المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ,’, .. الخرساء .. ,’,



الأمــل
26-06-2005, 12:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

http://www.islamway.com/images/line.jpg

عندما تتحرك أصابع الاتهام نحو أحدنا، تراه يلجأ إلى نواياه مُتدرِّعاً بها، مشيراً إليها، ناسياً أن هذه النوايا خرساء وإن تكلّمت..

وأنها لا تشغل حيّزاً من الفراغ سوى ذلك الذي في جوفه!

هذا هو حال نوايانا، فهي تبعث بشفراتٍ لاتصل إلى سوانا ولا يسمعها أو يفكّ أسرارها أحد غيرنا، ومع هذا فإننا نستغلها في الشفاعة لأنفُسنا ونطلب من الناس أن تتفهمها وتتعامل معها وكأنها مسموعة أو مرئية.

فهل يحق لنا يا تُرى أن نُطالِب بذلك؟

وهل يجوز لأحدِنا أن يُشير إلى نيته يستشفعها أو يطلب من الآخرين تفهمها والتعامل معها وكأنها مسموعة أو مرئية؟

هل تكفي النوايا شفيعاً؟ وهل تُجزئ عن الأفعال؟!

قبل أن تحاول أن تجِيب على الأسئلة، دعني أذكرك - أيها القارئ - بحقيقة، أن للفعل لغةً قد تختلِف عن تلك التي تتحدث بها النوايا، وأن هذا الاختلاف قد يجعلهما في تباين شديد في كثير من الأحيان، وسأذكر لكم هنا مِثالاً جمع بين أطيب النوايا وأعنف الأفعال، فلنقرأه بتمعن ونتفكّر فيه ونحاول اعتبار الدروس من خِلاله.

تأمل أفعال العبد الصالح الوارِدة في الآيات التالية { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً . قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً . قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً . فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً . قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً . قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً . فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً . قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } [الكهف:71-78]

ثمّ أنظر إلى نواياه التي فسّرها هُنا { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَآءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً . وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَآ أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً . فَأَرَدْنَآ أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً. وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } [الكهف:79-82]

وتأمّل حالِ موسى عليهِ السلام حين صمّ عن استيعاب النوايا، فلم يستطِع صبراً على الأفعال التي رأى أنها نُكراً إمراً.. و تفكّر في مدى التباين بين الأفعال والنوايا وإلى أي حد قد تبدو الأفعال الظاهرة عنيفة وإن حسنت خافي النوايا!

ثم قُل لي: هل قبلتَ شفاعة نوايا العبد الصالح لأفعاله؟!

إن أول درسٌ نستفيد من المِثال أعلاه هو أن لا نصدر حُكماً مُطلقاً قبل الاستفسار أو الاستماع إلى الطرف الآخر وأن نصبر ولا نتسرّع في الحكم على ظاهِر الأمور، قبل أن نسمع لجميع أطراف القضية!

الأمر الآخر الذي يجعلنا المِثال نُدركه هو أنه يجب على "الفاعل" عدم الاعتماد على حسن ظن الناس بِه فقط أو مطالبتهم بالثِقة في دوافعه وهم لا يعلمون عنها شيئاً، بل عليه منح نواياه مساحة صوتية يترجم من خِلالها تِلك الدوافع حتى بتفهمها الناس قبل إصدار الحكم عليه.

وأهمّ درس نستفيده من المِثال أعلاه هو أن النوايا تتطلب أفعالاً، قد تكون عنيفة أحياناً، من أجل تحقيق النتائج والوصول إلى المُراد، فالعبرة تكون دائماً بالنتائج ناجحةً كانت أو فاشِلة، لا بالنوايا ولا بالأفعال والأقوال فقط، سواء حسُنت أو ساءت، و المثل يقول "لا يكفي أن تصوّب، بل يجب أن تصيب الهدف"..

كما تجدر الإشارة إلى أن بعض النتائج قد تكون لحظية فلا يصح الاعتبار بِها والحكم عليها (كخرق السفينة وقتل النفس الزكية) بل يجب اعتبار النتائج طويلة الأمد متى ما أفصح المرء عنها (كإنقاذ السفينة من أطماع الملك الظالم وعدم تعريض الأبوين المؤمنين لعقوق النفس الكافرة الطاغية).

