Nooosa
01-07-2004, 03:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله...الذي أوجد ..وخلق..والصلاة والسلام..على من بلغ وصدق..نبينا وحبيبنا محمد..عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
كنا وبفضل الله سويًا..في اللقاء السابق قد أخذنا فكرة موجزة عن (( صُنّـــاع الحياة )).. عن مشروع الحياة..صناعة الحياة..مشروع العمر كله..
ومازلنا أحبتي.. نستكمل ما بدأناه معًا..فبعد أن ناقشنا أهداف البرنامج وما نتوقعه منه.. وبعد أن استعرضنا أمثلة للناجحين.. وصناع الحياة.. نقول: كيف سنصنع الحياة؟ .. كيف سنخرج مما نحن فيه الآن؟ .. ولماذا وصل بنا الحال إلى القـــــاع؟؟!
والجـــــــواب: لأننا أخذنا إسلامنا..مـــنـــــقـــــوص..!
كيف ذلك..ونحن نصلي ونصوم..ونحج .. ونزكي..ونتقي الله ربـــنــا؟؟!
دعوني أخبركم..أمــرًا..
يطالب البعض..بأن نحكي قصصًا عن الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم لنقتدي بهم في العبادات..
ونقول لهم.. هذا جناح واحد فقط للدين..!
انظروا معي أحبتي..
مستقبل المسلمين..يقف على آية واحده من القرآن..
نحن نقرأ فاتحة الكتاب يوميًا وفي كل صلاة 17 مرة تقريبًا..في الفروض..وأكثر من ذلك طبعًا في النوافل..
وفي كل مرة نقول : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) .. في سورة واحدة.. وفي آية واحدة..ولكننا للأسف لا نطبقها..نتعامل مع نصفها فقط..(( إياك نعبد )) .. فنعبد الله ولكن لا نستعين به لنعمل .. والإنسان لا يطلب المعونة إلا في صعاب الأمور.. وأكثرها دقة .. ونحن وبكل أسف بـــعــــيــــــديـــــــن جدًا عن هذه الأمور من الأصل..!
وبالتالي..اكتفينا بــ (( إياك نعبد )) >>>>> " فلم تقم لنا حضارة " ..!
وفي المقابل .. الغرب أخذوا النصف الآخر الذي تركناه ..(( وإياك نستعين )) .. فطلبوا الصعاب وجاسوا في العمل والإنجاز..والإنتاج..ومضوا فيه أيما مضي.. وأعانهم الله على ذلك..ولكنهم لم يوجهوا هذا الجهد إلى (( إياك نعبد ))..فبالطبع سقطت حضارتهم أيضًا..!
حين يتم الفصل بين جناحي الحضارة.. والتقدم والنجاح.. تسقط الحضارات والشعوب والقيم..تسقط إما في السلبية والضعف والهوان..وقبول الذل..وانتظار فضلات الآخر.. أو في المجون والاستهتار .. و" الهيافه " والبهيمية الممرضة..وكلاهما يــحــتـــضــر..وكلاهما يــــمــــوتا جوعًا..أو انتحارًا..واعذروا لي الألفاظ الفظة.
صناعة الحياة..إذن تحتاج للجناحين..تحتاج لأن نعبد الله ربنا ولا نشرك به شيئًا..ونخلص العبادة له..وأن تستعين به في عبادتنا.. وفي أعمالنا..وفي جميـــع الشؤون..نستعين به..لنعمل..لننهض..لنسمو بديننا في دنيانا
تعالوا أحبتي .. نستكمل الصورة .. نحن حين نهمل (( وإياك نستعين )) ..تسقط منا أيضا.. (( إياك نعبد )) ..!
وإليكم الدليل:
وسائل العبادة: سجادة الصلاة ، السُبحة ، ساعات الأذان ، و"حجابنا" نحن النساء .. كلها صنعت بأيدي غير المسلمين
معايير الحياة العامة..والمشاريع الإقتصادية.. ومظاهر تقدم الدول..والشعوب .. كلها وضعها الغرب
وبالتالي..فهي لم توضع مُطابقةً لمواصفات ديننا..وقرآننا..ولمنهجيتنا.. بل لتناسب أسلوبه في الحياة..!
بداية من " المتر والكيلو متر" .. إلى عدد النجوم في الفنادق..ومثال بسيط على ذلك:
لو كنت مثلاَ رجل أعمال..مسلم بالطبع..تفكر في مشروع فندق ضخم..وعلى أعلى مستوى في المواصفات،، الخدمة،، الخ،، يعني فندق خمسه نجوم .. لــــن تـــســـتــــطــــيــــع..!
فحتى تحصل على هذه النجوم..ويقرك العالم عليها.. تحتاج أن تقدم الخمر ،، وطاولات القمار ،، الخ.. ستحتج ..وتقول لن أفعل..هذا حرام ؟؟ إذن لن تحصل على الدرجه الممتازه..!
من الذي يحدد؟؟ من الذي يقرر؟؟ ومن الذي يـــتــــكــلـــم؟؟
للأسف لـــســـت أنت..! وليس من حقك أن توافق أو ترفض وتحتج.. ولا تملك نصف ذلك حتى!! فأنت لا تملك مفاتيح الإقتصاد..أنت مجرد.. مـ تـ طـ فـ ـــل.. يريد أن يدخل إلى دنيا المال.. وقواعد اللعبه يصنعها الأقوى.!
أرأيتم إذن كيف حتى العبادة ستتلوث؟؟!! >>>>> وقس على ذلك
يقول ابن القيم..رحمه الله: أنزل الله على الأنبياء 104 كتاب سماوي
وجمعها الله..في 3 كتب: التوراة والإنجيل والقرآن
ثم جمع الله الـ 3..في كتاب واحد: القرآن
ثم جمع الله القرآن في سورة واحدة: الفاتحة
ثم جمع الله الفاتحه في آية واحدة: (( إياك نعبد وإياك نستعين ))
يااللـــــــــــه..!!
تأملوا معي هذا المعنى..كأن كل المعاني التي أنزلها الله.. 104 كتاب سماوي.. كل الأديان..كل الرسالات
>>>> (( إياك نعبد وإياك نستعين ))
أحبتي..
آن التحليق بالجناحين والله.. لنصبح كما كان صناع الحضارة الإسلامية الأولى..
رهـــبــــان بالليــــل..
فرســــــأن في النهــــار..
إن مفهوم العبادة في الإسلام هو فقط الذي يؤدي إلى النجاح في الحياة .. وهذا أمر مسلم به
ولكن هناك معنى آخر للنجاح في الحياة .. معنى قوي يتعلق بسبب الخلق وهدفه.. كل الفلاسفه تاهت رؤوسهم..ولم يصلوا إلى إجابة ذات معنى..وحق لهم التيه..!
فمن قائل .. أن الإله خلق الكون وأوجده ثم نسيه بعدما انتهى منه.. "أفلاطون".. وحــــــــــــاشى لله
ويأتي المحكم التنزيل ليرد بالقول: (( وماكان ربك نسيًّا ))
ومن قائل .. أنه خلقه ليلهو بالخلق.. والعيــــــــــــاذ بالله
ويرد عليه جلَّ في علاه: (( لو أردنا أن نتخذ لهوًا لاتخذناه من لدنا ))
إلى تائه..حائــــر..يحيا في طلاسم لا يدري من أين أتى..وإلى أين يذهب..سائر إلى غير هدى..!
وأضرب لكم مثال على ذلك.. قصيدة الطلاسم التي كتبها..إيليا أبو ماضي..وأتركك لكم التفكير والتعليق,, والحمدلله الذي هدانا وجعلنا مسلمين
هذه معاني تخلق فشلاً وإحباط .. وتنافي الفطرة السليمة ولكن الإسلام يقول..
