طائر الدرر
06-05-2006, 07:10 AM
جدة: مصطفى الفقيه
اتخذ عدد كبير من مدمني المخدرات من حفرة " جهنم " الشهيرة بحي السبيل الجنوبي بجدة موقعا استراتيجيا للالتقاء وتعاطي الكيف بحجة البحث عن السعادة الهاربة ونسيان الهموم وأصبح كوبري السبيل الذي يعج بالحركة ملاذا حقيقيا لهؤلاء الذين استسلموا لعالم الإدمان وأصبحوا منبوذين من أسرهم يهيمون على وجوههم في الشوارع وتحت الجسور وفي العراء وتحت لهيب الشمس. وأصبحت حال هؤلاء الذين استسلموا للكيف كحال البهائم تماما بينما هم شباب في عمر الزهور. إذ يمدون أيديهم للعابرين لإنفاق ما تجود به نفوس هؤلاء على هذه السموم التي استلبتهم تماما وجعلت حياتهم مليئة بالآلام والمصائب.
"الوطن" استثارتها تحركات الباحثين عن إبرة الكيف وشمة الانبساط فقررت الدخول إلى هذا العالم المغلق على ذاته وأن تكون قريبة من المدمنين لتسليط الضوء على حياة كريهة هي تجسيد كامل لعالم الضياع والخطر والموت.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما أوقفنا مركبتنا تحت الجسر ولأننا غرباء على ساكني هذا الجسر ومرتاديه راحت العيون ترصدنا بحذر ولسان حالهم يقول ما الذي أتى بهؤلاء الأشخاص النظيفين إلى هذا المكان المليء بالقذارات وما الذي دفعهم إلى مخالطتنا نحن المدمنين المنبوذين. ما لفت انتباهنا أولا ملابس هؤلاء فهي ملابس قذرة ومهترئة. علمنا فيما بعد أنهم يرتدونها عددا من الأشهر وأنهم لا يغتسلون طوال تلك الأشهر بل إنهم يتبرزون فيها أيضا. وراحت الوجوه تحدق فينا وهي تتوجس: " ترى هل هؤلاء حكومة أم إنهم صحفيون أم ماذا ؟ وبمساعدة عدد ممن استوعب حديثنا المبدئي حاولنا التقرب منهم وأوضحنا لهم أن الهدف من التحدث إليهم هو محاولة معرفة معاناتهم عن قرب ونقلها إلى الجهات المعنية لعلاجهم وإعادة تأهيلهم ليعودوا إلى أسرهم فوافق عدد منهم ورفض الآخر فيما كان البعض منهم يرقبنا من بعيد على استحياء.
وحرصا منا على أدواتنا منهم تركنا الكاميرا في السيارة لأن هؤلاء قد يبادرون إلى خطفها من أيدينا فهم بدافع الحاجة قد يمارسون العنف بالإضافة إلى السرقة والنصب والاحتيال من أجل الحصول على جرعة قليلة من الهيروين أو إبرة المخدر أو حتى سيجارة حشيش ومنهم من لديه الاستعداد لضربك أو إلحاق الأذى بك والمهم لديه الحصول على ضالته.
حاولنا الاقتراب أكثر والسؤال عن أوضاع هؤلاء الشباب الذين بددوا حياتهم وصحتهم وشبابهم على الوهم الذي قادهم للضياع التام فقال [ أ،ط ]: أنا مدمن منذ 20 عاما، تعاطيت كل أصناف المخدرات وبعت كل ما أملك للحصول على الكيف حتى وصلت بي الحال أن أعيش تحت هذا الكوبري الشهير بمجمع المدمنين وأكد قائلا إن هذا البلاء لا يريده أي منا ولكن مجاراة لأصدقاء السوء وبدافع الرغبات الشاذة سقطت في حفرة التعاطي حتى أصبح هذا المكان مقرا لي كما هو مقر لأصدقائي الذين يعيشون على ما يجود به المارة الذين يرأفون بحالتنا التي تصعب على الكافر. ويضيف قائلا: صدقني أنني صرت أخجل حتى من نفسي لأنني صرت منبوذا من أسرتي ومن أصدقاء الدراسة الذين أصبحوا في مناصب مرموقة فيما أنا حبيس هذا الفراش القذر تحت هذا الجسر اللعين.
