ghali
03-08-2004, 09:50 PM
من كتاب ثوره في السنه النبويه للدكتور غازي القصيبي
النص
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان , فتطعمه , و كانت تحت عبادة بن الصامت . فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ً , فأطعمته , ثم جعلت تفلي رأسه , فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم استيقظ و هو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي , غزاة في سبيل الله , يركبون ثبج هذا البحر , ملوكا ً على الأسرّة – أو قال مثل الملوك على الأسرّة - شك إسحاق , هو ابن عبد الله بن أبي طلحة – قالت : فقلت : يا رسول الله ادع ُ الله أن يجعلني منهم . فدعا لها رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم وضع رأسه فنام . ثم استيقظ وهو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله – كما قال في الأولى – قالت : فقلت : يا رسول الله , ادع ُ الله أن يجعلني منهم . قال : أنت ِ من الأولين . فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان , فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر , فهلكت (1)
(1) عن أنس بن مالك , رضي الله عنه , أخرجه البخاري و مسلم و مالك و الترمذي و أبو داوود و النسائي , جامع الأصول , الجزء العاشر ص 95 – 98
تعليق الكاتب
الخلاف الحقيقي بين المسلمين , فقهاء و عامة ً , حول المرأة , ليس بين الذين يعتقدون أن زي المرأة المسلمة يسمح بظهور الوجه و الكفين من جهة , و بين الذين يرون أن هذا الزي لا يسمح بظهور شيء , من جهة أخرى . لو كان الخلاف يقتصر على هذه الجزئية لهان الأمر , سواء ً أخذنا بهذا الرأي أو ذاك ,خاصة و أن الكتب الفقهية مليئة بما يساند أحد الموقفين , مع أغلبية واضحة لصالح الرأي الأول .
الخلاف الأساسي, المسكوت عن طبيعته , هو بين الذين يعتقدون أن النساء شقائق الرجال , لهن حقوق و عليهن واجبات , شأنهن شأن الرجال , و أن القوامة تكليف للرجل و ليس حطا ً من قدر المرأة , من جانب , و بين الذين يرون أن النساء مخلوقات دون الرجال , ليس لهن من دور سوى الإنجاب , و لا يجب أن يتحركن من دار الأب أو الزوج إلا إلى القبر , " ودفن البنات من الكرمات ! " . و في تراثنا بيت شائع , كثيرا ً ما يستشهد به المستشهدون , يذهب إلى أنه ليس للمرأة من حق سوى أن تجعل الرجل " ينام على جنابة " !!
الذين يرون الرأي الأول يذهبون إلى أنه من حق المرأة أن تتعلم إلى أقصى درجات التعلم , و أن تمارس وجوه الإبداع الفكري و العلمي كافة , و أن تكون عضوا ً فعالا ً في حياة المجتمع الثقافية و السياسية . أما الذين يرون الرأي الثاني – جماعة الجنابة !- فينزعوا إلى أن يَحرِموا عقل المرأة من كل علم , و فكرها من كل ثقافة , و أن يشلّوا كل ما منحها الله , سبحانه و تعالى , من طاقات و إمكانيات و مواهب , لتبقى تمارس دورا ً يتيما ً يبدأ بالجنس و ينتهي بالجنس .
و الجدال بين الفريقين بخلاف ما يتصوره الكثيرون , ليس جدالا ً فقهيا ً بقدر ما هو نزاع نفسي / سياسي / اجتماعي / حضاري بين رجال يرون في الاعتراف بحقوق المرأة إثراء ً لرجولتهم , و رجال يرون في هذا الاعتراف إلغاءا ً لفحولتهم . و مثل هذا الخلاف لا ينتهي , و لا يمكن أن ينتهي , بمحاورات أو مناظرات .
النص الذي أوردته يبين بوضوح ما بعده وضوح , كيف نظر إمام الهدى , عليه الصلاة و السلام , إلى دور المرأة في المجتمع ( و العسكرية ! ) فرأى أنه يشمل الغزو في البحر مع الرجال , و أنا به , عليه السلام , من المقتدين , ولو رغمت أنوف !
ملحوظة وردت في مقدمة الكتاب وانقلها كما هي بدون تصرف.
جميع الأحاديث الواردة في هذا الكتيب من الأحاديث المجمَع على صحتها , حسب القواعد التي وضعها علماء الحديث , الموجودة في مظانها المعروفة .
و المرجع المشار إليه هو الكتاب النفيس الرائع المسمى جامع الأصول في أحاديث الرسول للإمام أبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري , أشرف على طبعه الشيخ عبد المجيد سليم , و حققه محمد الفقي ( الطبعة الأولى 1370 هـ - 1950 م ) , و الكتاب من نشر رئاسة إدارة البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
تعليق ناقل النص
اعضاء وعضوات المنتدى الافاضل
هي دعوه ايضا للنقاش او لتصحيح المفاهيم بعيدا عن الاقصاء واعتماد الفكر الواحد الذي لايقبل المناقشه فهل لنا ان نستفيد من علم اعضاء وعضوات المنتدى المحترمين بما يعمم الفائده على الجميع
اتمنى ان تصل انبراشات اعضاء المنتدى لهذا الموضوع لنعرف اين نقف وكيف نفهم النصوص بدون لوي اعناق تلك النصوص ليوافق قناعات قد تكون فرضتها الحياه الاجتماعيه والعادات والتقاليد.
النص
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان , فتطعمه , و كانت تحت عبادة بن الصامت . فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما ً , فأطعمته , ثم جعلت تفلي رأسه , فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم استيقظ و هو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي , غزاة في سبيل الله , يركبون ثبج هذا البحر , ملوكا ً على الأسرّة – أو قال مثل الملوك على الأسرّة - شك إسحاق , هو ابن عبد الله بن أبي طلحة – قالت : فقلت : يا رسول الله ادع ُ الله أن يجعلني منهم . فدعا لها رسول الله صلى الله عليه و سلم , ثم وضع رأسه فنام . ثم استيقظ وهو يضحك . قالت : فقلت : ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله – كما قال في الأولى – قالت : فقلت : يا رسول الله , ادع ُ الله أن يجعلني منهم . قال : أنت ِ من الأولين . فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان , فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر , فهلكت (1)
(1) عن أنس بن مالك , رضي الله عنه , أخرجه البخاري و مسلم و مالك و الترمذي و أبو داوود و النسائي , جامع الأصول , الجزء العاشر ص 95 – 98
تعليق الكاتب
الخلاف الحقيقي بين المسلمين , فقهاء و عامة ً , حول المرأة , ليس بين الذين يعتقدون أن زي المرأة المسلمة يسمح بظهور الوجه و الكفين من جهة , و بين الذين يرون أن هذا الزي لا يسمح بظهور شيء , من جهة أخرى . لو كان الخلاف يقتصر على هذه الجزئية لهان الأمر , سواء ً أخذنا بهذا الرأي أو ذاك ,خاصة و أن الكتب الفقهية مليئة بما يساند أحد الموقفين , مع أغلبية واضحة لصالح الرأي الأول .
الخلاف الأساسي, المسكوت عن طبيعته , هو بين الذين يعتقدون أن النساء شقائق الرجال , لهن حقوق و عليهن واجبات , شأنهن شأن الرجال , و أن القوامة تكليف للرجل و ليس حطا ً من قدر المرأة , من جانب , و بين الذين يرون أن النساء مخلوقات دون الرجال , ليس لهن من دور سوى الإنجاب , و لا يجب أن يتحركن من دار الأب أو الزوج إلا إلى القبر , " ودفن البنات من الكرمات ! " . و في تراثنا بيت شائع , كثيرا ً ما يستشهد به المستشهدون , يذهب إلى أنه ليس للمرأة من حق سوى أن تجعل الرجل " ينام على جنابة " !!
الذين يرون الرأي الأول يذهبون إلى أنه من حق المرأة أن تتعلم إلى أقصى درجات التعلم , و أن تمارس وجوه الإبداع الفكري و العلمي كافة , و أن تكون عضوا ً فعالا ً في حياة المجتمع الثقافية و السياسية . أما الذين يرون الرأي الثاني – جماعة الجنابة !- فينزعوا إلى أن يَحرِموا عقل المرأة من كل علم , و فكرها من كل ثقافة , و أن يشلّوا كل ما منحها الله , سبحانه و تعالى , من طاقات و إمكانيات و مواهب , لتبقى تمارس دورا ً يتيما ً يبدأ بالجنس و ينتهي بالجنس .
و الجدال بين الفريقين بخلاف ما يتصوره الكثيرون , ليس جدالا ً فقهيا ً بقدر ما هو نزاع نفسي / سياسي / اجتماعي / حضاري بين رجال يرون في الاعتراف بحقوق المرأة إثراء ً لرجولتهم , و رجال يرون في هذا الاعتراف إلغاءا ً لفحولتهم . و مثل هذا الخلاف لا ينتهي , و لا يمكن أن ينتهي , بمحاورات أو مناظرات .
النص الذي أوردته يبين بوضوح ما بعده وضوح , كيف نظر إمام الهدى , عليه الصلاة و السلام , إلى دور المرأة في المجتمع ( و العسكرية ! ) فرأى أنه يشمل الغزو في البحر مع الرجال , و أنا به , عليه السلام , من المقتدين , ولو رغمت أنوف !
ملحوظة وردت في مقدمة الكتاب وانقلها كما هي بدون تصرف.
جميع الأحاديث الواردة في هذا الكتيب من الأحاديث المجمَع على صحتها , حسب القواعد التي وضعها علماء الحديث , الموجودة في مظانها المعروفة .
و المرجع المشار إليه هو الكتاب النفيس الرائع المسمى جامع الأصول في أحاديث الرسول للإمام أبي السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري , أشرف على طبعه الشيخ عبد المجيد سليم , و حققه محمد الفقي ( الطبعة الأولى 1370 هـ - 1950 م ) , و الكتاب من نشر رئاسة إدارة البحوث العلمية و الإفتاء و الدعوة و الإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
تعليق ناقل النص
اعضاء وعضوات المنتدى الافاضل
هي دعوه ايضا للنقاش او لتصحيح المفاهيم بعيدا عن الاقصاء واعتماد الفكر الواحد الذي لايقبل المناقشه فهل لنا ان نستفيد من علم اعضاء وعضوات المنتدى المحترمين بما يعمم الفائده على الجميع
اتمنى ان تصل انبراشات اعضاء المنتدى لهذا الموضوع لنعرف اين نقف وكيف نفهم النصوص بدون لوي اعناق تلك النصوص ليوافق قناعات قد تكون فرضتها الحياه الاجتماعيه والعادات والتقاليد.