المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عف عن الباذنجانة فرزق صاحبة الباذنجانة



ابوفهد
05-07-2005, 03:25 PM
اخواني واخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصة فيها عبرة وعظة لمن في قلبه ايمان بالله وخشية

وصلتني القصة عبر ايميلات الحبيب الغالي ابا عبدالملك وفقه الله

وانني اعتذر له على تغيير عنوانها من ( عف عن الباذنجانة فرزق المرأة )

الى العنوان الحالي كما انني استغرب منه عدم نشره لمثل هذه الدرر بنفسه

والآن اترككم مع القصة الرائعة


كان في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة وهو جامع مبارك ، فيه أنس وجمال ، وكان فيه منذ نحو سبعين سنة شيخ مرب عالم عامل اسمه الشيخ سليم المسوطي. وكان مضرب المثل في فقره وفي إبائه وعزة نفسه وبذلها للآخرين .

وكان يسكن في غرفة في المسجد ، مر عليه يومان لم يأكل فيهما شيئاً وليس عنده ما يطعمه ولا ما يشتري به طعاماُ، فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت ، وفكر ماذا يصنع ، فرأى أنه بلغ حد الإضرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة. وآثر أن يسرق ما يقيم صلبه ـ هذا ما رآه في حاله هذه ـ وكان المسجد يتصل سطحه ببعض البيوت ، يستطيع المرء أن ينتقل من أولها إلى آخرها مشياً على أسقفها، فصعد إلى سقف المسجد وانتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح بها نساء فغض من بصره وابتعد ، ونظر فرأى إلى جنبها داراً خالية وشم رائحة الطبخ تصدر منها ، فأحس من جوعه لما شمها كأنها مغناطيس تجذبه إليها، وكانت البيوت من دور واحد ، فقفز قفزتين من السقف إلى الشرفة فصار في الدار وأسرع إلى المطبخ فكشف غطاء القدر فرأى فيها باذنجاناً محشواً ، فأخذ واحدة ولم يبال من شدة جوعه بسخونتها وعض منها عضة فما كاد يبتلعها حتى ارتد إليه عقله ودينه وقال لنفسه: أعوذ بالله أنا طالب علم مقيم في المسجد ثم أقتحم المنازل وأسرق ما فيها ؟ وكبر عليه ما فعل وندم واستغفر ورد الباذنجانة وعاد من حيث جاء .

فنزل إلى المسجد وقعد في حلقة الشيخ وهو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع ، فلما انقضى الدرس وانصرف الناس .. جاءت امرأة مستترة ـ ولم يكن في تلك الأيام امرأة غير مستترة ـ فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه فتلفت الشيخ حوله فلم ير غيره فدعاه وقال له : هل أنت متزوج ؟ قال : لا. قال : هل تريد الزواج ؟ فسكت ، فأعاد عليه الشيخ سؤاله فقال : يا شيخ ما عندي ثمن رغيف والله فلماذا أتزوج ؟ قال الشيخ : إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي وأنها غريبة عن هذا لبلد ليس لها فيه ولا في الدنيا إلا عم عجوز فقير وقد جاءت به معها ، وأشار إليه قاعداً في ركن الحلقة ، وقد ورثت دار زوجها ومعاشه وهي تحب أن تجد رجلاً يتزوجها لئلا تبقى منفردة فيُطمع بها. قال: نعم ، وسألها الشيخ هل تقبلين به زوجاً ؟ قالت : نعم.


فدعا الشيخ عمها ودعا شاهدين وعقدا العقد دفع المهر عن التلميذ وقال له : خذ بيد زوجتك ، فأخذ بيدها فقادته إلى بيتها ، فلما أدخلته كشفت عن وجهها فرأى شباباً وجمالاً ، وإذا البيت هو البيت الذي اقتحمته ، وسألته : هل تأكل ؟ قال نعم فكشفت غطاء القدر فرأت الباذنجانة فقالت : عجباً من الذي دخل الدار فعضها ؟ فبكى الرجل وقص عليها الخبر فقالت له : هذه ثمرة الأمانة ، عففت عن الباذنجانة الحرام فأعطاك الله الدار كلها وصاحبتها بالحلال.

ياسبحان الله اين هم هؤلاء الرجال من هذا الزمان

دمتم بخير وحفظ الرحمن

رحال
05-07-2005, 05:19 PM
قصة رائعة
قضيت معها وقتا جميلاً
فيها الكثير من الدروس والعبر من أبرزها مخافة الله تعالى
دمت لنا بكل خير

أسيرة إحساسي
05-07-2005, 05:19 PM
الاخ الفاضل ابو فهد...



تدري اول ماقرات العنوان ابتسمت:)



تذكرت القصه هذي الي اعجبتني من سنوات



ونقلتها لمنتدى كـُنت اكتب فيه:)





*

حقيقة تستحق النقل كل حين حتى تكون شمعة تضئ

للجميع دروبهم...





دمت بـ خير...

عمر باعقيل
05-07-2005, 05:32 PM
اخي الحبيب والغالي

ابو فهد

لله درك على هذه القصة التي تحوي على العظة والموعظه فكم نحن بحاجة ماسة الى مثل هذه القصص كي نتعلم منها

دمت في حفظ الله ورعايته

ابوفهد
08-07-2005, 02:44 AM
الغالي رحال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الله يجعل أوقاتكم جميلة وسعيدة

مخافة الله الهدف الرئيس للقصة

وتأكيداً للقول: من ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه.

لكن أين نحن من هذا الشيخ ؟

دمتم بخير

ابوفهد
08-07-2005, 02:44 AM
الغالية أسيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الله يديم البسمة عليك

طيب ليه ما طرحتيها هنا إذاً ؟

نعم هي عبره في كل شيء

دمتِ بخير

ابوفهد
08-07-2005, 02:45 AM
الغالي همس الوجود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

شكراً لك على اطرائكم فعلاً نحتاج لطرح مثل هذه القصص المعبرة

بشرط أن تكون قصيرة ومعبرة .

دمتم بخير