عابده لله
15-09-2005, 12:25 AM
http://hezn.jeeran.com/flowerbar2[1].gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوبة هى الرجوع من طريق البعد عن الله إلى طريق القرب منه جل فى علاه ...
وهى بداية طريق السالكين ولها ركن ومبدأ وكمال ..
فـ مبدؤها يكون بالإيمان الذى هو نور يقذفه الله فى القلب يعرف به العبد ان الذنوب
مهلكة فـ تشتعل فيه نار الخوف والندم وينبعث من هذه النار صدق الرغبة
فى الرجوع عن الذنب وتلافيه ...
والاجتهاد فى عمل الخير والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى
وبهذا يكتمل الركن ويتم الكمال ..
وهى واجبة على كل أحد إذ لا يخلوا إنسان من الذنب حتى أن الرسول
صلوات الله عليه وهو المعصوم قال :
( إنى ليران على قلبى حتى أستغفر الله فى اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة )
وهى واجبة أيضا فى كل حال فإن لم تذنب الجوارح بالمعاصى فقد يذنب القلب
بالغفلة عن الله فى لحظة من اللحظات..
وأن الله تبارك وتعالى لـ يفرح بتوبة عبده المؤمن أكثر من فرح أحدنا
بعودة عزيز غائب عليه ...
فـ عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله يقول :
( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة معه
راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع راسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت
راحلته فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال : أرجع الى مكاني الذى كنت
فيه فانام حتى أموت فوضع راسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده
راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن
من هذا براحلته عنده عليها زاده ) متفقٌ عليه
والتوبة إذا اجتمعت شروطها فهى مقبولة لا محالة وأهم هذه الشروط
حل عقدة الاصرار الذي لا حامل عليه سوى الشهوة والغفلة الناشئتين
من مرض القلب ..
وأمراض القلوب يا اخوتي أشد فتكا بالإنسان من أمراض الأبدان لأن صاحبها
لا يدري شيئا عنها بعكس الثانية ..
ثم أن عواقبها لا تكون فى الدنيا وإنما تكون فى الآخرة فهى ليست نقدا وإنما سيئة ...
وأيضا فإن أطباؤها نادرين بعكس كثرة أطباء الأبدان ..
ويقول د / سمير محمد البهواشى الباحث الإسلامى :
لذلك فإن العلاج عزيز إلا على من وفقه الله ( تعالى )
ولما كان علاج الأمراض بعلاج أسبابها فإنا نظرنا إلى أمراض الإصرار
لوجدنا أن أسبابه تنحصر فى خمسة أسباب وضعناها هنا
وذيلناها بالعلاج الممكن :
1/ العقاب الموجود ليس بنقد والطبع يستهين بما لا يوجد فى الحال
( والعلاج ) : أن يتذكر المرء فى أن كل ماهو آت قريب وأن السعيد
هو ما ليس بآت وأن الموت هو أقرب لكل أحد من شراك نعله ..
فما يدريه لعله فى آخر أيامه أو آخر أنفاسه وهو لا يدرى ثم يتذكر أنه
يتجشم عناء السفر إلى البلاد البعيدة خشية الفقر فى المستقبل ومن
أجل أن يكون ثروة ثم يتهاون فى بناء مستقبل أبده ؟؟
2 / إن اللذات والشهوات قد تأخذ بـ خناق الواحد منا حتى أنه لا يستطيع منها فكاكا !
( والعلاج ) أن ينظر كل منا فى نفسه كيف يستمع إلى نصيحة طيبة إذا أمره
أن يتجنب الملح والدخان والدهون لكى يحافظ على قلبه إن أصيب
بضغط الدم أو بذبحة فى قلبه ..
ثم كيف يتغافل عن أوامر ربه ورسوله التى تحضه على الخير وتنهاه عن الشر ..!
3 / التسويف وهى قول الإنسان لنفسه سوف أتوب غدا وهو بناء على ما ليس فى يديه ..
( والعلاج ) تذكر الموت فى كل لحظة والنظر إلى أى الأعمال يحب المرء أن
يقابل ربه عليها إذ من منا ضمن لنفسه البقاء إلى الغد بل إلى
الساعة التالية ومن ظن هذا فهو فى غاية الجهل..
4/ الطمع فى كرم الكريم وعفو العفو ( سبحانه وتعالى ) ..
( والعلاج ) هذا وإن كان طمعا فى محله إلا أن الذى أوله شرط فإن النور آخره وقد قال
صلى الله عليه وسلم :
( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى )
5 / أن يكون والعياذ بالله شاكا فى أمر الآخرة وعلاجه تصحيح العقيدة ..
ويجب على الإنسان أن يتوب من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها..
فلا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع ندم واستغفار ..
فالصغبرة تعظم إذا ستصغرها العبد ولم يغتم بها بل فرح بها وتباهى
واستهان بستر الله له عند اقترافها فجاهر بها وتعظم أكثر وأكثر إن
صدرت من عالم يقتدى به ..
فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ..
وأخيراً نسأل الله أن نكون ممن يحبهم الله وممن يستمعون القول
فيتبعون أحسنه..
آميـــــن ...
.
.
