المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطيعة الرحم .. الامور المعينة على الصلة ( 3 )



أبو الخنساء
18-07-2004, 04:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


احبتي الله في الله هذه الحلقة الثالثة والأخيرة من موضوع قطيعة الرحم وهي تتكلم عن الامورالمعينة في علاج قطيعة الرحم ، اسأل الله ان ينفعنا بها جميعا

كما اسأله سبحانه ان يجزي من كتبها وألفها خير الجزاء ويرفع درجته
سادسًا: الأمور المعينة على الصلة:



هناك آداب يجدر بنا سلوكها مع الأقارب, وهناك أمور تعين على صلة الرحم; فمن ذلك ما يلي:1

- التفكر في الآثار المترتبة على الصلة: فإن معرفة ثمرات الأشياء, وحسن عواقبها من أكبر الدواعي إلى فعلها, والسعي إليها.
2- النظر في عواقب القطيعة: وذلك بتأمل ما تجلبه القطيعة من هم, وغم, وحسرة, وندامة,ونحو ذلك, فهذا مما يعين على اجتنابها والبعد عنها.
3- الاستعانة بالله: وذلك بسؤال التوفيق, والإعانة على صلة الأقارب.
4- مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان: فهذا مما يبقي على الودّ، ويهون على الإنسان ما يلقاه من شراسة أقاربه وإساءتهم، ولهذا أتى رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ: [ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ] رواه مسلم.فهذا الحديث عزاء لكثير من الناس ممن ابتلوا بأقاربَ شرسين, يقابلون الإحسان بالإساءة, وفيه تشجيع للمحسنين على أن يستمروا على طريقتهم المثلى; فإن الله معهم, وهو مؤيدهم, وناصرهم, ومثيبهم.
5- قبول أعذارهم إذا أخطأوا, واعتذروا.
6- الصفح عنهم ونسيان معايبهم, حتى ولو لم يعتذروا: فهذا مما يدل على كرم النفس, وعلو الهمة.
7- التواضع ولين الجانب.

8- التغاضي والتغافل: وهما من أخلاق الأكابر والعظماء, ومما يعين على استبقاء المودة, واستجلابها, وعلى وأد العداوة وإخلاد المباغضة.
10- ترك المنة عليهم, والبعد عن مطالبتهم بالمثل: فالواصل ليس بالمكافئ, فمما يعين على بقاء المودة أن يحرص الإنسان على أن يعطي أقاربه ولا يطالبهم بالمثل, وألا يَمُنَّ عليهم بعطائه, أو زياراته, أو غير ذلك.
11- توطين النفس على الرضا بالقليل من الأقارب: فلا يستوفي حقه كاملاً, بل يرضى بالقليل من أقاربه, حتى يستميل بذلك قلوبهم, ويبقي على مودته لهم .
12- مراعاة أحوالهم, وفهم نفسايتهم, وإنزالهم منازلهم: فمن الأقارب من يرضى بالقليل, فتكفيه الزيارة السنوية, وتكفيه المكالمة الهاتفية, ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه والصلة بالقول فحسب, ومنهم من يعفو عن حقه كاملاً, ومنهم من لا يرضى إلا بالزيارة المستمرة, وبالملاحظة الدائمة; فمعاملتهم بمقتضى أحوالهم يعين على الصلة, واستبقاء المودة.

13- ترك التكلف مع الأقارب ورفع الحرج عنهم: وهذا مما يغري بالصلة; فإذا علم الأقارب عن ذلك الشخص أنه قليل التكلف, وأنه يتَّسم بالسماحة حرصوا على زيارته وصلته.
14- تجنب الشدة في العتاب.
15- تحمل عتاب الأقارب، وحمله على أحسن المحامل.

16- الاعتدال في المزاح مع الأقارب: مع مراعاة أحوالهم, وتجنب المزاح مع من لا يتحمله.

17- تجنب الخصام وكثرة الملاحاة والجدال العقيم مع الأقارب: والبعد عن كل ما من شأنه أن يكدر صفو الوداد معهم.

18- المبادرة بالهدية إن حصل خلاف مع الأقارب: فالهدية تجلب المودة, وتكذب سوء الظن, وتستل سخائم القلوب.

19- أن يستحضر الإنسان أن أقاربه لحمة منه: فلا بدّ له منهم, ولا فكاك له عنهم, فعزهم عزٌّ له, وذلهم ذلٌّ له.