لا.. (( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))
ويقول لا : (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )).. و هذا الخليفة علمه الله الأسماء والمسميات حتى يستطيع أن يبدأ الإعمار والإنتاج.. من المعظمات الأولى
إذن عليك أخي..يا ابن ديني ودمي.. أن تبدأ .. أن تبحث عن طريق ومهنة ووسيلة..للنجاح .. حتى لا يكون إسلامك ناقص.. وحتى تحلق بالجناحين في فضاءات النجاح والتقدم.. وتبني مجد أمتك..وتقيم حضارتها من جديد..
وحتى لا تقع تحت رحمة دعاء سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. احذر أخي دعاء سيدنا عمر الفاروق المبشر بالجنة .. إذ قال: اللهم إني أشكو إليك قوة الفجرة .. وعجز المؤمنين..!
قوة الفجرة.. الكفرة..وبطشهم في الأرض.. وتعاليهم على الخلق.. وعجز المسلمين .. المؤمنين.. وتكاسلهم وتقاعسهم ..وضعف يدهم .. وحيلتهم..
احذر يا أخي.. أن تكون من أحدهم..فإنه يشكوهم إلى الله.. ويفوض أمرهم إليـــــــه
إذن.. نتفق الآن.. بأن العبادة نفسها يلزمها صناعة في الحياة.. أليس الهدف من العبادة الثواب ودخول الجنة؟؟
يقول صلى الله عليه وسلم.. فيما معنى الحديث : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..)) وهذه الثلاثة هي :
"صدقة جارية" >>>>> هذا عمل اقتصادي أثناء حياته
"علم ينتفع به" >>>>> دراسه..وجد واجتهاد..وتفاني في طلب العلم..والخلاص
" وولد صالح يدعو له" >>>>> تربـــيـــــة جــيــــــل
فمن ذلك إذن أحبتي..ندرك أنه من أجل تكلمل مسيرة الثواب حتى بعد الموت يلزم صناعة جيدة للحياة.. واتقان..ونجاح
وسنسأل عن ذلك يوم القيامة والله..
فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأنه لا تزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع..وتخيلوا ذلك معي جيدا..واستشعروه..: عن عمره..عن شبابه.. عن ماله..وعن علمه!!
أحبتي ..
ليست صدفة أن يبدأالخلق..بالقلم..فيكتب بأمر الله مقادير كل شيء حتى قيام الساعة!!
وليس بالصدفة أن يبدأ نزول الوحي بكلمة اقرأ..بثلاث آيات فيا كلمة اقرأ مرتين.. وكلمة علَّم مرتين
(( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ))
اقـــــرؤوا القرآن .. اخوتي..واسعوا جادين في طلب العلم.. وانطلــقوا في صناعة الحياة..بخطو..أولى الخطى التي تنتهي بكم إلى النجاح..
إن نماذج الناجحين الكثيــــرة .. تبدأ بفكرة صغيرة كما سبق وأشرنا..فكرة تستحوذ على كل الجوارح وتصبح الحس الأول للإنسان .. وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا يقوم بهذا الدين إلا من أحـــاطه..! أو كما قال عليه السلام
اذكروا ابن سينا .. الذي أطلقت عليه أوروبا أميــــر الأطباء وأول م وضع أسس علوم الطب الحديثة .. وللعلم ..فإن مجلداته موسوعاته..في الطب..تدرس إلى الآن في الجامعات الأمريكية..والأوروبية..وقد كانت إلى وقت قريب..وعلى مدى قرن من الزمان ..المصدر الوحيد لهذا العلم.. في العالم..!
ابن سينا العالم..المؤمن..التقي
وعباس بن فرناس.. الذي جمع أهل قرطبة كافة ليشهدوا أنه حاول أن ينفذ من أقطار السماوات والأرض .. كما فهم الآية وقتها بالطيران والتحليق..
