المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألــف نـيـلـة ونــيــلــة



محمد المصيلحي عـودة
26-11-2005, 10:30 PM
يحكى ان
في زمان ليس فيه نهار ، سرمدا ليله كجوف البحار، في منطقة وسطى ، بين مدن المحار ، ومدن الجبال والأحجار ، توجد مجموعة من البلاد ، شاسعة المساحات مترامية الأبعاد ، تسـمى زيـتـبـير يعيش فيها نوع من الخلق غريب ومثير ، يجمع من الصفات الكثير ، ما بين متـناقض ، وعجيب ، وعظيم ، وحقير، ومن المعتقدات والأخلاق ، ما هو واضح ، وبراق ، وما هو غامض ، ورهيب ، ومنكر ، وحبيب ، لاهم بجن ، ولا هم بإنس ، يأخذون من هؤلاء بعض صفاتهم ، ومن هؤلاء بعض نعوتهم ، يتشكلون كما يريدون ، ويأكلون كل شيء ولا يميزون ، ويشربون كل سائل ولا يتضررون ، ينامون وهم واقفون ، أو جالسون ، بطونهم كالقرب تتدلى على أوراكهم ، وأفواههم تـصـل ما بين آذانهم ، وشـعـورهم تغطي على عيونهم ، يتكلمون وهم نائمون ، ويكذبون وهم عامدون ، متعالمون وهم جاهلون ، لا تعرف منهم حقيقة ، ولا يحترمون عهدا ولا تقيدهم وثيقة

ذات متاهة حزينة ، وصلت إلى بلادهم سفينة ، فيها بعض من جلدتنا وأهلنا ، بشر من جنسنا ، قادتهم ريح مدمرة ، إلى بلادهم المقفرة ، وحياتهم الغريبة المتنافرة ، رست بأرضهم السفينة ، بعد رحلة قاسية مربكة ، في بحار مهلكة ، عقولهم مرتبكة ، وأعصابهم مفككة

فالتف حولهم جمع غفير ، من أهالى زيـتـبير ، الكبير منهم والصغير ، فتشكل منهم نفر ، كان من هواة السفر ، إلى بلاد الانس وعوالم الجن حتى وصلوا إلى القمر ، تشكلوا على هيئة الإنس ، لكي يحدث بينهم الأنس ، ويعلموا منهم أمرهم ، وماذا اتى بهم ، وماذا وراءهم ، تقدم أحدهم إليهم ، وخاطبهم بلغتهم ، واستفسر عن أمرهم وشأنهم ، فأخبروهم بما جرى لهم ، وما فعلته الريح بهم ، وأنهم يحملون معهم تجارة كبيرة ، وأطعمة كثيرة ، ومصنوعات منمنمات ، وتحف ومجوهرات ، ومنسـوجات ، وسجادات فارسية ، وعطور هندية ، وساعات بعقارب وأخري رقمية ، وسبائك ذهبية وأقراص معدنية ، وأجهزة الكترونية ، ودفاتر وبرايات ، وأقلام ومحايات ، والكثير من المخترعات والأدوات

فلم يكترث بهم ، الملتفون حولهم ، وكأنهم لم يقدروا ما عرضوا عليهم ، أو يفهموا ما قيل لهم ، والتفت بعض المتشكلين بصورة الإنس ، إلى إخوانهم في الجنس ، من أبناء زيـتـبـير ، ودار بينهم هرج كثير ، وصخب مثير ، انتهى اخيرا بكلام في همس ، بصوت لا يفهم ولا يحس ، ثم انتهى الكلام ، وتسربوا من حولهم دون اهتمام ، واختفوا عن أعينهم وغاصوا في الظلام ، دون وداع ، ولا حتى سلام

فاحتار أفراد البشر فيما بينهم ، وعجبوا مما رأوا من أمرهم ، وتناقشوا فيما بينهم ، عما يمكن أن يحيق بهم ، في هذه البلاد ، وما يمكن أن يكون في هذا العالم الغريب ، الذي لم يألفوه ، ولم يروه من قبل ، ولم يعرفوه ، وتملكهم الخوف والوسواس ، وراودهم النعاس ، فلجأوا إلى سـفـينـتهم الراسية ، على شط المياة البادية ، تحت أجنحة الظلام الساجـية ، حتى غـرقـوا جـميعا في النوم .. فعاد إليهم هؤلاء القوم ، في هيئات مغايرة ، وصـفات منكرة ، وأحجام صغـيرة ، زاحفة ، ومتسلقة ، وأشباح متطايرة

فقام أحد النائمين فلما رآى ما رآى .. من هذه الأشباح .. صرخ بأعلى صوته وصـاح

يـادي الـنـيـلة


وإلى اللــقــاء في الـنـيـلة الـقـادمـة

زاد الركب
26-11-2005, 11:54 PM
شوف يا أستاذ محمد ..

يا إما تكمل النيلة الليلة يا بكره تجيب لنا بليله .. قلت إيــــه ؟! :209:
استمعت جداً بالقراءة وبانتظار النيلة القادمة ..:183:

زاد ( ... )

رغــد
27-11-2005, 03:49 AM
.
.

أكـ ... مـِـلْ .
القصّة مشوّقة بالفعلْ .. وأسلوبك رائع ..
أتمنى نقلها لدرة القصة .. الدرة هناك تحتاج ثراء كهذا بقلم الدرري محمد .
تحيتي .
.
.

عابده لله
27-11-2005, 01:51 PM
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/animated-borders/starbar-02[1].gif

مساؤك جوري أخي الفاضل المصيلحي ..

أسلوب اكثر من رائع ومثير بذات اللحظة ..
وأدب راقي ولو انه من نوع الفكاهة أو الساخر كما يسمونه ..
ولكنني اراه قمة ..
وفيه من التشويق ما أعادني الى قراءة عمالقة الأدب ...


سـ أكن حاضرة حتى الألف نيلة http://www.egyptsons.com/misr/images/smilies/014.gif


http://www.egyptsons.com/misr/images/smilies/flowers-002.gif


عابده

al qanas
27-11-2005, 02:25 PM
يخرب عألك اخي محمد ..:239:... لك شو هاد ؟؟؟حسيت بقشعريرة... كانو فلم رعب


و لو اني مش عارف القصد من ورا هالقصة... بس اسلوبك الادبي كتير راقي...


انا ناطر بئية النيلة....:245:


اخوك القناص

محمد المصيلحي عـودة
27-11-2005, 03:33 PM
شوف يا أستاذ محمد ..

يا إما تكمل النيلة الليلة يا بكره تجيب لنا بليله .. قلت إيــــه ؟! :209:
استمعت جداً بالقراءة وبانتظار النيلة القادمة ..:183:

زاد ( ... )
الأخ ـ الأخـت ـ زاد

تحية مني إليك

اصبر ـ اصبري ـ على رزقك شـوي

النيلات كـتـير والحمد لله

وأنا ممكن أجيب لك البليلة اليوم

طيب وبكرة ؟!! والأيام اللي جاية ؟!!

