al qanas
24-11-2005, 03:24 PM
شهدت الولايات المتحدة الامريكية في القرن التاسع عشر مجموعة من الاحداث و التغيرات جعلتها تتحول من دولة صغيرة منعزلة لا يتجاوز عدد سكانها 4 ملايين نسمة عند استقلالها من التاج البريطاني عام 1776 الى قوة مكتملة مع نهاية القرن 19 تمتد بين المحيطين الاطلسي و الهندي.
و كان احتلالها للفلبين عام 1899 اول عمل عسكري توسعي و ايذانا ببداية قرن امريكي ظلت فيه الدولة الأقوي اقتصاديا و عسكريا.
و قد بدأت الولايات المتحدة من حيث انتهت اوروبا, فأخذت عنها نقاط قوتها, وتحاشت نقاط ضعفها مختزلة كثرا من المراحل في سبيل نهظتها و تطورها و انعكس ذلك على الحياة الاقتصادية و المعيشية فيها لتتحول بالنهاية الى قوة مهيمنة استطاعت ان تنتصر على المانيا النازية و على الشيوعية و الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة, و اضحت في نهاية التسعينات في ذروة قوتها و غناها فكانت تمتلك 25% من الناتج القومي في العالم و تصدر الى العالم منتوجات زراعية بقيمة 50 مليار دولار, و من الالات التكنولوجية عالية الدقة بقيمة 150مليار دولار, و تتحكم بحوالي 73% من الصادرات المعلوماتية, و حوالي 75% من مبيعات صناعات الطيران العسكري و المدني, و 75% من الانتاج السينمائي العالمي, و 80% من الانترنت, و 30% من مجمل الانفاق العسكري العالمي اي ما يعادل 10 اضعاف ميزانية روسيا العسكرية, و 15 الف رأس نووي, و 700 غواصة, و امكانيات عسكرية و تقنية تفوق مجموع ما لدى اهم 15 دولة في العالم بعد الولايات المتحدة.
فمثلت بذلك نموذجا ناجحا على نحو غير اعتيادي في تاريخ البشرية مما دفع الى بروز اطروحات مثلها "فوكوياما" في "كتابه نهاية التاريخ" ترى أن الحضارة الغربية بنموذجها الامريكي قد انتصرت بنحو مطلق و أن عليها أن تسود و تهيمن على باقي الثقافات و التقى هذا الخطاب الاقصائي مع اطروحات كبار المنظرين الامريكيين مثل "هنتنغتون" الذي حاول في كتابه "صدام الحضارات" ان يختزل العالم في 8 حضارات ليؤكد في النهاية على حتمية الصراع بين الحضارتين الاسلامية والغربية فيما يسمونه بالخطر الاخضر, و لأن الولايات المتحدة كانت تبحث عن مبررات للإبقاء على الوضع الذي سبق انتهاء الحرب الباردة, و عن عقيدة جديدة تعتنقها لتغطي سياستها القائمة, فقد وجدت في هذه الاطروحات ما تبحث عنه... عدو يوحد بين الامريكيين ليبقي حالة التأهب في مجتمعهم و يحشد التأييد لتمويل البرامج العسكرية و الدفاعية ضد خطر اوهمو الشعب الامريكي انه قادم.....
لكن صاحب ذلك تحديات القت بأعبائها على الامبراطورية الجديدة....
فبعد 11/09 بدأت الولايات المتحدة تواجه مرحلة من الاعياء و العزلة و هي بدت وحيدة تواجه قدرها و مستقبلها... لقد ذهبت الى العراق وحدها و نجحت وحدها و احتفلت وحدها... لتستيقظ بعد سنتين على واقع من الفشل و التخبط جاء نتيجة للإستراتيجية الجديدة التي وضعت امريكا فيها نفسها و صار السؤال الاقتصادي و الداخلي يطرح نفسه بالحاح فقد تحول الميزان التجاري من فائض تجاري فاق 200 مليار دولار عام 2000 الى عجز هائل فاق 500 مليار دولار, و بلغت الديون الخارجية حوالي 3500 مليار دولار و تزايدت مديونية الافراد وتباطأ نمو الدخل الفردي و ارتفعت البطالة و انخفضت سرعة الانتاجية عنها في اليابان و اروربا و تردت الخدمات الصحية و تراجع التعليم و البحث العلمي.
و تشير الدراسات الى تراجع الطلاب الامريكيين امام الطلاب الاجانب و بخاصة في مجال الرياضيات و الكيمياء و علوم الحاسب الآلي و تراجع ما قدمته الولايات المتحدة الامريكية من معارف و تكنولوجيا جديدة في العالم من 75% عام 1945 الى 36% عام 1996.
هذا الواقع الجديد الذي تشهده امريكا بكل ما يحمل من ظلال قاتمة على مستقبلها دفع بظهور دراسات و تحليلات من كتاب امريكيين و غربيين يستشرفون افول هذه الامبراطورية مثل "نهاية العقل الامريكي" ل "الآن بلووم" و "المسيرة المترنحة نحو عمورة" ل "روبرت بورك" و عمروة هي مدينة بابلية قديمة دمرت مع سدوم قوم لوط...
و هكذا فإن النموذج الامريكي برؤيته الاقصائية الجاهلة و الذي جسد حضارة الاستعلاء و الصدام اختار سياسة الهروب الى الامام.... و امريكا اصبحت اليوم اشبه بثور هائج في احدى حلبات اسبانيا... خاضع لغريزة النطح التي تتملك الامم عند بلوغها الذروة و التي يثيرها فقهاء الثور من امثال "هنتغتون" و "فوكوياما" و هم على ما يبدو لن يتراجعو عن هذا التشجيع حتى تتكسر قرناه أو تتهاوى هذه الامة كما تهاوت الامم التي تجبرت و طغت من قبل.... و ما ذلكم على الله بعزيز...
