أبو محمد
04-11-2005, 06:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وعلى آله وصحبه أجمعين
في البداية أيها الأحبة أسأل الله أن يتقبل الصيام والقيام وأن لا يجعل نصيبنا من صيامنا الجوع والعطش, ولا نصيبنا من قيامنا السهر والتعب
وأسأله تعالى أن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة, وأزمنة مديدة
وأن يجعل عيدنا عيد فرح وسرور نفرح فيه بنصر الأمة الإسلامية ويشفي صدورنا من أعداء الدين
أما بعد أيها الأحبة:
(هذا هو رمضان ولى وانصرم..
كأنما هو طيف عابر مر ولم نشعر فيه بمضي الزمان ولا بكرِّ الليالى والأيام. هكذا العمر يمر بنا ونحن لا نشعر, يكون بعضنا غارقاً في شهواته حتى يغزو الشيب مفرقيه نظير أجل محتوم قد يحل بساحته, قد يحل الأجل والغافل لم يستقر بعد للرحيل, فإذا حانت ساعة الميعاد, فلات حين مناص, يحمل الغافل على الأعواد ويدس بين الإلحاد والذنب كثير والعمل قليل وحينئذ لا ينفعه أي عض على أصبع الندم ولا أن يهتف وينادي يا ليتنى أرد فأعمل غير الذى كنت أعمل, فالعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة, فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت فهيهات أن تعود.
فاغتنموا يا أحبتي هذه الفرصة قبل أن تحل بكم مصيبة الموت, فإن أبواب الخير مفتوحة أمامكم في رمضان وغير رمضان, أبواب الخير والطاعات والعباده مفتوحة أمامكم في رمضان وفي غير رمضان.
فالصيام مثلاً ليس قاصرا على شهر رمضان, فقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام ست أيام من شوال فقال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله)
وسن لنا أيضا صيام ثلاثة أيام من كل شهر: (ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله)
والأفضل أن يصوم الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر لحديث أبى ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا أبا ذر إذا صمت ثلاثة من كل شهر فصم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس وأحب أن يعرض عملى وأنا صائم)
وعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: (ما أكمل رسول الله شهراً قط إلا شهر رمضان وما رأيته أكثرصياماً منه في شعبان)
فالحمد الله رب العالمين ذلك الصيام, وهو من أعظم العبادات, أبوابه مفتحه مشروعة في كل الشهور طوال السنة, فاغتنموا يا أحبتي الفرصة, فإن من صفات المؤمنين والمؤمنات أنهم صوامون قوامون, قال سبحانه وتعالى: (قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون)
فصلتهم بربهم عز وجل الذى يحبهم ويحبونه, صلتهم لا تنقطع أبدا, فهم دائما وفي كل حين يذكرونه سبحانه وتعالى ويناجونه أما ذلك الذي لايعرف ربه إلا في رمضان, فإذا ما خرج من رمضان, أعرض عن ربه ونسي ذكره, ذلك في حبه لربه شك وارتياب, هذا ليس من شأن المحب أنه لا يذكر حبيبه إلا شهرا واحدا في السنة)*
ألا يا أحبة, فلنجتهد فيما بقي من عمرنا, فلربما ليس الذي بقي أكثر مما مضى, فلا تدري نفس متى يحين الموت, ولا تدري نفس أتبقى لشهر رمضان قادم, أم لا !!
فلنعبد الله كما أمرنا, فقد صمنا في رمضان, وصلينا في رمضان, وتصدقنا في رمضان, وعبدنا الله في النهار وفي الليل, ولم نترك التراويح والقيام, وعملنا ما أمرنا الله به.
لكن رمضان انتهى, وذهب بما فيه من أعمال, فماذا نحن صانعون في غيره ؟
رب رمضان, هو رب باقي الشهور, فلا نغتر بما فعلنا في رمضان, ونعتمد عليه, ولنحاول أن نواصل أعمالنا الصالحة فيما بعده, فالمؤمن الموفق هو الذي يدوم عمله, ولو قل, وعمل قليل أفضل من كثير متقطع.