إيـه الحـل ؟!!

انت كدا هـتـخـرب بيتي بـجـد

عمـوما لك مـني أحلى طـبـق بـلـيـلـة

مـع أحلى شــيـف :102:

ومـعـاه أحـلى كاسـة شـاي :244:


شـكـرا لـمـرورك الـجـمـيـل


تـحــيـاتي

فوفو
28-11-2005, 04:59 PM
اكمل نـيـلـة ونــيــلــة
ولكم جزيل الشكر

محمد المصيلحي عـودة
28-11-2005, 05:23 PM
الأخــت / رغـد
الأخـت / عـابـدة لله
الأخ / الـقـنـاص
الأخ / فـوفـو

شـكـرا لـمـروركم الـمـاطـر بالـجـمـال
ولـكـلـمـاتـكم التي تـضيء مـعـالـم الـطـريـق

وتـزرع الـنـور في الـظـلام

سـأكـمـل بـس عـلى مـسـؤولـيـتـكم

مـع خـالـص الـود
وأطـيـب الأمـــاني

محمد المصيلحي عـودة
28-11-2005, 05:29 PM
يحكىأن
بعـد أن وصلت السفينة الجانحة ، إلى تلك البلاد سابحة ، تحمل جماعة من البشر، من أهلنا وجلدتنا ، فيهم الطيب ، والخبيث ، والشيخ المتعبد ، وتلميذ إبليس ، والعالم الفذ ، والجاهل الرعديد ، يمثلون أنواع البشر ، فيهم من الخير والشر ما فينا ، يشبهوننا إلى حد كبير ، لأنهم من أهالينا ، ومعهم التجارة ، والتجار ، يبحثون عن الرزق في الأمصار ، والتقاهم سكان زيتبير، ودار بينهم ما دار ، وتركوهم في الظلام ، بلا وداع أو سلام ، أو استضافة أو مـسـاعدة أو تقديم طعام

وبعد أن غلبهم النوم ، عاد إليهم هؤلاء القوم ، في صور مغايرة ، تهتز منها الأبدان مقشعرة ، في هيئة زواحف خطرة ، وهوام طائرة ، وحشرات منفرة ، وحين قام أحدهم ، ورآى الزواحف ، والهوام ، والأشباح ، تمطى منفزعا وصاح ، يادي النيلة يا رجال ، ضاعت تجارتنا والمال راح ،

فاستيقظ من النوم الباقون ، وسألوه كما يجري وماذا يكون ، وانتبه الجميع من غـفلتهم ، وراوا الخلق الغريب في سفينتهم ، أسرجوا المصابيح ، وصاحبهم يصيح ، وأخرجوا من حقائبهم في الحال ، كل مبيد حشري فعال ، ورشوا منه على الصراصير ، والنمل الخطير ، وأحضروا الشباك ، والشراك ، ونصبوها هـنا وهـناك ،

وبعـد فترة طويلة ، مـرت عليهم ثقيلة ، استعملوا فيها كل حيلة ، ولم يدخروا وسيلة ، أمسكوا بعض الحشرات ، وأوقعوا بعض الهوام الطائرات ، وأشعلوا النيران ، واطلقوا الدخان ، ووضعوا طسوت الماء على الجمر حتى غلى الماء ، ووضعوا فيه بعض العقاقير والأدواء ، وانتشر البخار في الأرجاء ،

فهربت المخلوقات المنفرة ، كأنها الجيوش المندحرة ، وأمسكوا ما وقع في أيديهم من هذه المخلوقات ، وقربوها للنيران والجمرات ، فانقـلبت في الحال إلى هيئاتهم الأصلية ، وصفاتهم الطبيعية ، وتعـرف أبناء الإنس ، على الذي كان قـد حدثهم بالأمس ، وخاطبهم وتفاهم معهم ، ولما عـلم ما عـلم من أمرهم ، خاطب بني قومه في همس ، فـتركهم الجميع وانصرف ، بلا كلام أو سلام

فلما رأوه ماثلا أمامهم ، كأنه الأسـير ، أو المجرم الحـقـير ، وهو يـقـر ويعـترف ، نظروا إليه بكل قـرف
وصاحوا في شهـقة واحـدة ، مدوية مرعـدة .. هـوّ انت ؟!!

يـادي الـنـيـلـة


وإلى اللــقــاء في الـنـيـلـة الـقـادمـة

زاد الركب
28-11-2005, 05:46 PM
أولاً .. شكراً على البليلة والشاي وربنا يرزقك خير الرايح والجاي ..

ثانياً .. يا دي النيلة يا أستاذ .. رجعت تاني للحيلة بامتياز ..
طيب ما كنت تقولنا هو مين ونروح ننام واحنا مطمنين .. ؟!! :131:

.
.
.

زاد ( ... )

محمد المصيلحي عـودة
30-11-2005, 01:09 PM
أولاً.. شكراً على البليلة والشاي.. وربنا يرزقك خيرالرايح والجاي


ثانياً .. يا دي النيلة يا أستاذ .. رجعت تاني للحيلة بامتياز ..

طيب ما كنت تقولنا هو مين ,, ونروح ننام واحنا مطمنين .. ؟!! :131:

.

زاد ( ... )هههههههههههههههه

لـو قـلـت لكم هـو مـيـن

يـبقى هـتخـلص بعـد نـيـلـتـيـن

ومش هـنلاقي اللي نـكـتـبه بـعـدين

اصـبـري مـعـانـا يـا زاد

وخـلـيكي زي شـهـرزاد

تـحــيــاتي إلـيـك من أقـصى البلاد

والـوردة دي عـشـان الأولاد |548|

وأما دي بقى :222: عـشان الحـسـاد

عابده لله
30-11-2005, 01:59 PM
مساك الله بالخير أستاذنا الفذ ..

صراحة النيلات مشوقه والواحد نفسه يخلصها
كلها مرتن وحده :142:

عن جد خطير الاسلوب والتشويق فيه بزيادة وأنا
مالي حمل على الصبر :301:

واهو قاعده وبنتظر على أحر من الجمر ..

شكراً ..


.
.
.




وبقي اقول لك إن زاد ما عندها اولاد :221:


.
.


