رياح الفكر

[عبدالله الكناني]

عصفت رياح الفكر بالأقلام
وتجمعت كل الحروف أمامي
وغدت تحاصرني النقاط ولم
أجد لي مخرجا ونظرت للأرقام
فوجدتها أيضا تطوقني وفي
طيّاتها كم ّ من الأعلام
ماكنت أنعم بالسبات ولم يكن
حلما وأحسبه من الأحلام
وأجتاح بحر الشعر موج هادر
والأفق أصبح مفعم بغمام
والقافيات تجمدت في مهدها وأصابها بعد الجمود تسامي
في واحة الكلمات تحت ظلالها
وجدي وأشواقي على الأكام
وجواد شعري ظل ّيركض دونما
أزجره أو امسك له بلجام
فدخلت في أحضان قفر موحش
ما كان ذلك بغيتي ومرامي
وتسربل الليل البهيم ظلامه
والرعب من خلفي ومن قدامي
وتحف بي الأخطار تعزف بوقها
ويسود إقدامي على إحجامي
لأرى عيونا في الظلام تلامعت
ورأيت أنيابا وكفا دامي
ولمحت صلبانا على أطرافها
نصبت حبال الظلم للإعدام
وسمعت أجراسا تدق وحولها
قرع الكؤوس مليئة بمدام
وتفوح رائحة الخيانة كلما
يتحدث القسيس للحاخام
وهناك اصحاب الضلا ل تجمعوا
وهناك من جبلو على الإجرام
وهناك مادبة اللئام مليئة
والكل جاء لمشرب وطعام
أمّا السلام فليس بعدو كونه
فلما وكم يلهون بألأفلام
المخرجون هموا وأبطال المشاهد
لكن ضحاياهم مع الأيام
يتجددون ولا يجدد دورهم
للقتل قد جلبوا وللإرغام
فيهم أساليب الإبادة حرّة
ماقيدت برقابة الإعلام
وصراخ من أمسو ثكالى محزن
ويثور في الوجدان كالألغام
ويفجر الحسرات بين ضلوعنا
وبها الاسى يحظى بطول مقام
هذي مأسي أمتي عصفت
بهالم تلق إنصافا من الظلاّم
فمتى خيول النصر تغدو للوغى
وتروح بالتمكين للإسلام
وتعيد أمجادا لأمتنا غدت
لمّا تركناها من الأوهام:sleep:[COLOR=orange]