وطالب [ أ، ط ] بإدخاله مستشفى الأمل لعلاجه وإعادة تأهيله وإنقاذه من هذه السموم التي أفقدته السيطرة على نفسه وإرادته وأصبح وحيدا إلا من رفاق هذه الجلسة المزرية في هذا المكان القذر.
وأكمل حديثه قائلا إنني أحصل على الكيف من حفرة المتعة المعروفة في حي السبيل فهي المنتجع الذي يتردد عليه متعاطو الكيف وذلك لقربها من هذا الموقع حيث لا يفصلها عن هنا سوى شارع فقط. ففي تلك الحفرة بوسع المتعاطي الحصول على كل أنواع البودرة كما يمكنه إطفاء رغبته الجنسية حيث تشهد الدعارة رواجا كبيرا في ذلك المكان وذلك مقابل مبالغ تبدأ بـ 200 ريال وقد تصل إلى الآلاف وكل ذلك يتوقف على نوعية المطلوب من المخدرات أو الجنس.
ويشاركنا الحديث أحد المدمنين وهو كان في يوم من الأيام بطلا لا يشق له غبار في فنون القتال إذ أصبح عبدا للكيف مستغلا قوته وفتوته في سرقة المحلات وتحديدا أثناء أداء الصلاة ليحصل من عائدها على جرعة من الكيف وينسى همومه - كما يقول -.
وعن أسباب التعاطي قال البطالة كانت هي السبب الرئيس في سقوطي المشين وأضاف كان بإمكاني الحصول على وظيفة مناسبة خصوصا وأنني حاصل على الأحزمة في لعبة الكاراتيه وكان عمري آنذاك لا يتجاوز السادسة عشرة ومع ذلك لم أعثر على الوظيفة وفي تلك الأثناء تعرفت على عدد من الأشخاص الذين بدورهم قاموا بتعريفي على موقع الحفرة التي تجتذب الكثيرين من أصحاب الكيف وفعلا بدأت أتردد على المروجين وصرت أتعاطى حتى أصبحت مدمنا. ولكنني الآن أصبت بالقرف وتعبت خصوصا وأنني شعرت بأن قطار الزمن صار يمضي مسرعا فيما أنا لم أنجز في حياتي شيئا ذا قيمة وكل ما أفعله هو التحسر على حالتي وسنوات عمري التي ضاعت سدى.
وطالب هذا البطل الذي أصبح هزيلا ومرهقا الجهات المعنية بمتابعة هذا الجسر وساكنيه ومرتاديه لعلاجهم من الإدمان في مستشفى الأمل ومساعدتهم على تجاوز محنتهم وإعادة تأهيلهم ومن ثم توفير الوظائف لهم ليصبحوا أعضاء مساهمين في هذا المجتمع.
ويؤكد[ ف،ش ] وهو أحد الغارقين في وحول الإدمان أن البطالة هي السبب الرئيس في وجود هذا العدد الهائل من المدمنين خصوصا هؤلاء الشباب الذين باتوا نزلاء هذه الحفرة فحين لا يحصل الشاب على وظيفة إلى أين يذهب يا ترى ؟ إنه بكل تأكيد سيلجأ إلى عالم المخدرات التي يعتقد واهما أنها ستنسيه كل همومه فيما هي في حقيقة الأمر تقوده إلى الضياع والرذيلة والانحراف والموت.
وقال [ ف، ش ] إننا نحملك المسؤولية في نقل هواجسنا وهمومنا ورغباتنا إلى كل من يهمه أمرنا. فنحن بكل صدق غارقون في الوحل ونريد من يمد لنا يدا كي يساعدنا على تخطي هذه المرحلة الصعبة من حياتنا. وأبدى رغبته الشديدة ورغبة عدد من رفاق التعاطي والإدمان في العلاج للخروج من هذا المأزق الصعب.
وأوضح لنا بألم الوضع الذي وصل إليه مرتادو هذه الحفرة وساكنوها قائلا إن هناك من بترت قدماه وهناك من مات وهو يتعاطى هذه السموم وثمة من تخلى عن شرفه وعاره وكرامته وعرضه في لحظة ضعف بشري وذلك للحصول على جرعة من هذه السموم القاتلة والمدمرة وما أقوله لك ليس من نسج الخيال ولكنه هو الواقع المر الذي نعيشه ونعاني منه فعلا. وقال بتأثر واضح من يرضى أن يعيش هذه الحياة التي رأيتها بأم عينيك حيث لا طعام ولا شراب ولا ملابس نظيفة ولا بيت ولا أهل ولا صديق ولا عزيز ولا قريب ولا أي شيء يستحق أن يعيش الإنسان من أجله؟.