عابده

محمد المصيلحي عـودة
30-11-2005, 03:17 PM
يحكى أن
بعد فترة طويلة ، مرت عليهم ثقيلة ، أمسكوا بعض الحشرات ، وأوقعوا بعض الهوام الطائرات ، وأشعلوا النيران ، واطلقوا الدخان ، وانتشر بخار الماء ، الذي به العقاقير والأدواء ، في كل النواحي والأرجاء ،
هربت جموع المخلوقات ، فأمسكوا بما وقع في أيديهم منها ، وقربوها للنيران والجمرات ، فانقلبت في الحال إلى هيئاتهم الأصلية ، وصفاتهم الطبيعية ، وتعرف أبناء الإنس ، على الذي كان قد حدثهم بالأمس ، وخاطبهم وتفاهم معهم ، ثم خاطب بني قومه في همس ، فـتركهم الجميع وانصرف ،
فلما رأوه ماثلا أمامهم ، كأنه الأسير ، أو المجرم الحقير ، وهو يعترف ، نظروا إليه بكل قرف
وصاحوا في شهقة واحدة ، مدوية مرعدة .. هـو انت ؟!! يـادي الـنـيـلـة ،

لماذا تسللت إلينا , وتجرأت بالإغارة علينا ، هيا أجب، وإياك والكذب ، ولو كذبت في جوابك ، سنضاعف في عقابك ، وأمر كبير بني البشر ، وشيخهم المعتبر ، بأن يعرضوه على الأجهزة الكاشفة ، لفرز كلماته المزيفة ، فتقدم خبير الأجهزة واللعب ، وقال عندي جهاز عجب ، دعوني أعرضه عليه ، ليفضح كل ما لديه ، وما يدور بين أذنيه ، فأخرج الجهاز ، وشحن خزانته بالغاز، واختبر مؤشره الهزاز ، ثم وضع ذراعي الجهاز المثير ، على أذني الأسير ، حتى خرج منه الصفير ، وتدلت منه بطاقة ، مشحونة بالطاقة ، فأدخلها في فتحة أخرى ، فظهرت المعلومات تـترى ، على الشاشة المستطيلة، في ثوان قليلة ، تترجم الأفكار ، وتكشف الأسرار ، في عقل ذلك المكار

سألوه عن اسمه ، ووظيفته وعلمه ، وما السبب في ارتكاب جرمه

فقال في احتداد ، أنا عشأباد وظيفتي الإرشاد للوصول ، خبير فلسفات تضيء للعقول ، وتـناقـش المنقول ، وتعشق المعقول ، وتفتح المجال ، لتقريب المحال ، وتلهم الأفكار ، للتائه المحتار ، ليكشف الأسرار
وجئتكم يا قوم ، حين غشيكم النوم ، لأعرف الأمور ، وأفضح المستور ،

فانطـلق الجهاز العجـيب ، يرد عـلى ما جـاء من أكاذيب ، وقال : اسـمك عـشتـموت ، و وظيفتك هـلفوت ، تؤمن أن الحياة ، وما بها من سلطان وجاه ، هي في الأساس غاية ، وموتها نهاية ، وبعثـنا ليس سوى حكاية ، تغالط الأحكام ، وتنشر الأوهام ، وتنكر الحلال والحرام ، وتعشق الجدال ، والخلاف والخصام ، وجئتنا ، ونحن في نومنا ، كي تسرق ما لدينا ، وتعرف ما عندنا من علوم ، وتعتدي علينا ، دون سبب معلوم ، وكذبك في الجواب ، سيضاعف العقاب ، يا أيها الكذاب ،

فانبهر عشتموت مما قاله الريبوت ، ثم لطمه الجهاز، لطمة أصابته باهتزاز ، فأرغى وأزبد ، وصرخ بأعلى صوته ، وحدق في جماعته ، وطاح على الأرض وتمدد ، فتحلق حوله الجميع ، وعجبوا من هياجه المريع ، ونظروا اليه واجمين ، وتساءلوا مرعـوبين .. "هـو مــات "!!!



يــادي الــنــيــلـة


وإلى اللـقـاء في الـنـيـلة الـقـادمـة

محمد المصيلحي عـودة
03-12-2005, 09:35 PM
يحكى أن
بعد ما كان ما كان ، من عشتموت ورفاقه ، وتمكن بنو البشر من أثره ، وشـد وثاقه
سألوه لماذا عدت إلينا, وتجرأت بالإغارة علينا ، ثـم عرضوه على الجهاز ، وخرجت لهم البطاقة ، المشحونة بالطاقة ، وعرضوا مابها من أفكار ، في عقل هذا المكار
ولما سألوه وأجاب ، فضحه الجهاز العجاب ، فانبهر عشتموت ، مما قاله الريبوت ، ثم لطمه الجهاز، لطمة أصابته باهـتزاز ، فأرغى وأزبد ، وطاح على الأرض وتمدد ، فتحلق حوله الجميع ، وعجبوا من هـياجه المريع ، ونظروا اليه واجمين ، وتساءلوا مرعـوبين .. هـو مــات "!! يادي الـنـيـلة يـادي الهـباب ، ماذا سـنفعـل يا أصحاب ، وارتبك الجميع ، من الحدث الفظيع ، فتقدم الطبيب إليه ، ونظر مدققا في عينيه ، وإذا بالشرر منها يطير ، ويصدر منه صوت كالشخير ، فأحضروا المنشطات ، وقربوها من المناخير ، فانتفض الكذاب الأسير ، وبدأ جسمه يرتعـد ، ثم نهض وقعـد ، وبدا على ملامحه التغـيـير

ووضع يده على رأسه ، يتحسس مواطن ألمه ، فانطـبعت عليها آثار من دمه ، فلعقها متلذذا ، ثم مجها متـقـززا ، وانـفـرط في الـبكاء ، في نشيج مسـموع ، وكأنه ملسـوع ، وخرجـت من أذنيه تطير ، حشرات حجمها صغير ، كأنها النمال أو الذنابير ، وهو يصرخ بلا وعي ، وبمن حوله يستجير ،

فتركوه على حاله ، حتى هـدأ ما به من انفعاله ، وعادت هيأته الأولى إليه ، وتبدلت ملامحه التي عليه ، والجميع ينظر إليه ، ونظر هو إلى الجموع ، وعيناه تفيضان بالدموع ، وقال في حسرة وخنوع ، لماذا أرجعتموني ، لماذا أيقظتموني ، ، ثم صاح بصوت مريع ، أين أتباعي وجنودي ، أين حاشيتي وبنودي ، ثم عاد كطفل وديع ، وهو ينظر إلى الجميع ، وما هذا الظلام الكثيف ، وما هذا الجو المخيف ، فسأله الجهاز العجيب ، لماذا أجبت بالأكاذيب ، ألم نحذرك من التعذيب ، فالتفت إليه على عجَـل ، وصاح ثائرا بلا وجَـل ، تعذب من أيها الجماد ، ألا تـعلم مـن أنا ، أنا عشأباد ، ثم عاد صوته للخفوت ، بل أنا عشتموت ، فتقدم إليه أحد البشر ، وهدأ من ثورته ، ومسح على رأسه ورقبته ، وحن عليه وعطف ، وربت على ظهره ولطف ، فعاد عشتموت إلى البكاء المرير ، فأجلسوه على سـرير ، وأحضروا له الشـراب في القوارير ، وأخذ يهز رأسه الكبير ، كأنه يستحث فيه التذكر والتفكير ،
فتقدم إليه الطبيب ، وحقـنه بمهدئ مفيد ، فاستغـرق في التأوه والتنهـيد ، وبدأ في الكلام يخلط ويعيد ، حتى غشيته موجة من النعاس ، وفقد كل الحواس ، فارتفع صوت جهور ، من بين جموع الحضور ، احذروا ألاعيبه وأكاذيبه ، إنه وسواس خـناس ، مخادع في الأساس ، يبرع في الدجـل ، و يتقن الحيل ، فرد عليه أحد أبناء البشر ، أيـعـود للـدجـل .. ويـخـلق الـحـيـل ... تــــاني ؟!!!



