المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وداعــاً مايــا [ القصة كاملة + القصيدة + الأنشودة ]



شادن
11-03-2006, 01:42 AM
وداعاً مايا ..
قصة مؤثرة .. وأحداثٌ مثيرة
ربما سمعتم بها ..
مع ذلك .. أحببتُ نقلها كاملة ..
لأنها تستحق النقل ـ وبجدارة ـ
علماً بأنها قصة واقعية غير أدبية
كتبها أ . يحيى بن سعيد آل شلوان .. :)


[ 1 ]



في معهد الكومبيوتر جمعتنا مقاعد الدراسة...

في العشرين من عمرها متوسطة الطول ،

بيضاء ، جميلة الملامح .. يزينها شعر أشقر

ولها عينان خضراوان ، كانت هادئة الطبع حسنة الخلق..

قررت أن أتعرف عليها اكثر فقد أعجبت بها كثيرا اقتربت منها :

ـ مرحبا.. أنا ناديا .. اسمك؟


ـ اسمي مايا..


ـ مايا هذا يعني أنك …!


ـ نعم نصرانية .


ـ لا يهم .. المهم أن نكون صديقتين.

وفعلاً كان اللقاء وكانت الصداقة……


كانت طباعنا متقاربة في كل شئ والعجيب أن مولدنا في يوم واحد!

كنا لا نفترق نجتمع دائما إما في المعهد أو في النادي ،

كانت تحب لعبة الاسكواش والتنس

وأنا كنت أحب ركوب الخيل تدربتُ كثيراً حتى أصبحت فارسة ماهرة..

ركبت معي مايا ذات مرة على الفرس لكنها سقطت …

كنت أزورها كثيراً في منزلها وهي أيضا كانت تمكث

معي في بيت جدتي الساعات الطوال حتى إن جدتي أحبتها كثيرا…ً

استهواني الدين النصراني كنت أريد أن أعرف عنه كل شئ

ذهبت معها أكثر من مرة إلى الكنائس كنت أسأل عن أشياء لا أفهمها

وتجيبني عنها بإيجاز أما هي فكانت تجلس صامتة وعلى وجهها ملامح الحيرة …

طلبت مني ذات يوم الذهاب معها إلي الكنيسة لتؤدي صلاة عيد القيامة لم أمانع أ بداً !!

كانت جذوري غير راسخة .. لم أكن أعرف قدر ما عندي!

ذهبت معها .. كانت تختلس النظر إلي تريد أن ترى ردّة فعلي

لم أعلق على شئ كان الذي يدور أمامي طلاسم محيرة لا أستطيع فهمها ….

في اليوم التالي زرتها في منزلها تحدثنا وضحكنا كثيراً

لم نكن نحسب للزمن حساباً .. المهم أن نبقى معاً ..

وعندما هممت بالانصراف لمحت عندها

بعض الكتب التي تتحدث عن النصرانية دفعني الفضول إلى طلبها فوافقت مايا…

أخذت تلك الكتب معي إلى المنزل وأنا في شوق لقراءتها فقد كنت أحب أن أفهم هذا الدين المليء بالألغاز .

دخلت المنزل وسلمت على جدتي وجلست أتحدث معها ..كم أحبها فهي الصدر الحنون الذي آوي إليه بعد أن انشغل عني والداي!

وفي أثناء الحديث وقع نظر جدتي على تلك الكتب ودهشت عندما رأت الصليب مرسوما على الغلاف نظرت إلي في حدة وثارت في وجهي وصرخت بصوت عال وسبتني سباً شديداً ورمت بها في وجهي …

مالها؟ لم أرها غاضبة من قبل لم أكن أعرف ماذا يجري وكل ما أدركته أن إحضاري لهذه الكتب خطأ كبير وأمرمزعج…

اعتذرت إلى جدتي وفي اليوم التالي أرجعت الكتب إلى مايا وقلت لها إني قد قرأتها ..


