إسراء
04-05-2002, 09:56 PM
مساء الأنوار
http://www.angeleyes2.com/platinum/images/vic/Vic16g.jpg
نهار جميل .. فاق بجماله روعة الليل و هدوئه .. أرجوحة أسطورية ..
نسجت من زهور الأقحوان معلقة بين السماء و الأرض .. و لو سمح
المدى لكانت أكبر من ذلك .. جلسْت عليها .. تُأرجحني طيور الكناري ..
و زينت شعري بالورود.. أسابق الريح .. سعيدة بهذا المكان .. مكان أبعد
من أن يدنس بخطايا البشر .. بعيد .. بالقرب من الملائكة .. أستمع
إلى ترانيمهم العذبة .. و أرددها دون أن أكلف نفسي عناء فهم ماذا
يقصدون بها .. أهي دعوات لبني البشر بالرحمة ؟؟ أم بالهداية المقرونة
بالمستحيل ..
سقط أحد العصافير مجروحا .. ففزعت بقية الطيور و رحلت .. فتوقفت
عندها أرجوحتي .. نزلت .. و حملته بين يدي علي أستطيع مداواته
ليعود محلقا بين جنبات الغيوم من جديد .. و ليتني لم أفعل .. و كأن
أرجوحتي هي موطن أماني .. ما إن نزلت .. حتى ادلهم الليل .. و أصبح
يطلق سياطه دون حساب .. و ضُرب البرق .. فأبكى السماء .. تركت
العصفور .. و أخذت وشاحي و حاولت الهرب .. لكن إلى أين ؟؟ لم أكن
أستطيع أن أبتعد .. فلقد تجمد الدم في عروقي .. و تباطأت دقات
قلبي .. و كان الهواء الذي أتنفسه مرا ثقيلا .. أتعبني كثيرا فجلست
على قارعة الطريق أرقب المجهول .. لا شيء أبدا غير صوت رعد قاتل
يسكت جبروت الأرض .. أجهشت حينها بالبكاء .. و لكنه كان بكاء غير
عادي .. بكاء صامت تذرف فيه الدموع فقط .. خفت أن أصدر صوتا ..
فتكون نهايتي ..
أيقظني مما أنا فيه .. صوت نواح نساء .. و طبول تقرع .. و تعزف
مقطوعة { ما قبل الموت } .. طبول تقرع أحسست أنها تقرع في
رأسي .. و نواح النساء كاد أن يصيبني بالصمم .. فقدت صوابي .. و لم
أعد أدري ماذا أفعل .. و لا من أين تصدر هذه الأصوات المخيفة ..
و كانت الأصوات تقترب أكثر فأكثر .. نساندها زمجرة الطبيعة .. خوف
تملكني وكاد أن يصيبني بإغماء و كم تمنيت ذلك ..
و الصوت ما زال يقترب .. و يخنقني سؤالي ما هذا ؟؟ .. و كنت أحلي
نفسي بالصبر سأعرف الآن ..
و اقترب الموكب .. كان مريعا .. لن يتحمل رؤيته أحد .. أقسم أن
الشيطان هرب حينها من هول ما رأى ..
نساء نساء .. في كل مكان نساء كثيرات .. مقيدون .. و قد ربط الحبل
في أعناقهم .. يجرهم رجل واحد .. و كان أشبه بقطيع من البشر ..
ملابسهم قذرة حقيرة .. ينفر منها أي إنسان ..
توقف هذا الموكب عندي .. و أصوات عياطهم أنهكتني .. و لكن بصرخة
من هذا الرجل .. صرخة واحدة .. كانت كفيلة بأن تخرسهم جميعا ..
وقف أمامي و قد كان متأنقا .. طويلا .. حاد الملامح .. جلس على
ركبتيه .. بكل شموخ و قال : هيا انضمي لهم .. لم يكن مروري هنا
صدفة بل جئت لآخذك معهم .
لم يكن صوته غريبا أبدا فقد بدى مألوفا جدا .. لكن صورته كانت
مشوشة في ذهني و لم أستطع تمييز من يكون
نظرت إليه نظرة طفلة تتمنى الموت على ذلك : أرجوك سأفعل ما تريد
لكن دعني ..
اقترب مني .. ثم قال :هيا
قمت معه.. أمسك يدي .. و وضعني في نهاية صف النساء النائحات ..
و أراد أن يربط عنقي مثلهم .. في هذا حبل الهوان هذا ..
أوقفته و توسلت إليه : أرجوك أرجوك .. اقتلني و لا تفعل هذا بي لن
أرضى بالذل أبدا و إن رضينه قبلي .. أرجوك خذ روحي الآن فأموت
شامخة .. و لا تقيدني أبدا مع هؤلاء .. رمى الحبل غاضبا .. و سحبني
بشدة مع يدي .. أحسست حينها أن يدي قد كسرت .. و حمدت ربي
سيقتلني الآن و لن أموت ميتة ذليلة ...
و لكنه مشى إلى بداية هؤلاء النساء .. فهو القائد .. على هذا السرب
الوضيع .. الذي آثرت الموت على أن أكون فردا فيه ..
أمرني بالوقوف إلى جانبه لا أبارح مكاني أبدا .. و أخذ هو يجر النساء ..
و أنا أمشي قربه .. لم ينظر إلي أبدا ..
فقال : أتعرفين من أنا ؟؟ أو من يكون هؤلاء ؟؟
أومأت برأسي أني لا أعلم ..
ابتسم..
أنا رجل .. و هؤلاء هن عشيقاتي .. أحببتهم جميعا ..
أنا : و لم تفعل هذا بهم ؟؟
الرجل : لأنها النهاية .
أنا : و لم تحدد أنت نهايتهم ..
الرجل : لأني أنا الرجل .. العاشق الذي تهواه المئات
لم أرد عليه .. فقد كنت خائفة أن أخطئ في الكلام فبقيت ساكتة ..
أتأمل سطوته القوية و ملابسه السوداء الثمينة ..
و صلنا إلى مكان .. مخيف .. أجل أذكره .. و كأني أراه أمامي الآن ..
قال الرجل : أجل إنه كما تفكرين .. مقبرة جماعية .. سأضعكم كلكم
فيها ..
أنا : أرجوك أنا لا .. أنا لست منهم ..
هزمت إحداهن الخوف .. و جاءت تركض نحوه .. أرجوك حبيبي .. ادفني
وحدي في قبر لي أنا وحدي .. حتى إذا جئت يوما لزيارتي .. تكون قد
جئت لي أنا فقط ..
و ما كان من هذا الرجل إلا أن صفعها صفعة قوية .. جرحت وجهها ..
كرهته و كرهت هوانها ..
بكل قسوة .. أخذ يحفر حفرة ضخمة .. و يرمي امرأة تلو الأخرى بعد أن
يقف وقفة احترام لأيام قضاها قربها .. ثم يقبلها على جبينها .. و يهيل
عليها التراب ..
انتهت النساء ..
و جاء دوري ..
التفت إلي و قال الرجل : أتريدين أن تكوني بينهم ؟؟
أنا : لا ..
الرجل : حسنا ارحلي .. الآن و حالا و لا تحاولي الدخول إلى عالمي
مجددا فهذا مصير كل امرأة أهواها ..
أنا : إذن كنت س....
الرجل : أجل كنت سأحبك .. هيا الآن ارحلي ..
أنا : حسنا .. من أنت ؟؟
الرجل : ألم تعرفيني بعد ؟؟ أنا رجل .. مجرد رجل .. رجل يريد أن يتزوج .. و لكن قبل ذلك يريد أن يقتل ماضيه بيديه و يتأكد بعدم عودته من جديد .. هكذا أنا رجل منذ بداية تكويني .. رجل .. ارحلي الآن..
مشيت مبتعدة عنه مسرعة .. ثم توقفت .. و نظرت إلى الوراء لأجده
يراقب خطواتي .. ابتسمت و عدت إليه من جديد .. و أعطيته وردة
كانت قد وضعت في شعري .. و رحلت ... و رحل هو ...
إلى حب آخر ؟؟ إلى امرأة أخرى ؟؟
لا أدري .. ثيابي مبللة جراء المطر .. و قفت لحظة أفكر ..
ترى أسيجر عروسه ( زوجته ) يوما بنفس هذا الحبــــــــــــــــــــــــــ ــل ..
تقبلوا خالص تحياتي و تقديري
الأسطورة
أمرأة من زمن الوفاء ..
ما زالت تذرف الدمع ..