يـــادي الــنــيـلـة


وإلى اللــقـــاء في الـنـيــلـة الـقـــادمـة

أميرة العرب
03-12-2005, 09:35 PM
السلام عليكم

مسائك خير اخي محمد

قصة رائعة

الف نيلة ونيلة

عشنا بجو خرافي فكاهي رائع

وننتظر نهاية النيل بفارغ الصبر

فاكمل لنا

واجعلنا نبحر بخيالك الخصب


فكلنا شوق ....

محمد المصيلحي عـودة
03-12-2005, 09:59 PM
اكمل نـيـلـة ونــيــلــة
ولكم جزيل الشكر
الأخ الـعـزيــز / فـوفـو

الـنـيـلات كلها تـحـت أمـرك

بـس انـت تـعـالى كل يـوم ..

وأنـا مـا لـيـش بـركة إلا أنـت

انـت مـا بـتـجـيـش لـيـه ؟؟!!!

تـحـــيــاتي |49| |48| |44||48|

al qanas
03-12-2005, 10:31 PM
قصة رائعة تسرح بعقولنا في عالم خيالي غريب....


و اروع من هيك اسلوبك الممتع.... ماشاء الله عليك....:254:


ناطرين البئية....


وكل نيلة وانت طيب


اخوك القناص

Nooosa
03-12-2005, 11:53 PM
متابعين
ونشكرك .. بتتابع أيضًا :159:

.
.
ومع كل ( نيلة )
لك ألف تحية وتقدير |467|

محمد المصيلحي عـودة
04-12-2005, 05:48 PM
الأخـت / أمــيـرة الـعـرب

شــكــرا لـمـرورك المـبـهج
أتـمـنى أن يـتـكـرر بـزوغ شـمـسـك هـنـا مـرة أخـرى|49|




الأخ / الـقــنـاص

هــلا بـرجـعـتـك خـيي أناص

أتـمنى أنـك تلائي عـنا ما يفـرح ألبك|48|



الأخـت / نــوســة
ســعــيـد بـزيـارتـك الأولى

أتمنى أن لا تـكـون الأخــيـرة
أحـسـن أصيح بأعـلى صـوتي

يـــا دي الـنـيـلـة|49||48|

محمد المصيلحي عـودة
04-12-2005, 05:51 PM
يحكى أن
بـعـد أن وقع عـشـتموت ، من لطمة الجهاز، وأصـيب جسـده باهـتزاز ، وأرغى وأزبد ، وطاح على الأرض وتمـدد ، فتحلق حـوله الجميع واجمـين ، ونظروا إليه مرعـوبـين .. وتقدم الطبيب إليه ، ونظر مدقـقا في عـينيه ، ورأى الشـرر منها يطـير ، ويصدر منه صـوت كالشخـير ، فأحضروا المنـشـطات ، وقربوها من المناخـير ، فانتفض جسـمه وارتعـد ، ثم نهض وقعـد ، وتحسس مواطن ألمه ، فانطـبعت على يـده آثار من دمه ، فـلعـقها مـتـلـذذا ، ثم مجها متـقـززا

وانـفـرط في الـبكاء ، وخرجـت من أذنيه تطـير ، حشـرات حجمها صغـير ، وهـو يصرخ و يسـتـجـير ، وتبدلت ملامحه التي عـليه ، والجمـيع ينظر إليه ، ونظر هو إلى الجموع ، وعيناه تفيضان بالدموع ، وهو يصرخ ويقول ، لماذا أرجعـتموني ، لماذا أيقـظـتموني ، أين أتباعي وجـنودي ، أين حاشـيـتي وبـنـودي ، ثم عاد كطفل وديع ، و ينظر إلى الجميع ، وما هذا الظلام الكثيف ، وما هذا الجو المخيف ، أنا عـشـأباد ، ثم يبكي ويقول بل أنا عشتموت ، فأجلسوه على سرير ، وأحضروا له الشراب في القوارير ، وأخذ يهز رأسه الكبير ، يسـتـحـث فـيه الـتـذكـر والـتـفـكـير ،

فـتـقـدم إليه الطـبـيب ، وحـقـنه بمهـدئ مـفـيد ، فـبدأ في الكلام يخلط ويعــيد ، حـتى غـشـيـته مـوجة من النعـاس ، وفـقـد كل الحـواس ، فـصاح من بـين الحـضـور ، صوت جهـور ، يحـذر من ألاعـيبه وأكاذيـبه ، لأنه وسـواس خـناس ، مخادع في الأسـاس ، يـبرع في الـدجـل ، و يـتـقـن الحـيـل ، فـرد عـليه أحـد أبناء البشـر ، أيـعــود للـدجـل ؟.. ويـخـلق الـحـيـل ؟... تـــاني ؟!!! .. يـادي الــنــيـلـة هـل هـذه معـقـولة ؟

وإذا بـهـم ، ينظرون حـولهم ، فـيـجـدون سـربا من الـزواحـف الســوداء ، يحـيـط بهم من جـمـيع الأنحاء ، ويطلق عليهم الروائح المنـفـرة ، والأصوات المـنكرة ، تـقـودهم خـنـفـساء ، كأنها العـنـقاء ، يـصدر عـنها صريـر ، يـفـوق صوت الحـمـير ، وتـنـفـث الهـواء ، كأنه الأعـاصـير ، فـتـفـرق الجـميع في اضطـراب ، وأغـلـقـوا الأبـواب ، وأسـرع بعض التجار ، من العـطارين المُهّار ، إلى مخازن السـفـينة ، وحـقائبهم الدفـينة ، وأخـرجـوا منها الخَـدور والحَـنـوط ، والعـشـب المخـلـوط ، ووضعـوه في قـواريـر ، وصـبوا عـليه من زيـت الجـمـير ، وأغـلـقـوا القـوارير ، بلازج خـطـير ، وتوجهـوا في الحال ، إلى مـيـدان الـقـتال

ورجـوا القـوارير رجا ، فـتـفاعـل الـخـدور والعشـب المخلوط ، مع الزيـوت والحـنـوط ، وارتـفعـت حـرارة القـوارير ، وازدادت بداخلها الضغـوط ، فألقـوا بها على جـيـش الزواحـف الهـوجاء ، وتطاير الدخان في الأرجاء ، واخـتبأ بنو البشـر ، في لمح الـبـصـر ، وكتمـوا الأنـفـاس ، بـدقة واحـتراس ،
وبعـد وقـت قـلـيل ، ارتفع العـواء والعـويـل ، والصـراخ والتهـويـل ، ثم بـدأ الصراخ يـقـل ، والعــواء يضمحـل ، حـتى هـدأ المكان ، وسـكـنت الحـركات وسـاد الأمـان

