خروج من المحيط!

[بريق المعاني]

[تلوح لنا الآمال في الأفق ،فتشرئب الأعناق ،وتحلق الآمال إلى أبعد من الخيال ،لهفة إلى ما يخبئه المستقبل البعيد ، ونتجاوز ساحل الحقيقه لنصل إلى لججه وأعماقه ،، علنا أن نصل إلى درة تغنينا عن وعثاء السفر وكآبة المنظرفلا نصل إلى شي
فنعود إلى الساحل بهمة أنهكها ثقل التجربة وتكرار المحاولة
ثم لا تلبث الآمال تطل إلينا برأسها ،،، فتتحرك كوامن النفوس لتواصل السير علها أن تجد ماترنو إليه ،فتشق الصحاري القاحلة وتخوض المفاوز المهلكة علها أن تجد الأمل فلا يصيبها إلا التعب والعطش فتستريح قليلا تحت ظل يقيها لهيب الشمس المحرقة
وفي لحظة تفكير عارمة يلوح لها بارق الأمل ،فتندفع مسرعة إلى اللحاق به ،فقد ملت المقام بارض الواقع ،وتجرعت غصص الألم ،وذاقت مر المعاناة.
تسير بهمة عالية وعزيمة متقدة ونداء يناديها من الأعماق أن إلحقي ببارق الأمل وواصلي السير والعمل ...
وكلما اقتربت منه رأت بريقه ولمعانه ...
فتشتاق إلى الللحوق به والسير إليه .... وكلما أقتربت منه زاد بعده عنها ...وكلما كانت أشد قربا صار منها اشد بعدا
وكأن الأمل قد تذكر قول الجاحظ (إذا التقى العشيق ومعشوقته فقد تسعة اعشار العشق) فصار يبعد عنها ، وينأى عن مكان ديارها ومقام جوارها ،وهي تحث الخطى وكأنها رأت كنزا في داخله أو حبا سكن في أعماقه فلا ترى إلا نكوصه عنها وهروبه من مواجهتها
وعاد لهاعقلها بين تلك الأحلام لتكتشف أعظم إكتشاف عرفته النفس البشرية ......
لتكتشف أن من لاحقته في كل زمان ومكان هوسراااااااااااااااب
[هكذا هي النفس إذا خرجت من محيط واقعها تلاعبت بها الأحلام وتقاذفتها الآمال حتى تصل إلى شاطي الحقيقة[
بريق المعاني