المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصمت بين الزوجين والملل قنابل موقوتة تهدد استقرارها...!!!



ابو دعاء
31-05-2004, 06:52 AM
أصبحت السعادة الزوجية الفردوس المفقود؟الصمت بين الزوجين والملل قنابل موقوتة تهدد استقرارها

الصمت بعد الزواج قد يقتل الحب أصبحت السعادة الزوجية الفردوس المفقود؟الصمت بين الزوجين والملل قنابل موقوتة تهدد استقرارالأسرة

كتبت : عواطف عبد الحميد

قالت : زوجي دائم الصمت ،عينه مثبتة في صحيفته، يحملق في التليفزيون بانتباه شديد كان الحرب العالمية الثالثة اندلعت ، وكأنني لست موجودة، يتكلم باقتضاب شديد ، سألت نفسي: ما الذي تغير بيننا ؟ما الذي تغير فينا ؟ما الذي جعل جدار الصمت بيني وبينه يعلو ليصبح حاجزا زادته الأيام صلابة ؟،تصورت أنني بصبري عليه وتحملي معه صعوبات البداية ، وإخلاصي في تربية أبنائه، سأحفر في قلبه نهراً من الحب رقراقاً دفاقاً، وسأزرع أزهار المودة في طريقنا، ونسيت أن شجرة الحب بين الزوجين تتغذى بالعاطفة، وترتوي بالتواصل والكلام الجميل وتنمو بالمشاركة الوجدانية . وتذكرت أنني أخطأت في حقه بمعاملتي السيئة له، وقررت بيني وبين نفسي بعدما استخرت الله أن أحطم ذلك الجدار بنفسي واستعن بالله ،و لاحظ زوجي التغيير الكبير في كل شئ في منزلي وطريقة ترتيبه، ولاحظ أيضاً اهتمامي بنفسي ، وبل وطريقة معاملتي له ، لاحظ ذلك كله، لكنه بقي على صمته ، وكان لابد أن أتحمل، وعلى هذا الأساس عزمت على مواصلة المشوار حتى النهاية بالصبر والمثابرة والوقوف بجانب زوجي، وإصراري على التحاور معه في كل ما يخصه ويخص حياتنا، وتأكيدي له أنه أهم وأكبر شيء في حياتي ـ بعد مرضاة الله عز وجل ـ، وأنه كان وما زال على رأس أولوياتي واهتماماتي. وأخيراً تكلم، ولكن بكلمات ملؤها العتاب ولم أنزعج فالعتاب نصف المحبة ،حتى زالت الغمة وانزاحت تمامًا، وعاد إليّّ زوجي بعد طول غياب ،وبعدما زال حاجز الصمت!

تلك حالة من حالات كثيرة ونموذج للعديد من الأسر العربية التي غاب طائر الحب عن سمائها عندما فقد القدرة علي البقاء في جو خانق كئيب لا روح فيه ولا حياة .. حالة جديدة علي مجتمعنا العربي .. حالة الصمت الرهيب بين الأزواج .. فما الذي يسمح لهذا الجدار بأن يعلو ويعلو .. إنه الملل الذي يتسرب من ثغرات حياتنا كما يتسرب الماء من بين أصابعنا ، وينشأ الملل في حياة الأسرة، حينما تفتقد الجديد، وينشغل الزوج بأحواله وظروف عمله أو مشاكله، وتنشغل الزوجة عن الاهتمام بزوجها إلى رعاية أبنائها، والملل هو أحد المشاكل التي تواجه الأسرة وتسبب متاعب وأزمات، فتشكو الزوجة من عدم اهتمام زوجها بها وإعراضه عنها، ومعاملتها بقسوة وجفاء وعدم تقدير، ونفس الشكوى يرددها الزوج : زوجتي لم تعد تطيقني، ولم تعد تحبني، تضايقني كثيراً بتصرفاتها، وتهمل رعايتي، وتتعلل بالأولاد، أو بأننا كبرنا ولا ينبغي أن نتصرف مثل الشباب المراهق..إن فتور العلاقة الزوجية ينعكس على كل أحوال البيت، فلا ترتاح الزوجة ولا الزوج، ويعيش الأبناء في قلق وتوتر..

