طائر الدرر
20-08-2005, 04:24 AM
زواج المسيار
ظهر زواج المسيار لأول مرة في منطقة القصيم ثم انتشر في المنطقة الوسطى وتصدى له رجل يدعى (فهد الغنيم) كان يعمل كوسيط زواج للنسوة اللاتي فاتهن قطار الزواج أو المطلقات, وكانوا يسمونه في السابق (الزواج السري) او الخفي ويسمونه كذلك (زواج الملفا) و(زواج الخميس) حيث يذهب الزوج الى الثانية في ايام (الخميس) وباقي الايام عند الزوجة الاولى كما عرف قديماً في منطقة نجد بالضحوية بمعنى ان الرجل يتزوج امرأة ولا يأتي اليها الا ضحى.
المسيار احد مظاهر تعدد الزوجات ولكن بمواصفات عصرية وحضارية وهو زواج شرعي تتوفر فيه كل الشروط الشرعية ولكن الفرق بينه وبين الزواج العادي هو انه في زواج المسيار تتنازل المرأة عن بعض حقوقها الشرعية كالمبيت والنفقة وهذا مبعث الخلاف فيه وما يشترط في هذا الزواج من شروط لا يجب الوفاء بها, بل على التراضي بين الطرفين, فإن رضيت المرأة فلا بأس, وان رجعت عما الزمت به نفسها فلها ذلك. ولا تعد هذه الشروط من المواثيق والعهود التي يجب الوفاء بها وانها ملزمة للطرفين ويأثم من نقضها, فمتى احتاجت الزوجة مثلاً للقسم بينها وبين ضرائرها فهو من حقها وعلى الزوج ان يقسم لها ان استطاع او ان يطلقها.
قديم.. جديد
ولا تتضمن عقود المتزوجين بالمسيار في محاكمنا تنازل المرأة عن حقها في القسم والنفقة وغالباً لا تثبت بالعقد, وانما يكتب العقد ويوثق على انه زواج عادي من دون ذكر اي شروط فيه, وما كان بينهما من شروط تكون على التراضي فقط, وبهذا تحفظ حقوق الزوجة والاولاد من الضياع, والحقيقة ان المسيار حديث كمسمى لا كواقع لأنه وجدت حالات مشابهة لمثل هذا الزواج وتضمنت بعض كتب الفقه القديمة الحديث عن شرط اسقاط النفقة والقسم حيث عرض ابن قدامة في المغني لبعض الحالات التي قد تشابه هذا النوع من الزواج فعرض حالة لرجل تزوج امرأة وشرط عليها ان يبيت عندها في كل جمعة ليلة, وآخر تزوج امرأة وشرط عليها ان تنفق عليه كل شهر خمسة او عشرة دراهم, وآخر يتزوجها على ان يجعل لها في الشهر اياماً معلومة وعلى هذا يتضح ان هذا الزواج وان كان حديثاً في الاسم الا انه قديم بالفعل, فإن له صوراً قد تكون مشابهة في الزمن الماضي.
كل الأديان السماوية التي سبقت الاسلام اباحت تعدد الزوجات, وفعله بعض الانبياء, كإبراهيم ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم عليهم السلام.
قانون (مانو)
ومن القوانين القديمة التي تناولت ظاهرة تعدد الزوجات قانون (مانو) الهندي الذي اجاز الزواج من امرأة ثانية, ولكنه اشترط على الرجل ان يحصل على موافقة زوجته اذا كانت هذه الزوجة فاضلة حميدة السيرة منجبة للاولاد. اما اذا كانت سيئة الاخلاق, او كانت عقيماً او مريضة, فله ان يتزوج بغير موافقتها.
واذا كانت الزوجة الثانية من طبقة ادنى من طبقة الزوجة الاولى فلا تستويان في المعاملة, وعلى الزوج ان يميز بينهما في الملبس والمأكل والمسكن والاحترام.