عابده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوبة هى الرجوع من طريق البعد عن الله إلى طريق القرب منه جل فى علاه ...
وهى بداية طريق السالكين ولها ركن ومبدأ وكمال ..
فـ مبدؤها يكون بالإيمان الذى هو نور يقذفه الله فى القلب يعرف به العبد ان الذنوب
مهلكة فـ تشتعل فيه نار الخوف والندم وينبعث من هذه النار صدق الرغبة
فى الرجوع عن الذنب وتلافيه ...
والاجتهاد فى عمل الخير والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى
وبهذا يكتمل الركن ويتم الكمال ..
وهى واجبة على كل أحد إذ لا يخلوا إنسان من الذنب حتى أن الرسول
صلوات الله عليه وهو المعصوم قال :
( إنى ليران على قلبى حتى أستغفر الله فى اليوم والليلة أكثر من سبعين مرة )
وهى واجبة أيضا فى كل حال فإن لم تذنب الجوارح بالمعاصى فقد يذنب القلب
بالغفلة عن الله فى لحظة من اللحظات..
وأن الله تبارك وتعالى لـ يفرح بتوبة عبده المؤمن أكثر من فرح أحدنا
بعودة عزيز غائب عليه ...
فـ عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله يقول :
( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في أرض دوية مهلكة معه
راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع راسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت
راحلته فطلبها حتى أدركه العطش ثم قال : أرجع الى مكاني الذى كنت
فيه فانام حتى أموت فوضع راسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده
راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن
من هذا براحلته عنده عليها زاده ) متفقٌ عليه
والتوبة إذا اجتمعت شروطها فهى مقبولة لا محالة وأهم هذه الشروط
حل عقدة الاصرار الذي لا حامل عليه سوى الشهوة والغفلة الناشئتين
من مرض القلب ..
وأمراض القلوب يا اخوتي أشد فتكا بالإنسان من أمراض الأبدان لأن صاحبها
لا يدري شيئا عنها بعكس الثانية ..
ثم أن عواقبها لا تكون فى الدنيا وإنما تكون فى الآخرة فهى ليست نقدا وإنما سيئة ...
وأيضا فإن أطباؤها نادرين بعكس كثرة أطباء الأبدان ..
ويقول د / سمير محمد البهواشى الباحث الإسلامى :
لذلك فإن العلاج عزيز إلا على من وفقه الله ( تعالى )
ولما كان علاج الأمراض بعلاج أسبابها فإنا نظرنا إلى أمراض الإصرار
لوجدنا أن أسبابه تنحصر فى خمسة أسباب وضعناها هنا
وذيلناها بالعلاج الممكن :
1/ العقاب الموجود ليس بنقد والطبع يستهين بما لا يوجد فى الحال
( والعلاج ) : أن يتذكر المرء فى أن كل ماهو آت قريب وأن السعيد
هو ما ليس بآت وأن الموت هو أقرب لكل أحد من شراك نعله ..
فما يدريه لعله فى آخر أيامه أو آخر أنفاسه وهو لا يدرى ثم يتذكر أنه
يتجشم عناء السفر إلى البلاد البعيدة خشية الفقر فى المستقبل ومن
أجل أن يكون ثروة ثم يتهاون فى بناء مستقبل أبده ؟؟
2 / إن اللذات والشهوات قد تأخذ بـ خناق الواحد منا حتى أنه لا يستطيع منها فكاكا !
( والعلاج ) أن ينظر كل منا فى نفسه كيف يستمع إلى نصيحة طيبة إذا أمره
أن يتجنب الملح والدخان والدهون لكى يحافظ على قلبه إن أصيب
بضغط الدم أو بذبحة فى قلبه ..
ثم كيف يتغافل عن أوامر ربه ورسوله التى تحضه على الخير وتنهاه عن الشر ..!
3 / التسويف وهى قول الإنسان لنفسه سوف أتوب غدا وهو بناء على ما ليس فى يديه ..
( والعلاج ) تذكر الموت فى كل لحظة والنظر إلى أى الأعمال يحب المرء أن
يقابل ربه عليها إذ من منا ضمن لنفسه البقاء إلى الغد بل إلى
الساعة التالية ومن ظن هذا فهو فى غاية الجهل..
4/ الطمع فى كرم الكريم وعفو العفو ( سبحانه وتعالى ) ..
( والعلاج ) هذا وإن كان طمعا فى محله إلا أن الذى أوله شرط فإن النور آخره وقد قال
صلى الله عليه وسلم :
( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى )
5 / أن يكون والعياذ بالله شاكا فى أمر الآخرة وعلاجه تصحيح العقيدة ..
ويجب على الإنسان أن يتوب من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها..
فلا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع ندم واستغفار ..
فالصغبرة تعظم إذا ستصغرها العبد ولم يغتم بها بل فرح بها وتباهى
واستهان بستر الله له عند اقترافها فجاهر بها وتعظم أكثر وأكثر إن
صدرت من عالم يقتدى به ..
فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ..
وأخيراً نسأل الله أن نكون ممن يحبهم الله وممن يستمعون القول
فيتبعون أحسنه..
آميـــــن ...
.
.
عابده