وللحكاية بقية ,,

شادن
11-03-2006, 01:47 AM
[ 2 ]


كان هذا خيراً لي فقد كانت جذوري غير راسخة أجهل الكثير عن ديني لم أكن أعرف الحجاب وأفرط كثيراً في الصلاة وفي غرفتي كم هائل من أشرطة الغناء العربية والأجنبية وعلى جدرانها صور كثيرة لأهل الغناء والتمثيل وفي النادي أمضي ساعات أمتطي الحصان وفي نفسي جوانب كثيرة مظلمة أخفيها دائماً عن الناس أحاول إخفائها عن نفسي !!

كان الشيء الوحيد الذي يربطني بالإسلام هو إنني أذهب كل جمعة إلى المسجد لأشهد صلاة الجمعة مع المسلمين !!

وفي ذات يوم بعد صلاة الجمعة رجعت إلى المنزل ووجدت صديقتي مايا جالسة مع جدتي تنتظرني جلسنا معاً نتحدث ثم انصرفت جدتي لتعد الغداء اقتربت مني مايا وقالت لي إنها تريد بعض الكتب التي تتحدث عن الإسلام قلت لها: ولماذا؟
قالت إنها تود أن تعرف بعض المعلومات عن الإسلام اعتذرت لها فلم يكن لدي شئ من الكتب الدينية!!

ولكني وعدتها بأن أحضر لها ما تريد ..

في اليوم التالي ذهبت البيت والدي وبحثت في مكتبته فلم أجد سوى
[ القرآن الكريم بالتفسير ]
فأخذته وانصرفت ولم يعرف والدي ووالدتي باني جئت إلى المنزل ولم أنتظرهما حتى يعودا من العمل !

حملت [ المصحف المفسر] إلى مايا أخذته مني بلهفة وشكرتني على ذلك كثيراً.. ثم افترقنا..

في صباح اليوم التالي ذهبت إلى المعهد وكلي شوق للقاء صديقتي ..ولكنها لم تحضر !!

ماذا جرى ؟! ازدادت مخاوفي وذهبت بيّ الظنون كل مذهب في اليوم الثالث لم تحضر مايا..

ما الذي حدث؟!
أين هي الآن ؟!
هل……………؟

شادن
11-03-2006, 01:50 AM
[ 3 ]



قطعت كل التساؤلات وقررت أن أذهب إلى منزلها لأطمئن عليها طرقت الباب فإذا بمايا تستقبلني ..
أنت بخير ..لقد..

لم تدع لي فرصة للحديث ولم تجبني عن شئ …
ابتسمت لي وأخذت بيدي وخرجت بي مسرعة وذهبنا إلى بيت جدتي وكانت جدتي غائبة عن المنزل .

_ _ _ _ _


في بيت جدتي

تحدثنا قليلاً ثم انصرفت لأحضر العصير رجعت إليها فاذا بها مطرقة الرأس غارقة في تفكير عميق شعرت بأنها تخفي شيئاً … سر كبير من وراء تلك العينين الحائرتين .. اقتربت منها همست إليها ..

- مايا مالك يا صديقتي ؟!

رفعت رأسها في تثاقل وقد ترقرقت عيناها بالدموع وقالت:-
تعبت يا ناديا تعبت…

- من أي شي ؟!

- صراع مرير يعصف في داخلي ! يكاد أن يقضي عليّ أصبحت أكره حياتي وأكره وجودي في هذه الحياة!

- مايا الذي جرى ؟! لم تكوني أبداً هكذا لماذا هذا الشعور الغريب؟ لماذا يا مايا؟

نظرت اليّ وقد جرت على وجنتيها دمعتان مسحتهما بكفيها …وقالت :-
سأخبرك يا ناديا عن كل شئ .. ولكن!

- ولكن ماذا؟

- أتقسمين لي بأن يكون الأمر سرا بيننا وإلا تبديه لأحد مهما يكن …

أقسمت لها حتى اطمأنت عندما استجمعت قواها وكأنها تحاول أن تضع عن كاهلها حملا ثقيلا عدلت من جلستها ونظرت إلي وقالت:-

.
.