لكِن ماذا لو خانَ لِسان المرء تِلك النوايا الخرساء ولم يكن أميناً في التعبير عنها؟!

هل نعتبِر أقواله أم أفعاله؟ أم نحكم غيبياً على نواياه؟!

قبل أن تجيب على هذا السؤال، إليك هذا المِثال الآخر الذي يحكي عن رقة دموع إخوة يوسف هنا { وَجَآءُوا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ . قَالُواْ يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ } [يوسف:16-17] وعنف نيتهم التي قد بيّتوها قبلاً هنا { اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ . قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ } [يوسف:9-10].

والآن قل لي: أي الأصوات بلغ مسمعك؟

صوت الأقوال أم النوايا التي لو لم يُطلِعنا الله عليها ما علمناها؟!

وأي الأصوات تثق في التعامل معه أكثر؟!

الدين والمنطق يقول أن الحكم على الأشخاص يجب أن يتم من خلال ما يلفظونه - من قول أو فعل - على أرض الواقع المرئي المحسوس، والحكم على الأفعال يجب أن يتم من خِلال النتائج التي حقّقتها، أما الحكم على النوايا فأمره متروك إلى أعلم العالِمين بِها ليحكم فيها ويتجاوز عن صاحِبها أو يثيبه أو يعاقبه إن أراد!

قد يبدو كلامي هذا قاسياً بعض الشيء، لكن الأقسى مِنه هو مقدار الضرر الذي قد توقعه أنبل النوايا حين لا تُحسِن العمل، وليس من العدل أن لا نُحمِّل من يخطئ ويخفق مسئولية إخفاقه وفشله، تماماً كما يحدث في المدرسة، حيث يقدم الجميع على الامتحان بنية حسنة - النجاح - ومع هذا يرسب البعض ويُحمّل مسئولية تقصيره.

بقِي أن نُشير إلى طرف مُهم في المعادلة، ألا وهو أن الله دعانا إلى اجتناب كثير من الظن { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات:12] كما حذّرنا رسوله صلى اللع عليه وسلم منه - حيث ثبت في الصحيحين - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « إِيَّاكُمْ وَالظَّنّ فَإِنَّ الظَّنّ أَكْذَب الْحَدِيث.. » ، بل وحتى في الظن الحسن طالبنا النبي صلى الله عليه وسلم بتوخّي الحذر، حيث قال : « إِذَا كَانَ أَحَدكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ فَلْيَقُلْ أَحْسِب كَذَا وَلا أُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدًا » ، ومن هذا المنطلق أعود فأؤكد أهمية اعتبار الأمارات والدلالات والأسباب الظاهِرة قبل إصدار الحكم على أمرٍ ما، وعدم الاتكال على النوايا فقط، فالعالم ملئ بخليط من ذوي النوايا الحسنة وبِمن يدّعونها، ولنا عِبره في القضايا المُعاصِرة وما يحدث من غزو لِبلاد المسلمين أو التطبيع مع أعدائهم بِحجة التحرير والإغاثة وحسن النوايا التي يبدو أنا حسنت كثيراً حتى سمت وارتفعت ففارقت هذه الكرة الأرضية وأصبحت ضرباً من الخيال والأساطير!

إن طريق الفشل محفوف بكثيرٍ من النوايا الحسنة.

أما طريق النجاح فمُعبّد بالأعمال الحسنة التي تمّ التخطيط لها والاجتهاد فيها حتى خرجت من سجنها فتجسدت على أرض الواقِع.

والمرء مسئول عمّا أقدمت عليه يديه لا عمّا حدّث بِه نفسه وجال في قلبه من خواطِر.

فإن لجأ المرء إلى الكذب بحجة الإصلاح أو جُرّ إلى فخ النميمة بحجة التحذير والنصيحة أو أقدم على كثير من الضرر بحجة المنفعة، فسيتعامل معهُ المجتمع بِما يستحق وينعته بِما ظهر له منه من صِفات، وسوى ذلك متروك إلى ربه!

ويحق له حينها شرح نواياه لكن لا يحق له أن يتعلل ويتشبث بها كدليل مادي يطالب الناس باعتباره و معذرته على أساسه!

