المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاب يقتلهُ القهرُ ... قصة واقعية ومبكية جدا



ياكُـلك
21-12-2004, 06:57 PM
هدأت ِ العيونُ ، وغارت ِ النجومُ ، وتتابعت ِ الهمومُ ، فلم يرُقْ لهُ مرقدٌ ، ولم يسكُنْ له جنبٌ ، ولم يهنأ بمضجع ٍ ،
يتململُ على فراشهِ ، ويتلوّى عليهِ ، وتشعلُ النارَ في جسمهِ بواقي قهر ِ الرجال ِ المشتب ِ داخلَ ضلوعهِ الصغيرة ِ ،

تارةً يفرُكُ عينيهِ علّهُ ينامُ ولو غفوة ً ، وتارة ً يسرحُ بفكرهِ في أودية ِ الدنيا ، لعلَّ خيالهُ يُشغلُ عن نومهِ ، فيسارقهُ إغفاءة ً سريعة ً ، قبلَ أن تفجأهُ طوارقُ الهموم ِ المشتّت ِ للفكر ِ ، والذهن ِ ، والنوم ِ ،

ليسَ بهِ بأسٌ في جسدهِ ، فهو صحيحُ القوى ، معافى الحواسّ ، مليءٌ شحماً ، ولحماً ، سريعُ الخطوة ِ ، وشديدُ الوثبة ِ ، وكريمُ الخلق ِ ، ونبيلُ الطبعُ ، وحسنُ المفاكهة ِ والمعشر ِ ،

كادَ يُذهبُ عقلهُ : شوقهُ إلى عروسهِ التي طالما انتظرَ وصالها على أحرّ من جمر ٍ ، وأعجلَ من سحابٍ ،

بادلها الشوقَ لياليَ كثيرة ٍ ، وآنسها وأدفأها بحسن ِ بيانها في تطلّب ِ جميل ِ صفاتها ، وسبتهُ هي بمنظر ٍ أخّاذٍ ، وعين ٍ ساحرة ٍ ، وقلب ٍ حنون ٍ ، وصدر ٍ مليءٍ بالرحمة ِ ، والشوق ِ ، والوله ِ ،

كانتْ تقولُ لهُ : كنْ بجانبي ، ولا أريدُ منكَ لا مالاً ولا زاداً ، فسوفَ نتمّ عرسنا في مسجدِ المدينة ِ ، ونطعمُ الناسَ من العصائرِ ونحوها ، ولكنهُ أبى إلا إسعادها ، ليتغرّبَ ، ويطلبَ رغدَ العيش ِ ، حتى يكرمها في زواجها ، وتُحسّ بما تحسّ بهِ بقية ُ بنات ِ حوّاءَ ،

وأخذَ يعدُ اللياليَ ، تلوَ الليالي ، والأيامَ تلوَ الأيام ِ ، حرمَ نفسهُ من لذّةِ العيش ِ ، وجميل ِ الملبس ِ ، والمطعم ِ ، حتى يدّخرَ شيئاً من المال ِ ، ليحظى منها بوصل ٍ ينسيهِ شقاءَ تلكَ الأيام ِ ، وعنائها ،

ولأنّهُ شخصٌ وافدٌ ، وغيرُ سعودي ، فقد بُليَ بالكفالة ِ ، والأشدُ من هذا وأنكى أنّ كفيلهُ رجلٌ جشعٌ ، حسودٌ ، حقودٌ ، لا يعرفُ سوى اشباع ِ نهمته ِ فقط ،

وبعدَ أن جمع – بالكاد – مبلغاً من المال ِ ، يكفيهِ أن يقيمَ هو و خليلتهُ ، وحبيبة َ قلبه ِ ، في سعادة ٍ لا تسعهم الدنيا ، فهي ترضى معهُ وبهِ بالكفافِ ، فهي لا تريدُ من الدنيا إلا هو ، وهو لا يريدُ إلاها ،

حتّى إذا قرُبُ وعدُ اللقاء ِ ، وأزفَ حينهُ ، ركبَ صاحبنا إلى كفيله ِ ، وطلبَ منهُ إذناً بالسفر ِ ، حتّى يُتمّ أمرَ عرسهُ ، ويكملَ شطرَ دينهُ ،

دخلَ على كفيله ِ ، وقد احرقتْ الشمسُ وجههُ ، بسبب ِ جدّه ِ في العمل ِ ونشاطه ِ ، وقد خارتْ قواهُ من تتابع ِ العمل ِ ، وعدم ِ أخذ ِ راحة ٍ ، حتى يجمعَ أكبرَ ما يقدرُ عليه ِ من مال ٍ ،

وكانت الماجأةُ التي صعقتْ صاحبنَا ، أنّ ذلكَ الكفيلَ طلبَ منهُ مبلغاً وقدرهُ .... ، وهو نفسُ المبلغ ِ الذي جمعهُ لإكمال ِ أمر العرس ِ ، وإذا لم يعطهِ الرجلُ ذلكَ المبلغَ فإنّهُ لن يسمحَ له بالسفرِ أبداً !! ،

سيّدي !! ، والله إنّي لا أملكُ غيرها أبداً !! ، وزوجي ، وأبي ، وأمّي ، وكلُّ أقاربي ينتظرونَ قدومي على نار ٍ ، حتى يفرحوا بي ، وحتى يجتمعَ شملي مع محبوبتي ، ولو كانَ عندي شيءٌ زائدٌ فلن أجعلهُ حائلاً دونَ ، ودون حبيبة ِ قلبي ! ،

هكذا نطقَ صاحبنا ،

بيدَ أن هذا الكلامَ لم يرُق للكفيل ِ ، فقال – بعد أن قطّب جبينهُ وقوّسَ حاجبيهِ وأرسلَ نذرَ الشر من عينيهِ - : هذا الكلام ما يمشي عندي !! ، تجيب المبلغ تسافر ، ما تجيبه والله ما تطلع لو تموت !! ،

انحنى ليقبّلَ يدهُ – وهو الرجلُ الحرّ الأبيّ ولكن شوقهُ غلبهُ – فسحبَ كفيلهُ يدهُ ، ودفعهُ عن نفسه ِ ، وأعطاهُ ظهرهُ ، وانصرفَ ، في حالة ٍ من الزهوّ ، والعنجهة ِ المقيتة ،

تنهّدَ صاحبنا بقوّة ٍ ، وزفرَ زفرة ً شحنها بأنواع ٍ من القهر ِ والأسى ، وذرفَ دمعات ِ رجل ٍ أبي شهم ٍ كسرهُ القهرُ فبكى ، ووضعَ يدهُ على جبهته ِ ، والأخرى يمسحُ بها أثرَ الدمع ِ من على خدّه ِ ، وأمّا فكرهُ وخيالهُ فهو مع عقيلتهِ ، وقرينة ِ قلبهِ ،

دارتْ بهِ الدنيا ، وطاشَ فكرهُ ، وغلى رأسهُ غليانَ القدر ِ على النار ِ ، وأحسّ بدبيب ِ نمل ٍ يمشي على ظهرهِ ، لشدّة هول ِ الصدمة ِ عليه ِ ،

حسبلَ ، وحوقلَ ، واسترجعَ ، ورجعَ القهقرى ، وعليهِ من علاماتِ القهر ِ ما ليسَ في أمٍ حيلَ بينها وبينَ ولديها البكر ِ ، وما ليسَ في ملكٍ سرقَ منهُ الملكَ عبدهُ الحقيرُ ، وما ليس في أسدٍ منعتْ جراحهُ من دفع صولة ِ الفأر ِ عليه ِ ،

وصلَ إلى فراشهِ ، وقبلَ ذلكَ كان قد بثّ شكواهُ ووجدهُ لأقربِ الناس ِ لهُ ، وأخبرهُ الخبرَ ، وكانت تحولُ الدموعُ ، ويمنعُ البكاءُ من استيفاءِ الخبرُ ، لولا أنّهُ تحاملَ وأكملَ القصة َ لهُ ،

وعندما وصلَ للفراش ِ ، ألقى نفسهُ كجثةٍ هامدة ٍ عليهِ ، وفي مخيلتهِ تدورُ صورة ُ عروسهِ ، وهي تزهو بالحنّاء ِ ، في وسطِ خميلة ٍ وردية ٍ ، ويجلّلها غطاءٌ من دخان ِ الندّ ، وتعلوها بهجة ُ الوصل ِ ، وفرحة ُ قرب ِ اللقاء ِ ،

وكلّما تذكّرها وهي في هذه الحالة ِ ، انغرستْ في قلبهِ ، وصدره ِ سكّنة ٌ مسمومة ٌ ، وتتابعتْ عليه طعناتٌ من تتابعُ التفكّرُ والتذكّرِ ،

وقد بلّتْ دموعهُ لحافهُ ، وتتباعتْ انهماراً في غزارة ٍ شديدة ٍ ،

آه ٍ ! ، أتدري هي بحالي أم لا تدري ! ، هكذا حدّثَ نفسهُ ، وفي فؤادهِ وأحشائهِ نارُ أسىً ، إذا ألمّ بها التذكارُ تشتعلُ اشتعالاً ،

ماذا يتذكرُ !! ، وماذا ينسى !! ،

أيتذكرُ نعومة َ ملمس ِ يدها ! ، أم عبقَ نسيم ِ نسمها ! ، أم براءة َ وجهها ! ، أم شوقها وقلبها ورقتها ! ،

أيذكرها ! ، أم يذكرُ أمّهُ العجوزَ التي ترمقُ قدومهُ وفيها من الشوق ِ ما لو أرسلتهُ لجرى به ِ نهرُ دجلة َ والفرات ِ ! ،

أم يذكرُ أباهُ الذي يتمنّى اليومَ الذي يراهُ فيهِ عريساً ! ،

إنّ لهُ في قلبهِ أمان ٍ كثيرة ً ،

ولكنّ شوقهُ لزوجه ِ أخذَ منهُ السمعَ والبصرَ ! ،

فكلّ ما تذكرَ أنسهُ بها ، ولذّتهُ بقربها ، أضناهُ ألمُ المنع ِ من السفر ِ ، وعدمُ قدرته ِ على وصلها ،

وبينما هو في حالة ٍ من الهذيان ِ ، وقد أخذَ منهُ القهرُ كل مأخذ ٍ ، وسهامُ الأسى أحاطت بقلبه ِ وغشّتهُ ، بينما هو كذلكَ ، إذ بصائح ِ الفجر ِ وديكه ِ ينادي ،

قامَ القومُ ليتوضأوا للصلاة ِ ، وهالهم أن رفيقهم الذي اعتادَ أن يصحوَ قبلهم ، ويكونَ أوّل موقظٍ لهم ، هالهم أنّهُ لا زالَ بعدُ نائماً ،

طرقوا عليه ِ ، فلم يجبهم ، فدفعوا البابَ بقوّة ٍ ، ليجدوهُ عاضاً على لحافهُ ، وقد رنا بصرهُ نحوَ السماءِ ميتاً ، قتيلا ً بقهر ٍ ، وشوق ٍ ، غير ِ ملحقه ِ وصماً إن شاءَ اللهُ ،

هكذا ماتَ !! ، لتموتَ معهُ أمّه وزوجهُ وأبوهُ حسرة ً وأسىً !! ،

ولعنة ُ اللهُ على من فرّقَ بين حبيب ٍ وحبيبته ِ ، ومن ظلمَ مسلماً ، أو أكلَ مالهُ ،


منقووووووووووول


تحياتي واحترامي للجميع

EDrara
23-12-2004, 03:19 AM
أخي

فيه ناس
بتحب تأخذ كل حاجة مع إنها مش محتاجه
وناس بترضي بأي حاجة مع اعز ما هي محتاجة

وناس
تدى وتنسي وناس تأخذ وتنسي
وناس
تدي وتندم وياريتها بتدي حاجة

ويلي
يابا ويلي


ياللي بتقولوا الزمان دا خذ وهات
انت خليتوا الزمان دا كل هات

اللي عايز منّا تلاقيه إنسان ملاك
ولما يأخذ دم قلبك تلاقي بركان هلاك

ويلي
يابا ويلي ويلي


إمضاء :خالد عجاج


هم ناس ولكن مش ناس
إمضائي