على نعش الكبرياء ..
http://www.angeleyes2.com/platinum/images/vic/Vic16g.jpg
نهار جميل .. فاق بجماله روعة الليل و هدوئه .. أرجوحة أسطورية ..
نسجت من زهور الأقحوان معلقة بين السماء و الأرض .. و لو سمح
المدى لكانت أكبر من ذلك .. جلسْت عليها .. تُأرجحني طيور الكناري ..
و زينت شعري بالورود.. أسابق الريح .. سعيدة بهذا المكان .. مكان أبعد
من أن يدنس بخطايا البشر .. بعيد .. بالقرب من الملائكة .. أستمع
إلى ترانيمهم العذبة .. و أرددها دون أن أكلف نفسي عناء فهم ماذا
يقصدون بها .. أهي دعوات لبني البشر بالرحمة ؟؟ أم بالهداية المقرونة
بالمستحيل ..
سقط أحد العصافير مجروحا .. ففزعت بقية الطيور و رحلت .. فتوقفت
عندها أرجوحتي .. نزلت .. و حملته بين يدي علي أستطيع مداواته
ليعود محلقا بين جنبات الغيوم من جديد .. و ليتني لم أفعل .. و كأن
أرجوحتي هي موطن أماني .. ما إن نزلت .. حتى ادلهم الليل .. و أصبح
يطلق سياطه دون حساب .. و ضُرب البرق .. فأبكى السماء .. تركت
العصفور .. و أخذت وشاحي و حاولت الهرب .. لكن إلى أين ؟؟ لم أكن
أستطيع أن أبتعد .. فلقد تجمد الدم في عروقي .. و تباطأت دقات
قلبي .. و كان الهواء الذي أتنفسه مرا ثقيلا .. أتعبني كثيرا فجلست
على قارعة الطريق أرقب المجهول .. لا شيء أبدا غير صوت رعد قاتل
يسكت جبروت الأرض .. أجهشت حينها بالبكاء .. و لكنه كان بكاء غير
عادي .. بكاء صامت تذرف فيه الدموع فقط .. خفت أن أصدر صوتا ..
فتكون نهايتي ..
أيقظني مما أنا فيه .. صوت نواح نساء .. و طبول تقرع .. و تعزف
مقطوعة { ما قبل الموت } .. طبول تقرع أحسست أنها تقرع في
رأسي .. و نواح النساء كاد أن يصيبني بالصمم .. فقدت صوابي .. و لم
أعد أدري ماذا أفعل .. و لا من أين تصدر هذه الأصوات المخيفة ..
و كانت الأصوات تقترب أكثر فأكثر .. نساندها زمجرة الطبيعة .. خوف
تملكني وكاد أن يصيبني بإغماء و كم تمنيت ذلك ..
و الصوت ما زال يقترب .. و يخنقني سؤالي ما هذا ؟؟ .. و كنت أحلي
نفسي بالصبر سأعرف الآن ..
و اقترب الموكب .. كان مريعا .. لن يتحمل رؤيته أحد .. أقسم أن
الشيطان هرب حينها من هول ما رأى ..
نساء نساء .. في كل مكان نساء كثيرات .. مقيدون .. و قد ربط الحبل
في أعناقهم .. يجرهم رجل واحد .. و كان أشبه بقطيع من البشر ..
ملابسهم قذرة حقيرة .. ينفر منها أي إنسان ..
توقف هذا الموكب عندي .. و أصوات عياطهم أنهكتني .. و لكن بصرخة
من هذا الرجل .. صرخة واحدة .. كانت كفيلة بأن تخرسهم جميعا ..
وقف أمامي و قد كان متأنقا .. طويلا .. حاد الملامح .. جلس على
ركبتيه .. بكل شموخ و قال : هيا انضمي لهم .. لم يكن مروري هنا
صدفة بل جئت لآخذك معهم .
لم يكن صوته غريبا أبدا فقد بدى مألوفا جدا .. لكن صورته كانت
مشوشة في ذهني و لم أستطع تمييز من يكون
نظرت إليه نظرة طفلة تتمنى الموت على ذلك : أرجوك سأفعل ما تريد
لكن دعني ..
اقترب مني .. ثم قال :هيا
قمت معه.. أمسك يدي .. و وضعني في نهاية صف النساء النائحات ..
