فى إغماءة .. كثيرا ما يصاب كبار السن بمثل هذه الأشياء .. لقد كانت تحدثنى منذ قليل .. وقالت لى .. لاشىء .. لو كان بها مكروه كانت ستخبرنى و .. ولكن ماحدث غير ذلك .. أصوات خفيضة .. وعيون دامعة .. وغطاء يمتد ليوارى جسد جدتى .. مازلت غارقة فى أمواج من الذهول .. لقد كانت هنا .. لقد حدثتنى .. لماذا لم تقول لى ما بها؟ .. وأصرت على اللا شىء .. تماوجت صورتها أمام عيناى الدامعتين .. وأسنانى تغوص أكثر فى أصابعى ندما على أنى لم أكن بجوارها فى تلك اللحظات الأخيرة .. على أنانيتى التى دفعتنى للهروب من أنينها لأنام بعيدا عنها .. على قسوتى وغلظة قلبى الذى لم يستوعب آلامها .. على أننى لم أربت على كتفها وأقبل يدها التى طالما رعتنى بحنانها .. لماذا تحجر قلبى فى تلك اللحظة وآثر الهروب .. تزاحمت الدموع أكثر فى عينى وإندفعت تغسل وجهى .. سامحينى يا غالية .. لقد ظننت أنكِ ستبقين بجوارى .. لم أتخيلكِ ترحلين وتتركينى .. ولكنها مشيئة الله ورحمته بكِ .. الآن تتوسدين التراب هناك .. وأتوسد وحدى الفراش الذى طالما تقاسمناه معا وأبحث عنكِ ولا أجدكِ بجوارى .. السكون يلف المكان من حولى .. والألم يمزق قلبى المتسربل بالحزن .. والصمت الثقيل يضغط آذانى بشدة .. حتى أننى أتمنى أن تعود أناتكِ من حولى لتبدد عنى هذا الصمت وأتمكن من النوم ثانية وأنا أعلم أنكِ هنا بجوارى ولن تتركينى أبدا .. سامحينى يا جدتى على قسوتى عليكِ فى لحظاتكِ الأخيرة .. ليت دموعى تمحو عنى هذا الألم .. فلم أكن لأتوقف عن ذرفها إلى آخر العمر ..
رحمكِ الله يا حبيبة قلبى ...