BackShadow
03-01-2005, 08:51 PM
قدمتها جمعية الثقافة والفنون بجدة ولم تؤثر فيها ضبابية الترميز
(الدمى) مقاربة مسرحية لظاهرة الإرهاب ومساءلة جنونه
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-01-02/Pictures/0201.cul.p25.n2.jpg
جدة: محمود تراوري
واصلت لجنة المسرح بفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة تقديم مسرحها الجاد الذي يتلمس بعض الهموم الاجتماعية والفكرية، حيث قدمت نهاية الأسبوع المنصرم عرضين لعملها الجديد (الدمى) على مسرح كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز من تأليف وإخراج شادي عاشور. وإن كانت (الدمى.. رقصة إبداعية استثنائية لحالة مشبعة بالبحث والتطلع والتشبث باللامباشرتية "هكذا".. محاولين معها مسرحة الكلمة الشعبية ذات الصبغة الاجتماعية، لنثبت صوتا مدويا مؤكدا بالدلائل المادية ضخامة الكيان المسرحي للوطن...) كما أراد المؤلف والمخرج من خلال تقديمه في برشور العمل، إلا أن شجب واستنكار نزعة الإرهاب بدت واضحة في الترميز الذي نهجه العمل الذي لم يخل من تقريرية في بعض مقاطعه، حجبت مباشرته براعة الأداء التمثيلي للممثلين خاصة ثلاثي الهرم الذي نهض على أدائهم بناء العمل وهم (هائل عقيل) الذي كان مبدعا في أدائه وبعفوية، وعثمان فلاتة الذي ازدادت خبراته الأدائية رغم وقوعه في هذا العمل في نمط صوتي خلا من المراوحة والتلوين وفق مقتضيات الحالة المسرحية فكان صوته ذا مستوى واحد في كامل وقت المسرحية مما يوقعه في "زعيق" غير مبرر فنيا أحيانا، وثالث الهرم كان أحمد الصمان الذي طرحته المسرحية موهبة تمثيلية بهية يقدمها فرع جدة بجمال وتمكن. أما سالم باحميش والذي قدم أقصر دور مساحة في العمل غير أنه شكل محورا مهما جدا يمكننا من اعتباره العمود الرابع للهرم إن أمكن تحويله إلى مكعب رباعي.
وإن كانت مسرحية الدمى قد حاولت تفتيت الواقع ومحاولة إعادة بنائه عبر تداخل مع مستشفى للأمراض النفسية، ولقطات اجتماعية خاطفة لها دلالتها وحمولاتها الرمزية، وتداخل عاملا الجنون والتحريك من الآخر للدمى، وهذا ما تومئ إليه فكرة العمل من الأساس في تبن واضح لنهج (بريشت) في رفض المسرح الدرامي المحكم البناء والسرد والقائم على التمثل والإيهام والمحاكاة إلا أن طموحها هذا لم يرق إلى مستوى العمل كنص، وإنما كإخراج.فالعمل لم يجنح مطلقا إلى الاقتراب من جذور مشكلة الإرهاب ومحاولة كشف تشابكاتها المعقدة، قدر ما انحاز إلى ما هو جمالي/إيمائي، وطرح أسئلة حائرة حيال المشكلة، وبدت المجموعة كمن تبحث عن وطن (الوطن بمعناه الإنساني لا بمعناه السياسي) تم اختطافه من قبل أشرار في إيماءة إلى قوى التطرف والإرهاب وهي الكلمة التي وردت عابرة مرة في النص كإضاءة لفحواه. كما أبرزت المسرحية ملمحا مهما كاد أن يغيب عن المحاولات المسرحية الجديدة في السعودية وهو توسل المتعة كأحد أهم وظائف المسرح التي لا تتعارض مع حلم تقديم المسرح الجاد، فالمسرح يقدم للمتفرج عالما ما وتأتيه المتعة من خلال التعرف على إمكانية السيطرة على هذا العالم، والاقتراب من غرائبية الواقع لمساءلته ونقده. وهنا نجح طاقم العمل في إيصال المتعة ممتطين كوميديا مغرقة في الافتعال، بل كانت تنساب عفويا مع طبيعة العمل، وساهم في توسعة مساحتها الطاقة الهائلة لهائل عقيل الذي قدم أداء قارب الامتياز. ونجح في إشعال تحد استجاب له كل من فلاتة والصمان اللذان سرعان ما تفاعلا مع جودة أداء هائل فقاسماه التجويد الذي لم يفلح ارتباك المؤثرات الصوتية والضوئية أحيانا في إطفاء وهجه. ولعل المخرج يعيد النظر مستقبلا في مؤثرات العمل التي شابها قدر من التشتت. فتشابك المؤثر الموسيقي الغربي مع العربي والمحلي قد يوصف بأنه خلط غير مبرر فنيا وإن كانت له بعض المتعة جماليا.
المصدر .. جريدة الوطن (http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-01-02/culture/culture02.htm)
اللي ما تعرفوه ان الاصيل ممثل مسرحي وعضو في جمعية الثقافة والفنون بجدة
وله العديد من المسرحيات الرائعة |253|
من حقنا نفرح ان بيننا فنان رائع مثلك يا هائل
واعتذاري الشديد عن عدم تشرفي بمشاهدة المسرحية
يا الله .. اكيد راح نتفرج عليها في احتفالات الجنادرية زي مسرحية السنة الماضية |253|
مع تحياتي
(الدمى) مقاربة مسرحية لظاهرة الإرهاب ومساءلة جنونه
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-01-02/Pictures/0201.cul.p25.n2.jpg
جدة: محمود تراوري
واصلت لجنة المسرح بفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة تقديم مسرحها الجاد الذي يتلمس بعض الهموم الاجتماعية والفكرية، حيث قدمت نهاية الأسبوع المنصرم عرضين لعملها الجديد (الدمى) على مسرح كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز من تأليف وإخراج شادي عاشور. وإن كانت (الدمى.. رقصة إبداعية استثنائية لحالة مشبعة بالبحث والتطلع والتشبث باللامباشرتية "هكذا".. محاولين معها مسرحة الكلمة الشعبية ذات الصبغة الاجتماعية، لنثبت صوتا مدويا مؤكدا بالدلائل المادية ضخامة الكيان المسرحي للوطن...) كما أراد المؤلف والمخرج من خلال تقديمه في برشور العمل، إلا أن شجب واستنكار نزعة الإرهاب بدت واضحة في الترميز الذي نهجه العمل الذي لم يخل من تقريرية في بعض مقاطعه، حجبت مباشرته براعة الأداء التمثيلي للممثلين خاصة ثلاثي الهرم الذي نهض على أدائهم بناء العمل وهم (هائل عقيل) الذي كان مبدعا في أدائه وبعفوية، وعثمان فلاتة الذي ازدادت خبراته الأدائية رغم وقوعه في هذا العمل في نمط صوتي خلا من المراوحة والتلوين وفق مقتضيات الحالة المسرحية فكان صوته ذا مستوى واحد في كامل وقت المسرحية مما يوقعه في "زعيق" غير مبرر فنيا أحيانا، وثالث الهرم كان أحمد الصمان الذي طرحته المسرحية موهبة تمثيلية بهية يقدمها فرع جدة بجمال وتمكن. أما سالم باحميش والذي قدم أقصر دور مساحة في العمل غير أنه شكل محورا مهما جدا يمكننا من اعتباره العمود الرابع للهرم إن أمكن تحويله إلى مكعب رباعي.
وإن كانت مسرحية الدمى قد حاولت تفتيت الواقع ومحاولة إعادة بنائه عبر تداخل مع مستشفى للأمراض النفسية، ولقطات اجتماعية خاطفة لها دلالتها وحمولاتها الرمزية، وتداخل عاملا الجنون والتحريك من الآخر للدمى، وهذا ما تومئ إليه فكرة العمل من الأساس في تبن واضح لنهج (بريشت) في رفض المسرح الدرامي المحكم البناء والسرد والقائم على التمثل والإيهام والمحاكاة إلا أن طموحها هذا لم يرق إلى مستوى العمل كنص، وإنما كإخراج.فالعمل لم يجنح مطلقا إلى الاقتراب من جذور مشكلة الإرهاب ومحاولة كشف تشابكاتها المعقدة، قدر ما انحاز إلى ما هو جمالي/إيمائي، وطرح أسئلة حائرة حيال المشكلة، وبدت المجموعة كمن تبحث عن وطن (الوطن بمعناه الإنساني لا بمعناه السياسي) تم اختطافه من قبل أشرار في إيماءة إلى قوى التطرف والإرهاب وهي الكلمة التي وردت عابرة مرة في النص كإضاءة لفحواه. كما أبرزت المسرحية ملمحا مهما كاد أن يغيب عن المحاولات المسرحية الجديدة في السعودية وهو توسل المتعة كأحد أهم وظائف المسرح التي لا تتعارض مع حلم تقديم المسرح الجاد، فالمسرح يقدم للمتفرج عالما ما وتأتيه المتعة من خلال التعرف على إمكانية السيطرة على هذا العالم، والاقتراب من غرائبية الواقع لمساءلته ونقده. وهنا نجح طاقم العمل في إيصال المتعة ممتطين كوميديا مغرقة في الافتعال، بل كانت تنساب عفويا مع طبيعة العمل، وساهم في توسعة مساحتها الطاقة الهائلة لهائل عقيل الذي قدم أداء قارب الامتياز. ونجح في إشعال تحد استجاب له كل من فلاتة والصمان اللذان سرعان ما تفاعلا مع جودة أداء هائل فقاسماه التجويد الذي لم يفلح ارتباك المؤثرات الصوتية والضوئية أحيانا في إطفاء وهجه. ولعل المخرج يعيد النظر مستقبلا في مؤثرات العمل التي شابها قدر من التشتت. فتشابك المؤثر الموسيقي الغربي مع العربي والمحلي قد يوصف بأنه خلط غير مبرر فنيا وإن كانت له بعض المتعة جماليا.
المصدر .. جريدة الوطن (http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-01-02/culture/culture02.htm)
اللي ما تعرفوه ان الاصيل ممثل مسرحي وعضو في جمعية الثقافة والفنون بجدة
وله العديد من المسرحيات الرائعة |253|
من حقنا نفرح ان بيننا فنان رائع مثلك يا هائل
واعتذاري الشديد عن عدم تشرفي بمشاهدة المسرحية
يا الله .. اكيد راح نتفرج عليها في احتفالات الجنادرية زي مسرحية السنة الماضية |253|
مع تحياتي