فخـرج أبناء البشـر من مخابـئهم ، واضعـين الأكمام على أنـوفهم ، وتـفـقـدوا المكان في حـذر ، فـوجـدوا الجميع في خـدر ، والخـنـفـساء العـنـقاء ، تـقاوم الإعـياء ، وتصدر الأزيز ، ودمعـها نـزيـز ، وتـفـقـدوا عـشـتمـوت الأسـير ، فـوجـدوه عـلى السـرير ، غـارقا في النـوم والشـخـير ، ممـددا في وثاقه ، وحـوله باقي رفـاقـه

فأشـعـلوا المجامر ، وأحـضـروا المباخـر ، وعـبّـقـوا المكان ، بالعـود والزعـفـران ، وبخار الماء ، المخـلوط بالأدواء ، وزوّدوا الأنـوار ، ليأمـنـوا الأخـطـار

ثم تـقـدم الطـبـيـب والعـطـار ، والـشـيخ والـتجـار ، وأحـضروا الجـهـاز ، ذا المؤشـر الهـزاز ، وشـحـنـوه بالغـاز ، وركـبـوا الأجـزاء ، وهـمّـوا بـتـشغــيـله عـلى الـخـنـفـسـاء ، وإذا بـها تـصــيح ، بصـوتـها الـقـبـيح ، وبالعـربي الفـصـيح ، جـهـاز الـتـصـحـيح ، للكـذب الصـريـح ؟!!!!!


يـــادي الـنـيـلـة


وإلى اللــقـــاء في الـنــيــلـة الـقـــادمـة

أميرة العرب
04-12-2005, 10:52 PM
مساك خير اخي محمد

صراحة عباراتك كنت اسمعها من جدتي :221:


ننتظر بفارغ الصبر تكملة الف ليلة وليلة

قصدي الف نيلة و نيلة

وكلنا شوق ولهفة للنهاية |467|

عابده لله
05-12-2005, 09:39 AM
صباحك خير وبركة أخي المصيلحي..

رااااااااااااائع كل ما تقدمت به ..
وأدهشتنا بروعة سردك..


بـ انتظار الكثير مما في جعبتكم..


:)


عابده

محمد المصيلحي عـودة
08-12-2005, 04:15 AM
الأخــت الـفـاضــلة / أمــيـرة الـعـرب


شــكــرا لـمـرورك الـجـمـيـل

ورحـم الله جـداتـنـا اللائي مـا قـصـرن في آداء واجـبـهـن على قـدر اسـتـطاعـتـهن !!!!

تـرى هـل سـتـمـلك الأجـيـال الـقـادمة جـدات مـثـل جـداتـنـا ؟!!!

أم أن مـسـلـسـلات ( كونان وشركاه ) سـتقوم بدور البديل ؟!!!

ســـؤال شـغـل بـالي لـفـترة

كــوني بـخـيـر

مـع خـالص الـود
وأطـيب الأمـــاني



الأخــت الـفـاضــلـة / عــابـدة لله


( بـ انتظار الكثير مما في جعبتكم .. )

ولـن أطـيـل عـلـيـكم الانـتـظـار

شــكـرا لـمـتـابـعـتـك واهـتـمـامـك

مـع خـالص الـود
وأطـيب الأمــاني

محمد المصيلحي عـودة
08-12-2005, 04:19 AM
يحكى أن
بـعـد أن خـرج أبناء البشـرمن مخابـئهم ، واضعـين الأكمام على أنـوفهم ، وتـفـقـدوا المكان في حـذر ، ووجـدوا الجميع في خـدر ، وكانت الخـنـفـساء العـنـقاء ، تـقاوم الإعـياء ، وتصدر الأزيز ، ودمعـها نـزيـز ، وتـفـقـدوا عـشـتمـوت الأسـير ، فـوجـدوه عـلى السـرير ، غـارقا في النـوم والشـخـير ، ممـددا في وثاقه ، وحـوله باقي رفـاقـه

وأشـعـلوا المجامر ، وأحـضـروا المباخـر ، وعـبّـقـوا المكان ، بالعـود والزعـفـران ، وبخارالماء ، المخـلوط بالأدواء ، وزوّدوا الأنـوار ، ليأمـنـوا الأخـطـار ، ثم تـقـدم الطـبـيـب والعـطـار ، والـشـيخ والـتجـار ، وأحـضروا الجـهـاز ، ذا المؤشـرالهـزاز ، وشـحـنـوه بالغـاز ، وركـبـوا الأجـزاء ، وهـمّـوا بـتـشغــيـله عـلى الـخـنـفـسـاء ، وإذا بـها تـصــيح ، بصـوتـها الـقـبـيح ، وبالعـربي الفـصـيح ، جـهـاز الـتـصـحـيح ، للكـذب الصـريـح ؟!!!!!


( يـادي الـنـيـلة !!! يــادي المهانة ، هـو ورانا ورانا ، أنا وليّة غـلبانة ، إبعـده عنى الله يخليك ، وسأقـول لك كل ما خفي عليك ))

ثم أجهشـت بالبكاء ، وهي تتمتم في خفاء ، ثم عادت إلى طبيعتها الإنسية ، فتاة بهية ، عـيونها وساع ، وشعـرها أطول من ذراع ، وخدها لمّاع، لسنها بريق ، وأنفها دقيق ، وجيدها مـصـبـوب ، وخصرها منهوب ، وردفها ثقيل ، وصدرها صقيل ، وعودها طويل ، وقرطها تدلى، ووجها محلى ، كالبدر إذا تجلى ، وأنشأت تقول ، ودمعها هطول :

يا سادتي الكرام ، أنا فـتنة الحياة ، نشأت في بلاد ، تتاجر في الأجساد ، تصدر الفساد ، لا تعرف الحلال والحرام ، قد زيفوا الحرية ، وفلسفوا الدونية ، بأنها نفعـية ، وغـيروا الأسـماء

العهر صار عندهم تجارة ، والفحش في مفهومهم مهارة ، والخمر ماؤهم على الموائد ، والربا في عرفهم فوائد ، تجارة الرقيق ، واللواط والمجون ، والرقص والتعـري في شرعهم فنون،
حرية الضياع والهوان ، شريعة قد صاغها الشيطان ، ضاعت على جنباتها كرامة الإنسان ، والسوق في احتياج ، والناس إما ثعلب مراوغ أو دجاج ، والفكر في اعوجاج ، وكان عشتموت ، مفكر ، مفلسف ، مداهن وحوت ، كلامه براق ، وفكره خلاق ، يصور الضياع والسقوط ، بأنه انعتاق ، سمو وارتفاع لعالم الملكوت ،

