المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ الدكتور الشريم: الشريعة الإسلامية لا ترضى بمسلك الغلو في النظرة للمرأة



ابوفهد
12-06-2004, 08:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن والتمسك في شريعته وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم امس بالمسجد الحرام: لقد جعل الله سبحانه اصل البشرية زوجين اثنين ذكراً وانثى لا يستقل احدهما عن الآخر والا انقطع النسل. ولذلك ذكر الله هذه النعمة في معرض الامتنان على خلقه مشيراً انها المرأة التي هي سكن الزوج والأسرة واستقرارهما خصوصاً انها نصف المجتمع مع أنها تلد النصف الآخر وبذلك كأنها مجتمع بأكمله.

وأضاف ان الحديث عن المرأة ذو شجون لا غنى عن المجتمع المسلم المعاصر عنه وفي الوقت نفسه حديث محفوف بالمخاطر وعرضة للزلق والانزلاق جراء الأهواء والقوة البيئية المؤثرة.

وبين فضيلته ان الحديث عن المرأة يجب أن يلحظ المحاور التالية:

المحور الأول: فإنه يتمثل بالاعتقاد الجازم بأن المصدر الوحيد في تحديد هوية الجنسين الذكر والانثى وتحديد معايير كل واحد منهما سواء في باب الخلقة وباب التكليف فإن ذلك كله يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا الى آراء الرجال وأهوائهم، كما أن الاعتراض على شيء من ذلك فإنما هو اعتراض على شريعة الله.

المحور الثاني: أن يقف كل ناصح ومخلص وغيور على امة الاسلام في وجه كل صاحب قلم يريد ان يعبث بمقومات الأمة أو يجعلها علكاً ملتصقاً في احذية عباد الشهوة او الذين كرهوا ما نزل الله او يسعى بقلمه الى خرق سفينة الامة مما يلوكون بألسنتهم ويصدرون بأقلامهم بأنه لا سبيل لنا في التقدم في العلم والحضارة الا من خلال خوض تجارب الغرب تجاه المرأة.

وإذا نظرنا الى تلك الدول نجد انها لم تبلغ بها مبلغاً يكفي الدعاية المبذولة في تحريرها.

واننا لم نجد في حقائبم الوزارية الا النزر اليسير وفي البرلمانات الا امرأة أو اثنتين مما يؤكد ان ذلك انما هو مجرد رمز يقنعون به السذج بأن المرأة بلغت شأناً عظيماً عندهم.

المحور الثالث: يتمثل في اطلاق اسم الحرية والتحرر في كل قضية للمرأة انما هي مطية يركبها جهلة أو مغرضون مشوشون لأحداث ثغرة في التكامل الاجتماعي.

واضاف فضيلته بأن اسم الحرية له وقع سحري في غرور عامة الناس لاسيما المراهقين موضحاً ان هذه المراحل فيها من البروق المعزية للسذج ما يكفي لالقاء بذور الشك في كل شيء فضلاً عن قضية المرأة ذاتها.

المحور الرابع : فإنه ما مس مجتمع قط قضية المرأة وعبث بها وبمقوماتها وشك بالأطر الشرعية التي وضعت كسياج حماية لها والمهام التي امتازت بها عن الرجل وامتاز الرجل بها عنها إلا أوقعهم الله في شر لابد منه وجروا على انفسهم من الويلات والشرور ما لم يكونوا على حذر منه.

المحور الخامس : هو ان الشريعة الاسلامية في الحقيقة لا ترضى بمسلك الغلو في النظرة للمرأة بحيث تمتهن وتقهر وتهمش عن واقع الحياة وهي ايضاً لا ترضى بمسلك التحرر والانزلاق فكلا قصد الطرفين ذميم وعلى الأمة ينبغي ألا تسمع للمتشائمين المتنطعين والا تتابع المتهورين العابثين اذ الامة ليست محل تأثير الغلاة في كبت حق المرأة وما يجلبونه ضدها من مبررات وان خلقوها بأحاديث موضوعة مكذوبة.

كما أن الأمة ليست محل المغرضين الزاجين بالمرأة خارج السياج وان اجلبوا على باطنهم من مبررات مكذوبة واحاديث مكذوبة ايضاً كحديث خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء وهو حديث موضوع مكذوب ايضاً.