و كان احتلالها للفلبين عام 1899 اول عمل عسكري توسعي و ايذانا ببداية قرن امريكي ظلت فيه الدولة الأقوي اقتصاديا و عسكريا.
و قد بدأت الولايات المتحدة من حيث انتهت اوروبا, فأخذت عنها نقاط قوتها, وتحاشت نقاط ضعفها مختزلة كثرا من المراحل في سبيل نهظتها و تطورها و انعكس ذلك على الحياة الاقتصادية و المعيشية فيها لتتحول بالنهاية الى قوة مهيمنة استطاعت ان تنتصر على المانيا النازية و على الشيوعية و الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة, و اضحت في نهاية التسعينات في ذروة قوتها و غناها فكانت تمتلك 25% من الناتج القومي في العالم و تصدر الى العالم منتوجات زراعية بقيمة 50 مليار دولار, و من الالات التكنولوجية عالية الدقة بقيمة 150مليار دولار, و تتحكم بحوالي 73% من الصادرات المعلوماتية, و حوالي 75% من مبيعات صناعات الطيران العسكري و المدني, و 75% من الانتاج السينمائي العالمي, و 80% من الانترنت, و 30% من مجمل الانفاق العسكري العالمي اي ما يعادل 10 اضعاف ميزانية روسيا العسكرية, و 15 الف رأس نووي, و 700 غواصة, و امكانيات عسكرية و تقنية تفوق مجموع ما لدى اهم 15 دولة في العالم بعد الولايات المتحدة.
فمثلت بذلك نموذجا ناجحا على نحو غير اعتيادي في تاريخ البشرية مما دفع الى بروز اطروحات مثلها "فوكوياما" في "كتابه نهاية التاريخ" ترى أن الحضارة الغربية بنموذجها الامريكي قد انتصرت بنحو مطلق و أن عليها أن تسود و تهيمن على باقي الثقافات و التقى هذا الخطاب الاقصائي مع اطروحات كبار المنظرين الامريكيين مثل "هنتنغتون" الذي حاول في كتابه "صدام الحضارات" ان يختزل العالم في 8 حضارات ليؤكد في النهاية على حتمية الصراع بين الحضارتين الاسلامية والغربية فيما يسمونه بالخطر الاخضر, و لأن الولايات المتحدة كانت تبحث عن مبررات للإبقاء على الوضع الذي سبق انتهاء الحرب الباردة, و عن عقيدة جديدة تعتنقها لتغطي سياستها القائمة, فقد وجدت في هذه الاطروحات ما تبحث عنه... عدو يوحد بين الامريكيين ليبقي حالة التأهب في مجتمعهم و يحشد التأييد لتمويل البرامج العسكرية و الدفاعية ضد خطر اوهمو الشعب الامريكي انه قادم.....
لكن صاحب ذلك تحديات القت بأعبائها على الامبراطورية الجديدة....
فبعد 11/09 بدأت الولايات المتحدة تواجه مرحلة من الاعياء و العزلة و هي بدت وحيدة تواجه قدرها و مستقبلها... لقد ذهبت الى العراق وحدها و نجحت وحدها و احتفلت وحدها... لتستيقظ بعد سنتين على واقع من الفشل و التخبط جاء نتيجة للإستراتيجية الجديدة التي وضعت امريكا فيها نفسها و صار السؤال الاقتصادي و الداخلي يطرح نفسه بالحاح فقد تحول الميزان التجاري من فائض تجاري فاق 200 مليار دولار عام 2000 الى عجز هائل فاق 500 مليار دولار, و بلغت الديون الخارجية حوالي 3500 مليار دولار و تزايدت مديونية الافراد وتباطأ نمو الدخل الفردي و ارتفعت البطالة و انخفضت سرعة الانتاجية عنها في اليابان و اروربا و تردت الخدمات الصحية و تراجع التعليم و البحث العلمي.
و تشير الدراسات الى تراجع الطلاب الامريكيين امام الطلاب الاجانب و بخاصة في مجال الرياضيات و الكيمياء و علوم الحاسب الآلي و تراجع ما قدمته الولايات المتحدة الامريكية من معارف و تكنولوجيا جديدة في العالم من 75% عام 1945 الى 36% عام 1996.
هذا الواقع الجديد الذي تشهده امريكا بكل ما يحمل من ظلال قاتمة على مستقبلها دفع بظهور دراسات و تحليلات من كتاب امريكيين و غربيين يستشرفون افول هذه الامبراطورية مثل "نهاية العقل الامريكي" ل "الآن بلووم" و "المسيرة المترنحة نحو عمورة" ل "روبرت بورك" و عمروة هي مدينة بابلية قديمة دمرت مع سدوم قوم لوط...
و هكذا فإن النموذج الامريكي برؤيته الاقصائية الجاهلة و الذي جسد حضارة الاستعلاء و الصدام اختار سياسة الهروب الى الامام.... و امريكا اصبحت اليوم اشبه بثور هائج في احدى حلبات اسبانيا... خاضع لغريزة النطح التي تتملك الامم عند بلوغها الذروة و التي يثيرها فقهاء الثور من امثال "هنتغتون" و "فوكوياما" و هم على ما يبدو لن يتراجعو عن هذا التشجيع حتى تتكسر قرناه أو تتهاوى هذه الامة كما تهاوت الامم التي تجبرت و طغت من قبل.... و ما ذلكم على الله بعزيز...