المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـكـذب على الـعـلـمـاء .. كالـكـذب عـلى الأنـبـيـاء



محمد المصيلحي عـودة
19-04-2006, 09:15 AM
كلنا نعلم والحمد لله أن الله تعالى حفظ الدين ووضع حوله أسيجة من محاذير شديدة الرهـبة لمن كان له قلب أو ألقى السمع .
وتكفل سبحانه بحفظ كتابه الكريم بنفسه ، حين أعلنها صريحة مجلوة ، لا يدانيها لبس ولا تأويل ، حين قال بلفظ العظمة والجلال ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

ولا يخفى ما في تلك الآية الكريمة من إشارات بليغة تدل على تأكيدها ودوام معـناها حين استخدم الجليل سبحانه لفظ العظمة ( إنا ) بالجمع المؤكد .. ثم أكدها بـ ( نحن ) ، ثم استعمال اللام المؤكدة في كلمة ( حافظون )

وأشار العلماء الأجلاء إلى أوجه الجمال البلاغي في تلك الآية .. وأوردوا أقوال متعددة .. من أوجهها .. أن الجمع هنا يشير إلى اجتماع صفات الله تعالى في تنفيذ ما قررت الآية ألا وهو ( نزلنا الذكر .. وله حافظون )

وقد حاول المشركون والمنافقون والمرجفون على مدى التاريخ الإسلامي تحريف كثير من التعبيرات القرآنية واستبدال كلمة بأخرى أو حرف بآخر .. والحمد لله رب العزة والجلال ، باءت جميع محاولاتهم بالفشل ، وفضحهم الله تعالى في أكثر من موضع في القرآن الكريم مشيرا إلى ما يعـتمل في نفوسهم من غل وحقد على هذا الدين القويم الذي كشف زيفهم وضلالهم وعمى قلوبهم

والأمر كذلك بالنسبة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية والتقريرية المنقولة إلينا بالتواتر والاستيثاق بطريقة الرواية المعنعنة التي لم يحظ بها قول نبي أوفعله كما حظيت به أقوال نبينا وأفعاله صلى الله عليه وسلم

وتوعد النبي صلى الله عليه وسلم من كذب عليه متعمدا .. بنار جهنم يهوي بها جزاء ما اقترف من أثم عظيم مقصود به تحريف هذا الدين عن عمد وقصد أو قول بغير علم

ولقد قيض الله تعالى لتلك الملة السمحاء من العلماء النوابغ من برع في حفظ الروايات الصحيحة بألفاظها منسوبة إلى رواتها مسلسلة بلا تحريف أو تبديل ، وقد عرفوا بوصف ( الحفاظ )
حتى عصر التدوين وبعده ، وجمعت سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مدونات كبيرة واشتهرت من بينها الكتب المعروفة في رواية سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟ وأجمع عليها علماء الأمة ، وهي لا تخفى على صغير أو كبير

ولقد ثبت أيضا ما بذله أصحاب تلك الكتب من دقة وتمحيص ومقابلات للنصوص ، وتجشم عناء السفر من بلد إلى بلد لسماع رواية من أحد العارفين بها والاستيثاق من صحة لفظها أو نسبتها إلى راويها

ثم قيض الله تعالى طائفة أخرى من العلماء تخصصوا في دراسة الأحاديث ومقابلات نصوصها وغربلتها على أسس علمية دقيقة من جهة المتن.. والرواية .. والتسلسل الزمنى للرواة ، ومعرفة كل رجال السلسلة وتاريخهم ، وأفعالهم ، وأخلاقهم ، ومدى التزامهم بالدقة ، أو اتهامهم بالرقة ، أو اللين ، أو الوضع أو الرواية بلا علم .
وكثيرة هي كتب الجرح والتعديل والاستدراك والتخريج لنصوص الأحاديث النبوية الشريفة ولرواتها الذين حملوها إلينا ، فنتج من ذلك كله فرز وتصنيف النصوص والأقوال التي تنسب إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ومعرفة درجتها من الصحة والضعف

ثم قيض الله تعالى طائفة أخرى من العلماء الأجلاء المنتشرين في كل عصر .. لتفسير تلك الأحاديث وتوضيح ما غمض منها ، وتوجيه معناها باجتهادهم ورأيهم الذي ينضوي تحت راية الفهم والإدراك التشريعي واللغوي فاستنبطوا منها الأحكام والفتيا وأضاؤا للناس سبيل النجاة في تعاملهم وسلوكهم اليومي في الحياة ، مبينين لهم ما يجوز ومالا يجوز وما اختلفت الأفهام في تأويله ومغـزاه والمقبول منها والمرفـوض .

