المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : // أختي .. أخي ... باب التوبة مفتوح .. لمن أراد //



عابده لله
29-06-2004, 02:13 PM
http://www.khalidabdulrahman.net/fawaz/wrood/13.gif

جاءني صديقي وعلى وجهه هم عظيم، وحزن بالغ، من يراه يعلم أنه قد فقد عزيزا
فقد كان محمر الوجه، الدمع زائغ في عينيه، لا يستطيع أن ينطق بكلمة من شدة
ما به، وما يختلج بصدره من ألم، حتى إنه لم يستطع أن يلقي عليَّ السلام، فتعجبت
لأمره فهو المرح الذي لا تغادر الابتسامة والفكاهة وجهه، وفزعت لما حل به أشد
الفزع، فهو يهمني أمره كأمري تماما، ولذا فقد أخذت أهدئ من روعه حتي أستطيع
أن أعرف ما به، ولكن ما أن تكلمت حتي انفجر في البكاء، وبكى بكاءً مرًا ينفطر
له القلب ويتفتت من شدة ما به من لوعة الأكباد. قلت له: ماذا أصابك صاحبي؟
وحينها طأطأ رأسه، وزاد من بكائه، ولفظ بألفاظ التقطتها من بين الدموع الغارقة
فيها، قال: النار تلاحقني النار تلاحقني، فتعجبت من قوله، وقلت له على فوري:
أية نار أخي، فقال وسط بحر من الدموع: كنت سهران مع بعض أصحابي البارحة
واقترفنا كثيرًا من المعاصي، وعملنا كثيرًا من الموبقات، ولكن ما أن ذهبت إلى البيت
وأويت إلى سريري حتى أخذت الأفكار تتردد على ذهني.. ماذا لو مت الآن؟!
ماذا لو انقضى عمرك الآن؟! ففكرت قليلا ثم نمت بعد ذلك لما لم أستطع أن أجد
لنفسي جوابا عن سؤالها، ولكن ما أن نمت واستغرقت في النوم حتي وجدت كأني
أدخل القبر، وبينما أنا كذلك تذكرت الأسئلة التي كنت أرددها قبل النوم، وإذ بمناد ينادي:
ستحرقك النار، وحينها وجدت نارًا عظيمة وكأنها تحاصرني من كل جانب، كلما حاولت
الفرار لم أجد عنها مصرفا، وحينها علمت أنها رسالة إليَّ تجيب عن ما كان يدور في نفسي
قبل النوم، ففزعت من ذلك، ولم أستطع النوم بعدها حتى أتيت إليك، وهذه حالتي.

وحينها اغتمت نفسي ودمعت عيناي، وتذكرت في نفسي ماذا لو مات هذا الصديق الآن؟
وإلى أي مصير سيؤول؟ لما أطرقت ودمعت عيناي زاد هو في البكاء حتى أصدر نحيبًا
مؤلمًا، فخفت عليه، فتماسكت وقلت له يا أخي الحبيب:
إن باب التوبة مفتوح فالله تعالى يقول:

"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ"

وهو القائل سبحانه:

"وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"

لكنه أعقب قائلا: ولكن يا أخي لقد عظم ذنبي وكثر خطئي، وامتد بي العمر كما تدري.
فقلت له أخي الحبيب: إن الله تعالى يغفر ذنوب الإنسان مهما بلغت، وإن الله تعالى
يخاطبك ويخاطبنا جميعا في الحديث القدسي: "يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء
ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي"، وهو سبحانه يبشرنا في كتابه بأنه يقبل توبة من تاب
إليه، وطرق بابه:

" فَمَن تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".
فيا أخي :

عد إلى الله بقلب خاشع

وادعه ليلا بطرف دامع

يتولاك بعفو واسع

ويبدل كل السيئات

حسنات أجرها لن ينفد

كل هذا العفو للعبد المثيب

سابغا من خالق الكون الرقيب

للذي قد تاب من قريب

فتب أخي وادع الله وقل:

يا واهبَ الخيرات هبْ لي هداية فمــا عـند فقدان الهداية نافع
أقل عثرتي عفواً ولطفاً ورحمة فما لجميل الصفح غيرك صانع

فقال لي أخي، والدمع ما زال في عينيه، واليأس قابع عليه: هل يقبل الله توبي، مع عظم
ذنبي ومصيبتي؟ فقلت: يا أخي لا تقنط من رحمة ربك إن التوبة بابها مفتوح ما لم
يغرغر الإنسان فربنا يقول: "إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ
يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً" وكل ما دون
الموت قريب، فتب ولكن لا يلهك الأمل في طول العمر وعجل في التوبة تفز برضا
ربك، وليكن قدوتَك في ذلك أبوك آدم، فهو ما أن أحس بالمعصية حتى بدأ في مراحل
الإقلاع عنها، فلقد كان آدم في جنات ربه لا يجوع فيها ولا يعرى، ولا يظمأ فيها ولا
يضحى، فوسوس له الشيطان فقال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى،
فدلاهما بغرور وأقسم لهما هو وزوجه أنه لهما من الناصحين، فأخرجهما مما كانا
في من نعيم مقيم، وقال عنه ربنا:

"وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً" فلما أكلا من الشجرة بدت
لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، كلما أرادا أن يستترا بورق
الجنة تساقط عنهما، فلما علم آدم أنه قد عصى ربه ندم على ما فعل، ثم خاطبه وهو
منكس الرأس محزون كظيم فأوحى الله إليه: يا آدم ما هذا الجهد الذي أراك فيه اليوم؟
وما هذه البلية التي قد أضعفك بلاؤها وشقاؤها، يسأله ربه وهو به سبحانه عليم وبحاله
وسببه خبير، فقال آدم: عظمت مصيبتي يا إلهي وأحاطت بي خطيئتي وخرجت من جنة
ربي، فعاتبه ربه في أنه أقدم على معصيته بعد أن اجتباه وأدخله الجنة، فكان هو السبب
فيما حدث له من الخروج، ثم علمه ربه كلمات فقال له سبحانه وتعالى قل:

لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك ظلمت نفسي وعملت السوء فتب علىَّ إنك أنت التواب
الرحيم، فقالها آدم، ثم قال هو وأمنا حواء:

"رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ".

وذلك يا أخي هو أول طريق التوبة وأساسها.. الندم على ما بدر فسارع بالندم على ما فات
وبادر بالدعاء إلى الله ليغفر ما كان منك من زلات، فالندم توبة. وثاني الخطوات في التوبة
كما فعلها أبونا آدم: الدعاء إلى الله، واعلم أن الله لا يقبل من التوبة إلا النصوح الخالصة
المخلصة من كل شائبة، والتي لا تتم إلا بأن ينوي الإنسان التائب ألا يعود إلى ذنبه طوال
حياته، وهي ألا يعود إلى الذنب كما لا يعود اللبن إن خرج من ضرع البهائم.

وهنا أوقفني صاحبي قائلا: وإن زلت القدم؟ فقلت: تجدد التوبة، وتعزم عزما أكيدًا على ألا
تعود إلى معصية الله مرة أخرى فإن الله تعالى لا يمل من توبة العبد أبدا.

ويلزم للتوبة العمل الصالح حتي يبدل الله حسناتك سيئات، فالله يقول:

"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى"

بل إن الله تعالى بالعمل الصالح يبدل السيئات حسنات:

"إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً".

إن الدنيا بمنزلة شرب السم، والتوبة ترياقه ودواؤه، والطاعة هي الصحة والعافية
وصحة وعافية مستمرة خير من صحة وعافية يتخللها مرض وشرب سم، وصحة
وعافية يتخللها مرض وشرب سم خير من مرض وبلاء دائم:

ومن حاد عن حب الكمال تعنتا يتبدل الأدني ويبقي الأحقر

وحينها نظرت إلى وجه صاحبي وجدت الطمأنينة قد نزلت عليه، وقد هدأ من روعه
فقلت له وأنا أبتسم:

أخي يا صاحب النفس اللوامة، ارجع إلى ربك، واسأله المغفرة والرحمة، فهو القائل:

( ورحمتي وسعت كل شيء)

(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ).

:

قصة قرأتها البارجة بـ كتاب التائبون الى الله وكم أثرت
في نفسي..ما اجمل التوبة .. وما اجمل أن يتقبلها رب العباد وأن يبشرنا بـ الجنة ..
هداني وإياكم رب العالمين ونفعني وإياكم بـ القرآن العظيم..

/
عابده

إشراقة أمل
29-06-2004, 02:29 PM
جوزيت خيرا اختي الغالية عابدة لله ونفع بنقلك

دمت على خير وطاعة

طالبة علم
29-06-2004, 02:43 PM
يا واهبَ الخيرات هبْ لي هداية فمــا عـند فقدان الهداية نافع
أقل عثرتي عفواً ولطفاً ورحمة فما لجميل الصفح غيرك صانع

الله يجزاااااااااك كل خير يارب..