إلى ابن خلدون .. مؤسس علم الإجتماع .. وأول من وضع قواعد دورة حياة الأمم ..وأثر الجغرافيا والمناخ على سلوكيات الأفراد.. أسس علم ياجماعه!! أسس علم..وليس أي علم.. عــــلـــم الإجــــتــمــــاع
حسنًا..
لو فكرنا الآن معًا..إلى من نتوجه بهذه المعاني .. وهذا المشروع؟؟ .. نقول:
1/ للشباب: فإن الوطن العربي أكثر من 38% من سكانه تحت سن الـ 14 ..يعني المستقبل له..وليس لغيره..
ولـــكــــن.. أي مستقبل؟؟
المستقبل الذي سنضعه بأيــــديــــنــــا..
2/ للمرأة: لنصف المجتمع.. الذي يصنع النصف الآخر ويربيه
3/ للآباء والأمهات: المسؤلون عن تربية أبنائهم..وصناعتهم
4/ للمتدينين وغير المتدينين: فصناعته تخلق نهضة قومية ..ورفعة شأن شخصية نحتاجها جميعا..
كما وأن من أحد أهم أهداف البرنامج..هي : مقاومة المعاصي.
5/ بل وحتى لغير المسلمين ..! : فلـ تتقدم البلاد.. هذا نجاح للجميع
وكما اتفقنا.. فهذا ليس مشروع فرد.. بل مشروع أمة .. مشروعنا معًا..مشروع نتحدى به حالنا..وأحوالنا
والتحديات كما صنفها علماء النفس والإجتماع .. 3أنواع:
تحدي سهل بسيط .. لايدفع الشخص للإبتكار,,وهذا مايضحك به معظمنا على نفسه!!
وتحدٍ مســتــحيـــل .. يؤدي بالطبع إلى اليأس والإحباط
وتحدي مفجر للطاقات .. وهذا مانحن أمامه الآن ,,, وأنا أكتب لكم.. وأحس بهذه الطاقات التي تتفجر من أعماقي ..وتشحذ همة عالية ..وإرادة وعزيمة ..نحو النجاح.. وصناعة الحياة..
هناك..شيء مهم..
وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره..في اللقاء السابق..
وتأملوا معي الآن هذه الصورة..والتي تمثل بعض أحوالنا..وما سيفعله المشروع بإذن الله ..
صورة الشباب العربي..كمثل .. رجل يجلس محبوسا..في حجرة مظلمة تنتشر فيها رائحة عطنة مكتومة.. لا يتجدد هوائها..غطت جدرانها خيوط العنكبوت..وتدلت من كل مكان آثار الركود والإهمال.. وحوله في هذه الحجرة ..جهاز كومبيوتر حديث.. وتليفزيون في كل القنوات الفضائية.. ولربما سجادة صلاة..فهو أيضا..مسلم ويصلي ويعرف ربه..!
هذا الشاب يستعمل الكومبيوتر في أحاديث فارغة مع أصدقاء مثله في حجرات أخرى مغلقه..أو لمتابعة مواقع إباحية..
ويرقص أحدث الرقصات مع أغاني الفيديو كليب التليفزيونية .. وإذا حان وقت الصلاة يصلي!!
هذا الشاب يرى النور حوله .. وفي خارج الغرفة ..يريد أن يخرج وأن يرى الحياة الحقة ويعيشها.. وأن يحيى في النور!!.. والهواء النقي..
ولكنه للأسف..مقيـــــــد..نعم يكتشف أنه مقيــد في هذا السجن النفسي.. مقيد بالسلبية..بفقدان قيمة الوقت.. بضياع فكرة الهدف.. بفقدان قيمة العلم..للأسف..
نأتيه نحن هنا.. ونقول له..هيا معًا ننزع القيود ونكسرها..وتتحرر لتخرج وترى الكثير حولك..ماضون في نفس الطريق..
