المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة جمعة (( وجوب شكر النعم )) بمناسبة زيادة الرواتب



ابوالخير
28-08-2005, 02:31 PM
خطبة جمعة (( وجوب شكر النعم )) بمناسبة زيادة الرواتب ..




الخطبة الاولى :


الحمد لله العليم الشكور، العزيز الغفور، أحمد ربي وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأثني عليه الخير كله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله المصطفى، بلغ رسالة ربه، وأدى الأمانة، ونصح الأمة حتى أتاه اليقين، جزى الله عنّا نبينا محمدًا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته، اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، فتقوى الله خيرُ ما عمِلتم، وأفضل ما اكتسبتم.
أيها المسلمون، إنَّ شكرَ الله على نعمه التي لا تعدّ ولا تُحصى من أوجبُ الواجبات وآكد المفروضات، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ بِوٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِيرُ [لقمان:14]، وقال تعالى: فَٱذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ [البقرة:152]، وقال عز وجل: وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [النحل:114].
والشكرُ لله تعالى يقابل الكفرَ بالله تعالى، قال عز وجل: إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَـٰهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَـٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان:2، 3].
وأعظمُ الشكر الإيمانُ بالله تعالى، وأداء فرائضه وواجباته، والبعدُ عن محرماته، ثمَّ شكر بقية النعم إجمالاً وتفصيلاً. كما أن أعظمَ كفران النعم الكفرُ بالرسالة بالإعراض عن الإيمان بالله تعالى، وترك فرائض الله وواجباته، وفعل المعاصي، ثم كفرانُ بقية النعم.
والشكرُ لله تعالى ثوابُه عظيم، وأجره كريم، ينجي الله به من العقوبات، ويدفع الله به المكروهات، قال تعالى: مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَـٰكِراً عَلِيماً [النساء:147]، وقال عز وجل: كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَـٰصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَـٰهُم بِسَحَرٍ نّعْمَةً مّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِى مَن شَكَرَ [القمر:33-35].
والشكرُ تزيد به النعم، وتدوم به البركات، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7].
وإذا عاين الشاكرون بهجة الجنة ونعيمَها ولذةَ عيشها قالوا: ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ [الزمر:74].
والشكرُ صفة الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين، قال الله تعالى عن نوح عليه السلام: إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا [الإسراء:3]، وقال عن إبراهيم الخليل عليه السلام: إِنَّ إِبْرٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَـٰنِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لأنْعُمِهِ ٱجْتَبَـٰهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ [النحل:120، 121]، وقال تعالى: وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ [سبأ:13].
وحقيقةُ الشكر ومعناه الثناءُ على المنعِم جل وعلا بنعمه، وذكرها والتحدّث بها باللسان، قال الله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّكَ فَحَدّثْ [الضحى:11].
والشكرُ أيضاً محبةُ المنعِم جل وعلا بالقلب والعمل بما يرضيه، قال عز وجل: ٱعْمَلُواْ ءالَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ ٱلشَّكُورُ [سبأ:13]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه، فقلت: يا رسول الله، تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً؟!)) رواه البخاري. فدلَّ على أنَّ العملَ بالطاعة شكرٌ لله تعالى.
والشكرُ أيضاً استعمالُ النعمة فيما يحبّ الله عز وجل، فأعضاءُ البدن إذا استعملها المسلم في طاعة الله واستخدمها العبدُ فيما أحلّ الله له فقد شكر الله على أعضاء بدنه، وإذا استخدم العبدُ أعضاءَ بدنه في معاصي الله فقد فاته شكرُ الله عز وجل، وحارب ربَّه بنعم الله تعالى. والمالُ إذا أنفقه المسلمُ في الواجب والمستحبّ أو المباح يبتغي بذلك ثوابَ الله فقد شكر الله على نعمة المال، وإذا أنفقه العبدُ في معاصي الله تعالى أو المكروهات أو في فضول المباحات المضرّة فقد فاته شكرُ الله عز وجل، واستعان بالمال على ما يُغضب ربَّه، ويكون وبالاً عليه في الدنيا والآخرة. وإذا تمتَّع العبدُ بالطيبات والمباحات وشكرَ الله عليها وعلِم من قلبه أنها نعم الله تفضَّل بها على عباده فقد أدّى ما عليه في هذه النعم، وإذا نسي المنعِم جل وعلا فقد عرّض النعم للتغير، قال الله تعالى: وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ [النحل:112].
ومهما اجتهد المسلم وشكر فلن يستطيع أن يقوم بشكر نعم الله على التمام لقول الله تعالى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [النحل:18]، ولقول النبي : ((لن يدخل الجنةَ أحدٌ منكم بعمله))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا إلا أن يتغمدنيَ الله برحمته)). ولكن حسبُ المسلم أن يعلم عجزَه عن شكر نعم ربّه، وأنه لو شكر على التمام فالشكر يحتاج إلى شكر، وحسبُه أن يمتثل أمرَ ربه، ويبتعد عن معصيته، وأن يسدّد ويقارب، ويكثر الاستغفار.