قصة مؤثرة فعلاً..

والله لو تذكرنا الموت دائماً..مااقترفنا كل هذه الذنوب..لكن الدنيا تلهي..وتخلينا ننسى اننا بنموت..وهمنا وش بنسوي بكرة ووش بنسوي بعد بكرة ووين بنروح..:MAD2:

وابسط مثال ممكن كلنا نقوله..انك تتخيل لو بتموت بعد ساعة او اثنين..وش بتسوي فيها اكيد صلاة وقرآة قرآن..فما بالك وانت لاتعلم متى تموت وعلى اي حال تموت..

اللهم لاتشغلنا الا بطاعتك..اللهم ارحمنا برحمتك..وأهدنا .. وأحسن خاتمتنا..اللهم آمين..

عابده لله
29-06-2004, 02:58 PM
وبارك الله في حضورك أختي إشراقة أمل
جزاكِ الله كل الخير ..

ألف شكر ..

أبو الخنساء
29-06-2004, 03:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا اختي في الله عابدة الله




نقل واختيار موفق


اسأل الله ان يرفع قدر ناقله وكاتبه ويكتب لهم الأجر والمثوبة


اللهم تب علينا

عابده لله
29-06-2004, 04:47 PM
آمييييييين
أختي وغاليتي أحلى و أغلى عيون...

نعم أختي فـ العبرة والعظة أمر لا يستهان به .. وكلنا
نخطيء ونذنب وكما قال رسولنا الكريم :

خير الخطاؤون التوابين

فـ باب التوبة مفتوحة ولا بد لنا من توبة صادقة تنفع قبل الغرغرة
حيث لا ينفع توبة ولا يسمع دعاء ..

ألف ألف شكر لرائع حضورك وروحك الطيبة ..

/

عابده

عابده لله
29-06-2004, 04:51 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آميين أخي الطيب أبو الخنساء ..
جعل الله دعائك للخير والتوبة والهدايا
مقبولاً وأن لا يرد .. يا رب العالمين..

مبارك حضورك أخي ولك كل الشكر والإمتنان ..

/

عابده

Nooosa
29-06-2004, 09:14 PM
والكثيــــر الكثيـــــر من القصص المؤثره
القصص الواقعيه..
كتبت بسببها التوبه..لمن ضل أو غفل

.
عابده جزاكِ الله كل الخير..
أسأل الله أن يكتب بها الهدايه..وأن يذكر بها من سهى
.
ربي إني ظلمت نفسي..فاغفرلي ذنوبي..
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت..

اللهم آمين

عابده لله
29-06-2004, 09:34 PM
آميييين ..
ربي يتقبل دعائك غاليتي الحبيبة نوسه..
ويسمع منك ويهديكِ ويهديني والمسلمين أجمعين..

واسأل الله أن يتوب علينا ويغفر لنا وأن يهدينا جميعاً..

مبارك دخولك أختي ..
وألف شكر لكِ ..

/

عابده

نبضة الخير
30-06-2004, 04:00 AM
ياخالق الأكوان أجزي أخيتي الخيرا وأسعدها يارحمن
نعم ان باب التوبة مفتوح
ومن يلهو وراء المعاصي فأنه سيعيش معيشة ضنكة
بارك المولى فيكي
اللهم أهدنا ويسر أمورنا جميعا
أختك
نبضة الخير

جف البحر
30-06-2004, 06:19 AM
السلام عليكم

عابده العزيزيه

هاهي مواضيعك الرائعه تتحفنا

بارك الله فيكي وفي نقلك لكل ماهو مفيييييد


لك كل الشكر

مع حووووووووووبي،،

عابده لله
30-06-2004, 12:44 PM
حياكِ المولى أختي نبضه
وبارك في حضورك أيتها الغالية ..

صدقيني أختي كل شيء دون الله فانٍ ..

فـ نرجع الى الله بقلوب صافية نقية يشوبها الإيمان
وحسن الظن بـ الله..

ألف شكر وإمتنان لروعة حضورك..

/

عابده

عابده لله
30-06-2004, 12:51 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلين أخي جف ..
الله يسلم عمرك ذا كله من ذوقك ..
بارك الله فيك ورفع من قدرك..

ألف ألف شكر لحضورك الطيب ..