المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : // القرين //



عابده لله
07-09-2004, 11:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما المقصود في الآية الكريمة...

( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض لهُ شيطانا فهو لهُ قرين )


أليس لكل إنسان قرين يوسوس لهُ ؟ أم المقصود ارسال
جن كافر شيطان (مس) يجري فيه مجرى الدم ؟

سئلت هذا السؤال اليوم وعجزت عن الاجابة عليه ..

شاكرة وممتنة ..

/

عابده

أبو محمد
09-09-2004, 12:18 AM
جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى ..






" وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ "

وقرأ ابن عباس وعكرمة " ومن يعش " بفتح الشين , ومعناه يعمى ; يقال منه عشي يعشى عشا إذا عمي . ورجل أعشى وامرأة عشواء إذا كان لا يبصر ; ومنه قول الأعشى : رأت رجلا غائب الوافدي ن مختلف الخلق أعشى ضريرا وقوله : أأن رأت رجلا أعشى أضر به ريب المنون ودهر مفند خبل الباقون بالضم ; من عشا يعشو إذا لحقه ما يلحق الأعشى . وقال الخليل : العشو هو النظر ببصر ضعيف ; وأنشد : متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد

وقال آخر : لنعم الفتى يعشو إلى ضوء ناره إذا الريح هبت والمكان جديب

الجوهري : والعشا ( مقصور ) مصدر الأعشى وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار . والمرأة عشواء , وامرأتان عشواوان . وأعشاه الله فعشي ( بالكسر ) يعشى عشى , وهما يعشيان , ولم يقولوا يعشوان ; لأن الواو لما صارت في الواحد ياء لكسرة ما قبلها تركت في التثنية على حالها . وتعاشى إذا أرى من نفسه أنه أعشى . والنسبة إلى أعشى أعشوي . وإلى العشية عشوى . والعشواء : الناقة التي لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كل شيء . وركب فلان العشواء إذا خبط أمره على غير بصيرة . وفلان خابط خبط عشواء .

وهذه الآية تتصل بقوله أول السورة : " أفنضرب عنكم الذكر صفحا " [ الزخرف : 5 ] أي نواصل لكم الذكر ; فمن يعش عن ذلك الذكر بالإعراض عنه إلى أقاويل المضلين وأباطيلهم

" نقيض له شيطانا " أي نسبب له شيطانا جزاء له على كفره " فهو له قرين " قيل في الدنيا , يمنعه يمنعه من الحلال , ويبعثه على الحرام , وينهاه عن الطاعة , ويأمره بالمعصية ; وهو معنى قول ابن عباس . وقيل في الآخرة إذا قام من قبره ; قاله سعيد الجريري . وفي الخبر : أن الكافر إذا خرج من قبره يشفع بشيطان لا يزال معه حتى يدخلا النار . وأن المؤمن يشفع بملك حتى يقضي الله بين خلقه ; ذكره المهدوي .

وقال القشيري : و الصحيح فهو له قرين في الدنيا والآخرة . وقال أبو الهيثم والأزهري : عشوت إلى كذا أي قصدته . وعشوت عن كذا أي أعرضت عنه , فتفرق بين " إلى " و " عن " ; مثل : ملت إليه وملت عنه . وكذا قال قتادة : يعش , يعرض ; وهو قول الفراء . النحاس : وهو غير معروف في اللغة . وقال القرظي : يولي ظهره ; والمعنى واحد . وقال أبو عبيدة والأخفش : تظلم عينه . وأنكر العتبي عشوت بمعنى أعرضت ; قال : وإنما الصواب تعاشيت . والقول قول أبي الهيثم والأزهري . وكذلك قال جميع أهل المعرفة .

وقرأ السلمي وابن أبي إسحاق ويعقوب وعصمة عن عاصم وعن الأعمش " يقيض " ( بالياء ) لذكر " الرحمن " أولا ; أي يقيض له الرحمن شيطانا . الباقون بالنون . وعن ابن عباس " يقيض له شيطان فهو له قرين " أي ملازم ومصاحب . قيل : " فهو " كناية عن الشيطان ; على ما تقدم . وقيل عن الإعراض عن القرآن ; أي هو قرين للشيطان .












‏وعن ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏قال ‏ :

‏قال لنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏:

" ‏لا ‏ ‏تلجوا ‏ ‏على ‏ ‏المغيبات ‏ ‏فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى

الدم قلنا ومنك يا رسول الله قال ومني ولكن الله أعانني عليه فأسلم ‏ "



‏وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ " ‏ما من أحد إلا وقد وكل به

قرينه من الجن قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله

أعانني عليه فأسلم فليس يأمرني إلا بخير ‏ "



كليهما في مسند أحمد ..



هذه الأحاديث .. لا تتعارض مع الآية ..

وسأوضح لك إن شاء الله ..




القرين هوشيطان مسلط على الانسان بأذن الله عزوجل

يأمره بالفحشاء وينهاه عن المعروف كما قال عزوجل

(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)


ولكن اذا من الله سبحانه وتعالى على العبد بقلب سليم صادق متجه الى الله

عز وجل مريد الاخره مؤثر الله على الدنيا فأن الله تعالى يعينه

على هذا القرين حتى يعجز عن إغوائه.


ولذلك ينبغى للانسان كلما نزغه الشيطان نزغه

فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم كما أمر الله حيث قال تعالى

(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه سميع عليم)


والمراد بنزع الشيطان أن يأمرك بترك الطاعه ويأمرك بفعل المعصيه.

فأذا احسست من نفسك الميل الى ترك الطاعه فذلك من الشيطان

أو الميل الى فعل المعصيه فهذا من الشيطان فبادر بالاستعاذه

بالله منه يعيذك الله عز وجل منه.







مختصر الحديث تستطيعين أن تردي عليها بهذا القول :

نعم لكل شخص قرين من الجن ..

لكن في هذه الآية يخبرنا سبحانه وتعالى أن المعرض عن ذكر الله ..

سيجعل الله له قريناً من الجن يزين له أعماله ويغويه ..

أما الدائم الذكر لله .. فالله سبحانه وتعالى سيعينه على هذا القرين

ويتغلب عليه ..

والله أعلم ..









والحمد لله أولاً وأخيراً ..



أسأله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ,,

ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ,,

عابده لله
09-09-2004, 06:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أولاً جزاك الله خير الجزاء اخي في الله ابن الخطاب
وجعل عملك هذا بموازين حسناتك...
تفسيرك صحيحاً ولا غبار عليه أخي ..
بارك الله فيك..

وأحب ان أضيف الى ما سبق :

بأن الله هداني الى خواطر بمعنى مقارب لما تفضلت به
واتمنى من الله ان يكون تفسيراً صائباً ...
فإن اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي ..

قال تعالى :

( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض لهُ شيطانا فهو لهُ قرين )

أي من ينئ ويتعامى عن ذكر الرحمن يقيض له.. أي بمعنى يلازمه
الشيطان والملازمة هنا في صحوه ومنامه ..
وفي مأكله ومشربه وكل امره ...

وهذا ممن جاء فيهم قوله تعالى :

(( وقال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلالٍ بعيد ))

وهذا لا يكون للمؤمن ... فـ قريننا من الشياطين يتغلب علينا في
بعض الامور .. ونتغلب عليه في الكثير .. ومعنى هذا انه ليس قريناً
لنا في جميع الأوقات بل في لحظات معينة ..وفي هذه اللحظة فقط
يسمى قرين لمشاركتنا له في ذلك الذنب ..

ولكن حين الإستغفار والعودة لله لا يكون في هذا اللحظة قرين .. لأن
القرين (( صاحب )) ..
فلو القرين كان موجود لحظة الاستغفار والتوبة لـ أستغفر وتاب معنا ..

والحال يختلف لذلك البعيد (( الذي يعش عن ذكر الله )) فقرينه
يلازمه حتى مبعثه ..

.
.

هذا ما حضرني وبـ الله التوفيق

/

عابده