والسلام عليكم..

http://www.islamway.com/images/line.jpg

المـصـدر (http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=1320)

http://www.islamway.com/images/line.jpg


سأكون هنا معكم..!.. بإذن الله..


الأمــل

Veteran
26-06-2005, 01:47 PM
السلام عليكم جميعا..

نقل موفق, لمقال جيد, يحمل معان مهمة. ولا أغفل أن أشكر الأخت الكريمة الأمل على حسن التنسيق والترتيب والإخراج, والأهم من ذلك – في نظري- الإشارة للمصدر.

إضافتي ستكون من خلال مثال يذكره أهل العلم – رحمهم الله- احتجاجا على من يبتدع في دين الله ما ليس فيه بحجة حسن النية والقصد, مع أنه من المعلوم أن العمل لا يكون مقبولا عند الله إلا إن جمع بين الإخلاص (حسن النية), وبين كونه على وفق الشرع (حسن العمل).

وهو – أعني: المثال- وإن كان داخلا تحت عموم ما ذكر في المقال, إلا أن إفراده بالإيراد لن يخلو من تذكير وفائدة بإذن الله.

أخرج الدارمي في سننه (204) أن أبا موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال لابن مسعود، رضي الله عنه: (يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: فَمَا هُوَ؟فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ. قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً. فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً. فَيُهَلِّلُونَ مِائَة،ً وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً. فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ: أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ! هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ. قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ).

والشاهد من الخبر:" وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ", فهم احتجوا على صواب فعلهم بنيتهم الحسنة, فماذا قال لهم ابن مسعود؟ قال رضي الله عنه:" وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ", ولم يعذرهم باستشفاعهم بقصدهم الحسن.

وإن كان لي أن أستطرد قليلا, فأقول: انظروا إلى حال هؤلاء كيف تطور من بدعة عملية صغيرة نسبيا, إلى بدعة عقدية عظيمة هي بدعة الخوارج. وكيف بدأ الانحراف صغيرا مقتصرا على ذات المرء في حدود ضيقة, حتى أصبح غلوا تعدى صاحبه حتى نال المسلمين بالأذى والضرر, إلى حد القتال!

وما زال الخوارج موجودين في أيامنا هذه, وإن اختلفت أسماؤهم. ولو تتبعنا أصل انحرافهم لوجدناه لا يختلف كثيرا عن حال أسلافهم.

وكم من مريد للخير لن يصيبه!

شكرا, والسلام عليكم.

vip
26-06-2005, 11:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


الأمــــــــــــل

قيل إن الرجل العاقل يحكم على الناس بأفعالهم لا بأقوالهم

هذا ما وضح لي من قصه موسى عليه السلام و(العبد الصالح)

هل اذا حدث آمراً (ما) نجعل حسن النيه بكل شي كما فعل الصحابي وشق راس الرجل الذي نطق بالشهادتين خوفاُ من السيف فوبخه الرسول الكريم ( هلا شققت عن قلبه.... الحديث)

واذ رأينا الرجل يعتاد المساجد نشهد له بالايمان وكل لييله يفعل مالا يفعله انسان كافر هذا هو اخر الزمان (حسن النيه)

ســ أتابعك (هنا) واقرأ المقال جيداً وقبل هذا لكِ شكر في الدنيا والاخره

دمتِ بهناء وأمل وسعادة

الأمــل
27-06-2005, 09:49 AM
السلام عليكم جميعا..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

نقل موفق, لمقال جيد, يحمل معان مهمة. ولا أغفل أن أشكر الأخت الكريمة الأمل على حسن التنسيق والترتيب والإخراج, والأهم من ذلك – في نظري- الإشارة للمصدر.

صدقت أخي المصدر هو الأهم، لأنها حقوق فكرية والأمانة تستوجب أن تُنسب لأصحابها، أما التنسيق فهو يساعد على القراءة المريحة، وبيان النقاط المهمة فيما نُقل وبالتالي تتحقق فائدة القراءة..

شكرًا لثنائك.