ومـــعــًـــا نــصـــنـــع الــحــيــــــــاة
الحمدلله...الذي أوجد ..وخلق..والصلاة والسلام..على من بلغ وصدق..نبينا وحبيبنا محمد..عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..
كنا وبفضل الله سويًا..في اللقاء السابق قد أخذنا فكرة موجزة عن (( صُنّـــاع الحياة )).. عن مشروع الحياة..صناعة الحياة..مشروع العمر كله..
ومازلنا أحبتي.. نستكمل ما بدأناه معًا..فبعد أن ناقشنا أهداف البرنامج وما نتوقعه منه.. وبعد أن استعرضنا أمثلة للناجحين.. وصناع الحياة.. نقول: كيف سنصنع الحياة؟ .. كيف سنخرج مما نحن فيه الآن؟ .. ولماذا وصل بنا الحال إلى القـــــاع؟؟!
والجـــــــواب: لأننا أخذنا إسلامنا..مـــنـــــقـــــوص..!
كيف ذلك..ونحن نصلي ونصوم..ونحج .. ونزكي..ونتقي الله ربـــنــا؟؟!
دعوني أخبركم..أمــرًا..
يطالب البعض..بأن نحكي قصصًا عن الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم لنقتدي بهم في العبادات..
ونقول لهم.. هذا جناح واحد فقط للدين..!
انظروا معي أحبتي..
مستقبل المسلمين..يقف على آية واحده من القرآن..
نحن نقرأ فاتحة الكتاب يوميًا وفي كل صلاة 17 مرة تقريبًا..في الفروض..وأكثر من ذلك طبعًا في النوافل..
وفي كل مرة نقول : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) .. في سورة واحدة.. وفي آية واحدة..ولكننا للأسف لا نطبقها..نتعامل مع نصفها فقط..(( إياك نعبد )) .. فنعبد الله ولكن لا نستعين به لنعمل .. والإنسان لا يطلب المعونة إلا في صعاب الأمور.. وأكثرها دقة .. ونحن وبكل أسف بـــعــــيــــــديـــــــن جدًا عن هذه الأمور من الأصل..!
وبالتالي..اكتفينا بــ (( إياك نعبد )) >>>>> " فلم تقم لنا حضارة " ..!
وفي المقابل .. الغرب أخذوا النصف الآخر الذي تركناه ..(( وإياك نستعين )) .. فطلبوا الصعاب وجاسوا في العمل والإنجاز..والإنتاج..ومضوا فيه أيما مضي.. وأعانهم الله على ذلك..ولكنهم لم يوجهوا هذا الجهد إلى (( إياك نعبد ))..فبالطبع سقطت حضارتهم أيضًا..!
حين يتم الفصل بين جناحي الحضارة.. والتقدم والنجاح.. تسقط الحضارات والشعوب والقيم..تسقط إما في السلبية والضعف والهوان..وقبول الذل..وانتظار فضلات الآخر.. أو في المجون والاستهتار .. و" الهيافه " والبهيمية الممرضة..وكلاهما يــحــتـــضــر..وكلاهما يــــمــــوتا جوعًا..أو انتحارًا..واعذروا لي الألفاظ الفظة.
صناعة الحياة..إذن تحتاج للجناحين..تحتاج لأن نعبد الله ربنا ولا نشرك به شيئًا..ونخلص العبادة له..وأن تستعين به في عبادتنا.. وفي أعمالنا..وفي جميـــع الشؤون..نستعين به..لنعمل..لننهض..لنسمو بديننا في دنيانا
تعالوا أحبتي .. نستكمل الصورة .. نحن حين نهمل (( وإياك نستعين )) ..تسقط منا أيضا.. (( إياك نعبد )) ..!
