المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [[ الأمل .. ألم ]]



غادة خالد
01-07-2002, 06:52 PM
[[ الأمل .. ألم ]]

( حين عز عليّ الانتظار .. وعزت عليك العودة بعد كل تلك الليالي .. قررت نزع ثوب الانتظار والانسلاخ من جلدي والانغماس في زحامهم .. فإذا بكل الوجوه أنت .. وإذا بكل الأصوات أنت .. وإذا بجلدي المسلوخ يساعدني في زحامهم بالبحث عنك .. أنت )

وأخيراً .. غادرت وجعكما أنت وتلك المدينة .. بل أنت وذاكرتنا التي لازمتني طوال أشهر الصيف ..
حيث كانت عيناك تطالعني من فوق كل رصيف ..
وحيث يأتي البحر محمّلاً بك .. مع كل مد ..
وحيث دفء حضنك يلتهمني .. في كل ريف !!
غادرتها أملاً ألا تصطادني ذاكرة ما .. وعدت أدراجي حيث مدينتي أنا !!
مرت الأيام الأولى .. بهدوء التأمل ... والنوم !

ثمة ضوء متناثر حولي .. مع كل ذرة فجر يأتي بالشمس وسط مهجعي .. فأجدني رغم تخمة النور :
مظلمة .. باردة كـ كهف ..
معتّقة .. بالية كـ قطعة بخور غير قابلة للاستعمال !؟
كنت أتسائل كل لحظة أكتبني فيها لك ( واقع ألمي ) : لم أنا ؟ .. ولم أنت ؟؟ ويخبطني سؤال عميق عمق تضاريس البوح في روحي : ( ءأحسن الحديث عنا في كل مرة أتمادى لهواً بذاكرتي وشوقي ؟ ... أم هي رغبة نسيانك فقط ؟ ... أو هو الأمل في عودتك يوماً .. لأريكها .. رسائلي وفداحة غيابك المر ؟ )

ما لم أتوقعه أبداً بعد انقضاء سنوات طوال على تفحمي : هو أن حواسي قد تنسرق مني فجأة .. بلا بطولات غرامية أخرى !!
( ذاكرة مشابهة ........ اكتسحتني ! ) ..
من قال أن الذكرى .. نصب الأماكن .. ؟؟؟؟ هناك : ... ذاكرة المكان ..
وذاكرة الحدث ..
وذاكرة الكلمات ..
وذاكرة الأرواح ..
وذاكرة الهدايا ...
و ( ذاكرة الجسد ) !!!
جميعهم أطلوا عليّ .. بدهاء صياد يكمن عند مسكن غنيمة .. وكنت أنا لهم .. صيد متربص مغلوب على أمره !

يا لهذا الوجع .. ما هدأ الأول حتى اقتحمني الثاني .. أي تسلسل قدري للذكرى نقتله .. ويطاردنا ؟؟
( أنتخلص من أجسادنا .. حتى نقطع عليها طريق العبور إلينا ؟؟؟ )

في غفلة مني .. انسرقت إليك !
داهمتني رائحة عطر لازمني فترة في كل هداياك لي !
رائحة عطر .. جلبته لي ذات اشتهاء فاجأتني بعده بدفء الضمة الأولى لحضن أتعبني سنة كاملة .. حتى أعترف – فقط – بشوقي له !
وهاأنا رغماً عني .. اذوي شوقاً .. برائحة ذكرى .
تحسست كفي ..
تحسست حتى أصابعي ..
كتفي .. عنقي .. وجهي .. و .. أيضاً .. " جسدي " .. !!

تتبعت حتى شرايين نبضي المذهول – من وقتها – واوردته .. من ألم ضمة .. ما أكتفيت منها ولا كفتني عن " حبك " منذها !!
تحسست نفسي .. لأكتشف أني ايضاً أحمل ذاكرة على جسدي .. وكأني نصب تذكاري حي لك .. يبلغهم " عيناك " أنك .. مررت بهذه الأنثى .. هنا !!!
لطالما .. راودني سؤال عن موقعي بين نساء كثيرات عرفتهن صداقة .. وربما عشقاً .. ( هل من في مثل مكانتك يعترف بصداقة أو يمارس عشقاً ؟؟؟؟؟ ) ...
( وحدهم العظماء تنصب التذكارات لهم ) ... وأنت .. كنت عظيماً في عشقك .. ثم في تحطيم حبي .. بفن القطيعة والرحيل !؟
.. تباً .. متى تتوقف هذه الذاكرة عن اصطيادي ؟
ءإذا قطّعت من جسدي كل مكان اقتحمته .. ورميته بعيداً .. ينتهي الأمر ؟؟؟

تذكر رائحة الشوق ( تذهب رائحة زهور الفتنة المتناثرة من حولنا ؟ ) ...
تذكر القسوة .. واللذة اللتان حطمت بهما آخر معاقل صدي المكابر لك ؟؟؟ ... وحنان اللهفة .. ووداعة القُبلة الأولى ؟؟؟ ..
( كنا فقط .. خارج نطاقي الخدمة .. والرؤيا .. ، كنا قدر .. يفر من قدر !! )

ما لا تعلمه - رغم الاستياء الذي أدعيته حينها .. وحذري .. وفرحي باكتشافي انك تحيط بي .. تواجهني وتحاصرني بـ ( ضمات وقبلة ) – أنني وددت لو استزدت منها أكثر .. وأنني أيقنت ذاتي عندها .. وأن عمري في لحظة .. تحول مني إليك .. دون أن أقصد !!
( كيف لا ارضى بهذا الغيث .. يغسل مواسم الخوف والحنين حنيها ؟ ) ..