شادن
11-03-2006, 01:54 AM
[ 4 ]

- ناديا أريد أن أدخل في الإسلام!

عقدت الدهشة لساني وقعت كلماتها عليّ كالصاعقة أدركت خطورة الأمر صرخت بها:-

- ماذا؟!!
تسلمين ؟؟!… الإسلام؟!

أما تدركين خطورة هذا القرار؟! ماذا لو علم أهلك بهذا؟

سوف يقتلونك حتماً سيقتلونك…

نظرات الرجاء في عينيها تكسرت شيئاً فشيئاً أطرقت رأسها ووضعت وجهها بين كفيها وانهارت في بكاء شديد ثم تحشرج صوتها وأخذت تردد:-

- حتى أنت يا ناديا.. حتى أنت يا صديقتي!

لا تريدينني أن أرى النور!

لا أحد يريد أن يأخذ بيدي رحماك يا رب …

آه مما أنا فيه..كزورق تائه تتقاذفه الأمواج ولا من معين……

رحماك يا رب رحماك …

وغرقت في بحر من الدموع وأنا مازلت حائرة !!

أفكر فيما أرى وأسمع ومخاوفي تزداد على صديقة العمر ..عالم مجهول ينتظرها !!

قرارها هذا قد يفرق بيننا إلى الأبد بل قد يفرق بين روحها وجسدها..!!

آه..ما أبشع المنظر عندما تصورتها جثة هامدة وقد قتلها اقرب الناس إليها لن يرحموها أبداً …لن…

نشيجها المتصاعد يقطع عليّ مخاوفي المفزعة ..يكاد البكاء أن يقضي عليها ..آهاتها الحرّى تقطع نياط قلبي ونظراتها العاجزة تتوسل إلي لمحت في عينيها صدق الرغبة أيقنت أنها قد اتخذت قرارها ولن تتراجع عنه وأنا أيضاً اتخذت قراري…

اقتربت منها
احتضنتها إلى صدري بشدة وقلت لها:-

- لا عليك يا صديقتي لا عليك..
ليكن لك ما تريدين...
لن أتخلى عنك مهما كلف الأمر ..سأكون معك والله معنا..

شادن
11-03-2006, 01:59 AM
[ 5 ]



النطق بالشهادتين

أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله…

كأنني أسمعها لأول مرة ..

نطقتها مايا فلم تبق مني جارحة إلا وانتفضت لأول مرة أشعر بجلال هذه الكلمة! آه لم أكن أعرف قدر ما عندي !!

توقفت عقارب الزمن عن الدوران وعشت مع مايا لحظات ليست من عمر الزمن غمرتنا السكينة من كل مكان وكان الملائكة من السماء تتنزل لترفع ذلك الإيمان الغض الندي إلى الملكوت الأعلى …
انه التوحيد .. (ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ).

أشرقت شمس الإيمان .. وتبدد الظلام..( إنما الله إله واحد).

وداعا للخرافة .. وداعا للأوهام..

(ثلاثة في واحد .. واحد في ثلاثة) .. ليل جاثم .. لن يصمد طويلا أمام الفجر الساطع: (قل هو الله أحد (1) الله الصمد(2) لم يلد ولم يولد(3) ولم يكن له كفوا أحد(4))

الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ..لم اخسر شيئا..((ربحت محمداً ولم أخسر المسيح)).

رسولان عظيمان في طريق واحد الطريق إلى الله.. لم يكن المسيح يوما إلهاً أو أباً للإله إنما هو عبد الله ورسوله.. السر المحير في طبيعة المسيح يبدده شعاع من القرآن: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).

الله أكبر .. الله أكبر .. أشهد أن لا اله إلا الله...أشهد أن محمداً رسول الله..