إن الأزواج والزوجات يكتشفون دون قصد منهم، انهم عرضة للاختلاف في الرأي خصوصا في السنوات الأولى من الزواج ، وأي زواج ناجح يكتشف فيه الطرفان أثناء كل مناقشة بعض النقاط التي يختلفان فيها. . إننا نكشف كل ما في أعماقنا لطرف آخر وهو يكشف لنا ما في أعماقه .

وعلينا أن نعرف أن الحب يحسم الكثير من الخلافات في حالات الزواج الناجح. وعلينا أن نعرف أيضا أن الحب عندما يختفي من البيت الذي يعيش فيه الزوجان فان الخلافات تصبح ضيفا دائما في هذا البيت. وتتحول علاقة الزوجين من حبيبين إلى علاقة زوجية رتيبة فلا يرتبط كل منهما بالآخر إلا برباط الأطفال ، ومن ثم تبدأ حياتهما الزوجية في الاحتضار.

إن الزوجين اللذين يفتقدان لغة الحوار بينهما هما في الحقيقة غريبان في بيت واحد يجهلان عن بعضهما البعض أكثر مما يعرفان ..بكثير.

وهناك أسباب أخرى لفقد لغة الحوار تكشفها الملابسات الزوجية اليومية ،فقد يخشى أحد الطرفين أو كلاهما من تكرار محاولة فشلت لإقامة حوار من قبل أو أن تخاف الزوجة أن تطلب من الزوج، أو تتحرج، إذ ربما يصدها أو يهمل طلبها، أو يستخف به كما فعل في مرة سابقة. وقد ييأس الزوج من زوجة لا تُصغي، ولا تجيد إلا الثرثرة أو لا تفهم وتتفاعل مع ما يطرحه، أو يحكيه. الخوف من رد الفعل، أو اليأس من تغيير طباع الطرف الآخر يجعل إيثار السلامة بالصمت هو الحل، وهنا يكون عدم الحوار اختيارًا واعيًا لم تدفع إليه ظروف خفية، أو تمنعه المشاغل، ولم ينتج عن إهمال أو تناسٍ. والمبادرة هنا لا بد أن تأتي من الطرف الذي سبق وأغلق باب الحوار بصدٍ أو إعراضٍ أو عدم تجاوب.

إن التحاور والتشاور يعني طرفين أحدهما يستمع، والآخر يتحدث ثم العكس، ولا يعني أن أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع منه ذلك، والآخر يستقبل طوال الوقت، أو يُنتظر منه ذلك، وتكرار المبادرات بفتح الحوار،ومحاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة، لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للقطيعة والصمت. إن الحياة الزوجية هي الحب بمعناه الأشمل الذي يأخذ بين الزوجين معانٍ أعمق وأرحب مما يأخذ بين غيرهما. ولابد أن يستمر الحوار بعد الزواج في فترة الخطوبة وما بعدها ، أن فعل الكلام علامة على التواصل، بينما عدمه دليل على الانقطاع ، والتواصل بكل أشكاله سواء كان فكريا أو روحيا علامة من علامات الحياة: حياة العلاقة، ودفئها، وتدفقها، ومعناه أن الشريك يأنس بشريكه، ويهتم بأمره-ولو شغبًا أو اعتراضًا- ويحب الحديث معه، يتبادلان الضحكات أو الآراء، أو حتى الاتهامات ثم يصفو الجو أو يتكدّر فيتجدد الحب حين يتحرك تيار التواصل، أما الصمت حين يسود يقتل الحب ومن ثم يفنى التفاهم وتنهار الحياة الزوجية .

والسؤال الآن هل يكره الزوج زوجته حين ينقطع الحوار بينهما ولماذا ؟

حاولت عالمة النفس الأمريكية د. سوزان فورودارد الإجابة عليه من خلال العديد من الدراسات التي استمرت 14 عاماً حول الأسباب التي تدفع الزوج لأن يكره زوجته والتي تدفع الزوجة لأن تكره زوجها أيضاً.

وتوصلت د. سوزان إلى أن الأسباب الحقيقية التي تدفع الزوج لأن يعامل زوجته بطريقة سيئة وكأنه يكرهها هي البيئة الحقيقية للزوج، فالزوج الذي يكره زوجته غالباً ما يكون ضحية تعسف عاشه وسط أسرته .

