المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توخّىَ حِمامُ الموتِ أوْسَط صِبْيتي ! فللهِ كيفَ اختارَ واسطة العِقْدِ ؟



رغــد
25-08-2004, 02:42 AM
تقولُ العربُ : ليستِ النائحةُ الثكلى كالنّائحةِ المُستأجرةِ .



أضع رِثاءً للطنطاويِّ - رحمهُ اللهُ - في بنتهِ بنان ، كلمات رائعة محرقة .. اقرؤها وتمعنوا في سطورها .... فاجعة !!

يقولُ :

" وهذه أول مرةٍ أذكرُ فيها اسمها ، أذكرهُ والدمعُ يملأ عيني ، والخفقانُ يعصفُ بقلبي ، أذكرُ أول مرةٍ بلساني ، وما غابَ عن ذهني لحظةٍ ، ولا صورتها عن جناني ،

لمّا قضى اللهُ فيها ما قضى ، سألوني في نقلها ، قلتُ : لا ، بل توسّدُ حيثُ أراد اللهُ لها أن تُستشهدَ ، لأنّ نقلَ الميّتِ لا يجوزُ ، وما أحفظُ أنّه روي عن أحدٍ من السلفِ ..... ،

وقالَ أتبكي كلَّ قبر ٍ رأيتهُ ؟ .......... لقبر ٍ ثوى بين اللوى والدكادكِ

فقلتُ لهُ إنّ الشجى يبعثُ الشجى .......... فدعني فهذا كلّه قبرُ مالكِ !

أفكانَ متمّم بن نويرة أشدُ حباً لأخيهِ مالك ، من حبي لبنتي ؟! ،

وإذا كان يجدُ في كل قبر ٍ يمرُّ بهِ قبرَ مالكٍ ، أفتنكرونَ عليَّ أن أجدَ في كلِّ مأتمٍ مأتمها ؟! ، وفي كل خبر ِ وفاةٍ وفاتها ؟! ، وإذا كان كل شجى يثيرُ شجاه لأخيهِ ، أفلا يثيرُ شجاي لبنتي ؟! ، إن كل أبٍ يحبُ أولادهُ ، ولكن ما رأيتُ – لا واللهِ ما رأيتُ – من يحبُّ بناتهِ مثلَ حبّي بناتي .

ما صدّقتُ إلى الآن وقد مرّ على استشهادها أربعُ سنواتٍ ونصف السنةِ ، وأنا لا أصدقُ بعقلي الباطن أنّها ماتتْ ، إنّني أغفلُ أحياناً فأظنُّ إنْ رنَّ جرسُ الهاتفِ أنّها ستعلمني على عادتها بأنها بخير ٍ ، لأطمئنَ عليها ، تكلمني مستعجلة ً ترصفُ الكلامَ رصفاً ، مستعجلة ً دائماً ، كأنّ الردى لن يُبطأ عنها ،

وأنّ هذا المجرمَ ، هذا النذلَ ... هذا الـ ... يا أسفي ! ، فاللغة ُ العربية ُ على سعتها تضيقُ باللفظِ الذي يُطلقُ على مثلهِ ، ذلكَ لأنّها لغة ُ قوم ٍ لا يفقدونَ الشرفَ حتى عند الإجرام ِ ،

إنّ في العربيةِ كلمات النذالةِ والخسةِ والدناءةِ ، وأمثالها ، ولكنّ هذه كلّها لا تصلُ في الهبوطِ إلى حيثُ نزلَ هذا الذي هدّدَ الجارة بالمسدّس ِ حتى طرقت عليها البابَ لتطمئنَ فتفتحَ لها ، ثم اقتحمَ عليها ، على امرأةٍ وحيدةٍ في دارها ، فضربها ضربَ الجبان ِ ، والجبانُ إذا ضربَ أوجعَ ، أطلقَ عليها خمسَ رصاصاتٍ تلقتها في صدرها وفي وجهها ،

ما هربتْ حتى تقعَ على ظهرها ، كأنّ فيها بقية ً من أعراق ِ أجدادها الذينَ كانوا يقولونَ :

ولسنا على الأعقابِ تدمى كلومنا .......... ولكن على أقدامنا تقطرُ الدما

ثمّ داس الـ .... لا أدري واللهِ بم أصفهُ ؟! ،

إن قلتُ المجرم ، فمن المجرمينَ من فيهِ بقية َ من مروءةٍ تمنعهُ من أن يدوسَ بقدميهِ النجستين ِ ، على التي قتلها ظلماً ليتوثقَ من موتها ، ربّما كان في المجرم ِ ذرة ٌ من إنسانيةٍ تحجزهُ عن أن يخوضَ في هذه الدماءِ الطاهرةِ التي أراقها ، ولكنّهُ فعلَ ذلك كما أوصاهُ من بعثَ بهِ لاغتيالها ، دعسَ عليها برجليهِ ليتأكدَ من نجاح ِ مهمّتهِ ، قطعَ اللهُ يديهِ ورجليهِ ، لا ! ، بل أدعهُ وأدعُ من بعثَ بهِ للهِ ، لعذابهِ ، لانتقامهِ ، ولعذابُ الآخرةِ أشدُّ من كل عذابٍ يخطرُ على قلوبِ البشر ِ .

لقد كلمتها قبل الحادثةِ بساعةِ واحدةٍ ، قلتُ : أين عصام ؟ ، قالتْ : خبّروهُ بأنّ المجرمينَ يريدونَ اغتيالهِ وأبعدوهُ عن البيتِ ، قلتُ : كيف تبقينَ لوحدكِ ؟ ، قالتْ : بابا لا تشغل بالك بي ، أنا بخير ٍ ، ثِقْ واللهِ يا بابا أنا بخير ٍ ، إنّ الباب لا يفتحُ إلا إن فتحتهُ أنا ، وأنا لا أفتحُ إلا إن عرفتُ من الطارق وسمعتُ صوتهُ ، إنّ هنا تجهيزاتٍ كهربائية تضمنُ لي السلامة َ ، والمسلِّمُ هو اللهُ .

ما خطرَ على بالها أنّ هذا الوحشَ ، هذا الشيطانَ ، سيهدّدُ جارتها بمسدسهِ حتى تكلمها هي ، فتطمئنُ ، فتفتحَ لها البابَ ،

مرّت الساعة ُ فقرع جرسُ الهاتفِ ، وسمعتُ من يقولُ لي : كلّم وزارة الخارجية ، قلتُ : نعم ! ، فكلّمني رجلٌ أحسستُ أنّه يتلعثمُ ويتردّدُ ، كأنّه كلف بما تعجزُ عن الإدلاءِ بهِ بلغاءُ الرجال ِ ، بأن يُخبرني ... كيف يخبرني ؟ ، وتردّدَ ورأيتهُ بعين ِ خيالي ، كأنّهُ يطلبُ منجى من هذا الموقفِ الذي وقفوهُ فيهِ ، ثمّ قالَ : ما عندكْ أحد أكلّمه ؟ ، وكانَ عندي أخي ، فقلتُ لأخي : خذْ اسمع ما يقول ، وسمعَ ما يقولُ ، ورأيتهُ ارتاعَ ممّا سمعَ ، وحارَ ماذا يقولُ لي ، وكأنّي أحسستُ أنّ المخابرة َ من ألمانيا ، وأنّه سيلقي عليَّ خبراً لا يسرّني ، وكنتُ أتوقعُ أن ينالَ عصاماً مكروهٌ ،

فسألتهُ : هل أصابَ عصاماً شيءٌ ؟ ، قال : لا ، ولكنْ ... ، قلتُ : ولكن ماذا ؟ ، عجّل يا عبده فإنّكَ بهذا التردّدِ كمن يبترُ اليدَ التي تقرّرَ بترها بالتدريج ِ ، قطعة بعد قطعةٍ ، فيكونُ الألمُ مضاعفاً أضعافاً ، فقلي وخلّصني مهما كانَ سوءُ الخبر ِ ،

قال : بنان ، قلتُ مالها ؟ ، قال ، وبسطَ يديهِ بسطَ اليائس ِ الذي لم يبقَ في يدهِ شيءٌ ، وفهمتُ وأحسستُ كأنّ سكّيناً قد غُرسَ في قلبي ، ولكنّي تجلدتُ ، وقلتُ – هادئاً هدوءاً ظاهريّاً ، والنّارُ تضطرمُ في صدري - : حدّثني بالتفصيل ِ بكل ما سمعتَ ،

فحدّثني ، وثقوا أنّني لا أستطيعُ مهما أوتيتُ من طلاقةِ اللسان ِ ، ومن نفاذ البيان ِ ، أن أصفَ لكم ماذا فعلَ بي هذا الذي سمعتُ .

وانتشرَ في الناس ِ الخبرُ ، ولمستُ فيهم العطفَ والحبَّ والمواساة ، من الملكِ – حفظهُ اللهُ ووفقّهُ إلى الخير ِ - ، ومن الأمراءِ ، ومن الأدباءِ والعلماءِ ، ومن سائر ِ الناس ِ ، وقد جمعتُ بعضَ ما وصلَ إليَّ منها ، وتحت يدي الآن أكثرُ من مئتي برقيةٍ تفضّلَ أصحابها فواسوني بها ، وأمامي الآن جرائدُ ومجلاتٍ كتبت عن الحادثةِ كتابة صدق ٍ وكتابة َ عطفٍ ، وفيها تسلية ٌ لو كان مثلي يتسلّى بالمقالاتِ عمّا فقدَ ، حتى الجرائدُ الأجنبيّة ُ ، وهذه ترجمة ُ مثالةٍ نُشرتْ في جريدةٍ لا أعرفها ، لأنّي لا أقرأ الإنجليزية ، جريدة ُ الأوبزيرفر الأسبوعية بتاريخ 22/3/1981 بقلم الكاتب باتريك سيل .

حتّى الأجانبُ الذين لا يجمعني بهم دينٌ ولا لسانٌ عطفوا عليَّ ، واهتموا بمصابي ، وأنكروا الحادثَ ، وقالوا فيها كلمة الحق ، وممّن تربطني بهم روابطُ الدم ِ واللسان ِ لم يأبهوا لما كانَ ، بل لقد صنعوهُ هم بأيدهم ، إلى الله أشكوهم .

وصلتْ هذه البرقياتُ ، وجاءتني هذه الصحفُ ، وإنّها لمنّة ممن بعثَ بها وممّن كتبَ ، يعجزُ لسانُ الشكر عن وفاءِ حقها ، ولكنّي سكتُ فلم أشكرها ، ولم أذكرها ، لأنّ المصيبة عقلتْ لساني ، وهدّت أركاني ، وأضاعتْ عليَّ سبيلَ الفكر ِ ، فعذراً وشكراً للملكِ والأمراءِ جزاهم الله خيراً ، ولكل من كتبَ إليَّ ، وأسألُ الله أن لا يبتليَ أحداً بمثل ِ هذا الذي ابتلاني بهِ .

كنتُ أحسبني جلداً صبوراً ، أثبتُ للأحداثِ ، وأواجهُ المصايبَ ، فرأيتُ أنّي لستُ في شيءٍ من الجلادةِ ولا من الصبر ِ ولا من الثباتِ .

صحيحٌ أنّه :

ولا بدّ من شكوى إلى ذي مروءةٍ .......... يواسيكَ أو يُسليكَ أو يتوجّعُ

ولكنْ لا مواساة في الموتِ ،والسلوّ مخدّرٌ أثرهُ سريعُ الزوال ِ ، والتوجّعُ يُشكرُ ولكنّهُ لا ينفعُ شيئاً .

وأغلقتُ عليَّ بابي ، وكلّما سألوا عنّي ابتغى أهلي المعاذير ، يصرفونهم عن المجيء ، ومجيئهم فضلٌ منهم ، ولكنّي لم أكنْ أستطيعُ أن أتكلّمَ في الموضوع ِ ، لم أردْ أن تكونَ مصيبتي مضغة الأفواهِ ، ولا مجالاً لإظهار ِ البيان ِ ، إنّها مصيبتي وحدي فدعوني أتجرّعها وحدي على مهل ٍ .

ثمّ فتحتُ بابي ، وجعلتُ أكلّم من جاءني ، جاءني كثيرٌ ممّن أعرفهُ ويعرفني ، وممّن يعرفني ولا أعرفهُ ، وجعلتُ أتكلمُ في كل موضوع ٍ إلا الموضوعَ الذي جاءوا من أجلهِ ، استبقيتُ أحزاني لي ، وحدثتهم كلّ حديثٍ ، حتى لقد أوردتُ نكتاً ونوادرَ ،

أتحسبونَ ذلكَ من شذوذِ الأدباءِ ؟ ، أم من المخالفاتِ التي يريدُ أصحابها أن يعرفوا بها ؟ ،

لا واللهِ ، ولكن الأمر ما قلتُ لكم ،

كنتُ اضحكُ وأُضحكُ القومَ وقلبي وكل خليةٍ في جسدي تبكي ، فما كل ضاحكٍ مسرورٌ :

لا تحسبوا أنّ رقصي بينكم طرباً .......... فالطيرُ يرقصُ مذبوحاً من الألم ِ

كنتُ أريدُ أن أصفَ لكم ما بقلبي ، ولكن هل تركَ لي الشعراءُ مجالاً للحديثِ عن قلبي ؟ ، هل غادرَ الشعراءُ من متردّم ِ ، لقد جمعوا في الباطل ، في الخيال ، كل صورةٍ للقلبِ تصنعها الأحزانُ المتخيّلة ُ ، حتى لم يبقَ شيءٌ لمفجوع ٍ صادق ٍ مثلي .

قالوا : إنّ الحبيبة َ سرقتْ قلبي ، صدّعت قلبي ، أخذت قلبي ، سكنت قلبي ، أبكتْ قلبي ، حتى لقد جعلَ ذلك النحويونَ مجالاً لإثباتِ قواعدهم ، فقالوا في شعرهم السخيفِ :

يا ساكناً قلبي المعنّى .......... وما لهُ فيهِ قطُّ ثاني

لأي معنى كسرت قلبي .......... وما التقى فيه ساكنان ِ

والشعراءُ الذي رثوا أولادهم ، لقد وردوا النبعَ قبلي فاستقوا وملؤوا حياضهم ولم يدعوا لي إلا الثمالة والعكر ، : ابن الرومي في رثاءِ ولده ، والتهامي ، والشاعرة ُ التي لم يقلْ أحدٌ في وصفِ مصابهِ في ولدٍ مثل الذي قالت في بنتها ، عائشة التيموريّة ، أخت العالم الباحث : أحمد تيمور ، اقرؤوا قصيدتها فإنّها على ضعفِ أسلوبها ، قد خرجتْ من القلبِ لتقعَ في القلبِ ، وما أحسبُ أن امرأة استطاعتْ أن تصوغَ عواطفها ألفاظاً ، وأحزانها كلماتٍ ، كما فعلتْ عائشة ُ ،وابنُ الزيّاتِ الوزيرُ وما قال في ولدهِ ، والزياتُ الذي لم يكن وزيراً ، ولكنّهُ كانَ أكبر من وزير ٍ لما رثى ابنه رجاء ،

والدكتورُ حسين هيكل لمّا شغلَ نفسهُ عن حزنهِ بإنتاج ِ كتابِ ( ولدي ) ، فاقرؤوا كتاب ( ولدي ) ، فإنّه وإن لم يصف لكم مدى أحزانهِ ، فقد كان أثراً من آثار ِ أحزانهِ ، ومالي أضربُ الأمثالَ وأنسى مصابَ سيّدِ الخلق ِ ، وأحبِّ العبادِ إلى اللهِ ، محمّدٍ عليهِ الصلاة ُ والسلامُ حينَ أصيبَ بولدهِ .

إنّ في السيرةِ يا أيّها الإخوان قصصاً كاملة ، فيها كل ما يشترطُ أهل القصص ِ من العناصر ِ الفنيةِ ، وفيها فوق ذلكَ الصدقُ ، وفيها العبرة ُ ، فاقرؤوا خبرَ ولد بنتهِ عليهِ الصلاة ُ والسلامُ الذي ماتَ أمامهُ ، توفّي بين يديهِ فغسلهُ بدمعهِ ، إنّ دمعة رسول ِ اللهِ عليهِ الصلاة ُ والسلامُ أغلى عندنا من كل ما اشتملتْ عليهِ هذه الأرضُ .

إنّي لأتصوّرُ الآن حياتها كلّها مرحلة مرحلة ، ويوماً يوماً ، تمرُّ أمامي متعاقبة كأنّها شريطٌ أراهُ بعيني ، لقد ذكرتُ مولدها وكانت ثانية َ بناتي ، ولقد كنتُ أتمنّى أن يكونَ بكري ذكراً ، وقد أعددتُ أخلى الأسماءِ ، ما خطرَ على بالي أن تكونَ أنثى .

يقولون في أوروبا : حك جلد الروسي يظهر لك من تحته تتري ، ونحنُ مهما صنعنا فإن فينا بقية من جاهليتنا الأولى ، أخفاها الإسلامُ ، ولكن تُظهرُ طرفاً منها مصائبُ الحياةِ ، وكانوا في الجاهليةِ { إذا بشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجههُ مسودّاً وهو كظيمُ يتوارى من القوم ِ من سوءِ ما بشّرَ بهِ : أيمسكهُ على هون ٍ أم يدسّهُ في الترابِ } ، وأنا لم أبلغْ أن أدسَّ بنتي في الترابِ ، ولكنّي أخفيتُ وجهي من الناس ِ ، وكأنّني أحدثتُ حدثاً ، أو اجترحتُ ذنباً .

اللهمّ ارحم بنان ، وهذه أوّل مرةٍ أو الثانيّة ُ التي أقولُ فيها اللهم ارحمها ، وإنّي لأرجو لها الرحمة َ ، ولكنّي لا استطيعُ أن أتصوّرَ موتها .

ولمّا صارَ عمرها أربع سنواتٍ ونصف السنةِ أصرّت على أن تذهبَ إلى المدرسةِ مع أختها ، فسعيتُ أن تقبلَ من غير ِ أن تسجلَ رسمياً ، فلمّا كانَ يومُ الامتحان ِ ، ووزّعت الصحفُ والأوراقُ ، جاءتْ بورقةِ الامتحان ِ وقد كتبت لها ظاهرياً لتسرّ بها ولم تسجل عليها .

قلتُ : هيه ماذا حدث ؟ ، فقفزت مبتهجة ً مسرورة ً ، وقالتْ بلهجتها السريعةِ الكلماتِ المتلاحقةِ الألفاظِ : بابا كلّها أصفار أصفار ! ، تحسبُ الأصفارَ خيرُ ما يُنالُ .

وماذا يهمُّ الآن بعدما فارقت الدنيا أكانت أصفاراً أم كانت عشراتٍ - والدرجة ُ الكاملة ُ عندنا عشرة ٌ - ؟ ، وماذا ينفعُ المسافرَ الذي ودّعَ بيتهُ إلى غير ِ عودةٍ ، وخلّف متاعهُ وأثاثهُ ، ماذا ينفعُه طرازُ فرش ِ البيتِ ولونهُ وشكلهُ ؟! . "

تمّت


منقول

الوجيه
25-08-2004, 02:57 PM
من بداية العنوان الذي هو بيت لابن الرومي في مرثيته لابنه التي صب فيها


الألم والاسى في كلام ...يعجز الناس عن الاقتراب من قوته وأثره



احفظ الكثير منها




وصل تصويره الى ان ابناءه مثل جوارحه العين والسمع ....



فيتسآئل عن هل شيء منها افقده يغني عن الآخر...!



هل العين بعد السمع يهدي مكانه ....ام السمع بعد العين تهدي كما يهدي !


----------





والطنطاوي هذا الاديب الباقعة والقاريء المذهل حقا



تصوري انه تم تعيينه امينا لمكتبة بغداد العامة فيقول عن نفسه انه عندما


انتهى من قراءة المكتبه قدم استقالته وذهب !!



ياله من اديب تأريخي




كرر كثيرا حديثه عن ابنته بنان وهو الذي لم يرزق ذكورا...




اعاد حزنه كثيرا في الكثير من صفحات كتبه ومنها مذكراته في اجزائها


الثمانية وهي غاية المتعة...




حزب البعث في سوريا أراد قتل احد الاسلاميين الكبار في سوريا وهو الاستاذ


عصام العطار ...فلم يكن في داره حينها فقتلو زوجته التي هي بنان


الطنطاوي


....في كل شيء وكل موضوع يتحدث عنه هذا المتميز الاديب يجرك وبقوة


الى المزيد من القراءة له




كم مر من ليال طوال سامرت فيها كتبه وروائع حديثه السهل الممتنع




اعدت بموضوعك هنا اشياء كثر ...والحديث عن الالم كثير وعن الطنطاوي


اكثر واكثر....





شكرا لك رغد...شكرا ...شكرا





تقبلي اجمل تحيه







الوجيه

رغــد
26-08-2004, 02:49 AM
صباح الورد ..

الكثير المحبوس في صدور الكتب , لا أعرفه .
لكنني أعرف أن الشيخ الطنطاوي فذ وعبقري في كل شيء .
أحب أن أقرأ له . وأحبه لما يتكلم " في التلفاز "
.
.
أشكرك على ماجاد به مخزونك الثقافي هنا .
جميـــــل أن نقرأ كثيراً . وأن تتنوع قراءاتنا ونعرف ماذا نقرأ .. ثم نتذكر ماقرأناه ونستحضرة ونستدعيه عند الحاجة .

.
.

" الوجيه "

دائما .. حضورك ثراء لأي موضوع .

.
.

رغــد