صوت الأذان يجلجل في كل مكان .. يا الله ! كم هزني هذا النداء! لطالما تمنيت أن أستجيب له الحمد لله حان اللقاء.. سأقف بين يدي الله.. سأسجد له سأعترف له بذنوبي وأسأله الغفران لست بحاجة إلى واسطة بيني وبينه إنه ربي قريب مني ليس بيني وبينه حجاب: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

الحمد لله .. آن لهذه الروح الظامئة أن ترتوي..

عاشت مايا تلك التجليات وحلقت في تلك الأجواء كنت أشعر أنها بحاجة إلى هذه الوقفات ولكن لم يبق في الوقت متسع ولا بد من العمل..

أخذت بيدها وذهبت إلى مكان الماء وعلمتها الوضوء..

توضأت أمامها وجعلتها تتوضأ من بعدي..

يا الله! ما أجمل الوضوء !

نظرت إليها وهي تسبغ الوضوء وقد استنار وجهها فكأنما أراها لأول مرة أحسست إنها أجمل من ذي قبل كأنها ولدت من جديد!

حان وقت الصلاة جعلتها تستقبل القبلة .. وقفت في خشوع ورفعت يديها وقالت في يقين :الله أكبر..

وصّلت مايا .. وسجدت مايا .. لأول مرة في حياتها وكانت سجدة طويلة.. طويلة اختلط التسبيح فيها بالدموع..

إنها دموع الفرح فرح بلقاء العبد ربه..

ياله من منظر لن أنساه ما حييت .. كانت تريد أن تعلن إسلامها في المسجد على يد شيخ هناك..

قلت لها ليس الآن اجعلي الأمر سراً بيننا..

كان عليها أن تنتظر حتى تبلغ السن القانوني حتى تخرج من وصاية أهلها كان عيها أن تنتظر تكتم إيمانها سنتين على أقل تقدير .. يجب ألا تستعجل وإلا فانه العذاب المرير .. !!
لطالما سمعت عن قصص كثيرة مشابهة لم يسلم منها كثير ممن أعلن عن إسلامه من مطاردة الكنيسة وأذاها!!

شادن
11-03-2006, 02:05 AM
[ 6 ]

ومرت الأيام وهي تزداد في كل يوم إشراقا .. كنا نذهب كل جمعة إلى المسجد للصلاة وكانت ترتدي الحجاب في السيارة حتى لا يعرفها أحد..أما أنا فكنت لم أرتد الحجاب بعد!

أقبلت مايا على القرآن وتملك القرآن قلبها أخذت تقرأ القرآن وحفظت الكثير من السور القصيرة حتى حفظت عشرين آية من سورة البقرة..

كانت تقرأ القرآن خفية حتى في بيت أهلها دون أن يشعر بها أحد لقد كانت في عناية الله ..

أعطيتها يوما كتاب (رجال حول الرسول) ..


قرأته كثيرا وأحببته حبا كبيرا وكانت لاتملك عينيها وهي تقرا أن أصحاب الرسول(صلى الله عليه وسلم )تعذبوا كثيرا في سبيل الإسلام ومنهم من أخفى إسلامه حتى لا يضعف أمام أذى المشركين ..

لقد وجدت في ذلك الكتاب سلوة لها وتثبيتاً لقلبها على الإيمان .. وازدادت عزيمتها على الصبر والمضي في الطريق حتى يأذن الله بالفرج وما هي إلا أيام حتى هبت تلك النفحة الربانية وهل الهلال بقدوم ذلك الضيف العزيز..


إنه موسم الرحمة والبركات (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)

لكم تمنت مايا في عهدها القديم أن تصوم وتشارك المسلمين في هذه الروحانية الغامرة.. وهاهي اليوم تستقبل رمضان .. وقد أسلمت وجهها لله.. لم أستطع مقاومة رغبتها في الصيام..على الرغم من خطورة الأمر ولكنه الإيمان لا يعرف القيود ولا الحدود .. كنا نقضي اليوم بطوله في المعهد لم نكن نفترق أبداً أما الافطار فكانت تتناوله معي ومع جدتي وأهلها يعرفون أنها عندي ولم يشكّوا في شئ حتى جدتي لم تكن تعرف حقيقة الأمر … أما وقت السحور فكنت أتصل بها على هاتفها المحمول الخاص بها حتى تستيقظ من النوم لتتناول السحور
يا لها من أيام تلك الأيام!