ثم تـنـهـدت تـنـهـيـدة ، طـويـلـة شـديـدة ، كأنها ريح مـدمـرة أو إعـصار ، يثير الغـبار ، ويقـلع الأشجار ، وعـاودت تـقـول :
تـبعـت فـكره ومنهجه ، رميت نفسي للحياة المبهجة ، وصرت سلعة لها ثمن ، وصار جسمي للجميع ممتهن ، جميلة أنا !!، مثيرة أنا !! ، اليوم موعد هناك !! ، ورقصة هنا !! ، وصورة هناك !! ، وسهرة هـنا !! وصرت للجميع نجمة يحيطها العـبـير والسـنا
ثم تابعت باكية :
وجاءت ليلة الهلاك ، أصبت بالوباء ، وهـدّني العـناء ، تفرق عـني الأصدقـاء ، وفـرّ مـني سـمـاسـرة الـبلاء ، و صرت بعـد رفعـتي وفـتـنـتي ، كالقطة الجـرباء ، وتغـيرت الأحـوال ، واحـتـلني النحـول والهـزال،

حتى جاءني أحد التجار ، ذات ليل لم يكن قبله نهار ، وأغراني بالمال ، والعلاج من الهزال ، ولأنني أعـرف طبعه وخصاله ، وكيف جمع ثروته وماله ، من البغاء والقمار والربا ، تيقـنت أن له عـندي مأربا ، سألته : وما المقابل ، من غير أن تجامل ، فقال : سـياحة وراحة ، سهر وزوار ، تجارة واستثمار ، للحال والـقـدرات مع بعض الأصدقاء والصديقات ، في بلاد أصدقائنا الجدد ، فالمال عـندهم بلا عدد ، فـقـلـت لـشـيـطاني ، ذلك الـذي أغــواني ... تـــاني ؟!!!!



يــــا دي الــنــيـــلـة ..


وإلى اللـــقـــاء في الـنـيـلـة الـقـادمــة

محمد المصيلحي عـودة
09-12-2005, 05:47 AM
يحكى أن

تابعـت الخنفـساء قولها ، تصف حالها ومآلها ، بعد أن أصابني الوباء ، وتفرق عني الأصدقاء ، وصرت كالقطة الجرباء ، جاءني أحد التجار الأنذال ، يعرض عليّ العلاج والأموال ، إلى أن تـتغـير الأحـوال ، ولأنني أعـرف طبعه وخصاله ، وكيف جمع ثروته وماله ، من البغاء والقمار والربا ، تيقـنت أن له عـندي مأربا ، سألته : وما المقابل ، من غير أن تجامل ، فقال : سـياحة وراحة ، سهر وزوار ، تجارة واستـثمار ، للحال والـقـدرات ، مع بعض الأصدقاء والصديقات ، في بلاد أصدقائنا الجدد ، فالمال عـندهم بلا عدد ، فـقـلت لـشـيطاني ، ذلك الـذي أغـواني ... تـــاني ؟!!!

فظـل يراجعـني ، ويحاول معي حـتى أقـنعـني ، فذهـبت معه كالمعـتاد ، للعلاج والاستعـداد ، فحاصروا انتشار الميكروب ، وبدأت صحتي تؤوب ، وعـرضـوني على الجهاز ، فأحدث في رأسي رجة واهـتزاز ، فـقـدت بعـدها الوعي ، وصرت أسـيرة الأمر والنهي ، وجهـزوني للذهـاب ، إلى بلاد ....... ،

أناس طيبون ، كرماء مضيفون ، يعشقون ويعشقون ، بلادهم جميلة ، أخلاقهم نبيلة ، كلامهم أشعار ، في ليلهم سـمار ، نساؤهم حـسان ، تعـيـش في أمان ، كالجوهـر المصان ، ورجالهم فرسان ، وكلهم لباقة ، يحبون الصداقة ، للعهد حافظون ، لكنهم ، لحسن حظنا ، وسوء حظهم ، في بعضهم حماقة ، نهارهم كسل ، وليلهم خطل ، يرون في النظام والقانون ، قيدا بكسره يحلمون ، وأكبر ما لديهم من أمل ، عشق النساء والغـزل ، أقمت بينهم علاقة ، وبعدها علاقة وعلاقة ، حتى فشا الوباء بينهم ، وبين من لهم علاقة بهم ، إلى أن ظهر أمرنا وأمرهم ، فأرجعـونا إلى بلادنا ، وتدبروا أمـرهم ،

وعـدت للضياع والضنى ، يقذفني الوباء للدمار والحطام ، ويركلني الجميع بالأقدام ، كأنني خـنفـساء جرباء ، أنا جميلة الجميلات ، ملكة الإغـراء والإعلانات ، فاتنة الوجهاء والكبراء ، قد صرت خنفـساء ، يسكنني الدمار والوباء ، أضاعني عـشأباد ، حطمني هذا الحـوت ، ثم صرخت باكية ، مستغـيثة مستجدية ، دعوني أحطمه ، سأقتله بلسعة واحدة ، ثم انتفضت كالكرة ، صارخة مزمجـرة ،

وانقلبت إلى حشـرة ، واستنهضت أترابها ، وكشرت أنيابها ، واتجهت إلى عشـتموت الأسير ، وهو نائم على السرير ، غارقا في الشخـير ، فتقدم الطبيب والعطار ، والشيخ والتجار ، ومعهم قوارير الحـنوط ، والعشب المخلوط ، وحالوا بينها وبين عشتموت ، وهي تصرخ وتزمجـر ، وتتوعد وتـنذر ، إنها فرصتي يا بني البشـر ، وهو مقـيد ومخـدر ، لأنه إن أفـاق ، وفـك من الوثاق ، سيعـود للحـيل ، وينفـث الدجـل ، ويفسد العـقـول ، بلفظه المعـسـول ، لابد أن يموت عشتموت

فاستيقـظ الأسير ، ونهض على السرير ، ورأى الخنفـساء الهوجاء ، ووراءها جـيش من الخنافـس السـوداء ، وعـيونها تقدح بالشرار ، فانتفض الحقير المكار ، متوسلا للطبيب والعطار ، والشيخ والتجار ، أن يفكوا له الوثاق ، ليلقن الخنفساء الحمقاء ، درسا عن الأخلاق ، ويسحقهم بحذائه سحقا ، نفايات الملاهي ، جالبات الدواهي ، مدمنات الأقداح ، دمن بلا أرواح ،

فارتفع صوت الخنافس القـبيح ، بالعـربي الفصيح ، إياكم أن تصدقوه ، أو ترأفـوا به أو تفكـوه ، قد عاد كعادته للحـيل ، و ابتدأ يمارس الدجل ، فارتفع الصوت الجهور ، من بين الحضور ، تناقـضت الأقـوال واحـتارت الألباب ، من فـيهم الصادق ، ومن فـيهم الكذاب ؟!



.... يــادي الـنـيـلة !!!!