وإليكم الدليل:
وسائل العبادة: سجادة الصلاة ، السُبحة ، ساعات الأذان ، و"حجابنا" نحن النساء .. كلها صنعت بأيدي غير المسلمين
معايير الحياة العامة..والمشاريع الإقتصادية.. ومظاهر تقدم الدول..والشعوب .. كلها وضعها الغرب
وبالتالي..فهي لم توضع مُطابقةً لمواصفات ديننا..وقرآننا..ولمنهجيتنا.. بل لتناسب أسلوبه في الحياة..!
بداية من " المتر والكيلو متر" .. إلى عدد النجوم في الفنادق..ومثال بسيط على ذلك:
لو كنت مثلاَ رجل أعمال..مسلم بالطبع..تفكر في مشروع فندق ضخم..وعلى أعلى مستوى في المواصفات،، الخدمة،، الخ،، يعني فندق خمسه نجوم .. لــــن تـــســـتــــطــــيــــع..!
فحتى تحصل على هذه النجوم..ويقرك العالم عليها.. تحتاج أن تقدم الخمر ،، وطاولات القمار ،، الخ.. ستحتج ..وتقول لن أفعل..هذا حرام ؟؟ إذن لن تحصل على الدرجه الممتازه..!
من الذي يحدد؟؟ من الذي يقرر؟؟ ومن الذي يـــتــــكــلـــم؟؟
للأسف لـــســـت أنت..! وليس من حقك أن توافق أو ترفض وتحتج.. ولا تملك نصف ذلك حتى!! فأنت لا تملك مفاتيح الإقتصاد..أنت مجرد.. مـ تـ طـ فـ ـــل.. يريد أن يدخل إلى دنيا المال.. وقواعد اللعبه يصنعها الأقوى.!
أرأيتم إذن كيف حتى العبادة ستتلوث؟؟!! >>>>> وقس على ذلك
يقول ابن القيم..رحمه الله: أنزل الله على الأنبياء 104 كتاب سماوي
وجمعها الله..في 3 كتب: التوراة والإنجيل والقرآن
ثم جمع الله الـ 3..في كتاب واحد: القرآن
ثم جمع الله القرآن في سورة واحدة: الفاتحة
ثم جمع الله الفاتحه في آية واحدة: (( إياك نعبد وإياك نستعين ))
يااللـــــــــــه..!!
تأملوا معي هذا المعنى..كأن كل المعاني التي أنزلها الله.. 104 كتاب سماوي.. كل الأديان..كل الرسالات
>>>> (( إياك نعبد وإياك نستعين ))
أحبتي..
آن التحليق بالجناحين والله.. لنصبح كما كان صناع الحضارة الإسلامية الأولى..
رهـــبــــان بالليــــل..
فرســــــأن في النهــــار..
إن مفهوم العبادة في الإسلام هو فقط الذي يؤدي إلى النجاح في الحياة .. وهذا أمر مسلم به
ولكن هناك معنى آخر للنجاح في الحياة .. معنى قوي يتعلق بسبب الخلق وهدفه.. كل الفلاسفه تاهت رؤوسهم..ولم يصلوا إلى إجابة ذات معنى..وحق لهم التيه..!
فمن قائل .. أن الإله خلق الكون وأوجده ثم نسيه بعدما انتهى منه.. "أفلاطون".. وحــــــــــــاشى لله
ويأتي المحكم التنزيل ليرد بالقول: (( وماكان ربك نسيًّا ))
ومن قائل .. أنه خلقه ليلهو بالخلق.. والعيــــــــــــاذ بالله
ويرد عليه جلَّ في علاه: (( لو أردنا أن نتخذ لهوًا لاتخذناه من لدنا ))
إلى تائه..حائــــر..يحيا في طلاسم لا يدري من أين أتى..وإلى أين يذهب..سائر إلى غير هدى..!
وأضرب لكم مثال على ذلك.. قصيدة الطلاسم التي كتبها..إيليا أبو ماضي..وأتركك لكم التفكير والتعليق,, والحمدلله الذي هدانا وجعلنا مسلمين
هذه معاني تخلق فشلاً وإحباط .. وتنافي الفطرة السليمة ولكن الإسلام يقول..
