قلم رصاص
23-02-2006, 03:57 PM
توقفتْ أمام نافذة غرفة النوم .
أرسلتْ طرفها .
فكرتْ : هنا كان يقف وينظر.
هنا كان يلتفت إليَّ ...
أذكره يوم قال لي مرة من هذا المكان :
الحب فسقٌ عن اللغة...
لا تصدقي كل من يقول لك : إنَّي أحبك...
فإنَّه كمن يحلف , ولا ينفع الحلف في منطق الفسَّاق...
تتذكر تفاصيل ما حدث للمرة الألف ...
حين قطعا التذاكر لذلك البلد اللاتيني ...
حين ركبا الطائرة...
حين نزلا في الفندق ...
حين لبسا ملابس التزلج ...
وحين تاها في طريق العودة...
تتذكر أنه لم يفقد رباطة جأشه ...
شجاعته ....
إيمانه العميق بالقدر ...
تتذكر حين حملها على ظهره بعد
أن خارت قواها يبحث لها عن مكان يقيهما البرد القارس....
كان يردد: حتماً سيأتون لنجدتنا يا حبيبتي ...
مؤكد أنَّهم سيُلاحظون غيابنا ...
فرق السلامة قريبة ولا شك...
حين لم يجد مكاناً آمناً بين الثلوج ,
تكوَّم بجسده حولها وبدأ ينفخ
في يديها وعلى وجنتيها ...
همس في أذنها وهو يبتسم :
هل نحلم برحلة أجمل من هذه ...
أنا وأنتِ والبياض ؟!....
مجنونة إن لم تصبحي شاعرة بعد هذا اليوم ...
ويضحك...
كان يعلم أن درجة الحرارة آخذة بالتناقص وأنَّهما
عما قريب متجمدان إن لم تصل فرق السلامة بسرعة ...
تتذكر ردها عليه وهو واقف بجوار النافذة :
ستقول أن الحب ممنوع من الصرف , فكيف يُستدل عليه ؟
ابتسم وقال : كيف يستدل عليه ...
كيف يستدل عليه ...
لن أردد ما يردده الآخرون بقولهم أن
الحب إحساس ,
لأنني إن قلت ذلك لم يكن فسقاً !
لكنني وللحق لا أملك إجابة,
فبعض الأشياء نوقن من خطأها ,
لكننا لا نملك بديلاً صحيحاً عنها.
والناس يُجنون بالبدائل ...
بدأت أطرافه بالتجمد ,
وهو ما زال ينفخ في يديها وعلى وجنتيها
ويُمسد رأسها...
بدأ يشعر بأنَّه يفقد تركيزه ...
قال بسرعة متجاهلاً فقدان التركيز :
سأقول لكِ نكتة :
لو قدر الله وتجمدت , خذيني لبيتنا وضعيني على الكرسي
يمين المدفأة
وضعي في يدي كتاب " أسرار " وافتحيه
على الصفحة التي تتوسطها الريشة ,
حتى أكمل قراءتي من تلك الصفحة
منذ أن ينخلع عني الثلج!
وضحك ...
ضحك بشدة ...
وابتسمت هي ...
كانت ابتسامتها علامة على حياته
لقد شاهدتُ ابتسامتها بدأ يضحك أكثر ...
بدأ يشعر أن الأرض تميد به ,
وأن الثلج يدخل في عينيه ,
وأن السماء تُرسل صواعقاً من ثلج ...
لقد بدأ يهذي ! لقد بدأ يهذي ! لقد بدأ يهذي ؟؟؟
قال لها : إنّ الحبَ شيءٌ يُشبه هذا ...
أتذكرين يوم قلت لكِ :
ما أروع منظر المطر حين يسقط على سطح البحر ...
تذكرين يوم دُهشتِ من جماله , وقلتِ لي :
لم أكن أتصوره بهذه الروعة ! ....
الثلج الآن يُرمى بالثلج ...كما الحُب ...