وإلى اللـــقــــاء في الـنــيــلــة الـقـــادمـــــة

محمد المصيلحي عـودة
13-12-2005, 11:49 PM
يحكى أن
بعد أن استيقظ الأسير ، ونهض على السرير ، ورأى الخنفساء الهوجاء ، ووراءها جيش الخنافس السوداء ، وعـيونها تقدح بالشرار ، توسل للطبيب والعطار ، والشيخ والتجار ، أن يفكوا له الوثاق ، ليلقن الخنفساء الحمقاء ، درسا عن الأخلاق ، ويسحقهم بحذائه سحقا ، فارتفع صوت الخنافس القبيح ، بالعـربي الفصيح ، إياكم أن تصدقوه ، أو ترأفوا به أو تفكوه ، قد عاد كعادته للحـيل ، و ابتدأ يمارس الدجل ، فارتفع الصوت الجهور ، من بين الحضور ، تناقضت الأقوال واحتارت الألباب ، من فيهم الصادق ، ومن فيهم الكذاب ؟!

فاقـترح الشـيخ الكـبير ، على الخـنفـساء الـعـنـقـاء وعـشـتموت الأسـير ،

بأخذ مهلة للتفكير والتدبـير ، فوافق الجميع ، وفصلوا بينهم بجدار منيع ، واجتمع بنو البشـر ، في مكان أمين ، بعـيدا عن السمع والبصر ، ليتشاورا في الحكم على المتخاصمين

واختلفوا فيما بينهم ، في تقييم ما جرى أمامهم ، وتباينت التقديرات ، على ما لديهم من طاقات وقدرات ،

فمنهم من قال ، نطلق الخنفساء وأتباعها في الحال ، على عشتموت ورفاقه ، وهـو مشدود بوثاقه ، فتأكل النار النار ، ونتخلص من هذا المكار ، ونستهلك ما لدى الخنفساء وزمرتها ، من طاقتها وقدرتها ،

ومنهم من خالفه وقال ، الحرب كلها وبال ، وسـوف يلحقنا منها الدمار ، وتهـلك تجارتنا ، ونخسـر الأمـوال ، في حرب جلل ، لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، فـقاطعه آخر ، يقول يفاخر ، نحن بني البشر ، لا نخشى خطر ، لدينا من العقل والسلاح ، ما يكفي لدمار تلك الأشباح

فقال الشيخ الكبير ، أرى أن الأمر خطير ، ولابد لنا من التفكير ، إن ما يجري أمامنا ، قد شغـل عـقـولنا ، وألهانا عما جـرى لنا ، من هذا العشتموت الغـدار ، وتلك الخنفساء وجيشها الجرار ، التي هي من أتباعه باختصار ، ولعـبة العـداء بينهم ، حيله منهم ذكية ، ومكيدة لنا خفية ، وما هي إلا وسيلة ملتوية ،

ليعـرفـوا أمـرنا ، ويحيطوا بما عـندنا ، ويستهلكوا قـوانا ، و يحددوا قدراتنا المجهولة ، فنقع في أيديهم بسهولة ، فعـلينا الاحـتياط والحـذر ، والاستعـداد بالحـنوط والخـدر ، وغـيرها من الذخائـر الدفـيـنة ، في مخـازن الـسـفـيـنة ،

فسـكت الجميع في انبهار ، وهمهم كـبار التجـار ،

وتقدم الطـبيب ، إلى الجهـاز العجـيب ، وأدخـل إليه معـلومات ، وكـتـب بـعـض الكلـمـات ، فخـرجـت له البـيانات ، في قائمة كـبـيرة ، وأصدر الجهـاز بـعـض التحـذيرات ، طـويلة وقصيرة ، فقرأ الـطبيب بعـيونه العجـولـة ، قائـمة النتائج المهـولة ، فتجمعت العـيـون عـليه ، وتـعـلـقـت بما في يـديـه ، فصـرخ بـنـبرة مذهـولة .. مـعــقــولـة ؟!!!


يـــادي الــنــــيـلــة


وإلى اللــقـــاء في الــنـيـــلــة الــقــــادمــة

Nooosa
14-12-2005, 06:46 PM
يادي النيلة ::]
إنت رُحت فيــــــــــــــن ؟
.
.

لازلنا ننتظر ونستمتع .. بكمّ الروعة التي أتحفتنا بها ..
وأسلوبك الشيّق
فعلاً .. ( أنت تُبدع هُنا ) .. كثيـــــــــــرًا ..
.

ولم تغب عنّا المعاني السامية ( بارك الله فيك ):)
.
.

تحياتي
واحترامي

زاد الركب
14-12-2005, 09:37 PM
.

.

.


و يا دي النيلة .. :219:

محمد المصيلحي عـودة
16-12-2005, 10:12 PM
= المشاركة الأصلية مكتوبة بواسطة نوووووسا
يادي النيلة ::]
إنت رُحت فيــــــــــــــن ؟
.
.

لازلنا ننتظر ونستمتع .. بكمّ الروعة التي أتحفتنا بها ..
وأسلوبك الشيّق
فعلاً .. ( أنت تُبدع هُنا ) .. كثيـــــــــــرًا ..
.

ولم تغب عنّا المعاني السامية ( بارك الله فيك ):)
.
.

تحياتي
واحترامي

الأخت العزيزة / نـــووووسا

مازلت هـنـا
أجهز النيلات وأرتـبها وأسـويها على نار هادية

حتى لا تكون منيلة بستين نيلة

أتمنى أن تـعـجـبـكم

تحياتي
وأطيب الأمـاني


.

.

.


و يا دي النيلة .. :219:

الأخـت الـعـزيـزة / زاد

لـيـه بـس ؟!!

فـيـه نـيـلـة مـش عـاجـبـاكي ؟!!

داااا أنـا مـنـقـيـهـم نـيـلة نـيـلة

كل نـيـلة أنـيـل مـن الـتـانـية

يـمكن الـبـياع غـشـني

واداني نـيلة مش مـتـنـيـلة كـويـس !!! :drr05_18:

أنا لازم أخـرب بـيـتـه :132:



طــيـب شــوفي الـنـيـلـة اللي جـايـة دي

أتـمـنى تـعـجــبـك

محمد المصيلحي عـودة
16-12-2005, 10:21 PM
يحكى أن
بعد أن اجـتمع بنو البشر ، واختلفوا في تقييم الخطر ، وقال الشيخ الكبير ، رأيه الخطير ، بأن الخنفساء وأتباعها ، من أنصار عشتموت ورفاقه ، وتسعى إلى تخليصه من أثره ووثاقه ، وتلك مكيدة وحيلة ، ليسيطروا علينا بسهولة ، وتقدم الطبيب إلى الجهاز العجيب ، وأدخل إليه بعض المعلومات ، فأصدر الجهاز بعض التحذيرات ، وأخرج قائمة بالبيانات ، فقرأ الطبيب بعيونه العجولة ، قائمة البيانات المهولة ، وصرخ بنبرته المذهـولة ، مـعـقـولـة ؟!!!