إضافتي ستكون من خلال مثال يذكره أهل العلم – رحمهم الله- احتجاجا على من يبتدع في دين الله ما ليس فيه بحجة حسن النية والقصد, مع أنه من المعلوم أن العمل لا يكون مقبولا عند الله إلا إن جمع بين الإخلاص (حسن النية), وبين كونه على وفق الشرع (حسن العمل).

وهو – أعني: المثال- وإن كان داخلا تحت عموم ما ذكر في المقال, إلا أن إفراده بالإيراد لن يخلو من تذكير وفائدة بإذن الله.

أخرج الدارمي في سننه (204) أن أبا موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال لابن مسعود، رضي الله عنه: (يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: فَمَا هُوَ؟فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ. قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً. فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً. فَيُهَلِّلُونَ مِائَة،ً وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً. فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً. قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ. قَالَ: أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ. ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ! هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ. قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ).

والشاهد من الخبر:" وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ", فهم احتجوا على صواب فعلهم بنيتهم الحسنة, فماذا قال لهم ابن مسعود؟ قال رضي الله عنه:" وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ", ولم يعذرهم باستشفاعهم بقصدهم الحسن.

إضافة قيّمة أخي، فقد سلّطت الضوء على ما حسنت النية فيه، وخالف الشرع.... وهذه في حياتنا ما أكثرها، وما أكثرها...

وما أوردت من مثال خير تمثيل على ذلك ..بارك الله فيك..

وإن كان لي أن أستطرد قليلا, فأقول: انظروا إلى حال هؤلاء كيف تطور من بدعة عملية صغيرة نسبيا, إلى بدعة عقدية عظيمة هي بدعة الخوارج. وكيف بدأ الانحراف صغيرا مقتصرا على ذات المرء في حدود ضيقة, حتى أصبح غلوا تعدى صاحبه حتى نال المسلمين بالأذى والضرر, إلى حد القتال!

وما زال الخوارج موجودين في أيامنا هذه, وإن اختلفت أسماؤهم. ولو تتبعنا أصل انحرافهم لوجدناه لا يختلف كثيرا عن حال أسلافهم.

إيه والله، وهل معظم النار إلا من مستصغر الشرر!!!

وكم من مريد للخير لن يصيبه!

وكم من مريد للخير لن يصيبه!

وكم من مريد للخير لن يصيبه!

وكم من مريد للخير لن يصيبه!

شكرا, والسلام عليكم.

وشكر الله لك، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

الأمــل
27-06-2005, 10:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


الأمــــــــــــل

قيل إن الرجل العاقل يحكم على الناس بأفعالهم لا بأقوالهم

هذا ما وضح لي من قصه موسى عليه السلام و(العبد الصالح)

هل اذا حدث آمراً (ما) نجعل حسن النيه بكل شي كما فعل الصحابي وشق راس الرجل الذي نطق بالشهادتين خوفاُ من السيف فوبخه الرسول الكريم ( هلا شققت عن قلبه.... الحديث)

واذ رأينا الرجل يعتاد المساجد نشهد له بالايمان وكل لييله يفعل مالا يفعله انسان كافر هذا هو اخر الزمان (حسن النيه)

ســ أتابعك (هنا) واقرأ المقال جيداً وقبل هذا لكِ شكر في الدنيا والاخره

دمتِ بهناء وأمل وسعادة

مرحبًا بك VIP ..حفظك الله..

بالنسبة لحسن النية، فهو مطلوب، ولكن بحذر، كما جاء في المقال السابق في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:


بل وحتى في الظن الحسن طالبنا النبي صلى الله عليه وسلم بتوخّي الحذر، حيث قال : « إِذَا كَانَ أَحَدكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ فَلْيَقُلْ أَحْسِب كَذَا وَلا أُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدًا » ، ومن هذا المنطلق أعود فأؤكد أهمية اعتبار الأمارات والدلالات والأسباب الظاهِرة قبل إصدار الحكم على أمرٍ ما، وعدم الاتكال على النوايا فقط، فالعالم ملئ بخليط من ذوي النوايا الحسنة وبِمن يدّعونها، ولنا عِبره في القضايا المُعاصِرة وما يحدث من غزو لِبلاد المسلمين أو التطبيع مع أعدائهم بِحجة التحرير والإغاثة وحسن النوايا التي يبدو أنا حسنت كثيراً حتى سمت وارتفعت ففارقت هذه الكرة الأرضية وأصبحت ضرباً من الخيال والأساطير!

سؤال: إذا لم نحسن النية في الناس، كيف سنتعامل معهم؟ وابدأ من الأقرباء حتى الغرباء؟

ويجر سؤالا آخر: وهل تقبل أنت أن تُتهم بالسوء في نيتك؟

هي القلوب مستودع النيات، قد تختلط نيتك، وتصعب عليك تصنيفها، وأنت صاحبها، فكيف لي أنا الغريب أن أحددها؟وإن حددتها، فما الأفضل: أحددها بالسوء، أم بالحسن؟!!

××××

واسمح لي أن أورد لك هذه السطور التي تدور في فلك ما تفضلت به، (مصدرها (http://www.balagh.com/mosoa/feqh/540q47fd.htm)):


ثالثاً ـ القاعدة الشرعية تحكم ظاهر السلوك وباطنه:

إذا كان مقياس الحكم على سلوك الفرد في ظل القانون الوضعي هو ظاهري أو خارجي فحسب، فيقف عند المظاهر المادية ولا يتعداها إلى النوايا الكامنة في النفس.

فإن الأمر على خلاف ذلك في نظر الشرع الإسلامي حيث إن مقياس الحكم على التصرفات هو مقياس مزدوج: ظاهري أو خارجي يحاسب الإنسان على ظاهر سلوكه وآثاره، وباطني أو داخلي ينفذ إلى داخل النفس ويكشف عن مقاصدها. فإذا سلم الشخص من الحساب القضائي الدنيوي لسلامة تصرفه وسلوكه في الظاهر، فإنه يُعتبر آثماً شرعاً إذا كان مقصده سيئاً ونيته خبيثة.


فمن جهة أولى إن ما تأخذ به القاعدة القانونية لجهة حكمها للسلوك الخارجي للأفراد لا تأباه القاعدة الشرعية بل هي تقرره أيضاً.

ذلك أن الشخص إذا نوى أمراً ولكن هذه النية لم تقترن بالفعل بل ظل أمر النية في زوايا النفس، قاصراً على مجرد الهواجس والوساوس، فإن الإسلام لا يؤاخذ الشخص على ذلك. وفي هذا المسلك رحمة بالناس لأن التجرد عن التفكير ومنه السيئ، أمر غير ممكن، فأخذ الإنسان لمجرد التفكير في أمر معين هو تكليف بما لا يستطاع فلزم رفع الحرج، ولذلك يقول تعالى: (لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) البقرة/ 286، يعني أن لها أجر ما كسبت من خير وعليها وزر ما أتت من شر.

وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): ((أُمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر))، ويقول كذلك: ((إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به)). ويقول أيضاً: ((مَن همّ بحسنة فلم يفعلها كُتبت له حسنة، ومَن همّ بسيئة فلم يفعلها لم يُكتب عليه شيء)). وبهذا يكون الإسلام، كما هو حال القانون، قد رفع الإثم والعقاب عن حديث النفس السيئ الذي وقف عند هذه الحدود.

ومن جهة ثانية، فإن الشرع الإسلامي لا يكتفي بحكم السلوك الخارجي للأفراد، وإنما ينفذ أيضاً إلى داخل النفس ويكشف عن مقاصدها، ليحكم كذلك قصد الإنسان في تصرفه. فالبيع مثلاً في ظاهره هو نقل ملكية المبيع مقابل الثمن، وهو من ناحيته الباطنية متوقف على قصد المتعاقد فيوصف بأنه مباح أو مندوب أو حرام. فإذا كان البيع مثلاً لحاجة البائع إلى الثمن كان مباحاً، وإذا كان لاستثمار المال كان مندوباً، وإذا كان وسيلة لأكل الربا كان حراماً لا ينبني عليه الفساد في رأي بعض الفقهاء، وإنما تكون المؤاخذة عليه يوم القيامة. وعلى هذا الأساس، من خالف القواعد الشرعية واستطاع أن يفلت من الرقابة الدنيوية، فإنه لن يفلت من الرقابة العليا للخالق العليم الذي يعلم ما تخفي الصدور.

××××


أتمنى أن أكون قد أفدت..

شكرًا لك أيها الكريم، وبارك الله فيك..

الأمــل

EDrara
27-06-2005, 03:06 PM
اختى الأمل

نقل موفق اختى
فجزاك الله خيراً
ولي اضافة بسيطة
الاستعجال في الحكم على أيّ شئ لا يأتي الا بالعواقب الوخيمة
لذلك قالوا في التأني السلامة

الأمــل
30-06-2005, 09:46 PM
مساء الخير والرحمة أخي الفاضل إدرارا...الله يحفظك..

إن كنت قد شكرتني لهذا النقل، فأنا اشكرك لأنك قرأت الموضوع، وعقّبت بأجمل إضافة..

التسرع ...عواقبه جد وخيمة..

فالظواهر تغر، وتخدع >> والتأني والتبصر ينفذ للأمور في دواخلها، وأيضًا عواقبها..

والسلامة أتمناها للجميع عامة، ولك خاصة أيها الفاضل..

الأمــل

Nooosa
24-09-2005, 09:52 PM
رااااااااااااائع ..

في المعنى / الأسلوب / الإخراج ..

أحسنتِ كثيرًا في هذا النقل أختي الكريمة / الأمل .. و تذكرتنا .. بأجمل أسلوب يكون .. وأهم موضوع!

حقيقةً .. لست أملك إلا إضافة بشكل آخر .. فالموضوع كان متكامل .. وإضافة الأخ/Veteran( بارك الله فيكما )..

.

ما أردتُ إضافته كلمات بسيطة في حديث شريف للحبيب المصطفى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم ..

قال بأبي وأمي هو : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى ، ... ) أو كما قال عليه السلام ..

للأسف لقد فسر كثييييير منا هذا الحديث الشريف على ( هواه ).. وأخذه قاعدة شرعية .. في المسائل المختلف فيها .. وفي تحليل بعضها من باب ( إنما الأعمال بالنيات )!

والحقيقة يا أحبة .. في تتمة الحديث (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)..

العمل >> الهجرة .. في الحالتين والهجرة بأبسط تعريف: هي الإنتقال من بلد الكفر إلى بلد الإيمان وهذا بحد ذاته ( عمل صالح ) ..

الحال الأول >> إلى الله ورسوله >> نية صالحة وحسنة

فهجرته إلى الله ورسوله ( إذن كُتب له ذلك وكان له ذلك العمل الصالح الحسن بنيته )

الحال الثاني >> إلى دُنيا يصيبها أو امرأة ينكحها >> نية ليست خالصة لوجه الله .. وليست لله أصلاً

فهجرته إلى ما هاجر إليه! ( كُتب له العمل على أساس النية مع أن العمل -الهجرة- صالح )..
.
معنى الحديث أن يصلح العمل أولاً ثم يُكتب بحسب النية .. وأعجب ممن يأخذون الحديث قاعدة شرعية وأعمالهم ( أصلاً ) خطأ
مثلاً .. يشارك الكفار أعيادهم .. ويقول إنما الأعمال بالنيّات!
يقلّد الكفار بعميانية .. ويقول إنما الأعمال بالنيات !
يسمع الغناء / يشتم / يكذب / وإنما الأعمال بالنيّات !
النيّات لا تقدّر العمل إلا إذا كان صالحًا في الأساس .
.
إذن أحبتي ..
النية لا تُبرر سوء العمل .. وإن كانت ( طيبة )!
وكذا العمل الصالح لا يتم إلا باقترانه بنيّة حسنة ..

هذا والله تعالى أعلم .. وأستغفر الله العلي العظيم الذي لا إله إلاّ هو وأتوب إليه

الأمــل
01-10-2005, 12:21 PM
ما شاء الله تبارك الله ...

فخورة أنا بنوسا..

حفظك الله أختي الحبيبة...

وأنار قلبك، وبصيرتك بفقه دينك..

أصبتِ في توضيحك يا نوستي...

لا بد من صحة العمل، لتكمله النية بصحتها إن كانت طيبة...

****

لا حرمنا الله خيرك، وحكمتك وبصيرتك..يا ابنة الحرمين..

دمتِ بخير وعافية.. وكل عام وأنت بخير ورمضان كريم..

الأمــل