وإنه والله لمن المؤسف, أن نرى تهافت المصلين في رمضان على المساجد وعلى حلق الذكر, ونراهم قد انقطعوا عنها بعد رمضان, فبئس القوم الذين لا يعرفون ربهم إلا في رمضان
الله الله يا أحبتي, أن نعبد الله كما أمرنا, وأن نواصل أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها في رمضان, ولا نغتر بهذه الدنيا الفانية
والله أعلى وأعلم ، وأجل وأحكم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، والقلب الأطهر ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
*من خطبة للشيخ عبد العزيز قاري بتصرف
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد المرسلين, وعلى آله وصحبه أجمعين
في البداية أيها الأحبة أسأل الله أن يتقبل الصيام والقيام وأن لا يجعل نصيبنا من صيامنا الجوع والعطش, ولا نصيبنا من قيامنا السهر والتعب
وأسأله تعالى أن يعيد علينا رمضان أعواماً عديدة, وأزمنة مديدة
وأن يجعل عيدنا عيد فرح وسرور نفرح فيه بنصر الأمة الإسلامية ويشفي صدورنا من أعداء الدين
أما بعد أيها الأحبة:
(هذا هو رمضان ولى وانصرم..
كأنما هو طيف عابر مر ولم نشعر فيه بمضي الزمان ولا بكرِّ الليالى والأيام. هكذا العمر يمر بنا ونحن لا نشعر, يكون بعضنا غارقاً في شهواته حتى يغزو الشيب مفرقيه نظير أجل محتوم قد يحل بساحته, قد يحل الأجل والغافل لم يستقر بعد للرحيل, فإذا حانت ساعة الميعاد, فلات حين مناص, يحمل الغافل على الأعواد ويدس بين الإلحاد والذنب كثير والعمل قليل وحينئذ لا ينفعه أي عض على أصبع الندم ولا أن يهتف وينادي يا ليتنى أرد فأعمل غير الذى كنت أعمل, فالعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة, فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت فهيهات أن تعود.
فاغتنموا يا أحبتي هذه الفرصة قبل أن تحل بكم مصيبة الموت, فإن أبواب الخير مفتوحة أمامكم في رمضان وغير رمضان, أبواب الخير والطاعات والعباده مفتوحة أمامكم في رمضان وفي غير رمضان.
فالصيام مثلاً ليس قاصرا على شهر رمضان, فقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام ست أيام من شوال فقال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله)
وسن لنا أيضا صيام ثلاثة أيام من كل شهر: (ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله)
والأفضل أن يصوم الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر لحديث أبى ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا أبا ذر إذا صمت ثلاثة من كل شهر فصم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس وأحب أن يعرض عملى وأنا صائم)
وعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: (ما أكمل رسول الله شهراً قط إلا شهر رمضان وما رأيته أكثرصياماً منه في شعبان)
فالحمد الله رب العالمين ذلك الصيام, وهو من أعظم العبادات, أبوابه مفتحه مشروعة في كل الشهور طوال السنة, فاغتنموا يا أحبتي الفرصة, فإن من صفات المؤمنين والمؤمنات أنهم صوامون قوامون, قال سبحانه وتعالى: (قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون)
فصلتهم بربهم عز وجل الذى يحبهم ويحبونه, صلتهم لا تنقطع أبدا, فهم دائما وفي كل حين يذكرونه سبحانه وتعالى ويناجونه أما ذلك الذي لايعرف ربه إلا في رمضان, فإذا ما خرج من رمضان, أعرض عن ربه ونسي ذكره, ذلك في حبه لربه شك وارتياب, هذا ليس من شأن المحب أنه لا يذكر حبيبه إلا شهرا واحدا في السنة)*
ألا يا أحبة, فلنجتهد فيما بقي من عمرنا, فلربما ليس الذي بقي أكثر مما مضى, فلا تدري نفس متى يحين الموت, ولا تدري نفس أتبقى لشهر رمضان قادم, أم لا !!
فلنعبد الله كما أمرنا, فقد صمنا في رمضان, وصلينا في رمضان, وتصدقنا في رمضان, وعبدنا الله في النهار وفي الليل, ولم نترك التراويح والقيام, وعملنا ما أمرنا الله به.
لكن رمضان انتهى, وذهب بما فيه من أعمال, فماذا نحن صانعون في غيره ؟
رب رمضان, هو رب باقي الشهور, فلا نغتر بما فعلنا في رمضان, ونعتمد عليه, ولنحاول أن نواصل أعمالنا الصالحة فيما بعده, فالمؤمن الموفق هو الذي يدوم عمله, ولو قل, وعمل قليل أفضل من كثير متقطع.
وإنه والله لمن المؤسف, أن نرى تهافت المصلين في رمضان على المساجد وعلى حلق الذكر, ونراهم قد انقطعوا عنها بعد رمضان, فبئس القوم الذين لا يعرفون ربهم إلا في رمضان
الله الله يا أحبتي, أن نعبد الله كما أمرنا, وأن نواصل أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها في رمضان, ولا نغتر بهذه الدنيا الفانية
والله أعلى وأعلم ، وأجل وأحكم ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، والقلب الأطهر ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
*من خطبة للشيخ عبد العزيز قاري بتصرف