المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي .. إنها خاطرة .. وربما تكون قصتنا جميعاً



محمد عادل
20-04-2006, 09:00 PM
( قصتي )
إنها خاطرة .. وربما تكون قصتنا جميعاً !

( كان نفسي عندي أصحاب .. لكن الناس رمتني ..
كان نفسي عندي أحباب .. لكن الناس نسيتني )

حياتنا مليئة بالقصص ، فلكل منا رواية ، ولكل منا قصة ..
لكن قصتي تختلف عن كل القصص ..
أنا اعرف ما ستقولونه ، وهي أن الإنسان يشعر بأن قصته هي أسوأ القصص .. لكن صدقوني ، فقصتي لم يتناولها الكثيرون حتى ولو تناولوها ، فليست كما سأتناولها الآن ، ويكفي أن هذا ما أعتقده حتى وقتنا الحاضر ..

- ( إيه يا عم !! .. إنت جاي من المريخ ؟!! ) ..

تلك هي العبارة ، التي أسمعها دائماً سواء جئت من المريخ أم من زحل ، فالأمر سواء ، المهم هو المعنى الذي يقصده قائلها ، فالمعنى - كما هو واضح - إما أنني ( أهبل أو عبيط ) ، وليعذرني الجميع إن أدركت معنى لا يتقبله الكثيرون منا ..
لكن في نفس الوقت هذا هو المعنى الدقيق لتلك العبارة ، وعندما سألت قائلها عن مكنون صدره ، فقد أكد لي ( أنني في دنيا غير الدنيا ) ..

نعم ! .. أنا اعتقد ذلك أيضاً حيث أنني ( مثالي زيادة عن اللزوم ) ، وآخذ كل شئ بمقياس غير موجود في زماننا هذا ، فعندي الصواب صواب ، والخطأ خطأ ، ولا يوجد لون رمادي من الممكن أن يفصل بينهما ، وليس هذا حال صديقنا السابق فقط ، وإنما الحال مع الآخرين أيضاً ، فالكل يعتبرني - وإن لم يفصحوا عن ذلك - ( خنقة ودمي تقيل ) ، فدائماً أتكلم إما عن السياسة ، أو الأدب ، أو الثقافة ، أو السينما ، وهذا كله لا يشغل الجميع في كليتي إلا - والحق يقال - هناك القليلون ، الذين يشعرون معي بإرتياح كبير .. لكن موضوعاتي لا تهمهم على الإطلاق ..

نعم ! .. أنا أعرف أني ( خنقة ) ، ولا أستطيع أن أتكلم بما يتكلم به الآخرون :
- ( شفت التي شيرت اللي لابسه " عمرو دياب " ؟ .. الجديد ده ؟ )
- ( في واد أمور أوي ، ظهر في الإعلان ، أنا بحبه موت )
هذا مثال حي على ما أقصده ..

أنا أيضاً أرى ، وأسمع .. لكن ليس معنى ذلك أنني متحجر ، متبلد .. لكن تلك الأمور لا تشغلني كثيراً ، لكن والحال مع الفتيات - حتى الفتيان - ، فتلك الأمور هي جوهر الأمور ، وحينما بدأوا يتعرفون علي ، ورأوني ( لبخة ) ، تحولوا عني سريعا ، ليس الفتيات فقط ، بل وصل الأمر إلى الرجال أيضاً ، فالكل يعتبرني ( جرثومة ) يجب الأبتعاد عنها ، والحفاظ على أنفسهم من شرها .. أعرف أن لدي من العيوب الكثير في ذلك الزمن ( المثالية \ حب الناس \ الطيبة ) ، وكلها عيوب لا أستطيع أن أصفها إلا بأن هذه هي فطرتي التي خلقني الله عليها ، وسأظل بها حتى يحين أجلي .. أنا لا أريد شيئاً سوى حب الناس فقط ، وحتى أعدائي أحترمهم ، وأقدرهم ، تخيلوا أنني حينما فشلت في تكوين صداقات مع من حولي ، أصبحت أحاول أن أصادق ( بائع السندوتشات ) لكن ..

لكن حتى هذا لم يقبلني ، وحينما كنت أسير ، وأفكر لم أنا كذلك ؟ ، لم تلك هي طبيعتي ؟ ..
لم أستطع أن أجد إجابة واضحة ، ووسط الأنطواء ، والعزلة ، وحينما أخذت أفكر في حالي سمعت لحناً ، حزيناً ، مصحوباً بكلمات أكثر حزناً :
( كان نفسي عندي أصحاب .. لكن الناس رمتني ..
كان نفسي عندي أحباب .. لكن الناس نسيتني )

نعم ! .. هذه هي الكلمات ، التي تعبر حقيقة عن ما يجيش به صدري في تلك اللحظة ، فلقد كانت منحة من الله ، لتعبر عما يدور بخلدي ..
وصلت إلى المنزل .. جلست أفكر وسط الظلام ، ليتوالى شريط ذكرياتي ..
عرفت أنني إذا لم أجد صحبة الإنسان ، فمن الممكن أن أجد صحبة الله ، فالله تعالى هو أرحم من في الكون ، وهو يعلم أنني لم أولد شراً في قلبي ..

وحينما يتخلى عني الجميع .. يظل الله معي ..
وحينما ينساني الجميع .. يظل الله معي ..
وحينما أنسى نفسي .. فالله لا ينساني ..
وهكذا شعرت بأنني ولدت من جديد ، وبأنني معه سبحانه و تعالى ..لكن رغم ذلك - ورغماً عني - لا يزال صدى أغنيتي الجميلة يتردد :
( كان نفسي عندي أصحاب.. لكن الناس رمتني ..
كان نفسي عندي أحباب .. لكن الناس نسيتني )
نسيتني ..
نسيتني ..
نسيتني ..

( تمت بحمد الله )

ملاحظة : أحداث هذه الخاطرة واقعية إلى حد كبير يعيشها شخص أعرفه ، ولا تزال تحدث حتى يومنا هذا ..


محمد عادل

*****************

نُشرت الخاطرة على منتدى " دار ليلى للنشر والإعلان "
http://www.darlila.com/fm/index.php?showtopic=804

نُشرت الخاطرة على مجلة " بص وطل " في عددها الأخير على هذا الرابط :
http://www.boswtol.com/nabadat/meenyehb_88_03.html

رشا محمود
23-04-2006, 04:13 PM
أخى محمد عادل

تحكى قصة كثيرون يعيشون بيننا ونقابلهم كل يوم

هؤلاء من تعذبهم مثاليتهم ورفضهم للمساحات الرمادية فى الحياة

ويتعرضون للسخرية من أفكارهم النقية التى لم تلوث بعد

ولكن فى الواقع إنها نعمة من الله عز وجل يجب حمده عليها

مع بعض المرونة والواقعية وعدم البعد عن نمط الحياة

يمكن التعايش مع المجتمع والإندماج فيه دون التخلى عن المبادىء والقيم

والبعد عن الحياة والناس والإلتجاء إلى العزلة والإنطواء ليس حلا

شكرا لهذه الرحلة الجميلة داخل أعماق إنسان ليتنا نقدره حق قدره

تحياتى لك

محمد عادل
24-04-2006, 02:20 AM
أخى محمد عادل

تحكى قصة كثيرون يعيشون بيننا ونقابلهم كل يوم

هؤلاء من تعذبهم مثاليتهم ورفضهم للمساحات الرمادية فى الحياة

ويتعرضون للسخرية من أفكارهم النقية التى لم تلوث بعد

ولكن فى الواقع إنها نعمة من الله عز وجل يجب حمده عليها

مع بعض المرونة والواقعية وعدم البعد عن نمط الحياة

يمكن التعايش مع المجتمع والإندماج فيه دون التخلى عن المبادىء والقيم

والبعد عن الحياة والناس والإلتجاء إلى العزلة والإنطواء ليس حلا

شكرا لهذه الرحلة الجميلة داخل أعماق إنسان ليتنا نقدره حق قدره

تحياتى لك


السلام عليكم ..
عزيزتي رشا ..
أتمنى أن تكوني بخير ..

:) أحمد الله أن الخاطرة مست قلبك عزيزتي ، وما تقولينه صحيح تماماً ، وهو ما حاولت أن أفهمه لصديقي الذي أهديته الخاطرة ، لكن دون جدوى حتى الآن ، وأقول لهولاء : " أنتم لستم غرباء عنا ، ولا نحن سكان فضاء بالنسبة لكم ، فمن الممكن أن نقترب من بعضنا أكثر فأكثر ، إن سمحنا للتوهج البشري أن يطفو إلى السطح " ..

:) أشكرك عزيزتي على مداخلتك ، وفي انتظار آراء أخرى بإذن الله ..

تحياتي
محمد عادل