ما اكثر ما ألصقت وجهي بصدرك بعدئذ .. لربما سكنت نبضي أبداً ... وأحتفظك وحدي فقط .. فلا ترحل !!
لكنه الأمل فقط .. يقبل حين تصطادني ذكراك بنعومة ..
والألم فقط ....... حين أرتطم موتاً .. بوقاحة واقعي !!
ما زلت لا أدرك أني أرشق نفسي بسوء .. حين آتي بك .. من ذلك الجحيم الذي كنته .. يوم قتلتني !
( ما الذي يجعلك أملاً وألماً ... حين تمر بعيني .. ؟؟؟ )

تنهيدة :

ذبل ورد الأمل فيني ...
ومات الوعد بترابك .
وبقيتي مثل ما أنتي ..
بعيييييييييدة .... لو سكنتيني !!!

أرسطوالعرب
03-07-2002, 11:04 PM
سلام

سيدة غادة :)....

هل تشعرين بالرضا كون هذا النص يمثل (الأمل) ....؟

(حسبة) معينة تجعلني أضم هذا النص للـ(الذكرى) ...

ربما به الأمل....ولكنه يمثل الذكرى بصورة أكبر....

سيدة غادة....

تبدين واثقة من قدراتك في تشكيل الموضوع بأي شكل....حتماً فهو الصلصال لا أنت ..؟؟

**حتماًَ هو الصلصال لا أنت...؟؟** <=== هل ستعيدين التفكير بهذه الجملة إن طلبت منك ذلك ؟......................شكراً :)


لكل كاتب موهبة يمتلكها .. تميزه عن كثير من غيره ...

ولكتاباتك أكثر من موهبة ... ترفع من أسهمك كثيراً... كأفضل كاتبة...

وسأخبرك بالموهبة التي تلخصك ككل ....

أنك .........**كاتبة السطر الأخير**

فأنتِ تجيدين إقفال الفكرة كما ينبغي...وإقفال أي موضوع لك بإبداع نادر...



---------

( كيف لا ارضى بهذا الغيث .. يغسل مواسم الخوف والحنين حينها ؟ ) ....... *حينها*....أليست الذكرى من تجعل الإنسان يتحدث؟

---------

المستشار
04-07-2002, 03:01 AM
عزيزتي .. غاده

كالحلم أنتي .. سطورك حلم لا ينتهي !!

ابحث بين حنايا تلك السطور عن ماض افتقده .. وعن روح يأست من الألم .. ومابقي لها شيء ..

ادور وادور وأنا اقرأ مواضيعك .. الموضوع تلو الآخر ..

أحاول ان اقول فيها شيئاً .. فأفشل !!

لا احبذ الدخول من اجل ان امدح او اثني .. ولكني احب ان ارد ..

وان اقول ما بداخلي ..

ولديك سيدتي .. فشلت في ذلك !!

لان سطورك تاتي من بعيد .. من خلف الغيوم .. وتنسج خيوط

الغياب .. كغياب الشمس ..

عزيزتي ..

هل لك بربك أن تقولي لي .. ماذا ستفعلي لو عرفتي في يوماً ما

ان حاضرك ومستقبلك هو ماضيك ..

وان هذا الماضي .. قد ذهب !!


ولك شكري .. ومعذرة على خربشة قلمي المبهر بإبداعك .. على هذه الصفحة الرائعة ..

غادة خالد
07-07-2002, 05:22 AM
أرسطو ...


كيف لا .. والألم والأمل .. مفردتان تناغمتا شكلاً .. وتضادتا معنى !!

على أي ........


هي سلسة متصلة لا شأن لها كثيراً بالعنوان ... هي رسائل مجزأة فقط .


حتماً هو الصلصال لا أنا .. !!!!

والصلصال يحتمل معاني كثيرة .............................. ......

ولا أدري ايها تقصد يا سيدي ...........


============================== =====
.... *حينها*.... لم تكن ذكرى فقط بالدرجة الأولى .
.... *حينها*.... أمل تلخص في أسئلة عارضة .. بالعودة أو النسيان .
============================== =====

دمت بكل الود

غادة خالد
07-07-2002, 05:37 AM
============================== ========
عزيزتي ..

هل لك بربك أن تقولي لي .. ماذا ستفعلي لو عرفتي في يوماً ما

ان حاضرك ومستقبلك هو ماضيك ..

وان هذا الماضي .. قد ذهب !!
============================== ========

أخبرني ...... هل ستحيا حينها في ذلك الماضي ؟؟؟؟؟؟؟


حضور مورق بالاخضرار يا مستشار .. والمودة


لك مني كل التقدير ......... والاحترام


دمت بكل الود


غادة