ومن تلك القوانين القديمة كذلك قانون (حامورابي البابلي), الذي يجيز للرجل ان يتزوج من امرأة ثانية اذا كانت زوجته عاقراً او مريضة, وتحتفظ الزوجة الاولى بمكانتها كسيدة, وتعد الزوجة الثانية خادمة لها. وجدير بالاشارة ان التقاليد البابلية قد جرت على ان تزوج الزوجة العاقر زوجها من جاريتها طلباً للولد, فإن لم تلد الجارية حق لسيدتها ان تبيعها.
وقد اجازت الشريعة اليهودية تعدد الزوجات, وجمع ملوك بني اسرائيل ورؤساؤهم بين عدة زوجات.
مسوّغ قهري
وظل اليهود طيلة العصور الوسطى يجمعون بين عدة زوجات, حتى منع الاحبار تعدد الزوجات لضيق اسباب المعيشة التي كان يعانيها اليهود في تلك العصور. ومن ثم اخذت قوانين الاحوال الشخصية لليهود بعد ذلك بمنع تعدد الزوجات, والزمت الزوج ان يحلف يميناً حين اجراء العقد على ذلك. واذا شاء الرجل ان يتزوج من امرأة اخرى فعليه ان يطلق زوجته ويدفع اليها جميع حقوقها, الا اذا اجازته بالزواج, وكان في وسعه ان يعيل الزوجتين, وكان قادراً على العدل بينهما, او كان هناك مسوغ قهري لهذا الزوج كأن تكون الزوجة عقيماً.
أما المسيحية لم تمنع تعدد الزوجات بصورة صريحة, ولذا فقد دعت فرقة مسيحية تدعى (المورمون) الى التعدد, على ان تكون الزوجة الاولى هي المفضلة على الأخريات, ولها وحدها الحق بحمل لقب زوجها. غير ان الكنيسة المسيحية قررت بعد ذلك بجميع مذاهبها منع التعدد وابطال الزواج الثاني, ولم تعتد بعقم المرأة حيث لم تره مبرراً للطلاق او للزواج من امرأة ثانية.
وفي العصر الجاهلي تفشت ظاهرة تعدد الزوجات لدى العرب, وذلك لاشباع الغريزة والاكثار من الاولاد, لكونهم اهل غزو وحروب متصلة, ومن ثم عدت العرب كثرة الاولاد قوة داخل العشيرة وخارجها, اذ يهابها الاعداء ويتحاشون غزوها, ويخشون بأسها. وكان اكثر ما يفخر به الرجل ويملؤه زهواً واعتداداً ان يسير وخلفه ابناؤه واحفاده بأعداد كبيرة.
وكل الثقافات قبل الاسلام من جاهلية وغيرها كان التعدد فيها امراً شائعاً.
فلما جاء الاسلام قصر التعدد, بحيث لا يتجاوز الاربع دون النظر للمسميات سواء كان مسياراً او عادياً.
خوف الرجال
صورة المسيار المعتادة اصبحت تنقبض له قلوب كثير من النساء هي ان يتزوج رجل امرأة مطلقة او ارملة -في الغالب- على ان يأتيها مرة او اكثر في الشهر ويكون ذلك برغبة منها فتتنازل عن حقها في العدل بينها وبين زوجته الاولى.
والغريب ان وسائل الطلب والعرض تتم عبر الفاكس والانترنت وبأسماء وهمية والقاب وهناك من يترك رقم بريده الالكتروني او يصل به الحال لاستصدار شريحة جوال خاصة ليستخدمها كدليل للوصول دون علم زوجته الاولى واولاده بل واصدقائه ايضاً.. وهذا يدفعنا الى اسئلة عريضة ومتشعبة.. لم يخاف هؤلاء من علنية افعالهم طالما هي موافقة للشرع.. ولماذا يتسترون خلف جدار المسؤولية فيتركونها شبه معلقة.. وكيف تأتيهم جرأة المبيت وطرق الابواب في النصف الاخير من الليل ثم تتراجع شجاعتهم امام الآخرين ويظلون في توجس وخوف وكأنهم ارتكبوا جريمة.
معالجات العنوسة
والحقيقة ان من اهم الاسباب التي ادت الى ظهور زواج المسيار وانتشاره اسباب تتعلق بالنساء والرجال وطبيعة المجتمع وتغيراته ومنها:
عنوسة المرأة او طلاقها او ترملها ووجود عدد كبير من النساء في المجتمعات الاسلامية -وخاصة الخليجية- بلغن سن الزواج ولم يتزوجن بعد, او تزوجن وفارقن الازواج لموت او طلاق ونحو ذلك. واصبحت العنوسة ظاهرة اجتماعية مؤرقة افرزتها الحياة المعاصرة, وهي تكبر وتتسع وتفرض نفسها على المجتمع كأمر واقع وخطير.
وكشفت نتائج دراسة اجتماعية, قام باجرائها قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد العام, ان 88,1% يرون ان زواج المسيار يحد من ظاهرة العنوسة كما وجدت 84,9 ان زواج المسيار يحد من انتشار الفاحشة في المجتمع. ورأى 88,2% ان هناك سلبيات كبيرة جميعها في غير صالح المرأة فيما عبر 79,3% من عينة الدراسة عن عدم قناعتهم بفكرة زواج المسيار نظراً للتبعات المختلفة التي يتركها هذا الزواج في مقابل 20,7% كانت لديهم قناعات بفكرة هذا الزواج.
وعلى الرغم من ان هناك 36% من عينة البحث التي بلغ عددها 581 فرداً ممن تزوج احد اقربائهم او اصدقائهم عن طريق المسيار في مقابل 63,9% الذين اجابوا بالرفض لعدم وجود احد الاقارب أو الاصدقاء الذي قام بالزواج عن طريق المسيار, اجاب 41,25% من العينة بنعم وهذه التسمية تشير الى احساس المجتمع بمشكلة العنوسة, وانه يجب حلها, ولو من خلال تقديم تنازلات كما في المسيار.
ومن اسباب تفشي المسيار رفض كثير من النساء لفكرة التعدد مع تسليمهن بأن هذا هو شرع الله عز وجل الا ان الغيرة الطبيعية لدى المرأة تجعلها لا تقبل به كواقع عملي.
وهذا الرفض ادى الى زيادة نسبة العنوسة, حيث ان المرأة لا تقبل بزوج له زوجة اولى, حتى اذا تقدم بها العمر ولم تحصل على زوج اضطرت لتقديم تنازلات من اجل الزواج المسيار.
الزوجة آخر من تعلم
وأدى هذا الرفض ايضاً الى لجوء الرجال الى الزواج المسيار بدافع الحرص على عدم علم الزوجة الاولى, وكذلك الخوف على كيان اسرته من الاهتزاز, حيث عدم المبيت وعدم السكن وغلبة الكتمان, مما يجعل من الصعب على الزوجة الاولى ان تعرف به.
ومن الاسباب حاجة بعض النساء الى المكوث في بيت اهلها لرعاية ابويها فربما لا يوجد عائل لهم الا هي, او يكون عندها بعض الاعاقة التي تمنعها من تحمل مسؤولية البيت, ويرغب اولياؤها في اعفافها والحصول على الذرية ولا يكلفون الزوج شيئاً.
وبررت احداهن السبب الذي دعاها للزواج بهذه الطريقة اعالتها خمسة اطفال وهي موظفة وتريد ان ترعاهم رعاية حسنة بعد وفاة زوجها وتقدم لها الكثير لكنها رفضت لانشغالها مع اولادها, ولما تقدم لها شخص يريد ان يتزوجها مسياراً على ان يأتيها في نهاية كل اسبوع قبلت ذلك لأنها وعلى حد قولها ستجمع بين الزواج والوقت الكافي لتربية الاطفال.