اذا كان شكري نعمة الله نعمة ...... .. علي له بمثلها يجب الشكر .
فمتى يكون بلوغ الشكر الا بفضله وان طالت الايام واتصل العمر

بارك الله لي ولكم في القران والسنة ونفعني واياكم بما فيهما من العلم والحكمة
أقول ماتسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم .

(استفدت اكثر الخطبة الاولى من خطبة الشيخ علي الحذيفي).


الخطبة الثانية :

ايها المسلمون مازلنا نعيش فرحة المكرمة الملكية والتي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبارك في عمله وعمره .
مما يؤكد حرص ولاة أمرنا في هذه البلاد على تلمس احتياجات المواطنين وتتبع اهتماماتهم وعلى تحسين مستوى معيشتهم والرقي بهم الى ماتتحقق بهم طموحاتهم وتتذلل به عقباتهم.

فكم من كربة بهذه المكرمة نُفست
وكم من ضائقة بهذه المكرمة فرجت .
وكم من ظلمة بهذه المكرمة بددت .
وكم من أسرة بهذه المكرمة قد أسعدت .
وكم من ديون بهذه المكرمة سددت .
وكم من ابتسامة بهذه المكرمة على الوجوه قد ارتسمت .
وكم من دمعة بهذه المكرمة من على الخدود قد كفكفت .

أيها المسلمون والله لا نقول هذا تزلفا أو مجاملة لأنه قد صح الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (من لايشكر الناس لايشكر الله )ت الجامع6601 .ابي هريرة.
وقال عليه الصلاة والسلام ( ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه . )حم ،د الجامع6021 .ابن عمر .

فنسأل الله ان يجزي ولاة امرنا عنا خير الجزاء فان من علامات الخيرية فيهم محبتهم للناس ومحبة الناس لهم كما قال عليه الصلاة والسلام من حديث عوف بن مالك الاشجعي انه قال (خيار أئمتكم من تحبونهم ويحبونكم وتصلون لهم ويصلون لكم ... الحديث)أي تدعون لهم ويدعون لكم ..

ايها المسلمون ان بعض الناس مازال فاغراً فاه ينتظر المزيد ناظراً بعين الجشع والطمع فيما عند غيره ولم يكتف بما أنعم الله به عليه ولا عجب فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال (( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب .) متفق عليه .

الا وان من المناسب ان اذكر نفسي واياكم بوصية رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما جاءته بعض الاموال من البحرين حيث قال لصحابته (أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم . ) ق عن عمرو بن عوف الانصاري .

الا فاحمدوا الله ايها المسلمون واشكروا له على مامن به عليكم من امن وامان ، ورغد في العيش والاوطان ،وصحة في الابدان .

اللهم ربنا اوزعنا ان نشكر نعمتك التي انعمت علينا وعلى والدينا وان نعمل صالحا ترضاه واصلح لنا في ذرياتنا انا تبنا اليك وانا من المسلمين .