الشجاع
08-09-2004, 12:30 PM
للامانة العلمية ان لم اكتب هذا النص و لكنه ادهشني فاحببت ان تشاركوني دهشتي به
"للكاتب : ابراهيم جابر ابراهيم"
لم يختلف شيء; الحصارات لها ذات المذاق المرّ: بيروت ,82 مخيم جنين, رام الله, كنيسة المهد, و... الفالوجة الآن.
الدبابة ذاتها, الرصاص هو, ملامح الشهداء, الشقيق الجبان نفسه, والعدو ذاته طبق الأصل.
لم يختلف شيء; منذ حصار (جمال عبدالناصر)في الفالوجة الفلسطينية, وحتى حصار الفالوجة العراقية... الآن.
***
الحصارات تحتفظ بذات المشاهد التلفزيونية:
شهداء يموتون لأجل أن لا يذّلوا, وآخرون من نفس البلد يلعبون دور الوسيط (أقلب الغريب كقلب أخيك? عيناه كعينا أخيك?), كيف يصير الشقيق مفاوضاً? يقنعك أنت بوقف إطلاق النار.. لتثبت أن العدو هو المعتدي!
والأشقاء لا يتركونك في الحصار وحدك, يغمرونك بالبطانيات وأكياس الطحين وعلب (الريفانين).
****
المذيع العربي يستضيف قائد العمليات الاميركية في الفالوجة, ليتحدث عن (انجازاته) وسير عملياته, وليطمئن المشاهدين ان المهمة (المقدسة) تسير بشكل جيد!
و... يشكره المذيع العربي قائلاً: سيادة العميد شكراً جزيلاً
شكراً على ماذا يا ابن ال¯ (....) ?!
شكرا على ذبحه خمسمئة مقاوم عربي في ليلة واحدة?!!!!
***
قوات التحرير الأميركية تهدم مسجداً فتقتل أربعين مصلياً, ثم تعتلي بساطير الأميركان مسجدين كقاعدتين ثابتتين للقناصة, و... يخرج علينا فقيه على فضائية عربية يتحدث عن أحكام التجويد, ونواقض الوضوء!!!
ألا ينقض هدم مسجد على مصلّيه وضوء أحد يا سماحة الفقيه!!
***
الصحفيون الذين كتبوا الاسبوع الماضي يعربون عن اشمئزازهم, وتبرمهم, من التمثيل بالأميركيين القتلى... لم يكتبوا هذا الأسبوع عن التمثيل بأطفال (الفلوجة) ونسائها.
لم يستفز الدم العراقي حساسيتهم المفرطة, ولم يخرج واحد منهم ليسأل سيّده في البيت الأبيض: ما الذي جناه أطفال (الفلوجة) لتمطرهم بالقنابل المحرمة دولياً?!!
***
الصوت العربي الوحيد جاء من لندن, جورج غالوي يُحيّي رجال (الفلوجة), ويشدُّ على أيديهم, ويبشرهم بالنصر القريب... فيما العرب مشغولون بخلافاتهم الجديدة حول الأحق بقيادة الأمة: (بشار) أم (محمد عطيه)?
..ويتظاهر الأميركيون ضد الحرب, والايطاليون, والأستراليون, واليابانيون, والفرنسيون, فيما اكثر من خمس عشرة فضائية عربية تكرس ليلها ونهارها للغناء الماجن وللرسائل القصيرة على أسفل الشاشة!
***
ألا يخجل أحد؟!!
ألا يخجل صاحب قناة عربية, أو يخجل مطرب فيطلب وقف بث أغانيه هذين اليومين؟
ألا تخجل دور السينما والملاهي الليلية... ألا يخجل أحد من الدم الذي غطّى الخريطة؟!!!
هل مات العرب؟!
يقيناً أن (العروبة) لم تعد وصفاً مجيداً, ولا نسباً يعتدُّ به صاحبه
***
يقول المحامي الفرنسي: انني أُنبّه العرب وأحذرهم; صدام ربما لن يصل للمحاكمة, قد تقتله أميركا بحقنة او حبة دواء وتدعي أنه مات بشكل طبيعي
إنني خائف عليه من سجّانيه وأرجو من العرب أن ينتبهوا لذلك؟!!
... من يكترث برجاءاتك ايها المحامي الفرنسي
***
... خيط الدم ينسرب من (الفلوجة) طويلاً, ساخناً, غريباً
والاخبار ترفع عدد القتلى من نشرة لأخرى, والعواصم تلتزم الهدوء وضبط النفس!
رضى أميركا أغلى من كل دم!
***
ثلاثون ألفاً يستقبلون الولد المغني في المطار, واكثر منهم يستقبلون الولد الآخر المهزوز الأعصاب, وضِعف الرقمين يذهبون للتسجيل للدورة الجديدة من البرنامج
ما الذي يحدث للعرب؟!!!
أي أمة تملك ما نملك من فضائيات مُسخّرة للعهر والعري ورسائل الغرام التي تبث مباشرة على الفضائيات؟
ثم نخرج في مظاهرات واعتصامات ضد القرار الفرنسي بمنع الحجاب! امنعوا فضائياتكم العربية أولاً والتي يخجل الفرنسيون من مشاهدتها.
أيتها الفالوجة: لا تغفري.. لا تسامحي... لا تنسي خيانة أحد!
***
ايتها (الفالوجة) الدامية, لا تغفري لأحد, لا تغفري لإمام مسجد تحدث الجمعة الماضية عن حروف الإدغام, ولا لرجل استطاب أن يدعو زوجته في تلك الليلة للفراش, ولا لصحفي اختار ان يكتب في ذلك اليوم عن حوادث المرور, ولا لفضائيةٍ بثت برنامجاً وثائقياً عن أسماك الزينة!
لا تغفري للمتدينين أو العلمانيين, للحزبيين أو المستقلين, للقوميين أو للشيوعيين, للعرب أو للمسلمين, للمسؤولين أو للناس العاديين!
لا تغفري ايتها الفالوجة لأحد!
دمك معلق في رقاب العرب!
***
أما القليلين من الأمة الذين لم يُسجّلوا أسماءهم بعد في (ستار أكاديمي), والذين ما زالوا يلثغون ببقايا اللغة العربية, فلهم الخيار الوحيد الآن أن يلتحقوا بالمحاصَرين أو المحاصِرين
***
أيها العرب: إكرهوا أميركا اكثر.. اكثر.. اكثر.
أيها العرب, كلما تعلق الأمر بأميركا, علموا اولادكم الكراهية.. ثم الكراهية.. ثم الكراهية اكثر!!0
م ن ق و ل .................. :232:
"للكاتب : ابراهيم جابر ابراهيم"
لم يختلف شيء; الحصارات لها ذات المذاق المرّ: بيروت ,82 مخيم جنين, رام الله, كنيسة المهد, و... الفالوجة الآن.
الدبابة ذاتها, الرصاص هو, ملامح الشهداء, الشقيق الجبان نفسه, والعدو ذاته طبق الأصل.
لم يختلف شيء; منذ حصار (جمال عبدالناصر)في الفالوجة الفلسطينية, وحتى حصار الفالوجة العراقية... الآن.
***
الحصارات تحتفظ بذات المشاهد التلفزيونية:
شهداء يموتون لأجل أن لا يذّلوا, وآخرون من نفس البلد يلعبون دور الوسيط (أقلب الغريب كقلب أخيك? عيناه كعينا أخيك?), كيف يصير الشقيق مفاوضاً? يقنعك أنت بوقف إطلاق النار.. لتثبت أن العدو هو المعتدي!
والأشقاء لا يتركونك في الحصار وحدك, يغمرونك بالبطانيات وأكياس الطحين وعلب (الريفانين).
****
المذيع العربي يستضيف قائد العمليات الاميركية في الفالوجة, ليتحدث عن (انجازاته) وسير عملياته, وليطمئن المشاهدين ان المهمة (المقدسة) تسير بشكل جيد!
و... يشكره المذيع العربي قائلاً: سيادة العميد شكراً جزيلاً
شكراً على ماذا يا ابن ال¯ (....) ?!
شكرا على ذبحه خمسمئة مقاوم عربي في ليلة واحدة?!!!!
***
قوات التحرير الأميركية تهدم مسجداً فتقتل أربعين مصلياً, ثم تعتلي بساطير الأميركان مسجدين كقاعدتين ثابتتين للقناصة, و... يخرج علينا فقيه على فضائية عربية يتحدث عن أحكام التجويد, ونواقض الوضوء!!!
ألا ينقض هدم مسجد على مصلّيه وضوء أحد يا سماحة الفقيه!!
***
الصحفيون الذين كتبوا الاسبوع الماضي يعربون عن اشمئزازهم, وتبرمهم, من التمثيل بالأميركيين القتلى... لم يكتبوا هذا الأسبوع عن التمثيل بأطفال (الفلوجة) ونسائها.
لم يستفز الدم العراقي حساسيتهم المفرطة, ولم يخرج واحد منهم ليسأل سيّده في البيت الأبيض: ما الذي جناه أطفال (الفلوجة) لتمطرهم بالقنابل المحرمة دولياً?!!
***
الصوت العربي الوحيد جاء من لندن, جورج غالوي يُحيّي رجال (الفلوجة), ويشدُّ على أيديهم, ويبشرهم بالنصر القريب... فيما العرب مشغولون بخلافاتهم الجديدة حول الأحق بقيادة الأمة: (بشار) أم (محمد عطيه)?
..ويتظاهر الأميركيون ضد الحرب, والايطاليون, والأستراليون, واليابانيون, والفرنسيون, فيما اكثر من خمس عشرة فضائية عربية تكرس ليلها ونهارها للغناء الماجن وللرسائل القصيرة على أسفل الشاشة!
***
ألا يخجل أحد؟!!
ألا يخجل صاحب قناة عربية, أو يخجل مطرب فيطلب وقف بث أغانيه هذين اليومين؟
ألا تخجل دور السينما والملاهي الليلية... ألا يخجل أحد من الدم الذي غطّى الخريطة؟!!!
هل مات العرب؟!
يقيناً أن (العروبة) لم تعد وصفاً مجيداً, ولا نسباً يعتدُّ به صاحبه
***
يقول المحامي الفرنسي: انني أُنبّه العرب وأحذرهم; صدام ربما لن يصل للمحاكمة, قد تقتله أميركا بحقنة او حبة دواء وتدعي أنه مات بشكل طبيعي
إنني خائف عليه من سجّانيه وأرجو من العرب أن ينتبهوا لذلك؟!!
... من يكترث برجاءاتك ايها المحامي الفرنسي
***
... خيط الدم ينسرب من (الفلوجة) طويلاً, ساخناً, غريباً
والاخبار ترفع عدد القتلى من نشرة لأخرى, والعواصم تلتزم الهدوء وضبط النفس!
رضى أميركا أغلى من كل دم!
***
ثلاثون ألفاً يستقبلون الولد المغني في المطار, واكثر منهم يستقبلون الولد الآخر المهزوز الأعصاب, وضِعف الرقمين يذهبون للتسجيل للدورة الجديدة من البرنامج
ما الذي يحدث للعرب؟!!!
أي أمة تملك ما نملك من فضائيات مُسخّرة للعهر والعري ورسائل الغرام التي تبث مباشرة على الفضائيات؟
ثم نخرج في مظاهرات واعتصامات ضد القرار الفرنسي بمنع الحجاب! امنعوا فضائياتكم العربية أولاً والتي يخجل الفرنسيون من مشاهدتها.
أيتها الفالوجة: لا تغفري.. لا تسامحي... لا تنسي خيانة أحد!
***
ايتها (الفالوجة) الدامية, لا تغفري لأحد, لا تغفري لإمام مسجد تحدث الجمعة الماضية عن حروف الإدغام, ولا لرجل استطاب أن يدعو زوجته في تلك الليلة للفراش, ولا لصحفي اختار ان يكتب في ذلك اليوم عن حوادث المرور, ولا لفضائيةٍ بثت برنامجاً وثائقياً عن أسماك الزينة!
لا تغفري للمتدينين أو العلمانيين, للحزبيين أو المستقلين, للقوميين أو للشيوعيين, للعرب أو للمسلمين, للمسؤولين أو للناس العاديين!
لا تغفري ايتها الفالوجة لأحد!
دمك معلق في رقاب العرب!
***
أما القليلين من الأمة الذين لم يُسجّلوا أسماءهم بعد في (ستار أكاديمي), والذين ما زالوا يلثغون ببقايا اللغة العربية, فلهم الخيار الوحيد الآن أن يلتحقوا بالمحاصَرين أو المحاصِرين
***
أيها العرب: إكرهوا أميركا اكثر.. اكثر.. اكثر.
أيها العرب, كلما تعلق الأمر بأميركا, علموا اولادكم الكراهية.. ثم الكراهية.. ثم الكراهية اكثر!!0
م ن ق و ل .................. :232: