المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حبيسُ الألم



فراس القافي
16-08-2005, 03:16 PM
تشيخُ فَوْقَ شِفاهي عُذْرةُ النَّجْـوى



فأُسْدِلُ الصَّمْتَ أسْتاراً على الشَّكوى



يا دَهْـرُ فيمَ من الأكْـدارِ تُنْذِرُنـي ؟



جُـرْحٌ أنا و شِفائـي حيـنما أُكْوى



أَوْدِعْ خـناجِرَكَ الغرثـى مـغامدَها



لِطعْـنِها بفؤادي لـم يعُـدْ مأوى



ألِفْتُ حُزنـي فأضحى لا يُبارِحُنـي



حتّى وَجَدْتُ بِهِ ( لا بالهنا ) السَّلوى



مُنْذُ الصِّبا و سـماواتـي مُـلبّدةٌ



بالغيمِ ـ أكدرِهِ ـ لم تعرفِ الصَّحْوا



رُزِئْتُ بالأهْلِ ، ماذا أدَّري حَذَراً ؟



مِنْ بَعْدَ رُزْئهُمُ ، ما أهْونَ البلوى !



قدْ خلّفوني كسيرَ القلبِ مُفْتَجعاً



و قد غزا مِفْرقي شيْبُ النوى غَزْوا



بَعْـضُ الأنامِ يُميطُ النارَ عنْ دَمِهِ



إذا تـذكَّرَ يـوماً أمْـسَهُ الحُلْوا



أمّـا أنـا فبِماذا أشتفـي و أنا



من سييّءٍ سِرْنَ أيّامـي إلى أسوا



يُتْمٌ ، و كرْبٌ يهدُّ الراسياتِ ، فَهَلْ



تقَرُّ عيـنُ شَجٍ فـي هذهِ الأجوا



مُنذُ الطّفولةِ أتْـقَنْتُ البكاءَ بلا



دمْعٍ فَلمْ أعرفِ الإرواحَ و اللهوا



أرى عُيونَ أبـي في دُمْيتي جَدلاً



أرى ابْتِسامَ أبـي في علْبةِ الحلوى



وَقارةُ الشيخِ بـي ما مرَّ بـي نَزَقٌ



يحْدو بيَ العقْلُ لا النَّزْواتُ و الأهوا



إليكِ عـنّيَ يا دُنـياً أُنـافِـرُها



و يا زُلَيْخَةُ كيدي لـمْ و لَنْ أُغْوى



و لنْ أبوحَ لِماذا ، كيفَ ، أينَ ، متى



رُزِئْتُ فالمُبْتغى في (( جُمْلةٍ )) يُحْوى



تُغْني عنِ الشرْحِ إجمالاً بِوَمْضَتِها



و رُبَّ شرْحٍ وفيرٍ ما بهِ فَحْوى



((من العراقِ أنا )) منْ موْطنٍ دمُهُ



بِهِ الصّحارى اليبيساتِ اللمى تُروى



((من العراقِ أنا )) منْ موْطنٍ يدُهُ



لَوَتْ أياديَ بطْشٍ دونَ أنْ تُلوى



حتّى إذا ما تراخى الصَّمتُ منسدلاً



بِمَسْمعِ الدَّهْرُ صوتٌ هادِرٌ دوّى



روَّى مسامعيَ العطشى بِصَيْحَتِهِ



و لاسْتِغاثةِ صادي القلبِ ما روّى



صاحَ العـراق ورُبَّ اسْمٍ أرَدِّدُهُ



فلمْ أَجِدْ بيـنَ أسـماهُمْ لهُ كُفْوا



يرنُّ في أُذُنـي مُنْذُ الصِّبا شَجَناً



و كُلَّما مـرَّ عامٌ خِـلْتُـهُ تَـوّا



يا من إذا ما قصى عنّي دَنَوْتُ وَ لمْ



أزَلْ على الجمْرِ أحبو نحْوَهُ حَبْوا



إنْ بِعْتني لمْ أَبِعْ فارْتَحْ وَ نَمْ رَغَداً



لمْ أهوَ غيرَكَ في يوْمٍ وَ لنْ أهوى



أبْصَرْتُ لَحْمَكَ و الغرْبانُ تَنْهَشُهُ



و أخْوةٌ قـدْ أباحـوا أكلَهُ عنْوا



فصاحَ في الصَّدْرِ بُرْكانٌ يفوحُ لظىً :



أيّانَ عَنْكَ ـ و أنْتَ الروحُ بي ـ أُزْوى



لو قطّعوني و صارَ الطّعْنُ مِدْرعتـي



و الشلْوُ مِنْ جَسَدي لا يعْرِفُ الشلوا



ما اخْتَرْتُ هَجْرَكَ لا و اللهِ يا وطني



فالموتُ فيكَ شهيداً غايتي القُصْوى



فجنَّةُ البُعْـدِ عـنْ عينيكَ أنبذُها



و نارُ حُبِّكَ أسْتَـتْلي لـها الخطْوا



سَديرُ غيْرِكَ كوخٌ أوْ خَوَرْنَـقُهُ



و فيكَ يا موطني ما أرحبَ القبْوا !