فعلى سبيل المثال عندما يشاهد الطفل أباه وهو يحقر أمه تظل هذه الصورة مطبوعة في خياله حتى عندما يتزوج فيعتقد أن تلك هي الطريقة المثلى للتعامل مع المرأة .

وبالمثل فإن الفتاة التي تشاهد والدتها وهي تخضع لمعاملة والدها السيئة لها تظل هذه الصورة مطبوعة في خيالها وعند زواجها تعتقد أن دور المرأة هو الطاعة العمياء للزوج ومهما فعل حتى وإن كان ذلك على حساب سعادتها.

ويرى علماء النفس أن هناك فرقا بين الكراهية والنفور.. فالشائع أن يكون هناك نفور بين الزوجين في مرحلة أو أخري من تاريخ زواجهما لكن الكراهية هي درجة حادة وشديدة وتنطوي في الكثير من الأحيان على العدوان بشكل أذى بدني أو مادي أو نفسي أو معنوي.

وقد يحدث أحياناً نفوراً بين الأزواج مع طول فترة الزواج نتيجة لأسباب بعضها قد يكون موضوعي كعدم حرص كل طرف أن يضفي معنى جديدا في حياة الآخر ومن هنا تتحول العلاقة الزوجية إلى نوع من الرتابة والملل كما أن إهمال أحد الطرفين في إظهار المودة للطرف الآخر وهذا مطلب ضروري في الحياة الزوجية فكل زوج أو زوجة يريد أن يسمع من الآخر ما يطريه ولكن المسألة تبدو نادرة في الحياة الزوجية وتبدو الحياة صامتة ومحبطة للطرفين وهذا يفسر في بعض الأحيان لماذا تحدث الخيانة الزوجية.

حدد خبراء الاجتماع العوامل التي تؤدي إلى الصمت الزواجي، الذي يؤدي شيئا فشيئا إلى الطلاق العاطفي وبرود المشاعر بين الأزواج في جملة من العوامل، جاء على رأسها عملية الاختيار التي قد تكون غير موفقة أو تمت بطريقة سريعة، وبالتالي لم يفهم كل من الطرفين الطرف الآخر جيدًا، وبعد أن يتم الزواج يحدث الهرب كوسيلة للتخلص من الزواج.

كما أشاروا إلى أن الأنانية بين الزوجين من العوامل المهمة في هذا الصدد أيضًا؛ إذ أن كلا من الزوجين يركز على ذاته، وإشباع رغباته الشخصية دون حساب للآخر، وأضافوا إلى ذلك عاملا مهما متمثلا في غياب الوعي الديني لدى كلا الزوجين، وعدم احترام كل منهما الآخر الذي قد يبدو في إهمال الآخر وعدم سماع متطلباته.


ظاهرة عالمية

ويبدو أن ظاهرة الصمت الزواجي أصبحت شبه عالمية؛ ففي تقرير لمجلة "بونته" الألمانية توضح الإحصائيات أن تسعًا من كل عشر سيدات يعانين من صمت الأزواج، وانعدام المشاعر بين الأزواج المرتبطين منذ أكثر من خمس سنوات. وتشير الأرقام إلى أن 79% من حالات الانفصال تكون بسبب معاناة المرأة من انعدام المشاعر، وعدم تعبير الزوج عن عواطفه لها، وعدم وجود حوار يربط بينهما.

أما د.كارل جيك المتخصص في علاج المشكلات الزوجية، فيحلل أسباب عزوف الرجال عن التحدث عن مشاعرهم لزوجاتهم: بقوله "إن ذلك ميراث طويل؛ فقد كان الرجل في القديم مسئولا عن العالم الخارجي من تأمين الأسرة، وتوفير الغذاء لها، وكان يحقق ذاته من خلال الفعل والعمل؛ أي عن طريق أشياء مادية يمكن للجميع رؤيتها. واليوم يتحدث الرجال ويتناقشون عن كيفية زيادة العائدات في العمل والتغلب على المنافسة".

أما بالنسبة للمرأة فإنها على مرّ تاريخها كانت المسئولة عن رعاية المكان والأسرة والمشاعر، أي أن مسئوليتها تتركز في العالم الداخلي، وكانت تستخلص شعورها بذاتها فقط من خلال مدى انسجام الحياة الأسرية وتوافقها، وظل الرجل لعهد طويل يحتل داخل الأسرة المكانة الرئيسية كمسئول، وبالتالي فإنه ليس لديه شريك يتحاور معه في ندِّيَّة.

وكانت المرأة تجري مثل هذه الحوارات مع الصديقات، واكتسبت المرأة طوال آلاف السنين الخبرة والتدريب على الأحاديث الخاصة بالمشاعر والتعبير عنها، ويعتبر ذلك مجالا جديدًا على الرجل.

ويمضي د. جيك موضحًا أن شكوى المرأة من صمت الرجل وانعدام الحوار هو نتيجة مترتبة على تغير التوقعات في العلاقة الزوجية؛ فقبل جيل أو جيلين كانت المرأة تشعر بالرضا في زواجها إذا وفر الزوج دخلا معقولا ولم يُسئ معاملتها أو يضربها أو لم يدخل في حياتها امرأة أخرى.

والمسألة تختلف اليوم؛ فتوقعات السعادة غير محددة ولكنها كبيرة، وملخصها أنه ما لم تسعدني وترضِني من جميع الجوانب فإنك تكون شريكًا سيئًا وفاشلا..


الرجل الصامت

حالة الصمت الزواجي التي نحن بصددها لها مجموعة من الآثار الخطيرة التي لا تهدد الزوج والزوجة فقط، ولكنها تطال الأبناء أيضا؛ حيث أكدت الدراسات النفسية أن الطفل الذي ينشأ في أسرة تفتقد عنصر التواصل الكلامي (الحواري) هو في الغالب طفل لا يستطيع التعبير الجيد عن نفسه، كما أنه ربما يكون في بعض الأحيان انطوائيًا لا يسهل عليه إقامة علاقة مع الآخرين في يسر. كما أن انعدام الحوار بين الزوجين وكثرة الصدمات بينهما يؤدي إلى نشوء أطفال فاقدي الإحساس بالأسرة ومدلول حضورها؛ فيهرب بعضهم من المنازل تخلصًا من مشاكل الأبوين. الحياة الزوجية شأنها شأن أي علاقة سامية قائمة على الشراكة ومراعاة حقوق الطرف الآخر الذي من وجهة نظري لا أعتبره آخرًا، ولكنه "أنا" أخرى؛ ما يسعدها يسعدني، وما يؤذيها بالضرورة يؤذيني. وليكن لنا في رسول الله أسوة حسنة، فلم يكن يمنعه حمل الدعوة وتحمل مسئوليات أمة بأَسْرها من أن يكون خير زوج وخير مؤنس لأهل بيته، فليتنا نقتدي به!.


الزوجات أكثر تضررًا

كشفت دراسة حديثة أن الزوجات هن الأكثر تضررًا بسبب غياب الأزواج، وبخاصة في حال الغياب للسفر للخارج؛ إذ يصبن بعدد من الأعراض المرضية، ويتخذ موقف الزوجة في شكله المرضي المتطرف صورة أعراض نفسية تتمثل في الاكتئاب، والتوتر، والنسيان، والمخاوف المرضية، أو أعراض سيكوسوماتية، تظهر في شكل اضطرابات في الجهاز المعوي، والتنفسي، وضغط الدم، وقد تكون هذه الأعراض متفاعلة مع ظروف أخرى راجعة إلى معاناة الزوجة من افتقاد الزوج .

وأوضحت الدراسة أن غياب الزوج لتحقيق آمال اقتصادية للأسرة يجعل الزوجة تقع في صراع بين تعاطفها مع ما يتحمله الزوج من مشاق لأجل ذلك، وتذمرها لغياب الزوج، ويتخذ هذا الصراع أشكالاً مرضية، من بينها: توجيه العدوان للذات، أو الإفراط والمبالغة في الاهتمام بأبنائها، أو الشعور بالذنب.