والحق في ذلك كله هو الوسط الذي هو العدل والخيار والانصاف فما دل عليه الدليل الشرعي فهو الحق وان لم يتبعه الا شخص واحد و ما خالف الدليل الشرعي فهو الباطل وان اتبعهم جمهور الناس. وأشار انه من الغلط الفاحش ان يدعى بعض الناس امكانية جمع الفرقاء والمختلفين في قضية المرأة فيريدون ان يوفقوا بين الداعين الى الحجاب الشرعي المتكامل والداعين الى سفور المرأة وتبرجها من خلال تنصيف الحجاب وتنصيف الحشمة وتنصيف الحياء فيصيرون بذلك مذبذبين بين ذلك لا بين هؤلاء او هؤلاء.

المحور السادس : فهو يخص قضية المرأة وهو ان وظيفتها في الحياة والمجتمع ليست مبنية على عقد استرقاق ولا اتفاق لجسدها فللمرأة حق في المجتمع والاسرة اذ لها حق ان تحضر المساجد في غير فتنة وان ترفع عنها الدنية وان يكون لها نصيب في النصح والتوجيه والتربية والتعليم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن حقها ايضاً ان تسعى الى الافضل عند توفر فرص العمل الملائم لوضعها خلقياً وشرعياً في ميدان العلم النافع والعمل الصالح ودعوة الخير.

وأكد امام وخطيب المسجد الحرام ان الامة المسلمة بحاجة ماسة الى المربية المسلمة والمعلمة المسلمة والممرضة المسلمة والطبيبة المسلمة والكاتبة المسلمة والمرأة ذاتها بحاجة ماسة الى ان تملأ رأسها بالعلم والمعرفة الصالحة لا أن تعري رأسها وجسدها وتتجهم لدينها. وقال فضيلته ان وظيقة المرأة في المجتمع ستبقى خطيرة وحساسة لا تقبل التفريط فيها ولا التجارب عليها. كما ان المجتمع كله مطالب بصيانة الأعراض ومنع أي عبث بها والأمة الموفقة هي التي تستطيع ان توفق بين هذه الأهداف النبيلة للمرأة وبين احتياجات المجتمع في ظل حمايتها وصيانتها.

المحور السابع : فإن دعوة الداعي بين الجنسين الذكر والانثى من جميع الوجوه انما هي كمثل دعوى امكانية العقد بين شريطتين فالمسلم الحق ينبغي ألا يشك في ان الله جل وعلا اختص كل جنس.

بخصائص امتاز بها عن الآخر وزاد الرجال على النساء درجة فقال سبحانه {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم}.

فجعل الله التفضيل للرجال في النبوة والامامة العظمى والقضاء وامامة الصلاة والجهاد في سبيل الله وتزويج الرجل نفسه دون ولي والطلاق بيد الرجل وانه يأخذ ضعفها في الميراث في كثير من الحالات وان الولد ينسب الى ابيه وانه تزوج اربعة من النساء ويتسرى بالجواري وان شهادة امرأتين تعدل شهادته وغير ذلك كثير. واختتم فضيلته ان هذا الاختصاص لا يعني افتراء المرأة ولا اقامة العنصرية ضدها ولا يعني ذلك بداهة ان يكون الرجل افضل من المرأة فإن القاعدة المقررة ان تفضيل الشيء لا يلزم منه اهانة المفضول او سقوطه فالقرآن كله كلام الله ومع ذلك صح عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان آية الكرسي هي افضل آية في كتاب الله والانبياء والرسل يفضل بعضهم بعضاً كما قال تعالى {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض" ولا يعني ذلك البتة انتقاص المفضول من الآيات والانبياء والرسل}.

مؤكداً فضيلته ان النساء شقائق الرجال وانهن والرجال في العقائد والاخلاق سواء وانهم سواء في استحقاق الثواب سلباً وايجاباً كما ان الزعم بأن الذكورة تقدم صاحبها في الميزان وان الانوثة تؤخر صاحبتها ليعد لوناً من الوان الافتراء والظلم فالله يقول {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.

وان الواقع ليشهد ان المرأة قد تفوق كثيراً من الرجال كما كان امهات المؤمنين مشدداً فضيلته على ان الذكورة والانوثة ليست هي مقام الميزان يوم القيامة.