رسمنا خطة محكمة حتى لا ينكشف الأمر .. حتى إننا كنا نذهب إلى أبعد مسجد في البلدة لنصلي صلاة التراويح كي لا يراها أحد ..

ومرت الأيام ..
وعام كامل على الإيمان المكتوم وبقي عام آخر ليتحقق الحلم الجميل
ولتعلن مايا إسلامها .. ولكن!

يبدو أن الأحلام الجميلة سرعان ما تنتهي!!

شادن
11-03-2006, 02:08 AM
[ 7 ]


الحلم المكتوم

العام الميلادي يوشك أن يلفظ أنفاسه..

وعام ميلادي جديد أصبح على الأبواب..

والاستعدادات بدأت للاحتفال بعيد السيد المسيح!

وفي داخل (الترام) الذي يشق طريقه وسط الزحام كنت أجلس بجانب مايا كانت واجمة وبدت عليها ملامح القلق :

- مالك يا صديقتي.. مالك يامايا ؟!

- اليوم هو الاثنين لقد بقيت أربعة أيام

- على ماذا؟!

- على عيد رأس السنة

- وماذا في الأمر؟

- معنى ذلك أنه يتحتم عليّ الذهاب إلى الكنيسة .. كم أنا خائفة!!

أخشى أن أضعف أخشى أن أفقد النور …


- لا تقلقي يا مايا سأذهب معك وأكون بجانبك ..لم يرضها هذا العرض صمتت قليلا ثم قالت :


- كلا لا أريد أن اذهب لن أدخل الكنيسة بعد اليوم.

ثم أخذت تضحك وهي تردد :

- لن أدخل الكنيسة إلا جثة خامدة!!

لا يزال الترام يشق وسط الزحام وفترة الصمت الكئيبة يقطعها صوت خافت حزين:

- ناديا أكاد أختنق أشعر إنني كالسارق لم أعد أحتمل!

- صبراً يا صديقتي.. وأغمضت عينيها وأخذت تحدثني عن أحلامها الجميلة:-

- في ذلك اليوم الذي أعلن فيه إسلامي سأركض في كل إتجاه وأصيح بأعلى صوتي إنني مسلمة .. لن ألتفت إلى أحد لن أتنازل عن شئ سأقاوم مهما كانت الضغوط حتما سأخسر كل من اعرف حتى أهلي كم يحزنني هذا!

كم أتمنى أن يبصروا الحقيقة!
سأدعوهم إلى الإيمان وأدعو لهم في صلاتي
المهم إني لن أخسر نفسي فلن أعود إلى الظلام..!

شادن
11-03-2006, 02:19 AM
وحلقت مايا في سماء الأحلام:
- كم أبدو جميلة في الحجاب ؟ سأرتديه في أول لحظة أعلن فيها إسلامي وبالطبع سأتزوج حين أجد شاباً مسلماً , لن أشترط عليه شيئاً .. المهم أن نحيا معا حياة سعيدة في ظل الإسلام…وتمر الأيام ..مولودي الأول سأسميه ((أدهم)) والثاني((عبد الرحمن)) كم أحب هذين الاسمين!..

ثم أفاقت من أحلامها على صوت الترام الذي يوشك أن يقف وسددت نظرتها بغضب إلى الصليب المرسوم على يدها .. توقف الترام وفي سرعة غريبة تهيأت مايا للخروج ودخلت في زحام الناس أحاول عبثاً اللحاق بها ونزلنا من الترام لنعبر الشارع وهي تجري وتناديني :
أسرعي يا ناديا الحقي بي..

ولكنهـا سبقتني .. وعبرت الشارع أمامي..

وفـي وسط الطريق ..