20-أن يعلم أن معاداة الأقارب شر وبلاء: فالرابح فيها خاسر, والمنتصر مهزوم.



21- الحرص التــام على تذكـر الأقارب في المناسبـات والولائـم: ومـن الـطـرق المجدية في ذلك أن يسجل الإنسان أسماء أقاربه, وأرقام هواتفهم في ورقة, ثم يحفظها عنده, وإذا أراد دعوتهم فتح الورقة حتى يستحضرهم جميعًا, ويتصل بهم إما بالذهاب إليهم, أو عبر الهاتف أو غير ذلك. ثم إن نسي واحدًا منهم فليذهب إليه, وليعتذر منه, وليسعَ في رضاه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

22- الحرص على إصلاح ذات البين.

23- تعجيل قسمة الميراث: لئلا تكثر الخصومات والمطالبات, ولأجل أن تكون العلاقة بين الأقارب خالصةً صافيةً من المكدرات.

24- الحرص على الوئام والاتفاق حال الشراكة.

25- الاجتماعات الدورية: سواء كانت شهرية أو سنوية أو غير ذلك, فهذه الاجتماعات فيها خير كثير; ففيها التعارف, والتواصل, والتواصي, وغير ذلك خصوصاً إذا كان يديرها أولو العلم, والحصافة.

26- صندوق القرابة: الذي تجمع فيه تبرعات الأقارب واشتراكاتهم, ويشرف عليه بعض الأفراد, فإذا ما احتـاج أحد من الأسرة مالاً لزواج, أو نازلة, أوغير ذلك بادروا إلى دراسة حاله, وساعدوه ورفدوه; فهذا مما يولد المحبة, وينمي المودة.

27- دليل الأقارب: فيحسن بالأقارب أن يقوم بعضهم بوضع دليل خاص, يحتوي على أرقام هواتف القرابة ثم يطبع ويوزع على جميع الأقارب, فهذا الصنيع يعين على الصلة, ويذكر المرء بأقاربه إذا أراد السلام عليهم, أو دعوتهم للمناسبات والولائم.

28- الحذر من إحراج الأقارب: وذلك بالبعد عن كل سبب يوصل إلى ذلك, ومما يدخل في هذا أن يراعي القرابة أحوال الوجهاء, وذوي اليسار في الأسرة فلا يكلفوهم ما يوقعهم في الحرج, ولا يلوموهم إذا قصروا في بعض الأمور مما لا طاقة لهم بها.

29- الشورى بين الأقارب: فيحسن بالأقارب أن يكون لهم رؤوس يرجعون إليهم في المُلمَّات، وما ينوب الأسرة من النوازل; حتى يخرجوا برأي موحّد, أو مناسب يرضي الله, ويوافق الحكمة والصواب.



وأخيرًا:

يراعى في ذلك كله أن تكون الصلة قربة الله: وأن تكون تعاونًا على البر والتقوى, لا يقصد بها حمية الجاهلية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



من كتاب:' قَطِيعَةُ الرَّحِمِ: الْمَظَاهِرُ-الأَسْبَابُ-سُبُلُ الْعِلاِجِ 'للشيخ/ محمد بن إبراهيم

إشراقة أمل
21-07-2004, 05:47 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله في يمينك أخي أبو الخنساء على نقلك الطيب لهذه السلسلة المباركة

وجعله الله في موازينك حسنات مضاعفة يوم تلقاه

دمت على خير وطاعة

عابده لله
21-07-2004, 06:00 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أثابك كل الخير ربي اخي الطيب والرائع أبو الخنساء ..
وجعل جهدك في سيبله وخالصاً لوجهه تعالى ...

طرح قيم وهادف كما تعودنا منك أخي .. اسأل الله لك الرزق
والعافية في الدنيا والآخرة ..
وأن يمتعك بصحتك وبأولادك واهلك خير متاع...

جزاك عنا المولى كل الخير ..

/

عابده

أبو الخنساء
21-07-2004, 10:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


اختي في الله اشراقة الخير


جزاك الله خيرا على مرورك

اسأل الله ان يجزيك خير الجزاء لك بمثل ما دعوت وزيادة

أبو الخنساء
21-07-2004, 10:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


اختي في الله عابدة الله


جزالله خيرا على مرورك وعلى كلماتك الطيبة


لك اختي في الله بمثل ما دعوت وزيادة

اتشرف دائما بحضورك نفع الله بك