وفي المدينة المنورة اوضح امام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ حسين آل الشيخ ان المسلمين اليوم تتقاذف بهم امواج الفتن وتحيط بهم اسباب الشرور والمحن ويسعى الاعداء لتفريق صفوفهم ويبذلون كل جهد لبذل اسباب العداء بينهم، يفرحون بخرق صفوفهم وتفريق كلمتهم ويسعدون ببث روح التباغض في مجتمعاتهم وفشو الكراهية بين شبابهم.

وقال فضيلته ما احوج المسلمين اليوم بالالتزام بالمنهج الذي تصفو به قلوبهم وتسلم معه صدورهم وتنشر من خلاله مبادئ المحبة والوئام في مجتمعاتهم فالمسلمون بحاجة الى مراجعة منهج المدرسة الاخلاقية العظمى وهي ضرورة في تحقيق منهج مدرسة قواعد الفضائل العليا، تلك المدرسة التي تضمنت المبادئ الكبرى للمحبة والوئام والاصول العظمى للخصال الكرام انه منهج مدرسة الإسلام التي حرصت على تأصيل المحبة بين المسلمين وبذل قواعد الأخوة والالفة بين المؤمنين يقول تعالى {إنما المؤمنون أخوة} وهذه المبادئ الكريمة والفضائل العظيمة تقود الامة الى كل خير وتحقق لهم كل منفعة وهي اساس استقامة مجتمعاتهم وسعادة حياتهم وتحقيق مصالحهم.

ووجه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسالة خالدة الى هذه الامة فيقول صلى الله عليه وسلم "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) متفق عليه. وأضاف في ظل هذا المنهج العظيم يجب ان يعيش المسلم في مجتمع يزاول حياته ويقوم بنشاطاته وهو مرتبط بإخوانه المسلمين برابطة هي اعظم الروابط يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه) متفق عليه.



لافض فوك ياشيخنا الفاضل

Busy
12-06-2004, 08:56 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

خطبه رائعه من شيخنا الفاضل امام الحرم المكي الشريف

في موضوع يطرح بقوه هذه الأيام خاصة من قبل دعاة العلمانيه

الذين ما فتؤا على اتهام الاسلام او ما اسموه بالوهابيه بالتخلف والتأخر

جزى الله شيخنا خيرا واياكم والمسلمين أجمعين

وأما خطبة امام المسجد النبوي فلا تقل أهمية عن سابقتها ولكنك اقتضبت

منها وكنت أتمنى عليك لو أنك سردتها كامله ان أمكنك ذلك فهي تستحق ذلك

ولك من الله عظيم الأجر والمثوبه .

دمت بحفظ الله ورعايته

EDrara
13-06-2004, 01:01 AM
أثابك الله أبا فهد
لهذا النقل الرائع

خطبة تكتب بماء الذهب للشيخ الفضيل

جزاكما الله كل خير

أبو الخنساء
13-06-2004, 05:01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد



شكر الله لك اخي في الله على هذا النقل دائما سباقا إلى الخير


نسال الله ان يحفظ شيخنا وأن يجزيه خير الجزاء


بحق خطبة رائعة وفي وقتها

جف البحر
15-06-2004, 01:37 PM
السلام عليكم

يسعد عمرك ابو فهد ..

بالفعل هي رائعه من الروائع ..

جزاك الله كل لخير على نقلك لها..

ودمت بكل شيء طيب..


مع حووووووووووووبي،،

ابوفهد
16-06-2004, 11:08 AM
أخي العزيز busy
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاكم الله كل خير على مروركم ومشاركتكم المباركة فعلا كانت خطبة قوبة ومهمة بحيث تتخذ كأساس في مناقشة الموضوع في الحوار الوطني ولكن للأسف الشديد فما يحدث هناك بالمدينة أمر يشيب له الرأس من محاولة العلمانيين والمنافقين في افساد المرأة حقيقة لم اطلع على خطبة المدينة المنورة وإلا كان وضعتها كاملة أيضاً إنما هذا خبر رأيت أهميته فنقلته بعد مراجعته وسوف أبحث عن خطبة المدينة فإن وجدتها فلك ذلك إن شاء الله .
دمتم بخير

ابوفهد
16-06-2004, 11:16 AM
أخي العزيز ابو عبدالملك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وأثابكم المولى على مروركم فعلاً تكتب بماء الذهب
جزاه الله كل خير واجزل له المثوبة
دمتم بخير