متاعب الزواج

أما الدكتور عادل صادق أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة فيشرح أبعاد المشكلة بشكل مختلف ويرصد الظاهرة في كتابه ( متاعب الزواج) بقوله:-

يشكو الرجل من أن زوجته نكدية. وأن بيته قطعة من الجحيم. يعود إلى بيته فتداهمه الكآبة، إذ يطالعه وجه زوجته الغاضبة الحاد النافر المتجاهل الصامت. بيت خال من الضحك والسرور ويغيب عنه التفاؤل مثلما تغيب الشمس عن بيته فتلتهمه الأمراض.

يقول في بيتي مرض اسمه النكد. ويرجع السبب كله إلى زوجته ويدعي أنه لا يفهم لماذا هي نكدية لماذا تختفي الابتسامة من وجهها معظم الوقت ويحل محلها الغضب والوعيد؟ ولماذا هي لا تتكلم ؟ لماذا لا ترد ؟ والحقيقة أن هذا الزوج لا يعرف أن زوجته بصمتها الغاضب إنما هي تدعوه للكلام.

إنها تصدر إليه رسالة حقيقية إنها رسالة سلبية ولكن هذه طريقتها لأنهما لم يتعودا معاً – الزوج والزوجة – على طريقة أكثر إيجابية في التفاهم.. ويقلق الزوج.. يكتئب هو أيضاً .. ثم يغلي في داخله .. ثم ينفجر .. وتشتعل النيران وبذلك تكون الزوجة قد نجحت فقد استفزته إلى حد الخروج عن توازنه . لأنها ضغطت على أهم شيء يوجع رجولته وهو التجاهل . أي عدم الاعتراف بوجوده .. أي اللامبالاة . ولكن هذه ليست حقيقة مشاعرها فهي تغلي أيضاً لأنها غاضبة .. غاضبة من شيء ما .. ولكنها لا تستطيع أن تتكلم فهذا هو طبعها وربما يمنعها كبرياؤها ..فهذا الزوج يخطئ في حقها وهو لا يدري أنه يخطئ وأن أخطاءه ربما تكون غير إنسانية .. ربما يتجاهلها عاطفياً .. ربما يتجاهلها فراشياً .. ربما بخله يزداد .. ربما بقاؤه خارج البيت يزداد من دون داع حقيقي .. ربما أصبح سلوكه مريباً .. ربما وربما وربما وهناك عشرات الاحتمالات، ولكنه هو لا يدري أو هو غافل ، أو يعرف ويتجاهل ، وهو لا يدري أنها تتألم ، أي أنه فقد حساسيته، ولكنها لا تتكلم، لا تفصح عن مشاعرها الغاضبة، وربما لأنها أمور حساسة ودقيقة، ربما لأن ذلك يوجع كرامتها، ربما لأنهما لم يعتادا أن يتكلما. ولهذا فهي لا تملك إلا هذه الوسيلة السلبية للتعبير، وهي في الوقت نفسه وسيلة لعقاب التجاهل.

وإذا بادل الزوج زوجته صمتاً بصمت وتجاهلاً بتجاهل فإن ذلك يزيد من حدة غضبها وربما تصل لمرحلة الثورة والانفجار فتنتهز فرصة أي موقف وإن كان بعيداً عن القضية الأساسية لتثير زوبعة. لقد استمر في الضغط عليها حتى دفعها للانفجار. ضغط علها بصمته وتجاهله رداً على صمتها وتجاهلها وتلك أسوأ النهايات أو أسوأ السيناريوهات فهي – أي الزوجة – تصمت وتتجاهل لتثير وتحرق أعصابه وتهز كيانه وتزلزل إحساسه بذاته ليسقط ثائراً هائجاً وربما محطماً. وهنا تهدأ الزوجة داخلياً ويسعدها سقوطه الثائر ، حتى وإن زادت الأمور اشتعالاً وشجاراً تتطاير فيه الأطباق وترتفع فيه الأصوات وهذا هو شأن التخزين الانفعالي للغضب . وتتراكم تدريجياً مشاعر الغضب حتى يفيض الكيل وتتشقق الأرض قاذفة بالحمم واللهب فتعم الحرائق. قد يستمر هذا الأسلوب في التعامل والتفاعل سنوات وسنوات وهذا يؤدي إلى تآكل الأحاسيس الطيبة ويقلل من رصيد الذكريات الزوجية الحلوة ويزيد من الرصيد السلبي المر. ويعتادان على حياة خالية من التفاهم وخالية من السرور ويصبح البيت فعلاً قطعة من جحيم فتنطوي الزوجة على نفسها ويهرب الزوج من البيت، وتتسع الهوة .