تسقط مايا صريعة .. تحت عجلات سيارة مسرعة..

تسمرت قدماي ولم أعد أرى أمامي إلا منظر صديقة العمر..وهي تنزف بالدماء!

جريت في ذهول وأنا أصرخ : مايا مايا ..

احتضنتها بين يدي وضممت رأسها إلى صدري وشعرها الأشقر الطويل قد تغير بلون الدم وجرحها النازف يتدفق بالدماء وقفت عاجزة تماماً إلا عن الصراخ والبكاء .. أحسست بقلبها ينبض وكأنها تستبقي الحياة.. نظراتها الكسيرة تتوسل إلي وصوت ضعيف يقاوم الموت ويبعث الأسى:
لا لا ليس الآن..
حلمي لم يتحقق ناديا أرجوك.. أوقفي النزيف ..أوقفي النزيف.. أريد أن أعيش
أرجوك ناديا .. ناديا .. نا..


وكان الرحيل!


http://www.alamuae.com/upload/Folder-18/1142029345_1082-13.ram




أسـى تعلـق بـي واحـتـل وجـدانـي=وأذرف العـيـن مــن دمــع كهـتـان
لكـم شجـى أسفـي حـزنـا وآلمـنـي=وأضرم النار من وجدي وأحزاني

حـق الـوداع علـى قلبـي لـك مـايـا=واجتاح فيه الأسـى ينعـى لفقدانـي
إلى اللقـاء مايـا والحـزن يحرقنـي=والبين يوغـل فـي مأسـاة أشجانـي

إلـى اللقـاء مايـا يـا زهـرة رحلـت=ما زال برعمهـا غضـاً كمـا البانـي
ذكرى ترجع بي شجوي وتنغصني=حلـو الحيـاة إذا مــا حــل تحنـانـي

أيــام كـنـا ولــم يـسـرح بخاطـرنـا=هذا الفراق الذي قد كان لي جانـي
لـم أنسـى يـا مايـا والحـب يبعثـهـا=ذكـرى تجـول ولا صبـرا لنسيانـي

لـك السـلام مــن الأعـمـاق أنـشـده=جهـرًا بلفـظٍ كـمـا حـسـاً بكتمـانـي
وأقتضـي الوعـد والميثـاق أحفظـه=عـهــداً أرتــلــه يـبـقــى بـإيـمـانـي

هنـاك يــا مـايـا فــي جـنـة الخـلـد=لـقـاؤنــا يـحـلــو وذاك سـلـوانــي
سأحفظ الله في سـري وفـي علنـي=لعلـنـي أرتـجـي عـفـواً لرحمـانـي

إلـى اللقـاء مايـا إلـى اللـقـاء مـايـا=إلـى اللقـاء مايـا والعـهـد يرعـانـي





[ لن أدخل الكنيسة إلا جثة خامدة ]


هذا هو قرارها قبل الرحيل ..

ويا لعجائب الأقدار هاهي اليوم تدخل الكنيسة جثة بلا حياة .. جسداً بلا روح!

قررت أن أكون بجانب صديقتي إلى أن توسد التراب.. رغم مواجعي ..

دخلت الكنيسة ووجدت أهلها وبعض النصارى ملتفين حولها وحول القسيس وهم يقرؤون عليها آيات من الإنجيل .. صعب عليّ أن أراها بينهم شعرت أنهم كاللصوص اخترقت ذلك الجمع إلى أن وصلت إلى مايا ..

كانت ممددة في صندوق بني اللون وعلى صدرها الصليب!

آه .. ما أصعب هذا !!
اقتربت منها ألقيت على وجهها نظرات الوداع كان وجهها يبعث بالنور .. أقسم لكم ..لم أتمالك نفسي وأنا أرى الصليب على صدرها..

انحنيت منها وأنا أدعو لها في داخلي وطبعت على جبينها قبلة الوداع!

عندها خارت قواي خنقتني العبرة سقطت على قدمي وارتفع صوتي بالبكاء ..

اقترب القسيس مني وأخذ يربت على كتفي ويقول:

لا تقلقي عليها إنها الآن مع المسيح والقديسين ..

هممت أن اصرخ في وجهه :
لا لا مايا مسلمة ..مسلمة.. ولكني تذكرت وعدي لها فأخذت أصرخ في داخلي !
وما زلت أبكي حتى حملوها من بين يديّ ومضوا بها بعيداً عني وهناك..

بين قبور النصارى وعلى التل البعيد دفنت مايا دفنت وعلى صدرها الصليب!

ولكن حسبها الله ونعم الوكيل ..

رجعت إلى منزلي وصورتها تملأ جوانحي والذكريات الجميلة تلاحقني ..

وما أن دخلت إلى منزلي حتى أسلمت عيني لنوم عميق ..

شادن
11-03-2006, 02:24 AM
وفي المنام كان اللقاء

رأيت ناراً سوداء تلتهب وفي وسط النار كانت تقف مايا ..

والنار لا تحرقها بل كانت تصلي داخلها وعندما جريت إليها لأخرجها.. صرخت في وجهي بأن أبتعد عنها..

قمت من منامي فزعة مذعورة أخذت أفكر في صديقتي وما جرى لها حتى سألت شيخا يعبر الرؤيا فحمد الله وقال:

أما النار السوداء فهي الفتنة التي كانت فيها وهي تكتم إيمانها وأما الصلاة فهي علامة النجاة وإنها نجت بإذن الله..

فرحت كثيراً أن مايا بخير..

الحمد لله .. اللهم لا تحرمني أجرها ولا تفتني بعدها واجمع بيني وبينها في جناتك جنات النعيم..

وفي ذات مساء كان أيضاً اللقاء ..

رأيت مايا في واحة خضراء في أجمل حلة وأبهى مظهر وهي تشير بيدها إلي وتدعوني أن أذهب إليها ..لم أسأل عن تلك الرؤيا فهي واضحة..

استقر في نفسي أنه سبيل النجاة
لا بد من العودة الله قبل فوات الأوان سنلتقي يا مايا بإذن الله ..

لن تخدعني الأوهام بعد اليوم.. لن أركض خلف السراب ...

أحسست بالنور يغمر جوانحي ويبدد ظلمات الغفلة.. فرغت قلبي لله..

ارتديت الحجاب ..وفتحت صفحة جديدة مع ربي .. كتبت عليها بدموع التوبة والندم:


تبت إلى الله..

تبت إلى الله..

يا الهي يا مجيب الدعوات..


يا مقيل العثرات..

اعف عني

أنت من أيقظ قلبي من سبات..

وأنا عاهدت عهد المؤمنات..

أن تراني ..

بين تسبيح وصوم وصلاة..

يا إلهي جئت كي أعلن ذلي واعترافي..

أنا ألغيت زوايا انحرافي..

وتشبثت بطهري وعفافي..

أنا لن أمشي بعد اليوم في درب الرذيلة..

وسأمضي في طريقي أهتدي القيم الأصيلة..

يغمر الإيمان قلبي..

تملأ الأنوار دربي..

قسماً بالله ربي..

سوف أحيا للفضيلة..

سوف أحيا للفضيلة


انتهى ,,

.
.

جزاكم الله خيراً ,,

عابده لله
11-03-2006, 02:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صبحكِ الله بالخير والسرور اختي شادن ..

:)

بالحقيقة القصة الواقعيـــة التي أتحفتنـــا بهـــا من أجمل ما قرأت ...
فكم كانت جميـــلة ومشوقة ...
وتحمل بين طياتهـــا نوراً وايمانـــا لا يخفى ...

عن نفسي صادفني مثل هذا الموقف عندما درست بالأردن وكانت
مُدرسة اللغة العربية نصرانية وقد تهادينـــا الكتب الدينية والتي تخص
ديانة كل منـــا .. ( ! )


وعندمــا آتيت بالاجازة الى هنـــا ورأى والدي كتاب ( متى ) و ( يوحنا )
في غرفتي جن جنونـــه ولكنه ما لبث أن هدأ بعد أن افهمته ما كان
من امري مع معلمتي وأني قبلت هديتـــها شرط أن تقبل مني القرآن
الكريم وتقرأه وتعي ما فيه ...

بـ الطبع وجهـــني وأملى عليَ الكثيـــــر الكثيـــر من الحجج والنصائح
والتوجيهـــات التي كانت نبراساً لي اضعه فوق رأسي ...
وعلمني كيفية ان احاورهـــا بمنطق العقل والبيــــنة ..

وبالطبع تصفحت كتبـــهم والعاقــل يدرك أنهــا محرفة تمامـــا وهذا
ما ناقشتهــا به وبل اقنعتـــها والحجة من القرآن الكريم كانت واضحة ...


والحمد لله علمت بعد فترة انهـــا اسلمت وكانت تدس اسلامهــا عن
أهلهـــا حتى لا يقتلوهــا فقد كان والدهــا قساً ...

وكنت قد مكثت بينهــم حتى الثاني ثانوي وعدت وترك لهــا
ارقامي حتى تفاجأت بهـــا يوماً تتصل بي وتفرح قلبي بأنها
اعلنت اسلامهــا وزوجهـــا وأبانئهـــا بعـــد أن مات والدهـــا
واستقـــرت بـ البحرين ....

الحمد لله حمداً كثيــــــراً لا يعد ولا يحصى ...



بارك الله فيكِ أختي وجزاكِ عنـــا كل الخير ..
وهدانـــا واياكِ الى الصراط المستقيم وهدى من اضل
من عبـــاده الى الحق والطريق القـــويم ...

وجزى خيـــراً كاتبـــها الأستاذ / يحيى بن سعيد آل شلوان

وبـــارك فيـــه وفي يمينــــه ..
وغفـــر له ولـ والديه فقـــد أبـــدع ..


اللهــــم آمـــيــــن


.
.

عابده

إشراقة أمل
11-03-2006, 03:36 PM
رائـعة..
دخلت -جو- وأنا أقرأهـا

جزيتِ خيرا ياغالية
http://smilies.sofrayt.com/^/aiw/smile.gif
دمتِ على خير وطاعة

الماسي
11-03-2006, 08:21 PM
مساء الخير الاخت شادن

بصراااحة قصة اكثر من رائعة ومشوقة

مشكورررررررررررررررررررررة

عـــــــــــــــذوب
11-03-2006, 09:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله ما اجمل الاسلام وديننا الحنيف فهو دين لا يضاهيه دين ,,,
قصة جميلة أخذتني بعيداً بتفاصيلها الممتعة والمشوقة ,,,


الله يديمه علينا هالدين الاسلامي ويبعد عنه كل حاقد ,,
مشكورة اختي شادن امتعتنا بحق :)

نبضة الخير
12-03-2006, 11:09 AM
أبكتني القصة جدااا مؤثرة
ولكن لأسف لانشعر بقيمة الاشياء الا حينما نراها بالأشخاص الفاقدينه
اللهم لك الحمد والشكر لك يالله على نعمة الأسلام
.
غاليتي ..شادن
بارك الله فيكِ ..فقد حركت القصة بداخلي أمور كتيرة
جزاكم ربي كل خيرا
وغفر الله لمايا وادخلها فسيح الجنان
اللهم تب علينا وثبت قلوبنا على الإيمان والأسلام

أميرة الدرر
14-03-2006, 07:56 PM
قصـــــة رائعــــة بمعنـــي الكلمة ’’’

لانمــــــلك فيها ســــــوى الدعــــــاء لهــــــا بالـرحمة والمغفرة ,,

وان يديــــم الهــــــداية علـــــى قلــــب ناديا وان يثبتهــــا علــى الطــريق المستقــيم ,,

اللهم آمين ,,

اللهم آمين ,,