المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى النكبة



hbig_2
14-05-2006, 12:09 PM
كي لا تصبح خطة اولمرت تطبيقا لخارطة الطريق
بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في ذكرى النكبة



يصادف الخامس عشر من أيار، ذكرى النكبة الكبرى للشعب الفلسطيني، حيث جرت اكبر عملية سطو سياسي في التاريخ، بحرمان شعبنا من حق تقرير المصير، عبر عملية تطهير عرقي دعامتها المجازر والارهاب قامت بها العصابات الصهيونية بدعم من بقايا الاستعمار القديم ورواد الاستعمار الحديث لينشأ آخر نظام استيطاني اقتلاعي عنصري في التاريخ البشري على حساب شعب تجذر في علاقته بأرضه وترابها وبنى تراثا وقيما وحضارة خلال ارتباطه الأزلي بالأرض الفلسطينية.

شعبنا العظيم وأحرار امتنا... أيها الأحرار في كل بقاع الأرض:
ثماني وخمسون سنة مرت ، والشعب الفلسطيني، رغم تشرده ولجوئه، ورغم كل المجازر والمؤامرات واشكال الحصار والتذويب وطمس الهوية، ظل هذا الشعب متمسكا بحقه، متمسكا بقضيته العادلة، متمسكا بمفتاح بيته الذي اخرج منه بالقوة، وساعيا بشتى السبل للعودة إلى أرضه التي شرد منها، متسلحا بإيمانه العميق بعدالة قضيته، رافضا كل إشكال التوطين، ومؤكدا أن قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده، بل هي قضية مؤامرة استعمارية اتخذت من ارض فلسطين، هدفا لتجزئة الوطن العربي والسيطرة على ثرواته وإقامة قاعدة استيطانية مسلحة للغرب الاستعماري في قلب الوطن العربي. لقد أدركت جماهير امتنا العربية هذا الخطر مبكرا ، ورفضت المؤامرة الاستعمارية، وقاومتها، لكن عنف الهجمة وتخاذل الأنظمة، لم يوصل هذه المقاومة لهدفها في درء الخطر، ومنع الاعتراف الدولي بالكيان العبري الاستيطاني والعنصري الذي جلب وما زال يجلب الويلات والجرائم.
ان شعبنا الذي يعاني يوميا نتائج النكبة الكبرى يؤكد للعالم أن عودته لأرضه التي شرد منها، هو كالأرض حق لا يسقط بالتقادم ولا يملك احد كان تفويضا بالتنازل عنه أو تأجيله أو الالتفاف عليه، فهو حق ضمنته الشرعية الدولية، وتناقلته الأجيال التي لم تنسى، وانغرست في ذاكرتها قصص الآباء عن الفردوس المفقود.

جماهيرنا الصامدة في كل مكان:
بعد ثماني وخمسين عاما، لا زالت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، الذين شردوا من ديارهم، قضية حية، ولا زالت مفتاح كل الحلول، وبدون حلها على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194 لن يكون هناك استقرار في المنطقة، ولن يعتبر أي حل سياسي يدونها غير تأجيل للصراع. لقد فشل الرهان الإسرائيلي والغربي على نسيان الأجيال الجديدة لحق العودة، فها هي الجماهير في كل مخيمات اللجوء الفلسطيني تندد بتلك الزمرة المتهالكة من محترفي المؤتمرات، والتي حاولت تمرير وثيقة جنيف سيئة الصيت او خطة الهدف، كبرنامج تفاوضي فلسطيني، وتطالب بمحاسبتهم وعزلهم عن أي مواقع رسمية تسهم في صنع القرار الوطني العام. ها هي الأجيال الجديدة أكثر تمسكا بحق العودة مهما كلف الأمر من تضحيات.