كان من الممكن ألا توجد هذه الهوة لو كان هناك أسلوب إيجابي للتفاهم، وتشخيص للموقف نستطيع أن نقول -الكلام لا زال علي لسان الدكتور عادل صادق- : أننا أمام زوج لا يعرف ما يضير ويضايق ويؤلم زوجته ، وهذا الزوج يتمادى في غيه مع الوقت ، وهو أيضاً قد فقد حساسيته تجاه زوجته. كما أننا أمام زوجة تكتم انفعالاتها وتخزن أشجانها وتحترق بالغضب، وهذه الزوجة تلجأ إلى أسلوب سلبي في الرد على زوجها وذلك بإشاعة جو النكد في البيت لتحرم زوجها من نعمة الهدوء والاستقرار والسلام ونعمة الإحساس بذاته. وتظل الزوجة تستفز زوجها حتى يثور. ولكنهما لا يتعلمان أبداً بل يستمران في نفس أسلوب الحياة الذي يهدد بعد ذلك وبعد سنوات أمن واستقرار البيت ، واستمرار حالة الاستنفار معناه تراجع المودة والرحمة.

وهنالك ألف وسيلة تستطيع الزوجة عن طريقها استفزاز زوجها، وكذلك هناك أكثر من ألف طريقة يستطيع بها الزوج استفزاز زوجته أهمها كما قلنا الصمت والتجاهل والوجه الغاضب والكلمات اللاذعة الساخرة والناقدة والجارحة أو يتعمد أي منهما سلوكاً يعرف أنه يضايق الطرف الآخر. أو قد يلجآن إلى أسوأ أنواع الاستفزاز وهي إثارة الغيرة والشك.. والعناد هو نوع من أنواع البغي والتمادي .. والتحدي هو أسوأ سلوك زوجي والتحدي يخلق عداوة والعداوة تؤدي إلى العدوانية وبذلك يحدث تصلب وتخشب وتحجر وتفتقد المرونة وتضيع روح التسامح والتواضع والتساهل والتنازل. واستمرار الزوجين في العناد معناه عدم النضج أو معناه أن أحدهما يعاني ألماً نفسياً وأن الطرف الثاني يتجاهل عن عمد أو عن غير عمد هذا الألم.

وهذا معناه أننا أمام مشكلة زوجية تحتاج إلى رعاية .. فكلاهما يعاني ، وكلاهما غاضب، وكلاهما خائف ، وكل منهما يتهم الآخر ويحمله النصيب الأكبر من المسؤولية ويرى نفسه ضحية ، أي لا يوجد استبصار ولا توجد بصيرة. الخطأ الأكبر الذي يقع فيه الزوجان أن يجعلا المشاكل تتراكم من دون مواجهة. بدون توضيح ،بدون حوار ،بصوت عال ، بدون أن يواجه كل منهما الآخر بأخطائه أولاً بأول ، بدون أن يعبر كل منهما عن قلقه ومخاوفه وتوقعاته وآلامه وهمومه .. يجب أن يرفع كل منهما شكواه إلى الآخر بكلمات واضحة وصوت مسموع ونبرة ودودة ويجب الاستمرار والمثابرة والإلحاح في عرض الشكوى حتى تصل إلى ضمير الطرف الآخر.

قد يكون تجاهل الزوج لمتاعب الزوجة ليس عن قصد أو سوء نية أو خبث. ولكن لأنه لا يعرف ، لا يعلم لأنها لم تتحدث إليه لأنها لم تعبر بشكل مباشر . ربما لأنها تعتقد بأنه يجب أن يراعي مشاعرها دون أن تحتاج هي أن تشير له إلى ذلك. ربما تود أن يكون هو حساساً بالدرجة الكافية ربما تتمنى هي أن يترفع هو عن أفعال وسلوكيات تضايقها وتحرجها. وهذا جميل وحقيقي، جميل أن يكون لديها هذه التصورات وهذه الأمنيات المثالية ولكن الأمر يحتاج أيضاً إلى تنبيه رقيق – إشارة مهذبة – تلميح راق كلمات تمتلئ ذوقاً وحياء دون مباشرة. ولا مانع خاصة في الأمور الهامة والحساسة والدقيقة من المواجهة المباشرة والحوار الموضوعي . فهذا حق كل منهما على الآخر وهذا هو واجب كل منهما تجاه الآخر وهذا هو أصل المعنى في المودة والرحمة، لأن الزوجين اللذين وصلا إلى هذه المرحلة من الاستفزاز المتبادل يكون قد غاب عنهما تماماً المعنى الحقيقي للمودة والرحمة. والحقيقة أن أي إنسان مقدم على الزواج – رجلاً أو امرأة – يجب أن يكون متفهماً وبعمق وبقلبه وعقله وروحه المعاني الحقيقية لأعظم كلمتين : المودة والرحمة


