المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~~شموع داااااااااااافئة .. لمشاعر باااااااااردة~~



إشراقة أمل
16-12-2004, 08:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.

.

http://www.spiegel.com/assets/product_images/thumbnail_large/0831692.jpghttp://www.spiegel.com/assets/product_images/thumbnail_large/0831692.jpg

.

.

قبل أسابيع قليلة حلّ علينا فصل الشتاء ضيفاً عزيزاً طالما انتظرناه وهو بعيد، واشتقنا إليه ونحن نمسح عرق الصيف الملتهب .. وكم بحث عنه البعض في أصقاع الأرض خلال إجازة الصيف هروباً من لهيب شمس النهار ورطوبة جوّ الليل ..

وها نحن هذه الأيام نستقبله لمّا حضر بالفرار إلى الأسواق والاستنجاد بالمعاطف والثياب الثقيلة؛ صداً لهجوم رياحه الباردة وقرصات ليله اللاذعة..وقد يدور في خلد البعض الحنين لأجواء الصيف، فعدو الأمس أصبح صديق اليوم..وكل ذلك من أجل البحث عن الدفء..

تلك النعمة العظيمة والمنحة الجزيلة التي لا يعرف قدرها إلا من حُرِمها...غير أن المتأمّل في واقعنا اليوم يجد أن هناك نوعاً من الناس قد حُرم ذلك الدفء ليس لأن جسده عُرضة للبرد بل لأن قلبه وعواطفه وإحساسه بالغير قد أُصيبت بنزلة برد؛ٍ

فلم تعد أنواع التدفئات أو المضادات تكفيه، أو تبعث في روحه ووجدانه حياة الدفء من جديد، وهذا المرض الشتوي قد لازم كثيراً من الناس في جميع فصول حياتهم، وأعراضه المزمنة تظهر بغير خفاء على أحوالهم ومواقفهم تجاه مجتمعهم وأمتهم. منها على سبيل المثال:

البرود القاتل في علاقاتنا الاجتماعية، وصلتنا لأرحامنا التي أصبحت في هذا الزمن طقوساً رسميّة خالية من دفء العاطفة وحرارة المحبة الصادقة، وانقطعت حبال الودّ إلا من خلال الأثير أو البريد، وربما يأتي دورها وتسفّها رياح التغريب وماديّة الحياة لتجعلها ذكريات تتّندر بها أجيالنا القادمة، أو تتنهد شوقاً لماضيها القريب؟!

وأما عوارضه الأخرى فذلك البرود القلبي تجاه ما يحصل لإخواننا المسلمين في كل مكان من مصائب ونكبات وكوارث ومجاعات حتى أصبحت صور النساء الباكيات والأطفال الأبرياء وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في شتاء قارس، يزداد مرارة مع ألم الجوع وقهر الحرب وصقيع الثلج، ولا يحرك فينا شعور الأخ لأخيه، وكأن المشاهد والمآسي أفلام للتسلية وأحاديث "للمؤانسة"، فهل تنسى كغيرها من المآسي في سكرة حرب الإرهاب واحتفالات عيد الميلاد؟

إن أعراض هذا المرض قد ساعد أيضاً في انتشار الفيروس القاتل الذي بدأ يدبُّ في نفوس الشباب والأجيال القادمة، وهو داء البرود النفسي والخمول الفكري، وعدم الحرص على الإنتاج والإنجاز وبلوغ الأهداف،

والرضا بالعيش الهيّن والسعي وراء الأفكار الرخيصة والموضات الفارغة.
وكأنّ الهمم والعقول قد التحفت تحت أطباق من المعاطف الوثيرة لتعلن بياتاً شتوياً لا أمد لانقضائه ولا نهاية لامتداده ..

فهذه العوارض السابقة للبرود القلبي والوجداني قد يوجد لها في قائمة الدواء علاج من خلال طب إحياء المشاعر والعواطف الصادقة، ومن داخل محراب الإيمان الدافئ المشتعل بشموع الرحمة والمودة والصدق مع الله، لعلنا ننجو من صقيع ذلك الشتاء، ومن قرصات برده اللاذعة قبل أن يموت فينا الإحساس .. فحينها لا صيفاً عرفنا ولا شتاء!!


د.مسفر بن علي القحطاني
.
رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
.

دمتم على خير وطاعة

EDrara
17-12-2004, 07:32 AM
أختى اشراقة

لله درك
ولله در الشيخ

لقد صنف الداء بخيال عجيب وأمثلة حيه

فشكرا لك
وجزاكما الله كل الخير

الشهد
17-12-2004, 06:58 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



أيا إشراقتنا الحبيبة ..

بورك هذا النقل ...
لكن أي حيلة نملك مع تجمد كل هذه المشاعر ..
أصلا ما أراه أنها لم تتجمد فحسب ..بل فقدت تماما ...
هناك من لم يعد يحس حتى بنفسه ..
كل تلك المغريات أفقدته صواب الفكر والإحساس ..

يبدو أن الهدف الإساسي حين غزونا فكريا .. هو قتل أجمل ما كنا نملك مشاعرنا وأحاسيسنا .. لأن ديننا دين قائم على توطد العلاقات وتفهم النفسيات .. وتقوية المشاعر النقية ..الخالصة لوججه الكريم دون هدف ومصلحة دنيوية

فدخلنا في معمعة التناقضات ولا بد من الأخذ للعطاء .. فباتت قلوبنا كالحجارة ..

إن لم تفهمي شيئا من كلامي .. فالعذر أرجوه ..يبدو أنني تأثرت بالبرد أيضا ..

..

كعادة اختياراتك الراقية الهادفة ..فجزاك ربي خيرا ..
وليتنا فعلا ندرك كيف نحيا في معية الله ..فلا تفقد أحاسيسنا لثانية دفأها..



دمتِ حبيبتي

إشراقة أمل
17-12-2004, 09:36 PM
وجزاك ربي خيرا أخي الفاضل اباعبد الملك..

بالفعل أجاد الشيخ وأبدع فيما وضع هنا

.

.

بارك الله فيك لطيب حضورك

.

.

دمت على خير وطاعة

إشراقة أمل
22-12-2004, 05:28 PM
شهدي الغالية..


لكن أي حيلة نملك مع تجمد كل هذه المشاعر ..
أصلا ما أراه أنها لم تتجمد فحسب ..بل فقدت تماما ...
هناك من لم يعد يحس حتى بنفسه ..
كل تلك المغريات أفقدته صواب الفكر والإحساس ..*

*

*

لم لا نملك حيلة!! لم هذا اعجزواليأس في أنفسنا..

فبدفء مشاعرنا وقوة اخلاصنا نستطيع اذابة أصلب المشاعر

ولكن كل مانحتاجه,, همة عالية.. وعزيمة قوية.. وصبر ثم صبر ثم صبر

ألا بالصبر تبلغ ما تريدُ **** وبالتقوى يلين لك الحديدُ


*

*



يبدو أن الهدف الإساسي حين غزونا فكريا .. هو قتل أجمل ما كنا نملك مشاعرنا وأحاسيسنا .. لأن ديننا دين قائم على توطد العلاقات وتفهم النفسيات .. وتقوية المشاعر النقية ..الخالصة لوججه الكريم دون هدف ومصلحة دنيوية

فدخلنا في معمعة التناقضات ولا بد من الأخذ للعطاء .. فباتت قلوبنا كالحجارة ..


*

*

وهذا مطلبهم.. فهل نحقق لهم ما ارادوا ونساعدهم فيه؟ :219:

*

*

إن لم تفهمي شيئا من كلامي .. فالعذر أرجوه ..يبدو أنني تأثرت بالبرد أيضا ..

..


*

*

ما أروع تأثرك بالبرد.. فقد اثار اعجابي المطلق:)
*

*

*

لا حرمت أخوتك ونقاء قلبك.. أدامه الله عليك|548|

جزاك ربي خيرا لطيب حضورك

*

دمت على خير وطاعة