ومن جانبه يؤكد إمام مسجد أسامة بن زيد بحي الوزيرية (الشيخ هاشم الشيخ) على أن هذه الحالات قابلة للعلاج فما من داء إلا وله دواء وليس كما يتصور أسرى الإدمان ومصداق ذلك أن كثيرا من المدمنين التائبين تركوا الإدمان وصارت حياتهم طبيعية بل إن بعضهم أصبح أفضل مما كان عليه ومن زار المستشفى عرف ذلك.وأضاف قائلا: العوامل التي جعلت هؤلاء يقلعون عن الإدمان كثيرة منها العامل الصحي والاقتصادي والاجتماعي وأهمها بطبيعة الحال العامل الديني فهو من أقوى العوامل خاصة في البلدان العربية والإسلامية ولقد أجريت دراسة على 37 مدمنا تركوا الإدمان وكان العامل الديني هو الأهم ثم الصحي وبعد ذلك الاقتصادي وثبت أن أكثر المتعافين ثباتا وبعدا عن الانتكاسة هم الذين انخرطوا في برامج دينية إيمانية سلوكية.
وعن أسباب وقوع الشباب في براثن المخدرات يبين الشيخ أنها كثيرة وتختلف من شخص لآخر ومن بيئة إلى أخرى ولا شك أن وجود الفراغ مع عدم توفر الأماكن الصالحة التي تمتص طاقة الشباب كالنوادي والمتنزهات وغيرها يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات والمسكرات بل وارتكاب الجرائم، وشدد الشيخ هاشم على أهمية الرفقة واختيار الرفيق الصالح كون إلحاح الأصدقاء أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية.
المصدر هنا (http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-06/first_page/first_page03.htm)
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . كل ها البلاوي في جدة الله يستر
ماذا تتوقعون السبب الذي اوصل الشباب الى هذا الحال المؤسف ؟؟
اتخذ عدد كبير من مدمني المخدرات من حفرة " جهنم " الشهيرة بحي السبيل الجنوبي بجدة موقعا استراتيجيا للالتقاء وتعاطي الكيف بحجة البحث عن السعادة الهاربة ونسيان الهموم وأصبح كوبري السبيل الذي يعج بالحركة ملاذا حقيقيا لهؤلاء الذين استسلموا لعالم الإدمان وأصبحوا منبوذين من أسرهم يهيمون على وجوههم في الشوارع وتحت الجسور وفي العراء وتحت لهيب الشمس. وأصبحت حال هؤلاء الذين استسلموا للكيف كحال البهائم تماما بينما هم شباب في عمر الزهور. إذ يمدون أيديهم للعابرين لإنفاق ما تجود به نفوس هؤلاء على هذه السموم التي استلبتهم تماما وجعلت حياتهم مليئة بالآلام والمصائب.
"الوطن" استثارتها تحركات الباحثين عن إبرة الكيف وشمة الانبساط فقررت الدخول إلى هذا العالم المغلق على ذاته وأن تكون قريبة من المدمنين لتسليط الضوء على حياة كريهة هي تجسيد كامل لعالم الضياع والخطر والموت.
كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما أوقفنا مركبتنا تحت الجسر ولأننا غرباء على ساكني هذا الجسر ومرتاديه راحت العيون ترصدنا بحذر ولسان حالهم يقول ما الذي أتى بهؤلاء الأشخاص النظيفين إلى هذا المكان المليء بالقذارات وما الذي دفعهم إلى مخالطتنا نحن المدمنين المنبوذين. ما لفت انتباهنا أولا ملابس هؤلاء فهي ملابس قذرة ومهترئة. علمنا فيما بعد أنهم يرتدونها عددا من الأشهر وأنهم لا يغتسلون طوال تلك الأشهر بل إنهم يتبرزون فيها أيضا. وراحت الوجوه تحدق فينا وهي تتوجس: " ترى هل هؤلاء حكومة أم إنهم صحفيون أم ماذا ؟ وبمساعدة عدد ممن استوعب حديثنا المبدئي حاولنا التقرب منهم وأوضحنا لهم أن الهدف من التحدث إليهم هو محاولة معرفة معاناتهم عن قرب ونقلها إلى الجهات المعنية لعلاجهم وإعادة تأهيلهم ليعودوا إلى أسرهم فوافق عدد منهم ورفض الآخر فيما كان البعض منهم يرقبنا من بعيد على استحياء.
وحرصا منا على أدواتنا منهم تركنا الكاميرا في السيارة لأن هؤلاء قد يبادرون إلى خطفها من أيدينا فهم بدافع الحاجة قد يمارسون العنف بالإضافة إلى السرقة والنصب والاحتيال من أجل الحصول على جرعة قليلة من الهيروين أو إبرة المخدر أو حتى سيجارة حشيش ومنهم من لديه الاستعداد لضربك أو إلحاق الأذى بك والمهم لديه الحصول على ضالته.
حاولنا الاقتراب أكثر والسؤال عن أوضاع هؤلاء الشباب الذين بددوا حياتهم وصحتهم وشبابهم على الوهم الذي قادهم للضياع التام فقال [ أ،ط ]: أنا مدمن منذ 20 عاما، تعاطيت كل أصناف المخدرات وبعت كل ما أملك للحصول على الكيف حتى وصلت بي الحال أن أعيش تحت هذا الكوبري الشهير بمجمع المدمنين وأكد قائلا إن هذا البلاء لا يريده أي منا ولكن مجاراة لأصدقاء السوء وبدافع الرغبات الشاذة سقطت في حفرة التعاطي حتى أصبح هذا المكان مقرا لي كما هو مقر لأصدقائي الذين يعيشون على ما يجود به المارة الذين يرأفون بحالتنا التي تصعب على الكافر. ويضيف قائلا: صدقني أنني صرت أخجل حتى من نفسي لأنني صرت منبوذا من أسرتي ومن أصدقاء الدراسة الذين أصبحوا في مناصب مرموقة فيما أنا حبيس هذا الفراش القذر تحت هذا الجسر اللعين.
وطالب [ أ، ط ] بإدخاله مستشفى الأمل لعلاجه وإعادة تأهيله وإنقاذه من هذه السموم التي أفقدته السيطرة على نفسه وإرادته وأصبح وحيدا إلا من رفاق هذه الجلسة المزرية في هذا المكان القذر.
وأكمل حديثه قائلا إنني أحصل على الكيف من حفرة المتعة المعروفة في حي السبيل فهي المنتجع الذي يتردد عليه متعاطو الكيف وذلك لقربها من هذا الموقع حيث لا يفصلها عن هنا سوى شارع فقط. ففي تلك الحفرة بوسع المتعاطي الحصول على كل أنواع البودرة كما يمكنه إطفاء رغبته الجنسية حيث تشهد الدعارة رواجا كبيرا في ذلك المكان وذلك مقابل مبالغ تبدأ بـ 200 ريال وقد تصل إلى الآلاف وكل ذلك يتوقف على نوعية المطلوب من المخدرات أو الجنس.
ويشاركنا الحديث أحد المدمنين وهو كان في يوم من الأيام بطلا لا يشق له غبار في فنون القتال إذ أصبح عبدا للكيف مستغلا قوته وفتوته في سرقة المحلات وتحديدا أثناء أداء الصلاة ليحصل من عائدها على جرعة من الكيف وينسى همومه - كما يقول -.
وعن أسباب التعاطي قال البطالة كانت هي السبب الرئيس في سقوطي المشين وأضاف كان بإمكاني الحصول على وظيفة مناسبة خصوصا وأنني حاصل على الأحزمة في لعبة الكاراتيه وكان عمري آنذاك لا يتجاوز السادسة عشرة ومع ذلك لم أعثر على الوظيفة وفي تلك الأثناء تعرفت على عدد من الأشخاص الذين بدورهم قاموا بتعريفي على موقع الحفرة التي تجتذب الكثيرين من أصحاب الكيف وفعلا بدأت أتردد على المروجين وصرت أتعاطى حتى أصبحت مدمنا. ولكنني الآن أصبت بالقرف وتعبت خصوصا وأنني شعرت بأن قطار الزمن صار يمضي مسرعا فيما أنا لم أنجز في حياتي شيئا ذا قيمة وكل ما أفعله هو التحسر على حالتي وسنوات عمري التي ضاعت سدى.