للصمت أسباب


الحوار يدفئ العلاقة بين افراد الاسرة

أما د.أحمد محمد عبد الله مدرس مساعد الطب النفسي- بجامعة القاهرة فيشرح أسباب غياب الحوار بين الزوجين بقوله للصمت أسباب عديدة متشعبة من أهمها :-

-الجهل بمعنى وأهمية الحوار:

هناك غياب للإدراك بأن الحوار هو عصب الحياة الزوجية، وأنه الجسر الذي تنتقل عبره المغازلات والمعاتبات، والاستشارات والملاحظات.

وهناك ظن أن الحوار يحمل معنى الضعف بالافتقار إلى رأي الآخر، أو أن البوح بمكنون النفس لا ينبغي أن يكون. ونحن هنا لا نناقش ماذا يقول الشريك لشريكه، وماذا يكتم فذلك موضوع آخر، ولكننا نتحدث في المبدأ إذ لا يجوز أن يغلق أحد الطرفين نفسه، أو يستغني عن التواصل مع الطرف الآخر بوحًا أو استشارة تحت أية دعوى، ولو كانت نبيلة، مثل: تجنب إحراجه، أو لومه، أو عدم شغله بمشاكل إضافية، وليس الحوار بالضرورة لومًا أو إحراجًا، أو افتعال مشاكل.

وبعض الأزواج لا يرى في زوجته الكفاءة التي تؤهلها للمشاركة في حوار معه حول شئونهما، وشئون البيت، والشئون العامة، وإذا صح اعتقاده فيها فهو خطؤه حين اختار زوجة غير مناسبة، وإن لم يصح فقد ظلمها وظلم نفسه، وفي الحالين لا نعفيه من مسئولية التواصل معها لعله يجد الواقع أفضل من حساباته، ولعله يجد عندها إجابة على سؤال يحيره أو مشاركة في هم يحاصره.

وصلى الله وسلم على الموحَى إليه حين دخل على أم سلمة -رضى الله عنها- يوم الحديبية.. وقال لها: هلك الناس.. أمرتهم أن يحلقوا رؤوسهم ويتحلّلوا من إحرامهم فلم يفعل ذلك منهم أحد.

فأشارت عليه بالرأي الذي بدد حيرته، وأخرج المسلمين من هذا الموقف العصيب.

ومن الخطأ الظن بأن الحوار بين الزوجين يعني البدء بالتفاهم، أو يسوده دومًا الهدوء والسلاسة، إنما الحوار ينشد الوصول إلى هذا فإن بدأ به سعينا لتطويره واستثماره.

ويحتمل الحوار الشد والجذب، كما يحتمل اختلاف وجهات النظر، ولا يكون الخوف من هذا سببًا مقبولاً في اجتناب الحوار، إنما هو السبيل للوصول إلى الحكمة تخرج على لسان أحد الطرفين، ويهدي الله لها بإذنه من يشاء، أو يُحسم الخلافُ بأمرٍ راشدٍ لتحويل حصيلة النقاش لإجراءات.

انشغال أحد الزوجين أو كلاهما:

يعود منهكًا من عمله، أو تعود مكدودة لتجد البيت ومطالبه، والأطفال وحاجاتهم فمن تعبٍ إلى تعب، ومن انشغالٍ إلى انشغال.