اسباب رجالية
أما الأسباب المتعلقة بالرجال فتنحصر في رغبة البعض في التعدد من اجل (المتعة) بسبب كبر سن زوجته مثلاً او انشغالها مع اولادها ونحو ذلك, وهذا حق مشروع ولكن خوفهم من علمها, وحرصاً على شعورها وعلى كيان الاسرة, ادى الى ظهور هذا النوع من الزواج. حيث الحصول على المتعة واعفاف النفس من دون المبيت او التغيب طويلاً عن مسكنه الاول, وكذلك عدم رغبة بعض الرجال في تحمل المزيد من الاعباء الاضافية في حياته الاسرية, خصوصاً في العصر الحاضر والتكلفة الباهظة للزواج, مع رغبته في زوجة من اجل المتعة والاعفاف, وقابلت رغبته هذه رغبة كثير من المطلقات والارامل والعوانس في الزواج, فأدى ذلك الى ظهور هذا النوع من الزواج, ومن الاسباب ايضاً عدم استقرار الرجل بسبب العمل نتيجة تردده على بعض المدن او البلدان في عمل رسمي, او تجاري, ويحتاج في اثناء وجوده في هذا البلد الى امرأة تحصنه, مع عدم استعداده لتحمل مسؤولية الزواج كاملة, فيلجأ الى المسيار, لأنه لن يستقر معها ولن يأتيها الا اثناء وجوده في هذا البلد او تلك المدينة.
وهناك ايضاً اسباب تتعلق بالمجتمع مثل مغالاة كثير من الاسر في المهور, والزام الزوج بتكاليف باهظة قد تفوق قدرته المالية. وقابل ذلك وجود عدد كبير من المطلقات والارامل اللاتي يمتلكن المال ويرغبن في الزواج من زوج كفء وصالح, وعدد كبير من العوانس اللاتي يرغب اولياؤهن في تزويجهن رغبة في الاعفاف والولد, حتى ولو انفقوا عليهن. فأدى ذلك الى ظهور هذا النوع من الزواج رغبة في تخطي اعباء الزواج العادي, ولو اضفنا عليها ايضاً نظرة المجتمع بشيء من الازدراء للرجل الذي يرغب في التعدد واتهامه بأنه لا هم له الا النساء, وقد يكون هذا الرجل بحاجة فعلية الى امرأة تعفه لظروف خاصة قد تكون عند زوجته, مما يدفعه للبحث عن زواج فيه ستر وبعد عن اعين المجتمع.
منقوووووول
:134: :231:
ظهر زواج المسيار لأول مرة في منطقة القصيم ثم انتشر في المنطقة الوسطى وتصدى له رجل يدعى (فهد الغنيم) كان يعمل كوسيط زواج للنسوة اللاتي فاتهن قطار الزواج أو المطلقات, وكانوا يسمونه في السابق (الزواج السري) او الخفي ويسمونه كذلك (زواج الملفا) و(زواج الخميس) حيث يذهب الزوج الى الثانية في ايام (الخميس) وباقي الايام عند الزوجة الاولى كما عرف قديماً في منطقة نجد بالضحوية بمعنى ان الرجل يتزوج امرأة ولا يأتي اليها الا ضحى.
المسيار احد مظاهر تعدد الزوجات ولكن بمواصفات عصرية وحضارية وهو زواج شرعي تتوفر فيه كل الشروط الشرعية ولكن الفرق بينه وبين الزواج العادي هو انه في زواج المسيار تتنازل المرأة عن بعض حقوقها الشرعية كالمبيت والنفقة وهذا مبعث الخلاف فيه وما يشترط في هذا الزواج من شروط لا يجب الوفاء بها, بل على التراضي بين الطرفين, فإن رضيت المرأة فلا بأس, وان رجعت عما الزمت به نفسها فلها ذلك. ولا تعد هذه الشروط من المواثيق والعهود التي يجب الوفاء بها وانها ملزمة للطرفين ويأثم من نقضها, فمتى احتاجت الزوجة مثلاً للقسم بينها وبين ضرائرها فهو من حقها وعلى الزوج ان يقسم لها ان استطاع او ان يطلقها.
