المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنوان الموضوع مفقود حاليا (!)..



Petals
23-12-2004, 05:44 PM
ربما هي محاولة لتجربة (استقراء) النص في مادته (الخام).. قبل أن يدخل غرفة العمليات الخاصة ويغرق في التكثف...

ربما هي الحيرة(!)

أقدم هنــا كائنـا بلا رأس (!)... لأن العنوان مفقود... بالعادة يحضر قبل أو مع النص.. لكن أن يبقى مجهولا هكذا حتى في نصوص سابقة تامة.. أمر جديد عليّ ويشعرني بالضيق كثيـــــرا....ربما أجد ضالتي هنا...


لا يهــم الآن......

لنرى

مــا رأيكـــ ــم(؟)

-------


بعصبية تامة تجاوزت الممر العفـن لتجـد نفسهـا مجبرة على الدخول في آخر أشد قتامة... لن تصل لهنـا طبعـا وتتراجع... طريق العودة موحل أكثر.. خصوصا أنها مازالت مخيرة حتى النهاية...

استلمت الممر..رفعت عباءتها المذهبة ووضعت كفها بمنديلها المعطر على أنفها.. لكن الروائح تجاوزت كل التحصينات .. أحست بها تغزو ما بقي لها من أعصاب... توقفت قليلا وأحنت رأسها.. ما الضير في إضافة قرف آخر للمجموعة...



كانت تعلم جيدا أنه من المستحيل أن يعرفها أحد في هذا المكان الرث.. الأمر الذي بعث فيها راحة زائفة... نظرت قليلا للأعلى ، لكن بصرها ارتد بسرعة للأسفل بخجل ... كيف.. وأنا أنا...كالمتهمة دافعت عن نفسها المريضة.. " أنت تعرف كيف تسامح..وتعفو.. لكن هناك أناسا منزوعو الرحمة يعتاشون على هذه الأرض!..ونحن نحارب طغيانهم...بكل الوسائل نريد الغاية!" .. تذكرت أنها وحدها تماما...لعنت كثيرا الساعة التي عرفت فيها عن هذه المرأة... من تظن نفسها لتطالبها بالحضور شخصيا...

وصلت أخيرا لمجموعة من الأبواب المتراصة... تتشابه إلا في الألوان!... ابتسمت بسخرية.. تعرف أن مرادها الأخضر... طرقت مرتين.. هكذا قالوا لها... " انتبهي من الطرقة الثالثة... فلن يفتح أحد الباب أبدا"...

صدر صرير قوي ... أطل رأس صغير أشعث... تأملها قليلا بعين الخبير... ابتسم.. تساءلت إن كان عرف أنها حمقاء أخرى أتت تتساءل عن حظها العاثر...ترك الباب مفتوحا.. دخل وصرخ بكلمة واحدة ثم اختفى... نظرت مليا للعتبة التي تفصلها عن الداخل... التفتت مرة أخرى لطريق العودة... " لا تراجع لا استسلام.. لااااا هزيمــة بعد اليوم" ..دلفت ليبتلعها ظلام دامس.... سمعت صوتا كالفحيح " من هنا.. من هنا" تركته يقودها لإحدى الغرف التي ينبعث منها دخان أبيض... رائحته غريبة... لم تتكلم كثيرا، تركت المرأة تثبت لها تفوقها حتى النهاية...وجودها هنا كان هزيمة أخرى لها..ولم تهتم.. أخيرا... بعد ساعات.. دست بيدها لفافة صغيرة، فعلت المثل.. وتركت بدورها ظرفا مكتنزا في يد المرأة...لأول مرة ترى عيناها تلمعان..



.........





اللفافة بيدها...عليها فقط أن تضعها تحت السرير، ثم تنتظر ماذا سيحدث.... تمنت كثيرا لو تعرف ما الذي بداخل ذلك الشيء الصغير...وسر هذا الذي سيفعل ما لم تقدر عليه بكل سحرها .. تحذيرات الوليّة كانت أشد سحرا..