وطالب هذا البطل الذي أصبح هزيلا ومرهقا الجهات المعنية بمتابعة هذا الجسر وساكنيه ومرتاديه لعلاجهم من الإدمان في مستشفى الأمل ومساعدتهم على تجاوز محنتهم وإعادة تأهيلهم ومن ثم توفير الوظائف لهم ليصبحوا أعضاء مساهمين في هذا المجتمع.
ويؤكد[ ف،ش ] وهو أحد الغارقين في وحول الإدمان أن البطالة هي السبب الرئيس في وجود هذا العدد الهائل من المدمنين خصوصا هؤلاء الشباب الذين باتوا نزلاء هذه الحفرة فحين لا يحصل الشاب على وظيفة إلى أين يذهب يا ترى ؟ إنه بكل تأكيد سيلجأ إلى عالم المخدرات التي يعتقد واهما أنها ستنسيه كل همومه فيما هي في حقيقة الأمر تقوده إلى الضياع والرذيلة والانحراف والموت.
وقال [ ف، ش ] إننا نحملك المسؤولية في نقل هواجسنا وهمومنا ورغباتنا إلى كل من يهمه أمرنا. فنحن بكل صدق غارقون في الوحل ونريد من يمد لنا يدا كي يساعدنا على تخطي هذه المرحلة الصعبة من حياتنا. وأبدى رغبته الشديدة ورغبة عدد من رفاق التعاطي والإدمان في العلاج للخروج من هذا المأزق الصعب.
وأوضح لنا بألم الوضع الذي وصل إليه مرتادو هذه الحفرة وساكنوها قائلا إن هناك من بترت قدماه وهناك من مات وهو يتعاطى هذه السموم وثمة من تخلى عن شرفه وعاره وكرامته وعرضه في لحظة ضعف بشري وذلك للحصول على جرعة من هذه السموم القاتلة والمدمرة وما أقوله لك ليس من نسج الخيال ولكنه هو الواقع المر الذي نعيشه ونعاني منه فعلا. وقال بتأثر واضح من يرضى أن يعيش هذه الحياة التي رأيتها بأم عينيك حيث لا طعام ولا شراب ولا ملابس نظيفة ولا بيت ولا أهل ولا صديق ولا عزيز ولا قريب ولا أي شيء يستحق أن يعيش الإنسان من أجله؟.
ومن جانبه يؤكد إمام مسجد أسامة بن زيد بحي الوزيرية (الشيخ هاشم الشيخ) على أن هذه الحالات قابلة للعلاج فما من داء إلا وله دواء وليس كما يتصور أسرى الإدمان ومصداق ذلك أن كثيرا من المدمنين التائبين تركوا الإدمان وصارت حياتهم طبيعية بل إن بعضهم أصبح أفضل مما كان عليه ومن زار المستشفى عرف ذلك.وأضاف قائلا: العوامل التي جعلت هؤلاء يقلعون عن الإدمان كثيرة منها العامل الصحي والاقتصادي والاجتماعي وأهمها بطبيعة الحال العامل الديني فهو من أقوى العوامل خاصة في البلدان العربية والإسلامية ولقد أجريت دراسة على 37 مدمنا تركوا الإدمان وكان العامل الديني هو الأهم ثم الصحي وبعد ذلك الاقتصادي وثبت أن أكثر المتعافين ثباتا وبعدا عن الانتكاسة هم الذين انخرطوا في برامج دينية إيمانية سلوكية.
وعن أسباب وقوع الشباب في براثن المخدرات يبين الشيخ أنها كثيرة وتختلف من شخص لآخر ومن بيئة إلى أخرى ولا شك أن وجود الفراغ مع عدم توفر الأماكن الصالحة التي تمتص طاقة الشباب كالنوادي والمتنزهات وغيرها يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات والمسكرات بل وارتكاب الجرائم، وشدد الشيخ هاشم على أهمية الرفقة واختيار الرفيق الصالح كون إلحاح الأصدقاء أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية.
المصدر هنا (http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-06/first_page/first_page03.htm)
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . كل ها البلاوي في جدة الله يستر
ماذا تتوقعون السبب الذي اوصل الشباب الى هذا الحال المؤسف ؟؟