فنظر الجميع إليه ، وتعلقوا بما في يديه ، وكلهم عجب ، والفكر مضطرب ، ثم نظر إلى الشيخ الكبير ، والجمع الغـفـير ، وقال بعـد تـفكـير ، الأمر أخـطـر من خـطـير ، في أسر عـشـتموت لدينا ، سـر قد خفي عـلينا ، وجلب جيش الخنافس إلينا ، فهو بالنسبة لهم كالعـقل ، أو الملكة في خلية النحل ، يدورون في أفلاكه ، ومرتبطون بشـباكه ، وأسـره في القـيود ، يجعـله في جمود ، ويفقده السيطرة على الجنود ، والتأثير على باقي الحشود ، ولو تأكدت الخنفساء ، من ضعـفه وقـيده ، سـتؤلب الجميع ضده ، ثم تحـاول الجـبانة ، أن تحتـل مكانه ، بما تملك من أنوثة فـتانة

وقـد رفضت الخضوع للجهاز ، كي لا يكشف ما تضمر من ابـتزاز ، وهي إلى الآن يا سادة ، ليسـت لنا منقادة ، ولو أفاقـت من التخـدير ، وقضت على عشتموت الأسـير ، سـتـنقـلب عـلينا ، وتوجه قوتها إلينا ، وتستولي على كل ما لدينا ،ونصبح لها تابعـين ، ولأمرها خاضعـين

فاسـتمع الجميع لما يقول ، وخـيّم عـليهم الذهـول ،
فقال أحد التجار في وجـل ، إذن فـما العـمل ، عـلينا التصرف في عـجَـل ، قبل أن تقع الواقعة ، وتفجعـنا فاجعة ، فقال الشيخ الكبير ، وهـو يمعن التـفكـير ، علينا إذن في دهاء ، أن نأسر الخنفساء الهوجاء ، ونضعها في إناء ، من الزجاج الشـفاف ، لنأمن سـمها الزعـاف ، فـقـوتها زائـدة ، وأخـطارها عـنيفة ، وفـتـنتها مخـيفة ، وأسـرها سـيـعـود بالـفـائـدة


فـقال أحـد الـحضور ، إذا لم يخـدرها الخـدور ، والعـشـب المخـلوط والبخـور ، فكـيف سنمسك بها يا جـماعة ، ونـلزمها بالسـمع والطاعة ، ونضعها في الإناء ، فرائحـتها مـنـفـرة ، وأصـواتـهـا مـنـكـرة ..




يــادي الـنـيـلـة





وإلى اللـــقـــاء في الـنـيـلـة الـقـادمـــة

محمد المصيلحي عـودة
20-12-2005, 09:08 PM
يُـحـكى أن
بـعـد أن اسـتمع الجميع إلى الطبيب في ما يقول ، وخـيّم عـليهم الذهـول ، قال أحد التجار في وجـل ، إذن فما العـمل ، عـلينا التصرف في عجـل ، قبل أن تقع الواقعة ، وتفجعـنا فاجعة ، وقال الشيخ الكبير ، وهـو يمعن التـفكـير ،

علينا إذن في دهاء ، أن نأسـر الخـنفـساء الهوجاء ، ونضعها في إناء ، من الزجاج الشـفاف ، لنأمن سـمها الزعـاف ، فأخـطارها عـنيفة ، وفـتـنتها مخـيفة ، وقـوتها زائـدة ، وأسـرها سـيـعـود بالـفـائـدة

فـقال أحـد الـحضور ، كـيف سنمسك بها يا جـماعة ، ونـلزمها بالسـمع والطاعة ، ونضعها في الإناء ، فرائحـتها مـنـفـرة ، وأصـواتـهـا مـنـكـرة ، فقال الطبيب في هـدوء ، ليس أمامنا سـوى اللجـوء ، إلى الأشعة وتأثير الضوء ،

وقام على الفور في سكـينة ، وذهـب إلى مخازن السفـينة ،

وسرعان ما عاد ، وفي يده جهاز وقاد ، تصدر منه الأشعة ، بقوة وبسرعة ، تخلب الأبصار ، وتجمد الأفكار ، وتشل الحركات ، لبعض اللحظات ، وراح يشرح قدراته وطاقاته ، وتأثيره في من يقع تحت إشعاعاته ، وحذر من سـوء اسـتعـماله ، والخطر الكبير الناجم عن أعطاله ، وتلك أقنعة واقية ، من أشعـته المؤذية ، علينا التحصن بها في الحال ، قبل بدء الاسـتعـمال

فقال الشيخ الكبير ، يا أيها الطبيب والخبير ، وما مصير إخواننا بينهم ، كيف سنحميهم مما سيحدث لهم ، فقال صاحب الصوت الجهور ، أستطيع أن أنبههم ، بصيحة تسمعهم ، يفهمون معـناها ، فيختبئون من الأشعة وأذاها ، ونسلط الجهاز الوقاد ، على هؤلاء الأوغاد ، بدقة وحذر ، في لمح البصر ، فـنأسـر الخنفساء ، ونضعها في الإناء ، وينتهي الخطر ،

فاعترض بعض التجار ، خوفا من الأخطار ، وقال ممتعضا ومعـترضا ، أيقتل بعضنا بعضا ، لنأسـر الخنفساء ، ونستطيع البقاء ، إنه لغـباء ، وأنانـية حمقاء ، لابد لنا من حيلة ، وخطة بديلة ، تحقق أهدافنا ، وتحمي إخوانـنا ،

فانتفض أحد التجار ، وقال في انبهار ، وجدتها وجـدتها ، تجربة جربتها ، أنا تاجر السجاد والستائر ، وأعلم أن الخنافس البذيئة ، خطواتها بطيئة ، هاجمت مخازن السجاد ، وعرضت بضاعتي للفساد ، ولم ينقذني من الخسارة المحققة ، سـوى المادة اللاصقة ، سائل صنعته بدقة ، مفعـوله خـطير ، وتأثيره أكيد ، رشـشته حول السجاجيد ، فأمسك بالخنفوس ، وقيده كأنه محبوس ، ولديّ منه الكثير ، وهو سـريع التحضير

فاستبشر التجار ، وتكاملت الأفكار ، ووزعوا الأدوار ، وخـرجوا متأهبين ، إلى جموع المنتظرين ، يحيطهم الحذر ، والخوف من الخطر ، وتفقدوا الجميع ، والجدار المنيع ، فوجدوا عشتموت الأسير ، متأهبا على السرير ، مقيدا في وثاقه ، وحوله أتباعه ورفاقه ، وحين ألقوا الأبصار ، إلى الخنفساء الجرباء ، وجيشها الجرار ، عمتهم الدهـشة ، وشهـقـوا بانـبهار ، مـعــقـــولـة ؟؟؟؟!!!



يــــــــادي الــنـــيـــلـــة




وإلى اللــقــاء في الـنـيـلـة الـقـادمـــة

عابده لله
24-12-2005, 01:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ممتع وشيق ما بين أيدينا هنا ..
صراحة مبدع بلا شك..

تابع بارك الله فيك..

:)

عابده