فإنْ ضرى الدَّهْرُ و اسْتَضْرى بِنا و غدا



مـن الكـلابِ دمُ الآسادِ مَـحْسُوّا



فَـهذهِ ساعـةٌ لا ريْـبَ واعِـدةٌ



و الموْتُ في مُقْتَضاهـا خيـرُ ما يُنْوى



فاحْملْ على راحتيْكَ الرّوْحَ مِنْكَ وَ كُنْ



للعرْسِ لا لشفيـرِ الـموتِ مَدْعُـوّا



فـإنْ طُـوِيْتَ عـنِ الدُّنْيا و زيْنتِها



فـصَفْحَةُ الأجْرِ عِنْدَ اللهِ لنْ تُطْوى



و مـنْ أبـلَّ دمُ الأحـرارِ هامـتَهُ



لأخْـمُصيْهِ دمـاً لا يـرْهَبُ الأنوا



وها أنا رغْمَ ما أضرى ضرامُكَ ، لنْ



أُهَزَّ ، لن أنثني ، و الله لنْ أُضوى



على مهاوي الرَّدى روحي أُهَدْهِدُها



فَصَحْوةُ الموْتِ أسْهى وَقْعُها السَّهْوا



أسْطو على الموتِ رِئبالاً وَ لسْتُ كمنْ



منَ الرَّدى ـ كسقيمٍ ـ يرقبُ السَّطْوا



فـإنْ حَيِيْتُ فـثاوٍ فـيَّ أنْتَ و إنْ



متُّ اتَّخَذْتُكَ يا أرْضَ النَّدى مثوى



صِنْوانِ نحنُ أنا و الموتَ فيكَ هوىً



و الصِّنْوُ من عِنْدِنا ما فارقَ الصِّنْوا



رَضَعْتُ عِشْقَكَ نوراً في دُجايَ فما



عَـرَفْتُ للبدْرِ في عـليائهِ خـبْوا



فمنْ يُترْجِمُ عِشْقي للأُلى مَـعَهُمْ



يا موْطني يسْتوي العِصْيانُ و التَّقْوى



لا غَرْوَ أنْ يُعْرِضَ السُّذَّاجُ عنْ كَلِمي



فـلنْ يطالوا جناهُ الثرَّ ، لا غَرْوا



و لنْ يعوهُ ، يـميناً بالـذي رَفَعَ الـ



ـسبْعَ الطِّباقَ العُلى رَفْعاً ، و منْ سوّى



فديْدنُ الضِّلْعِ محنيٌّ و يُكْـسرُ إنْ



قوَّمتَ ـ يا آمِلَ الصفصافةِ ـ الحِنْوا



لذا حجبْتُ شموسي عنْ ظلامِهُمُ



فكمْ أضأنَ لهم من غيرِما جدوى



********************



فهلْ يجورُ زماني كي يرى شَجني



قصائداً تبْعثُ الآهاتِ و الشَجْوا



فالعنْدليبُ سجينٌ لا ذُنوبَ لهُ



و ذنْبُه أنَّـهُ قدْ أتْـقَنَ الشَّدْوا



أنْشَدْتُكَ الشِّعْرُ يعرو غَيْثُهُ فَـعَسى



يُميْطُ بَعْضَ الأسى عنْ روحيَ الأسوى



ومنطقَ الشمسِ إنْ أرْختْ جدائلَها



على الغياهبِ تذوي دونَها الأضوا



فإنْ وَفيتُ بأشعاري فذا شَرفٌ



لقافياتي و إنْ .. لا .. أطلبُ العفْوا



*****************************



أتيـتُ بغْدادَ و العينانِ في هَطَلٍ



و كادَ يـمحوهُما دمْعُ الأسى مَـحْوا



سـألْتُها يا ربيعـي ، يا رفيفَ دمـي



حزينةٌ أنتِ يـا بـغْـدادُ أمْ نَـشْوى ؟



منْ لوَّثَ الكُحْلَ في عينيـكِ سيّدتي ؟



من بثَّ فيكَ الشجى ؟ منْ كدَّرَ الصَّفْوا ؟



مَـدَدْتُ كـفّي لـعينيها لإمْسَحَ ما



خطَّ البُكا من أخـاديدٍ فـلمْ أقـوَا



قد حـقَّ لـي حـينَ ألقاها مُسلّبةً



و لمْ تهنْ ـ رغْمَ ذا ـ أنْ أمتلي زهْوا



فهل رأيـتمْ عروساً وَجْـهُـها بدمٍ



يـبـيـتُ لا ببِراجِ العرْسِ مكْسوّا



تـظلُّ أسْطـورةً بـغداد خـالدةً



لِكُلِّ جيلٍ و جيـلٍ مَجْدُها يُـرْوى







فراس القافي

أحمد السعيد
18-08-2005, 01:13 AM
*
*

والله يافراس ماعدتُ أدري ما أقول في قصائدك هذه

بل معلّقاتك

يعلم الله أنّكَ عندي من أفضل الشعراء في العصر الحاضر إن لم تكن أفضلهم

سيدي الفاضل

أعذر حرفي القاصر

فقد حار والله في وصف بلاغة قلمك

وجزيل معانيك

وبعيد فكرك

عييت والله في تقييم قصائدك

وهل مثلي يقيّمها ؟!!

والله أنت شمس طلعتْ متأخرةً في سماء القريض

لكن كلّ ما اقوى على قوله يافراس

لاحرمني الله منك ولا من تواجدك الممتع الرائع العذب

تلميذك


احمد