ولم ييأس المتقـولون على الله ورسـوله على مدى مراحل التاريخ الإسلامي من الوضع والنحل والدس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله تعالى من ورائهم محيط .. وعلى مكرهم لقدير

ومن أنواع الدس والتحريف التي انتشرت في عصرنا ، وساعدت ظروف العصر على انتشاره ، من فضائيات غير مراقبة بحزم .. وشبكة انترنت مفتوحة أمام كل الأفراد في كل بقاع الأرض دون رقيب ولا حسيب .. ألا وهو الدس على العلماء ، واختلاق الأكاذيب المغرضة ونسبتها إلى أحد العلماء الأجلاء ، وتوزيعها ونشرها في منتديات مفتوحة للجميع ، أو تداولها بين مجموعات بريدية مغـرضة بأسلوب الترهـيب ، أو ابتغاء الأجر والثواب ، أو طبعها في مطبوعات لا تحمل دليلا على مصدرها ، وتوزيعها على فـئة الشباب الذين لا يملكون المقدرة على مراجعة ما بها من نصوص ، او معرفة صحة ما بها من أحكام .. خاصة وأنها تحمل اسـما من أسماء كـبار العلماء الأجلاء المعـروفين ، ومنسـوبة إليه ظلما وجهلا .. وقـد تكون مأخوذة بالفعل من إحدى فتاويه ولكن بتحريف مخل واقتطاع يذهب إلى غير ما أراد العالم بقوله

ومن أمثلة تلك الأعمال ، ما انتشر مؤخرا من نسبة تحريم استخدام كلمة ( تحياتي ) أو ( أرجوك ) أو ( ولك الإكرام ) ( السيد ، الجليل ) وما شابه ذلك .. ونسبة تلك الفتوى إلى الشيج الجليل محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى

وهي مقتطعة من فتوى للشيخ بالفعل .. ولكن بسوء قصد ونية تظهر خبث فاعلها ، وسوء مقصده .. من زعزعة الثقة بين الناس وبين العلماء .. وزرع الشعور بالضيق والملل من فتاوى هؤلاء العلماء الذين ضيقوا على الناس كل شيء حتى استعمال الكلمات والتحايا التي تعارف عليها الناس .. وهم برءاء من ذلك وما هي إلا مدسوسات أو تحريفات لأقوالهم وإجاباتهم على استفسارات السائلين

وإليكم نص فتوى الشيخ رحمه الله ، والتي حرفها المحرفون في هذا الشأن وأخرجوها عن معناها ومغزاها ؛ ليضلوا الناس بغير علم ، ولينسبوا إلى العلماء مالم يقولوه على الله ورسوله ، ظلما وعدوانا .
فلهم من الله تعالى ما توعد به الرسولُ الكريم كلَّ من تقوّل عليه بالكذب .. فالعلماء ورثة الأنبياء .. وبضاعتهم هي التي توارثوها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والقول فيها بالتحريف أوالكذب لا يقل جرما عن القول على رسول الله بالكذب .. نسأل الله تعالى السلامة والعفو لنا ولعلمائنا الأجلاء

(( نـص الـفـتـوى في كلمة التحـيات للشيخ بن عثيمين رحمه الله ))

( السؤال: قوله: «ويقول: التحيات لله...» يقول بلسانه متدبِّراً ذلك بقلبه وهل يُشترطُ أن يُسمعَ نفسَه ؟ فيه خِلافٌ سَبَقَ ذِكْرُه . أمَّا المذهبُ فيُشترط أن يُسمعَ نفسَه في الفاتحة، وفي كُلِّ ذِكْرٍ واجبٍ.. )

الجواب : قوله : «التحيات لله» التحيات : جمع تحيَّة ، والتحيَّة هي : التَّعظيم ، فكلُّ لَفْظٍ يدلُّ على التَّعظيم فهو تحيَّة ، و«الـ» مفيدة للعموم ، وجُمعت لاختلاف أنواعها ، أما أفرادها فلا حدَّ لها، يعني : كُلَّ نوع من أنواع التَّحيَّات فهو لله ، واللام هنا للاستحقاق والاختصاص ؛ فلا يستحقُّ التَّحيَّات على الإطلاق إلا الله . ولا أحد يُحَيَّا على الإطلاق إلا الله ،)

وبهذا يكتفي الناقل .. ويستدل على حرمة استعمال لفظ التحيات في خطابنا اليومي أو مكاتباتنا لبعضنا البعض ويتجاهل عمدا باقي نص الفتوى الذي يقف في وجه هدفه المسموم حيث يقول فيه الشيخ رحمه الله

( وأمَّا إذا حَيَّا إنسانٌ إنساناً على سبيل الخصوص فلا بأس به . لو قلت مثلاً : لك تحيَّاتي ، أو لك تحيَّاتُنَا ، أو مع التحيَّة ، فلا بأس بذلك، قال الله تعالى ) وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا )(النساء: من الآية86) لكن التَّحيَّات على سبيل العموم والكمال لا تكون إلا لله . )


(440) سئل فضيلة الشيخ : عن عبارة " لكم تحياتنا " وعبارة " أهدي لكم تحياتي " ؟

فأجاب قائلاً : عبارة "لكم تحياتنا، وأهدي لكم تحياتي" ونحوهما من العبارات لا بأس بها قال الله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) . . .
فالتحية من شخص لآخر جائزة ، وأما التحيات المطلقة العامة فهي لله، كما أن الحمد لله ، والشكر لله ، ومع هذا فيصح أن نقول : حمدت فلاناً على كذا ، وشكرته على كذا قال الله - تعالى -: ( أن اشكر لي ولوالديك ) .


(419) سئل فضيلة الشيخ : عن هذه الألفاظ : " أرجوك "، و" تحياتي " ، و" أنعم صباحا ً "، و " أنعم مساء ً " ؟ .

فأجاب قائلاً : لا بأس أن تقول لفلان : "أرجوك" في شيء يستطيع أن يحقق رجاءك به . . .
وكذلك " تحياتي لك ". و" لك مني التحية ". وما أشبه ذلك لقوله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) . وكذلك: " أنعم صباحا ً " و" أنعم مساء ً " لا بأس به ، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلاً عن السلام الشرعي .


وأليكم رابط الفتوى من موقع الشيخ رحمه الله المصادر

المصدر الأولhttp://www.binothaimeen.com/modules....ticle&sid=4643 (http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=4643)

المصدر الثاني
http://63.175.194.25/index.php?ln=ar...QR=34684&dgn=4 (http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&QR=34684&dgn=4)

المصدر الثالث
http://saaid.net/fatwa/f37.htm (http://saaid.net/fatwa/f37.htm)

ابوفهد
19-04-2006, 09:35 AM
الغالي محمد
يسعد الله أيامكم بالخيرات

جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير على هذا التوضيح المهم

ليس غريباً عليكم ذلك وأنتم إبناً باراً للمنصورة الغالية حفظكم الله ورعاكم

كم يؤلمنا إستمرار المنافقين والعلمانيين في إصرارهم على الإيقاع بين العلماء والعامه .

نرجو المولى عز وجل أن يجازيهم بما يستحقون ويكفينا شرورهم

دمتم بخير

عابده لله
19-04-2006, 11:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جوزيت كل الخيــر أستاذي الفاضل المصيلحي ..
وبورك في يميـــنك ..

شرحــت وفصلت وأفهمت اسأل الله أن ينفع بك
وبما عرضـت ..

ويغفر لك ولـ والديك ..

الأمــر ليس بـ هين نسأل الله السلامـة ..

.
.

عابده

Oscar
19-04-2006, 08:59 PM
كم هو مؤلمٌ أن تتفشى بيننا هكذا أفعال ..

و هكذا نفوس مريضة ..



يُثار تعجبي من جهلٍ يغلفونه بحكمة العلماء



ويسكنني شعور عجيب كلما تساءلت:

لما نُخدع بهذه السهولة؟!



يُحَرّمون فنحَرم بدورنا

و بكل عجز نبث السموم فيما نُقيت به أفئدتنا قبل عقولنا



لا أدري لما نستسلم لثقافة Copy & paste

كتبتها هكذا لأنها ليست لنا



هنا بالذات في أمور القلب والعقيدة

عندما يتعلق الأمر بأقوال علمائنا و أجلائنا..

يجب أن نفكر ألف مرة و نبحث قبل أن نغمس أيدينا

فنقتات من ثريد هذه الثقافة..



فللثريد عفن؟!


عندما نقتاته نجني على أنفسنا بقدر ما جنى بائعه ..



أخي وأستاذي .. محمد المصيلحي


شكرًا من القلب..

أثابك المولى على هذا التصحيح .. وجزاك عنّا خير الجزاء..




دمْ بخير |467|

ألنشمي
20-04-2006, 03:37 PM
أخي محمد المصيلحي عـودة





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







لاغرابة في ما أشرت أليه فالمجتمع ألأسلامي لايخلو من هؤلاءِ





أعداء ألأسلام منذو بدايته ألمنافقون واليهود





سورة المنافقون والايآت المتعددة عن اليهود



كل ذلك كفيل بأن يدرك كل مسلم مؤمن من هم أعداء ألأسلام حتى لو تخفوا بيننا






جوزيت خيراً وفقك الله