"ينتهي مفعولها إذا فُضّت"... اعترفت بمرارة أنها تنتهي أيضا معها... كانت الساعة تتجاوز الرابعة فجرا... موعد حضوره إذا تذكر أن له بيت...مازال طعم المرارة يلتهمها، ويحرق ما حولها..تذكرت مخلفاتها في الممر، لا تختلف عنها كثيرا...كيف تركت رجلا يمارس جبروته عليها... وعلى الرغم من ذلك تحبه... غزتها الحقيقة الأخيرة بألم..تمنته دوما لها.. وحين أغرته في النهاية بمسرحية مفتعلة.. عرفت خطأها الكبير ..

بسرعة راجعت دورها الغريب في العملية خطوة خطوة... عليها فقط أن تكون موجودة حين يفتح عينيه لتكون أول من يراها تماما كصغار الطيور...ارتدت قميصها .. ودست يدها تحت السرير...تماما حيث مكانه البارد..

وصلها ارتطام الباب... خطواته المترنحة... دخل... هذه المرة تركت النور مضاء.. تلقفت عيناها جسده المنهك... هو تسمّر قليلا مكانه.. نظراته فُقدت بين صدرها وبقية الجسد الغض...تدرك أنها في هذا دوما تنتصر...



-----



الشمس تودع يومها... في الغد سيعود الخدم.. حاولت كثيرا إحداث ضجة علّه يصحو دون جدوى...فتحت كتاب قديم كانت فقدت اهتمامها به منذ زمن... لكن الكلمات كانت قد فقدت طعمها..استسلمت للشرود..

أخيرا سمعت صوت ارتطام الباب ذاته...لتجده رحل ورائحة عطره تملأ دهاليز الممر الرخامي...وضعت يدها على أنفها تمنعها من الوصول..للحظة ظنت نفسها لم تغادر الممر العفن...

جرجرت أذيال الخيبة نحو الغرفة... تطلعت للفراش.. تناولت اللفافة... بهزيمية فضتها..وجدت بداخلها بضع شعرات بيضاء.. وريشة طاووس مكسورة!...

-----------

عابده لله
25-12-2004, 12:57 PM
رااااااائعة بيتاليز .. |310|

والله منذ فترة ما استمتعت بنص قدر استمتاعي
اللحظة ..
صدقاً كان اكثر من رائع .. وانتقلت بين اجواء تلك
القصة كـ قارئة شغفة بـ كل جمالٍ آخاذ..

:SMIL:

دمتِ أيتها المعطاءة ..

:

العابده لله

غارى
25-12-2004, 06:49 PM
نص جيد ينتمى إلى القص القصير ذو القالب أو الإتجاه الحوارى ، والقارئ للعمل يستشعر حسن أدوات الكاتبة كاللغة، وترابط العمل ، وحركية النص وما إلى ذلك من أمور يجب توافرها لدى الأديب .. هذا وإن ظلت بضع نقاط ليتها تؤخذ بعين الإعتبار أو هكذا وجدتها وهى كما أقول :

- ليس هناك نص قصصى بدون عنوان !!

- بعضا من الجمل والعبارات الزائدة تختلج النص ، وتعيق قدرته الإبداعية ومن ذلك ، ( بعصبية تامة ) تلك العبارة تنتمى لأسلوب حكى لا يتناسب والقص القصير ، فالقص القصير يعتمد بالضرورة على الحركة ، على تمثيل الحركة على وصفها ، لكن أن نحكى للقارئ عما يدور بداخل أحد أشخاص العمل فتلك إحدى الأمور التى تضعف من تركيبة النص القصصى القصير...
( لتجـد نفسهـا مجبرة ) دعى القارئ يستشعر ذلك من خلال حدث .. من خلال حركات شخصية البطلة ، دون تقديمها إليه بكل تلك البساطة .. دعيه يشاركك أجواى النص.
( لن تصل لهنـا طبعـا وتتراجع ) .. طبعا .. أنظرى لتلك اللفظة .. طبعا .. التأكيد الذى توحيه تلك اللفظة تعنى أنا الراوى للأحداث هو نفسه شخصية البطلة ، وهذا يعنى أنه لا يوجد فصل بين الراوى والبطل .. وللعلم تلك إحدى كبائر القص القصير .. فهى تحيلها تماما لقالب غير محبب هو النص القصصى القصير احادى السرد.