لا.. (( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))
ويقول لا : (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )).. و هذا الخليفة علمه الله الأسماء والمسميات حتى يستطيع أن يبدأ الإعمار والإنتاج.. من المعظمات الأولى
إذن عليك أخي..يا ابن ديني ودمي.. أن تبدأ .. أن تبحث عن طريق ومهنة ووسيلة..للنجاح .. حتى لا يكون إسلامك ناقص.. وحتى تحلق بالجناحين في فضاءات النجاح والتقدم.. وتبني مجد أمتك..وتقيم حضارتها من جديد..
وحتى لا تقع تحت رحمة دعاء سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. احذر أخي دعاء سيدنا عمر الفاروق المبشر بالجنة .. إذ قال: اللهم إني أشكو إليك قوة الفجرة .. وعجز المؤمنين..!
قوة الفجرة.. الكفرة..وبطشهم في الأرض.. وتعاليهم على الخلق.. وعجز المسلمين .. المؤمنين.. وتكاسلهم وتقاعسهم ..وضعف يدهم .. وحيلتهم..
احذر يا أخي.. أن تكون من أحدهم..فإنه يشكوهم إلى الله.. ويفوض أمرهم إليـــــــه
إذن.. نتفق الآن.. بأن العبادة نفسها يلزمها صناعة في الحياة.. أليس الهدف من العبادة الثواب ودخول الجنة؟؟
يقول صلى الله عليه وسلم.. فيما معنى الحديث : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..)) وهذه الثلاثة هي :
"صدقة جارية" >>>>> هذا عمل اقتصادي أثناء حياته
"علم ينتفع به" >>>>> دراسه..وجد واجتهاد..وتفاني في طلب العلم..والخلاص
" وولد صالح يدعو له" >>>>> تربـــيـــــة جــيــــــل
فمن ذلك إذن أحبتي..ندرك أنه من أجل تكلمل مسيرة الثواب حتى بعد الموت يلزم صناعة جيدة للحياة.. واتقان..ونجاح
وسنسأل عن ذلك يوم القيامة والله..
فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأنه لا تزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع..وتخيلوا ذلك معي جيدا..واستشعروه..: عن عمره..عن شبابه.. عن ماله..وعن علمه!!
أحبتي ..
ليست صدفة أن يبدأالخلق..بالقلم..فيكتب بأمر الله مقادير كل شيء حتى قيام الساعة!!
وليس بالصدفة أن يبدأ نزول الوحي بكلمة اقرأ..بثلاث آيات فيا كلمة اقرأ مرتين.. وكلمة علَّم مرتين
(( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ))
اقـــــرؤوا القرآن .. اخوتي..واسعوا جادين في طلب العلم.. وانطلــقوا في صناعة الحياة..بخطو..أولى الخطى التي تنتهي بكم إلى النجاح..
إن نماذج الناجحين الكثيــــرة .. تبدأ بفكرة صغيرة كما سبق وأشرنا..فكرة تستحوذ على كل الجوارح وتصبح الحس الأول للإنسان .. وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا يقوم بهذا الدين إلا من أحـــاطه..! أو كما قال عليه السلام
اذكروا ابن سينا .. الذي أطلقت عليه أوروبا أميــــر الأطباء وأول م وضع أسس علوم الطب الحديثة .. وللعلم ..فإن مجلداته موسوعاته..في الطب..تدرس إلى الآن في الجامعات الأمريكية..والأوروبية..وقد كانت إلى وقت قريب..وعلى مدى قرن من الزمان ..المصدر الوحيد لهذا العلم.. في العالم..!
ابن سينا العالم..المؤمن..التقي
وعباس بن فرناس.. الذي جمع أهل قرطبة كافة ليشهدوا أنه حاول أن ينفذ من أقطار السماوات والأرض .. كما فهم الآية وقتها بالطيران والتحليق..
