المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من فضلك ...أحسن إلى ذاتك



عمر باعقيل
13-10-2004, 10:51 PM
كثيرا ما يغيب عن أذهاننا في خضم بحر المشاغل والإلتزامات التي تحيط بنا،أن
نلحظ جمال الكون من حولنا ..ابتسامة طفل..تغير أوراق الأشجار من طور الذهب
إلى الإحمرار!

إننا ننسى أن نرفع رؤوسنا كيما نتأمل الشفق يتربع في كبد السماء
بألوانه الرائعة
،نصم اسماعنا عن صدى ضحكات
الطبيعة البكر،تتردد في جنبات البعيد البعيد،وتعمى ابصارنا عن رؤية شلال
الشمس،ينسكب تبرًا يضمخ صفحة الماء الزبرجدية!

بحـر المشاغل ينسينا كل ذلك، حتى إننا لانشعر تلك السعادة الغامرة تملأ
ذواتنا دفئًا وألقًا حين نمد يد العون لأحدهم،كيما يصير يومه أفضل وأجمل.

ونحن-كذلك-ننسى الذكريات،من منبع البساطة يأتينا عذب الذكريات،من
البسمات،والضحكات،وصدى الأمسيات الحالمات،من فكرة عابرة يضج بها صدى
اللحظة،كذا تولد الذكريات،وكذا نستشرف الطريق إلى الإحســـان إلى الذات
وذلك مما يجعل حياتنا جديرة بالعيش بعد طلب رضى المولى جل وعلا.

ومن طــرق الإحسان إلى الذات :

"الصــــــوت والصـــورة"
خصص جزءًا من وقتك للاستمتاع بعذوبة الأدعية المأثورة في شريط
محاضرة دينية!
وإياك أن تجمع بين مشاهدة التلفزيون وتسديد الفواتير والقراءة في
نفس الوقت!فقط استمع واستمتع.


"القوة الذاتية"
استثمر قواك الداخلية التي تتمتع بها وتميزك عمن سواك،وأعني
بهذه <القوى الداخلية>خشوعك في الصلاة قانتًا لله تعالى،وذاك
النهر العذب الفياض من التأمل والتفكر في خلق الله،إما افترشت
شواطىء بحر متموج الزرقة،متكسر الأمواج ، وإما اتجهت إلى
دراسة ما حولك واقتسام ماتملك مع صحبك.

إنك قد تجد في هذه المنابع الذاتية الكامنة قوى فذة لاتتوافر
في أي مصدر آخر.


"عــدوى الإبتسام"
إن للابتسامة نفس المعنى بكل اللغات،وهي دائمًاتقول لك:
((أنا سعيد،أنا آبه لك وأهتم بك))

والإبتسام نوع من الهرولة الداخلية،وهو ليس ممتعاً فحسب
بل إنه لازمة صحية كذلك.

لقد أظهرت الدراسات أن الإبتسام والضحك وكل أحاسيس المرح
يمكن أن تقوي جهاز المناعة لديك فتتحسن صحتك تبعًا!

والإبتسامة هي أفضل وأنجع طريقة للتعامل مع ضغوط الحياة
وتوتراتها.

وقد نضطر أحيانا إلى ((نداري حتى نجاري))أي أننا إذا ما تصنعنا
السعادة فسرعان ما ستتسلل إلى قلوبنا كالطيف اللذيذ يحيي فينا
مـوت الأمل.
إن الإبتسامة تُعدي، فلم لاتقتسمها مع الغير؟.


"ترنم بالقرآن"
ألا تشعر بسعادة حينما تتلو إحدى السور القرآنية يا ترى؟
جمال صوتك لايهم؛لأن الصوت يبدو رخيمًا دائمًا أثناء الخشوع،إن
من الصعب جدّاً أن تحاصرك الهموم والأكدار وأنت تتلو آيٍ من الذكر الحكيم
وتذكر بأننا سعـداء لأننا خلقنا على ملة الإسلام.

وينطبق ذلك تمامًا على ظاهرة الإبتسام،انظر إلى وجهك في المرآة
وتكلف الإبتسام.

من الصعب جدًا أن تكتنفك التعاسة،وذلك الوجه الحنون البريء
يبتسم لك،أما قلت لك؟!


"اترك همومـــك عند الباب"
بعض الناس يتركون هموم العمل عندما يعودون منه على عتبة المنزل
وآخرون يعلقون هذه الهموم على أقرب شجرة خارج البيت.
حتى أن رجلاً قد غرس أمام بيته شجرةً لهذا الغرض،إذا عاد من عمله مساء
علق عليها مشاكله العملية،وإذا خرج إليه حملها معه إلى مكتبه حيث يجب أن تكون.

حاول قدر إمكانك أن لا تحضر معك همومك ومشاغلك المكتبية،وحاول
-بالدرجة ذاتها-أن لاتحمل معك همومك المنزلية إلى مقر عملك.

إن غريزة البقاء تتطلب منا-أحيانا-أن نجري عملية(تبويب)لحياتنا
فنخصص لكل شيء باباً معينًا.

طالبة علم
16-10-2004, 03:34 PM
ماشاءالله عليك أخوي همس الوجود..من جد موضوعك أكثر من رااائع..

تسلم يدينك على هالموضوع..وننتظر جديدك..

تحياااتي لك..

عمر باعقيل
16-10-2004, 04:39 PM
اختي الكريمة طالبة علم لك كل الشكر والتقدير لتشريفك موضوعي

ولك مني كل الاحترام والتقدير