و أراد أن يربط عنقي مثلهم .. في هذا حبل الهوان هذا ..
أوقفته و توسلت إليه : أرجوك أرجوك .. اقتلني و لا تفعل هذا بي لن
أرضى بالذل أبدا و إن رضينه قبلي .. أرجوك خذ روحي الآن فأموت
شامخة .. و لا تقيدني أبدا مع هؤلاء .. رمى الحبل غاضبا .. و سحبني
بشدة مع يدي .. أحسست حينها أن يدي قد كسرت .. و حمدت ربي
سيقتلني الآن و لن أموت ميتة ذليلة ...
و لكنه مشى إلى بداية هؤلاء النساء .. فهو القائد .. على هذا السرب
الوضيع .. الذي آثرت الموت على أن أكون فردا فيه ..
أمرني بالوقوف إلى جانبه لا أبارح مكاني أبدا .. و أخذ هو يجر النساء ..
و أنا أمشي قربه .. لم ينظر إلي أبدا ..
فقال : أتعرفين من أنا ؟؟ أو من يكون هؤلاء ؟؟
أومأت برأسي أني لا أعلم ..
ابتسم..
أنا رجل .. و هؤلاء هن عشيقاتي .. أحببتهم جميعا ..
أنا : و لم تفعل هذا بهم ؟؟
الرجل : لأنها النهاية .
أنا : و لم تحدد أنت نهايتهم ..
الرجل : لأني أنا الرجل .. العاشق الذي تهواه المئات
لم أرد عليه .. فقد كنت خائفة أن أخطئ في الكلام فبقيت ساكتة ..
أتأمل سطوته القوية و ملابسه السوداء الثمينة ..
و صلنا إلى مكان .. مخيف .. أجل أذكره .. و كأني أراه أمامي الآن ..
قال الرجل : أجل إنه كما تفكرين .. مقبرة جماعية .. سأضعكم كلكم
فيها ..
أنا : أرجوك أنا لا .. أنا لست منهم ..
هزمت إحداهن الخوف .. و جاءت تركض نحوه .. أرجوك حبيبي .. ادفني
وحدي في قبر لي أنا وحدي .. حتى إذا جئت يوما لزيارتي .. تكون قد
جئت لي أنا فقط ..
و ما كان من هذا الرجل إلا أن صفعها صفعة قوية .. جرحت وجهها ..
كرهته و كرهت هوانها ..
بكل قسوة .. أخذ يحفر حفرة ضخمة .. و يرمي امرأة تلو الأخرى بعد أن
يقف وقفة احترام لأيام قضاها قربها .. ثم يقبلها على جبينها .. و يهيل
عليها التراب ..
انتهت النساء ..
و جاء دوري ..
التفت إلي و قال الرجل : أتريدين أن تكوني بينهم ؟؟
أنا : لا ..
الرجل : حسنا ارحلي .. الآن و حالا و لا تحاولي الدخول إلى عالمي
مجددا فهذا مصير كل امرأة أهواها ..
أنا : إذن كنت س....
الرجل : أجل كنت سأحبك .. هيا الآن ارحلي ..
أنا : حسنا .. من أنت ؟؟
الرجل : ألم تعرفيني بعد ؟؟ أنا رجل .. مجرد رجل .. رجل يريد أن يتزوج .. و لكن قبل ذلك يريد أن يقتل ماضيه بيديه و يتأكد بعدم عودته من جديد .. هكذا أنا رجل منذ بداية تكويني .. رجل .. ارحلي الآن..
مشيت مبتعدة عنه مسرعة .. ثم توقفت .. و نظرت إلى الوراء لأجده
يراقب خطواتي .. ابتسمت و عدت إليه من جديد .. و أعطيته وردة
كانت قد وضعت في شعري .. و رحلت ... و رحل هو ...
إلى حب آخر ؟؟ إلى امرأة أخرى ؟؟
لا أدري .. ثيابي مبللة جراء المطر .. و قفت لحظة أفكر ..
ترى أسيجر عروسه ( زوجته ) يوما بنفس هذا الحبــــــــــــــــــــــــــ ــل ..
تقبلوا خالص تحياتي و تقديري
الأسطورة
أمرأة من زمن الوفاء ..
ما زالت تذرف الدمع ..
على نعش الكبرياء ..