قديم.. جديد
ولا تتضمن عقود المتزوجين بالمسيار في محاكمنا تنازل المرأة عن حقها في القسم والنفقة وغالباً لا تثبت بالعقد, وانما يكتب العقد ويوثق على انه زواج عادي من دون ذكر اي شروط فيه, وما كان بينهما من شروط تكون على التراضي فقط, وبهذا تحفظ حقوق الزوجة والاولاد من الضياع, والحقيقة ان المسيار حديث كمسمى لا كواقع لأنه وجدت حالات مشابهة لمثل هذا الزواج وتضمنت بعض كتب الفقه القديمة الحديث عن شرط اسقاط النفقة والقسم حيث عرض ابن قدامة في المغني لبعض الحالات التي قد تشابه هذا النوع من الزواج فعرض حالة لرجل تزوج امرأة وشرط عليها ان يبيت عندها في كل جمعة ليلة, وآخر تزوج امرأة وشرط عليها ان تنفق عليه كل شهر خمسة او عشرة دراهم, وآخر يتزوجها على ان يجعل لها في الشهر اياماً معلومة وعلى هذا يتضح ان هذا الزواج وان كان حديثاً في الاسم الا انه قديم بالفعل, فإن له صوراً قد تكون مشابهة في الزمن الماضي.
كل الأديان السماوية التي سبقت الاسلام اباحت تعدد الزوجات, وفعله بعض الانبياء, كإبراهيم ويعقوب وداود وسليمان وغيرهم عليهم السلام.
قانون (مانو)
ومن القوانين القديمة التي تناولت ظاهرة تعدد الزوجات قانون (مانو) الهندي الذي اجاز الزواج من امرأة ثانية, ولكنه اشترط على الرجل ان يحصل على موافقة زوجته اذا كانت هذه الزوجة فاضلة حميدة السيرة منجبة للاولاد. اما اذا كانت سيئة الاخلاق, او كانت عقيماً او مريضة, فله ان يتزوج بغير موافقتها.
واذا كانت الزوجة الثانية من طبقة ادنى من طبقة الزوجة الاولى فلا تستويان في المعاملة, وعلى الزوج ان يميز بينهما في الملبس والمأكل والمسكن والاحترام.
ومن تلك القوانين القديمة كذلك قانون (حامورابي البابلي), الذي يجيز للرجل ان يتزوج من امرأة ثانية اذا كانت زوجته عاقراً او مريضة, وتحتفظ الزوجة الاولى بمكانتها كسيدة, وتعد الزوجة الثانية خادمة لها. وجدير بالاشارة ان التقاليد البابلية قد جرت على ان تزوج الزوجة العاقر زوجها من جاريتها طلباً للولد, فإن لم تلد الجارية حق لسيدتها ان تبيعها.
وقد اجازت الشريعة اليهودية تعدد الزوجات, وجمع ملوك بني اسرائيل ورؤساؤهم بين عدة زوجات.
مسوّغ قهري
وظل اليهود طيلة العصور الوسطى يجمعون بين عدة زوجات, حتى منع الاحبار تعدد الزوجات لضيق اسباب المعيشة التي كان يعانيها اليهود في تلك العصور. ومن ثم اخذت قوانين الاحوال الشخصية لليهود بعد ذلك بمنع تعدد الزوجات, والزمت الزوج ان يحلف يميناً حين اجراء العقد على ذلك. واذا شاء الرجل ان يتزوج من امرأة اخرى فعليه ان يطلق زوجته ويدفع اليها جميع حقوقها, الا اذا اجازته بالزواج, وكان في وسعه ان يعيل الزوجتين, وكان قادراً على العدل بينهما, او كان هناك مسوغ قهري لهذا الزوج كأن تكون الزوجة عقيماً.
أما المسيحية لم تمنع تعدد الزوجات بصورة صريحة, ولذا فقد دعت فرقة مسيحية تدعى (المورمون) الى التعدد, على ان تكون الزوجة الاولى هي المفضلة على الأخريات, ولها وحدها الحق بحمل لقب زوجها. غير ان الكنيسة المسيحية قررت بعد ذلك بجميع مذاهبها منع التعدد وابطال الزواج الثاني, ولم تعتد بعقم المرأة حيث لم تره مبرراً للطلاق او للزواج من امرأة ثانية.
وفي العصر الجاهلي تفشت ظاهرة تعدد الزوجات لدى العرب, وذلك لاشباع الغريزة والاكثار من الاولاد, لكونهم اهل غزو وحروب متصلة, ومن ثم عدت العرب كثرة الاولاد قوة داخل العشيرة وخارجها, اذ يهابها الاعداء ويتحاشون غزوها, ويخشون بأسها. وكان اكثر ما يفخر به الرجل ويملؤه زهواً واعتداداً ان يسير وخلفه ابناؤه واحفاده بأعداد كبيرة.
وكل الثقافات قبل الاسلام من جاهلية وغيرها كان التعدد فيها امراً شائعاً.
فلما جاء الاسلام قصر التعدد, بحيث لا يتجاوز الاربع دون النظر للمسميات سواء كان مسياراً او عادياً.
خوف الرجال
صورة المسيار المعتادة اصبحت تنقبض له قلوب كثير من النساء هي ان يتزوج رجل امرأة مطلقة او ارملة -في الغالب- على ان يأتيها مرة او اكثر في الشهر ويكون ذلك برغبة منها فتتنازل عن حقها في العدل بينها وبين زوجته الاولى.
والغريب ان وسائل الطلب والعرض تتم عبر الفاكس والانترنت وبأسماء وهمية والقاب وهناك من يترك رقم بريده الالكتروني او يصل به الحال لاستصدار شريحة جوال خاصة ليستخدمها كدليل للوصول دون علم زوجته الاولى واولاده بل واصدقائه ايضاً.. وهذا يدفعنا الى اسئلة عريضة ومتشعبة.. لم يخاف هؤلاء من علنية افعالهم طالما هي موافقة للشرع.. ولماذا يتسترون خلف جدار المسؤولية فيتركونها شبه معلقة.. وكيف تأتيهم جرأة المبيت وطرق الابواب في النصف الاخير من الليل ثم تتراجع شجاعتهم امام الآخرين ويظلون في توجس وخوف وكأنهم ارتكبوا جريمة.
معالجات العنوسة
والحقيقة ان من اهم الاسباب التي ادت الى ظهور زواج المسيار وانتشاره اسباب تتعلق بالنساء والرجال وطبيعة المجتمع وتغيراته ومنها:
عنوسة المرأة او طلاقها او ترملها ووجود عدد كبير من النساء في المجتمعات الاسلامية -وخاصة الخليجية- بلغن سن الزواج ولم يتزوجن بعد, او تزوجن وفارقن الازواج لموت او طلاق ونحو ذلك. واصبحت العنوسة ظاهرة اجتماعية مؤرقة افرزتها الحياة المعاصرة, وهي تكبر وتتسع وتفرض نفسها على المجتمع كأمر واقع وخطير.
وكشفت نتائج دراسة اجتماعية, قام باجرائها قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد العام, ان 88,1% يرون ان زواج المسيار يحد من ظاهرة العنوسة كما وجدت 84,9 ان زواج المسيار يحد من انتشار الفاحشة في المجتمع. ورأى 88,2% ان هناك سلبيات كبيرة جميعها في غير صالح المرأة فيما عبر 79,3% من عينة الدراسة عن عدم قناعتهم بفكرة زواج المسيار نظراً للتبعات المختلفة التي يتركها هذا الزواج في مقابل 20,7% كانت لديهم قناعات بفكرة هذا الزواج.
وعلى الرغم من ان هناك 36% من عينة البحث التي بلغ عددها 581 فرداً ممن تزوج احد اقربائهم او اصدقائهم عن طريق المسيار في مقابل 63,9% الذين اجابوا بالرفض لعدم وجود احد الاقارب أو الاصدقاء الذي قام بالزواج عن طريق المسيار, اجاب 41,25% من العينة بنعم وهذه التسمية تشير الى احساس المجتمع بمشكلة العنوسة, وانه يجب حلها, ولو من خلال تقديم تنازلات كما في المسيار.
ومن اسباب تفشي المسيار رفض كثير من النساء لفكرة التعدد مع تسليمهن بأن هذا هو شرع الله عز وجل الا ان الغيرة الطبيعية لدى المرأة تجعلها لا تقبل به كواقع عملي.
وهذا الرفض ادى الى زيادة نسبة العنوسة, حيث ان المرأة لا تقبل بزوج له زوجة اولى, حتى اذا تقدم بها العمر ولم تحصل على زوج اضطرت لتقديم تنازلات من اجل الزواج المسيار.
الزوجة آخر من تعلم
وأدى هذا الرفض ايضاً الى لجوء الرجال الى الزواج المسيار بدافع الحرص على عدم علم الزوجة الاولى, وكذلك الخوف على كيان اسرته من الاهتزاز, حيث عدم المبيت وعدم السكن وغلبة الكتمان, مما يجعل من الصعب على الزوجة الاولى ان تعرف به.
ومن الاسباب حاجة بعض النساء الى المكوث في بيت اهلها لرعاية ابويها فربما لا يوجد عائل لهم الا هي, او يكون عندها بعض الاعاقة التي تمنعها من تحمل مسؤولية البيت, ويرغب اولياؤها في اعفافها والحصول على الذرية ولا يكلفون الزوج شيئاً.
وبررت احداهن السبب الذي دعاها للزواج بهذه الطريقة اعالتها خمسة اطفال وهي موظفة وتريد ان ترعاهم رعاية حسنة بعد وفاة زوجها وتقدم لها الكثير لكنها رفضت لانشغالها مع اولادها, ولما تقدم لها شخص يريد ان يتزوجها مسياراً على ان يأتيها في نهاية كل اسبوع قبلت ذلك لأنها وعلى حد قولها ستجمع بين الزواج والوقت الكافي لتربية الاطفال.
اسباب رجالية
أما الأسباب المتعلقة بالرجال فتنحصر في رغبة البعض في التعدد من اجل (المتعة) بسبب كبر سن زوجته مثلاً او انشغالها مع اولادها ونحو ذلك, وهذا حق مشروع ولكن خوفهم من علمها, وحرصاً على شعورها وعلى كيان الاسرة, ادى الى ظهور هذا النوع من الزواج. حيث الحصول على المتعة واعفاف النفس من دون المبيت او التغيب طويلاً عن مسكنه الاول, وكذلك عدم رغبة بعض الرجال في تحمل المزيد من الاعباء الاضافية في حياته الاسرية, خصوصاً في العصر الحاضر والتكلفة الباهظة للزواج, مع رغبته في زوجة من اجل المتعة والاعفاف, وقابلت رغبته هذه رغبة كثير من المطلقات والارامل والعوانس في الزواج, فأدى ذلك الى ظهور هذا النوع من الزواج, ومن الاسباب ايضاً عدم استقرار الرجل بسبب العمل نتيجة تردده على بعض المدن او البلدان في عمل رسمي, او تجاري, ويحتاج في اثناء وجوده في هذا البلد الى امرأة تحصنه, مع عدم استعداده لتحمل مسؤولية الزواج كاملة, فيلجأ الى المسيار, لأنه لن يستقر معها ولن يأتيها الا اثناء وجوده في هذا البلد او تلك المدينة.
وهناك ايضاً اسباب تتعلق بالمجتمع مثل مغالاة كثير من الاسر في المهور, والزام الزوج بتكاليف باهظة قد تفوق قدرته المالية. وقابل ذلك وجود عدد كبير من المطلقات والارامل اللاتي يمتلكن المال ويرغبن في الزواج من زوج كفء وصالح, وعدد كبير من العوانس اللاتي يرغب اولياؤهن في تزويجهن رغبة في الاعفاف والولد, حتى ولو انفقوا عليهن. فأدى ذلك الى ظهور هذا النوع من الزواج رغبة في تخطي اعباء الزواج العادي, ولو اضفنا عليها ايضاً نظرة المجتمع بشيء من الازدراء للرجل الذي يرغب في التعدد واتهامه بأنه لا هم له الا النساء, وقد يكون هذا الرجل بحاجة فعلية الى امرأة تعفه لظروف خاصة قد تكون عند زوجته, مما يدفعه للبحث عن زواج فيه ستر وبعد عن اعين المجتمع.
منقوووووول
:134: :231: