المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس الواصل بالمكافئ - دعوة للتواصل



يوسف محمد علي
22-08-2004, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي الأحبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية التواصل والرحمة والمحبة .

إخوتي الأحبة : لقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بصلة الرحم ( الرحم القرابة من ذوي النسب والأصهار ) وحثنا على التواصل معهم ،وحسن معاملتهم ، والإحسان إليهم ، والبر بهم .

ولقد خص الله سبحانه وتعالي الرحم بمكانة عظيمة، فعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " قال الله تبارك وتعالى : أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرَّحِم ، وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتَتُّه " ( أي قطعته ) .رواه الترمذي و أبو داود و أحمد في المسند .

كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم فقال " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه " رواه البخاري.

أما فضائل صلة الرحم فهي كثيرة جدا نذكر منها على سبيل الأمثلة :

1- صلة الرحم تزيد الرزق ، وتبارك في العمر " من أحب أن يُبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثره ، فليصل رحمه " رواه البخاري

2- صلة الرحم تسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة .قال الأعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصدقة الخفية وصلة الرحم .

3- صلة الرحم تزيد المحبة والألفة بين الأهل " تعلموا من أنسابكم ماتصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر " رواه الترمذي.

4- صلة الرحم توجب صلة الله للواصلين " فمن وصلها وصلته ..." الحديث القدسي

5-صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الإيمان بالله " أحب الأعمال إلى الله إيمان به ثم صلة الرحم .."

6- إنها من أسباب دخول الجنة " ياأيها الناس : أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام " رواه أبو يعلي وحسنه الألباني

7- صلة الرحم تقوي الروابط الأسرية وتزيد تماسكها وتزيد المحبة .

8- الصدقة على ذي الرحم ثنتان : صدقة وصلة .

9- أفضل الصدقة : الصدقةُ على ذي الرحم الكاشح .

إخوتي الأحبة :إن البعض من الناس ، يختلف مع ذوي القربي ، وهذا أمر طبيعي ، ولكن لا يجب أن يصل الأمر ، كما يحدث كثيرا ، إلى قطع الصلة بهم . فلا يوجد ما يبيح لك ذلك إذا كنت تقتدي بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام .

وفي قصة أبي بكر رضي الله عنه مع بن خالته ، موعظة للقاطعين ، حيث كان أبوبكر رضي الله ينفق على بن خالته لأنه كان فقيرا .

ولما كان حديث الإفك عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، تكلم عنها بن خالته مع من تكلموا في حقها، فلما بلغ ذلك أبا بكر قطع عليه النفقة ، وهذا في نظرنا أقل ما يمكن فعله ، ولكن الله سبحانه وتعالى أنزل في ذلك قرآنا كريما ليسطر لنا مثلا عظيما في التعامل الاجتماعي بين الناس ، فنزل قوله تعالى " ولايأتل أولي ا لفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ، وليعفوا وليصحفوا ألا تحبون أن يغفرالله لكم ، والله غفور رحيم " 22 النور .
فقال أبوبكر رضي الله عنه : بلى !! أي بلى أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو عني .

فرد أبوبكر رضي الله عنه النفقة التي كان ينفقها على بن خالته رغم ماكان منه في حق أم المؤمنين رضي الله عنها .

فأنظر أخي الكريم إذا كنت قاطعا لرحمك ما السبب في ذلك .مهما كان السبب فعادة لا يرقى إلى مثل السبب الذي قطع بسببه أبوبكر النفقة على بن خالته ، ورغم ذلك أنظر كيف كان الرد القرآني على ذلك .

إن بعض الناس يتحجج بأنه يصل رحمه ولكنهم لايصلونه ، فيقطع لذلك وصاله لهم ، فينزل نفسه منازل القاطعين ، و هذا أيضا مردود عليه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها " وراه البخاري .

كما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، قال له عليه الصلاة والسلام : ( لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) رواه مسلم .

والملُّ هو الرَّماد الحار ، فكأنه شبه ما يلحقهم من الألم والإثم - والحالة هذه - بما يلحق آكل الرماد الحار .

أخي الكريم إن قطع الأرحام ذنب عظيم وكبير وقد حذرنا الله سبحانه وتعالي من ذلك : بسم الله الرحمن الرحيم " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرض وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ " محمد 23 - 22 .

و عقوبة قطع الرحم معجلة في الدنيا قبل الآخرة ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم ) رواه الترمذي وغيره .


أخي الكريم هيا استعذ بالله من الشيطان الرجيم ومن وساوس النفس وصل رحمك وأبق على الود ، واحفظ العهد ، و أنثر المحبة والسعادة والسلام ، فصل من قطعك ، واعط من حرمك ، واعف عمن ظلمك .

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا ---------- بالطوب يُرمى فيعطي أطيب الثمر

اللهم من وصل رحمه فصله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عابده لله
22-08-2004, 01:24 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وفيما ذكرت على نصحك وتذكيرك اخي
يوسف محمد .. واسأل الله لك العافية والآجر الكثير ..

موضوع قيم بلا شك ..

/

عابده

يوسف محمد علي
12-10-2004, 06:50 PM
أختي الكريمة عابده لله لك كل الشكر والتقدير على تواصلك الطيب

وجزاك الله خير الجزاء