- التكرارات ( الممر العفـن - المكان الرث - الروائح الكريهه ) .. ليست إلى جانب النص

عفوا لن أطيل .. لكنى حقا قد وجدته عملا جيدا.

ولك كل الأمنيات الطيبة

Petals
26-12-2004, 10:07 PM
أهلا عابدة

تحياتي... شكرا لحضورك... لا أنكر بأني أشعر (أو أريد ) بشيء من التشفي مع نهاية القصة مع أنها باهتة.. ربما التعاطف معها هي السمة السائدة.. شكرا لحضورك وقدومك عزيزتي....

ودمت بكل ود..

Petals
26-12-2004, 10:10 PM
أهلا بالأستـــاذ غــاري...

اسمح لي... في رأس ردك (إليك أيتها الكاتبة) ....
إما إثبات بأن لكل موضوع رأس.. أو استفهـام عن...(الكــاتبة) ذاتها...

دعني أبحر في ردي (استكمالا لمتعتي)....مادامني مازلت أمتلك حــق التأويـل..

بالنســبة لـ (ليس هناك نص قصصى بدون عنوان !!)
هذا ما آمنت به دوما.. وكما قلت الشعور بالضيق يعتريني..ولولا أني أمتلك نصـا سابقا أيضا دون رأس وان اكتمل، ربما ماشعرت بهذا. ولاقذفت به (وهومازال طريا في بداياته).. تقارب النصين يولد في ذهني عنوان (عام) معروف لهذا النص ذي الموضوع المستهلك...
(نســاء صغيرات).. أيضا هناك آخر لكن ذلك سيكون مشروعا آخرا ويجب أن يتبعه نص ثالث وربما رابع... وان كنت سأكون في مشكلة كبيرة لو تكررت حالة النصوص المجتثة الرؤوس.. أقله لنفسي....


معظم ملاحظاتك لاحظتها بدوري...من المرة الأولى....
لكني كتبته مرة واحدة ، عدلت فيه كلمة واحدة ثم وضعته هنـا... فالنص كما ذكرت (مازال في مادته الخـام). وسيتغير كثيرا...

التكرار هو أول ما لاحظت.... وخطأ الفصل...
بالنسبة لهنــا ( بعصبية تامة ) تلك العبارة تنتمى لأسلوب حكى لا يتناسب والقص القصير ) بالنسبة للعصبية فيمكن أن تلاحظ في الحركة.. حتى لو من طرف ثالث... في الجزئية هذه أشكرك فقد أثريتني.. صحيح أن من مساوئ النص توجيه القارئ...لا أحب أبدا أن يعظني كاتب أو يفند غرضه.. كأني بلهاء(!)...
بذلك تكون المحصلة واحدة والنتيجة واحدة سيئة دون جائزة الإختلاف في تذوق النص والحكم والتي هي مثرية أكثر....


<<عفوا لن أطيل .. لكنى حقا قد وجدته عملا جيدا.>>

آه لكني وددت لو تفعــل ...... هل تسمح لي (أنا) إذن (!)

بالنسبة أن النص كان يمكن أن يكون أكثر قوة..... إلا أن (استكمالا لنواقصه) :

1-

" أنت تعرف كيف تسامح..وتعفو.. لكن هناك أناسا منزوعو الرحمة يعتاشون على هذه الأرض!..ونحن نحارب طغيانهم...بكل الوسائل نريد الغاية!"