إلى ابن خلدون .. مؤسس علم الإجتماع .. وأول من وضع قواعد دورة حياة الأمم ..وأثر الجغرافيا والمناخ على سلوكيات الأفراد.. أسس علم ياجماعه!! أسس علم..وليس أي علم.. عــــلـــم الإجــــتــمــــاع
حسنًا..
لو فكرنا الآن معًا..إلى من نتوجه بهذه المعاني .. وهذا المشروع؟؟ .. نقول:
1/ للشباب: فإن الوطن العربي أكثر من 38% من سكانه تحت سن الـ 14 ..يعني المستقبل له..وليس لغيره..
ولـــكــــن.. أي مستقبل؟؟
المستقبل الذي سنضعه بأيــــديــــنــــا..
2/ للمرأة: لنصف المجتمع.. الذي يصنع النصف الآخر ويربيه
3/ للآباء والأمهات: المسؤلون عن تربية أبنائهم..وصناعتهم
4/ للمتدينين وغير المتدينين: فصناعته تخلق نهضة قومية ..ورفعة شأن شخصية نحتاجها جميعا..
كما وأن من أحد أهم أهداف البرنامج..هي : مقاومة المعاصي.
5/ بل وحتى لغير المسلمين ..! : فلـ تتقدم البلاد.. هذا نجاح للجميع
وكما اتفقنا.. فهذا ليس مشروع فرد.. بل مشروع أمة .. مشروعنا معًا..مشروع نتحدى به حالنا..وأحوالنا
والتحديات كما صنفها علماء النفس والإجتماع .. 3أنواع:
تحدي سهل بسيط .. لايدفع الشخص للإبتكار,,وهذا مايضحك به معظمنا على نفسه!!
وتحدٍ مســتــحيـــل .. يؤدي بالطبع إلى اليأس والإحباط
وتحدي مفجر للطاقات .. وهذا مانحن أمامه الآن ,,, وأنا أكتب لكم.. وأحس بهذه الطاقات التي تتفجر من أعماقي ..وتشحذ همة عالية ..وإرادة وعزيمة ..نحو النجاح.. وصناعة الحياة..
هناك..شيء مهم..
وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره..في اللقاء السابق..
وتأملوا معي الآن هذه الصورة..والتي تمثل بعض أحوالنا..وما سيفعله المشروع بإذن الله ..
صورة الشباب العربي..كمثل .. رجل يجلس محبوسا..في حجرة مظلمة تنتشر فيها رائحة عطنة مكتومة.. لا يتجدد هوائها..غطت جدرانها خيوط العنكبوت..وتدلت من كل مكان آثار الركود والإهمال.. وحوله في هذه الحجرة ..جهاز كومبيوتر حديث.. وتليفزيون في كل القنوات الفضائية.. ولربما سجادة صلاة..فهو أيضا..مسلم ويصلي ويعرف ربه..!
هذا الشاب يستعمل الكومبيوتر في أحاديث فارغة مع أصدقاء مثله في حجرات أخرى مغلقه..أو لمتابعة مواقع إباحية..
ويرقص أحدث الرقصات مع أغاني الفيديو كليب التليفزيونية .. وإذا حان وقت الصلاة يصلي!!
هذا الشاب يرى النور حوله .. وفي خارج الغرفة ..يريد أن يخرج وأن يرى الحياة الحقة ويعيشها.. وأن يحيى في النور!!.. والهواء النقي..
ولكنه للأسف..مقيـــــــد..نعم يكتشف أنه مقيــد في هذا السجن النفسي.. مقيد بالسلبية..بفقدان قيمة الوقت.. بضياع فكرة الهدف.. بفقدان قيمة العلم..للأسف..
نأتيه نحن هنا.. ونقول له..هيا معًا ننزع القيود ونكسرها..وتتحرر لتخرج وترى الكثير حولك..ماضون في نفس الطريق..
ومـــعــًـــا نــصـــنـــع الــحــيــــــــاة