نظرت إليه وقالت : دعني من الناس المجانين بالبدائل ,
وقل لي ما الحب في عُرفك أيها الشطرنج المشعوذ ؟
ضحك وقال : أعطيني رقعة شطرنج لأخبركِ ؟
أنا ألا أصلح للعب دور الجندي !!!!
قالت. ضحك
وقال :
ليس الآن لأنني إن رضيت بأن تلعبي دور الملك ! ! !
لم يكن حكمي إلا منحازاً !
قالت : وما الحل ؟
قال : لا حل ,
فالحب لا يخضع لمنطق المشكلة والحل...
بل لا أدري على الحقيقة ما هو
منطق " الحب " إن كان له منطق ؟ !
نحتاج أولاً أن نُعرِّف " الحب "...
وهكذا نعود إلى نقطة البداية ...
ابتسمت وقالت : لا تقول نعود , بل تعود .
إن حديثك عن " الحب " يخصك...
وفق رأيك ...
وفق تصورك...
أنت يا حبيبي لا تحبني ...
رد بسرعة : وفق منطق سوى منطقي ,
هذا صحيح. غضبت وخرجت إلى الحديقة.
رمى بجسمه عليها وقال لها :
سأنام قليلاً ...
لا تجعلي البرد يدخل عليك من ملابسي فإنَّ نومي ثقيل ..
وضحك ...
تكوَّم بجسمه عليها أكثر يحوزها عن الثلج
ويكفُّ عنها البرد.
تتذكر حين أغمي عليها ولم تفتح عينيها إلا في المستشفى ...
تحاول أن تدفىء ذاكرتها قليلاً لتتذكر ما حصل...
سألت عنه فلم تجد إجابةً من أحد...
جلست على الكرسي يمين المدفأة ,
وفتحت كتاب " أسرار " على الصفحة التي تتوسطها الريشة ...
اغرورقت عيناها بالدموع ...
التي تساقطت على سطح الورقة ...
لقد كتب على جانب الصفحة بقلمه الرصاص :
أنا الثلج الذي لا يقتل .
أرسلتْ طرفها .
فكرتْ : هنا كان يقف وينظر.
هنا كان يلتفت إليَّ ...
أذكره يوم قال لي مرة من هذا المكان :
الحب فسقٌ عن اللغة...
لا تصدقي كل من يقول لك : إنَّي أحبك...
فإنَّه كمن يحلف , ولا ينفع الحلف في منطق الفسَّاق...
تتذكر تفاصيل ما حدث للمرة الألف ...
حين قطعا التذاكر لذلك البلد اللاتيني ...
حين ركبا الطائرة...
حين نزلا في الفندق ...
حين لبسا ملابس التزلج ...
وحين تاها في طريق العودة...
تتذكر أنه لم يفقد رباطة جأشه ...
شجاعته ....
إيمانه العميق بالقدر ...
تتذكر حين حملها على ظهره بعد
أن خارت قواها يبحث لها عن مكان يقيهما البرد القارس....
كان يردد: حتماً سيأتون لنجدتنا يا حبيبتي ...
مؤكد أنَّهم سيُلاحظون غيابنا ...
فرق السلامة قريبة ولا شك...
حين لم يجد مكاناً آمناً بين الثلوج ,
تكوَّم بجسده حولها وبدأ ينفخ
في يديها وعلى وجنتيها ...
همس في أذنها وهو يبتسم :
هل نحلم برحلة أجمل من هذه ...
أنا وأنتِ والبياض ؟!....
مجنونة إن لم تصبحي شاعرة بعد هذا اليوم ...
ويضحك...
كان يعلم أن درجة الحرارة آخذة بالتناقص وأنَّهما
عما قريب متجمدان إن لم تصل فرق السلامة بسرعة ...
تتذكر ردها عليه وهو واقف بجوار النافذة :
ستقول أن الحب ممنوع من الصرف , فكيف يُستدل عليه ؟
ابتسم وقال : كيف يستدل عليه ...
كيف يستدل عليه ...
لن أردد ما يردده الآخرون بقولهم أن
الحب إحساس ,
لأنني إن قلت ذلك لم يكن فسقاً !
لكنني وللحق لا أملك إجابة,
فبعض الأشياء نوقن من خطأها ,
لكننا لا نملك بديلاً صحيحاً عنها.
والناس يُجنون بالبدائل ...
بدأت أطرافه بالتجمد ,
وهو ما زال ينفخ في يديها وعلى وجنتيها
ويُمسد رأسها...
بدأ يشعر بأنَّه يفقد تركيزه ...
قال بسرعة متجاهلاً فقدان التركيز :
سأقول لكِ نكتة :
لو قدر الله وتجمدت , خذيني لبيتنا وضعيني على الكرسي
يمين المدفأة
وضعي في يدي كتاب " أسرار " وافتحيه
على الصفحة التي تتوسطها الريشة ,
حتى أكمل قراءتي من تلك الصفحة
منذ أن ينخلع عني الثلج!
وضحك ...
ضحك بشدة ...
وابتسمت هي ...
كانت ابتسامتها علامة على حياته
لقد شاهدتُ ابتسامتها بدأ يضحك أكثر ...
بدأ يشعر أن الأرض تميد به ,
وأن الثلج يدخل في عينيه ,
وأن السماء تُرسل صواعقاً من ثلج ...
لقد بدأ يهذي ! لقد بدأ يهذي ! لقد بدأ يهذي ؟؟؟
قال لها : إنّ الحبَ شيءٌ يُشبه هذا ...
أتذكرين يوم قلت لكِ :
ما أروع منظر المطر حين يسقط على سطح البحر ...
تذكرين يوم دُهشتِ من جماله , وقلتِ لي :
لم أكن أتصوره بهذه الروعة ! ....
الثلج الآن يُرمى بالثلج ...كما الحُب ...
نظرت إليه وقالت : دعني من الناس المجانين بالبدائل ,
وقل لي ما الحب في عُرفك أيها الشطرنج المشعوذ ؟
ضحك وقال : أعطيني رقعة شطرنج لأخبركِ ؟
أنا ألا أصلح للعب دور الجندي !!!!
قالت. ضحك
وقال :
ليس الآن لأنني إن رضيت بأن تلعبي دور الملك ! ! !
لم يكن حكمي إلا منحازاً !
قالت : وما الحل ؟
قال : لا حل ,
فالحب لا يخضع لمنطق المشكلة والحل...
بل لا أدري على الحقيقة ما هو
منطق " الحب " إن كان له منطق ؟ !
نحتاج أولاً أن نُعرِّف " الحب "...
وهكذا نعود إلى نقطة البداية ...
ابتسمت وقالت : لا تقول نعود , بل تعود .
إن حديثك عن " الحب " يخصك...
وفق رأيك ...
وفق تصورك...
أنت يا حبيبي لا تحبني ...
رد بسرعة : وفق منطق سوى منطقي ,
هذا صحيح. غضبت وخرجت إلى الحديقة.
رمى بجسمه عليها وقال لها :
سأنام قليلاً ...
لا تجعلي البرد يدخل عليك من ملابسي فإنَّ نومي ثقيل ..
وضحك ...
تكوَّم بجسمه عليها أكثر يحوزها عن الثلج
ويكفُّ عنها البرد.
تتذكر حين أغمي عليها ولم تفتح عينيها إلا في المستشفى ...
تحاول أن تدفىء ذاكرتها قليلاً لتتذكر ما حصل...
سألت عنه فلم تجد إجابةً من أحد...
جلست على الكرسي يمين المدفأة ,
وفتحت كتاب " أسرار " على الصفحة التي تتوسطها الريشة ...
اغرورقت عيناها بالدموع ...
التي تساقطت على سطح الورقة ...
لقد كتب على جانب الصفحة بقلمه الرصاص :
أنا الثلج الذي لا يقتل .