هذه امــا تحذف أو تتغير....

2-
النهاية تبدو باهتة قليلا ... وفرضية لجوئها لكتــاب في لحظة كتلك هي غير مقنعة...


مهما بلغ النص القصصي قيمته لدى الكاتب الا انه أيضا سيحتاج دوما للمراجعة... قبل وضعه كليا ونهائيا... فيفقد الكاتب حقه في تأويله(!)... (تماما كعجينة تختمر(!) ).. والبناء على العاطفة وحدها لايكفي.. النص القصصي كولادة طفل مكتمل النمو... ستختلف مقاييس جماله من طفل لآخر...لكن لاينبغى أن يخرج قبل وقته(!)....



شكرا كثير أخي غـــاري....

أمتعتني.... و كلمة (جيد) ...تكفيني حقــا...

دمت بكل ود

BackShadow
26-12-2004, 10:59 PM
اسمحي لي بيتلز بالتعبير عن اعجابي بالقصة وروعتها

واسمحي لي ايضاً ان اشكرك على امتاعنا برؤية الاستاذ غاري من جديد بعد طول انقطاع

فبالتأكيد للمكان رونق آخر بوجوده


مع تحياتي

عمر باعقيل
27-12-2004, 08:57 PM
اختي الراااااائعة / Petals|310|





:159: :159: :159: :159: :159:





اش هذا الجمال من جد من قال لكلام سحر فقصتك هذه شدتني من اوله إلى آخره روووعة في التعبير ورعة في المعنى بجد لا اجد كلام يوفى ما قرائة هنا



إلى الامام اختي الرااااائعة دوما



دمتي في حفظ الله ورعايته

غارى
28-12-2004, 11:42 AM
عفوا لتداخلى وللمرة الثانية .. لكنى وددت التعقيب على ما جاء بردك ...

- أن يكون النص بمادته الخام ( كما تصورينه ) فهذا لا يعفيه من النقد طالما أنه قد وجد بركن النقد .

- أن تستشعرين بالبلاهة ، لمجرد أن الآخرين يحاولون تلمس ملامح القوة والضعف بالنص فأنت مخطئة .. فقد تعرٌض عظماء الأدب لمثل تلك الأمور

- أن تذهبين إلى ما هو أبعد مما ذكرت ، فلن أخقيك سرا أننى لم أتجاوز حد المقدمة كى أضيف المزيد .. ربما كان ذلك بفعل ضيق الوقت لدى .. لكن إن أردت المزيد .. فعليك بالموافقة أولا .. وإبتلاع مشاعر الضيق والحنق التى ستشعرين بها حينذاك ثانيا.


ولك كل الأمنيات الطيبة

Petals
28-12-2004, 05:01 PM
أهلين بالشادو....

بالتأكيد أسمح ، أحد يمل من المدح :221:


وباين الأستاذ غاري حيروح من تاني.... شكلو فهمني غلط و زعل....

طيب حأرجعلو بعدين


شكرا لمرورك


دمت بود

بيتالز

Petals
28-12-2004, 05:02 PM
أهلا همس الوجود


جميل وجودك هنا.. وكلمات اعجابك...

شكرا كثيرا لمرورك... ولدعمك

بيتالز

Petals
28-12-2004, 05:03 PM
أعود لك سرييييييعا سيدي العزيز... غـــــــاري

يبدوا أنك شعرت بنوع من السخرية من كلامي... ففسرته بالضيق أولا.... وأنه موجه نحوك ثانيا...

وهذا أبدا لم يكن ما أردته... لا في الأولى ولا في الثانية...

لكن لن ينفع هنا... أتمنى لو تطلع على الخــاص.... أريد أن أسرّ لك بشيء


دمت بـود


بيتالز

غارى
29-12-2004, 12:30 AM
شكرا لرسالتك ..

ولك كل الأمنيات الطيبة