المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنسان مسيَّر أم مخيَّر ؟؟



البريكي
23-12-2005, 03:37 AM
ارجو افادتي هل الإنسان مخيَّرٌ في دنياه او مسيّرٌ؛ ففي الآية الكريمة التالية لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 29‏.‏‏]‏؛ تفيد ان الإنسان مخيَّر، وفي الآية الكريمة الأخرى‏:‏ ‏{‏وَمَا تَشَاؤُونَ اِلا اَن يَشَاءَ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏التكوير‏:‏ 29‏.‏‏]‏؛ تفيد ان الإنسان مسير؛ فما معنى الآيتين‏؟‏ وهل بينهما تعارض كما يظهر ام لا‏؟‏


الإنسان مسيَّر ومخيَّر، يجتمع فيه الأمران‏:‏
فهو مسير من حيث جريان اقدار الله وقضائه عليه، وخضوعه لذلك كونًا وقدرًا، وانه لا يمكنه التخلُّص من قضاء الله وقدره الذي قدَّره عليه؛ فهو من هذه الناحية مسيَّرٌ‏.‏
اما من ناحية افعاله هو وحركاته وتصرُّفاته؛ فهو مخيَّرٌ؛ لانه ياتي ويذرُ من الأعمال بارادته وقصده واختياره؛ فهو مخيَّرٌ‏.‏
فالعبد له مشيئة، وله اختيار، ولكنه تابع لمشيئة الله سبحانه وتعالى وقضائه وقدره، ولذلك يُثاب على الطَّاعة ويعاقب على المعصية التي يفعلها باختياره وارادته، اما الإنسان الذي ليس له اختيار ولا ارادة - كالمكره والناسي والعاجز عن فعل الطاعة -؛ فهذا لا يعاقب؛ لانه مسلوب الإرادة والاختيار‏:‏ اما بالعجز، او بفقدان العقل؛ كالمجنون والمعتوه؛ فهو في هذه الأحوال لا يعاقب على تصرُّفاته؛ لانه فاقد للاختيار، فاقد للارادة‏.‏
اما ما اشرت اليه من الآيتين الكريمتين‏:‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا تَشَاؤُونَ اِلا اَن يَشَاءَ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏التكوير‏:‏ 29‏.‏‏]‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 29‏.‏‏]‏؛ فهذا يؤيد ما ذكرنا؛ لان الله اثبت للعبد مشيئة واختيارًا، واثبت لنفسه سبحانه وتعالى مشيئة، وجعل مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل، فدلت الآية الكريمة على اثبات المشيئتين‏:‏ اثبات المشيئة للعبد، واثبات المشيئة لله، وانَّ مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله عز وجل‏.‏
واما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ‏}‏؛ فهذا ليس معناه التَّخيير، بل هذا معناه الزَّجر والتهديد والتوبيخ؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا‏}‏؛ هذا معناه التهديد والتوبيخ، وانَّ الإنسان اذا عصى الله سبحانه وتعالى، وكفر بالله؛ فانَّ الله يعاقبه؛ لانه فعل الكفر باختياره، وفعل الكفر بارادته ومشيئته؛ فهو يستحقُّ عقاب الله ودخول النار‏:‏ ‏{‏اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا‏}‏؛ فهو سبحانه اعدَّ لهم هذه النار لظلمهم‏.‏

المفتي الشيخ صالح الفوزان
المنتقى من فتاوى الفوزان الجزء الأول

عابده لله
23-12-2005, 01:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلم الله يمينك أخي على النقل ..
وجزاك عنا كل الخير ..

نقل مهم وموفق ..
بورك فيك..

.
.


عابده

أبو الخنساء
23-12-2005, 02:21 PM
جزاك الله خيرا اخي في الله البريكي

اسأل الله ان يبارك في جهودك وينفع بطرحك

جزى الله الشيخ صالح على هذا البيان الرائع ونفعنا بعلمه ومد في عمره على طاعته

النسر الابيض
23-12-2005, 10:29 PM
جزيت خيرا اخي البريكي



وفقك الله ورعاك





تحياتي

البريكي
25-12-2005, 03:09 AM
عابدة لله
أبو الخنساء
النسر الأبيض
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير على المرور والتعليق الرائع.............