شعبنا العظيم:
إن إصرارك على حقك واستعدادك العالي للتضحية، وتمسكك بثوابتك الوطنية رغم الحصار والتآمر، ورغم القمع والقتل والممارسات العنصرية، يؤكد حيويتك، ويؤكد للعالم أن زمن الابادة الجماعية قد ولى، وان زمن الشعوب إلى نهوض، ها هي الشعوب المقهورة تقف في وجه الزمن الأمريكي، في العراق الأشم ومقاومته الباسلة، وفي أمريكا اللاتينية وغيرها من البلدان، عدا عن الحركات الشعبية في البلدان الأوروبية والتي ملت من سياسات حكوماتها المذدنبة للسياسة الأمريكية، وان الزمن العربي قادم، رغم الدكتاتورية، ورغم كل عمليات التطويع التي تمارسها أمريكا. ولهذا مزيدا من الثبات والصمود، مزيدا من المقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني، ومزيدا من التلاحم مع كل القوى الحرة في العالم في وجه الطغيان الصهيوني الأمريكي.
في ذكرى النكبة نؤكد في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على دعمنا لوثيقة الوفاق الوطني التي اتفقت عليها الحركة الأسيرة، ونعتبرها رديفا للمبادرة التي قدمناها كمدخل للخروج من المأزق الذي نعيشه، وهي تصلح للشروع الفوري بتشكيل حكومة ائتلاف وطني.

إننا نطالب بالتعامل الجدي والسريع مع هذه المبادرات، والارتقاء إلى مستوى يضع المصالح الوطنية العليا فوق كل الحسابات والمصالح الفئوية الضيقة، إننا ندعو إلى أن تأخذ جلسات الحوار الوطني القادمة منحى جديا، بالوقوف الجدي امام ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، على أساس ما اتفق عليه في القاهرة، وعدم الالتفات لكل بالونات الاختبار التي بدأ يطلقها اولمرت وأعضاء حكومته، فهي مجرد مناورات لا طائل منها غير التخريب على محاولات توحيد الموقف الوطني، وتعميق حالة تنازع الصلاحيات والاحتقان الداخلي، بما يسهل على العدو تنفيذ خططه الأحادية، وابتلاع أكثر من نصف الضفة. إن المطلوب هو الخروج باستراتيجية وطنية موحدة وتوحيد الأداة القيادية ومركز القرار الوطني، من خلال القيادة الوطنية الموحدة المؤقتة التي تفضي إلى إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية عليا للقرار الوطني وممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.

إن مواجهة استمرار بناء الجدار و خطة التجميع لا يحتمل الانتظار، كما لا يحتمل التفرج والاكتفاء بإطلاق التصريحات، بل يحتاج إلى خطة عمل وطنية موحدة ترص الصفوف وتشرك الجماهير في ميدان الفعل اليومي، وينتزع المبادرة السياسية بما يفضح كل السياسات الإسرائيلية، ويعريها أمام العالم، ويفتح الطريف لانتزاع حقوق شعبنا في العودة والاستقلال..ان الجبهة تحذر من تحول خطة اولمرت الى ترجمة ملموسة على الارض لما يسمى خارطة الطريق في ظل مواصلة المراوحة في دوائر مشاريع التسوية الامريكية الصهيونية واستمرار سيادة منطق التفرد والفئوية وتغليبه على المصلحة الوطنية العليا لشعبنا.

جماهيرنا المكافحة:
في ذكرى النكبة الكبرى، نؤكد عهدنا للشهداء والأسرى والجرحى، نؤكد عهدنا للاجئين المشردين، نؤكد عهدنا لامتنا كلها، أن يبقى المفتاح بأيدينا، وان لا نفرط بحق العودة أو أي حق من حقوق شعبنا، في ذكرى النكبة، نقولها في وجه الضمير العالمي صرخة مدوية، إن نازية جديدة أقسى وأفظع تمارس على ارض فلسطين ، فليقف العالم ضد جرائم الحرب التي ترتكب يوميا بحق الشعب الفلسطيني، ولتتوقف الأمم المتحدة عن الكيل بمكيالين، والارتهان لاملاءات أمريكا عليها، عبر تنفيذ قراراتها المتعلقة بفلسطين بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس أسوة بالقرارات الدولية الأخرى.

المجد للشهداء ... الحرية للأسرى ... لا تنازل عن حق العودة
وبالانتفاضة ننتصر
</FONT>



2006-05-13