فأين الوقت؟ وأين الطاقة النفسية والذهنية والإرادة والصبر على بدء وإدارة حوار، أو حتى تبادل كلام؟

! ويتفاقم الأمر بغياب أحد الطرفين عن الآخر في سفرٍ طويل لدراسة أو عمل فيراه رفيقه في العام شهرًا!! والنصيحة لكل من لا يتحاور مع زوجته: إنهما في الحقيقة غريبان في بيت واحد يجهلان عن بعضهما البعض أكثر مما يعرفان ..بكثير.

والحوار سيقدم الكثير من المفاجآت والمبادرات، لا بد من وقت للكلام، وإذا كان المثل الحكيم يقول: تكلّم حتى أراك فإننا نقول: تكلم حتى يشعر بك شريكك، وتشعر به. حاجتنا شديدة وماسة لتعلم فنون الكلام، وحاجتنا أكثر ربما لتعلم فن الإصغاء.

- الحرص على عدم تكرار فشل سابق:

فقد يخشى أحد الطرفين أو كلاهما من تكرار محاولة فشلت للحوار من قبل. تخاف الزوجة أن تطلب من الزوج، أو تتحرج، إذ ربما يصدها أو يهمل طلبها، أو يستخف به كما فعل في مرة سابقة. وقد ييأس الزوج من زوجة لا تُصغي، ولا تجيد إلا الثرثرة أو لا تفهم وتتفاعل مع ما يطرحه، أو يحكيه. الخوف من رد الفعل، أو اليأس من تغيير طباع الطرف الآخر يجعل إيثار السلامة بالصمت هو الحل، وهنا يكون عدم الحوار اختيارًا واعيًا لم تدفع إليه ظروف خفية، أو تمنعه المشاغل، ولم ينتج عن إهمال أو تناسٍ. والمبادرة هنا لا بد أن تأتي من الطرف الذي سبق وأغلق باب الحوار بصدٍ أو إعراضٍ أو عدم تجاوب.

إن التحاور والتشاور يعني طرفين أحدهما يستمع، والآخر يتحدث ثم العكس، ولا يعني أن أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع منه ذلك، والآخر يستقبل طوال الوقت، أو يُنتظر منه ذلك، وتكرار المبادرات بفتح الحوار، ومحاولة تغيير المواقف السلبية مسألة صعبة، لكن نتائجها أفضل من ترك الأمر، والاستسلام للقطيعة والصمت.

-الاعتقاد الخاطئ بأن الأفعال تُغني عن الأقوال:

الإطار العام للحياة الزوجية - من سكن ومودة ورحمة - هو الحب بهذا المعنى الأشمل الذي يأخذ بين الزوجين معانٍ أعمق وأرحب مما يأخذ بين غيرهما، وقد يشهد الانتقال من مرحلة قبل الزواج إلى ما بعده تحولاً من التعبير بالكلمات الجملية، والهدايا، والمجاملات بأنواعها إلى التعبير "الصامت" المتضمن غالبًا لأفعال أهم وأكثر فاعلية ودلالة من الأقوال لكنها لسوء الحظ لا تكفي!!

في فترة الخطوبة وما بعدها -حتى الزفاف- يمكن أن تستمر مكالمات هاتفية بين الطرفين لساعات ثم بعد الزواج يقولون: لا يوجد كلام نقوله!!!

ويقولون: في الفعل ألف دليل ودليل على الحب أبلغ من الكلام.

ونقول: تلك هي نصف الحقيقة، لأن الله خلق للإنسان لسانًا فعله الكلام، وصار فعل الكلام سبيلاً وعلامة على التواصل، بينما عدمه دليلاً على الانقطاع.

وبعد.. فإن غياب التشاور والحوار والكلام بين الزوجين آفة منتشرة، وهي "أم المشاكل" في كثير من الحالات الزوجية المتأزِّمة، والرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت" كان يدعو-في اعتقادنا- إلى أن يحرص المؤمن على كل كلمة يقولها ويختار الأحسن، وهو ما ندعو للتدريب عليه، ولم يكن بداهة يدعو إلى إشاعة حالة وثقافة الصمت بين المؤمنين، في بيوتهم أو خارجها!! إن الحوار الذي يغيب في بيوتنا غائب أيضا على مستوى السياسية والمجتمع والإعلام، وربما ينبغي أن يبدأ في البيت ككلمة طيبة، والكلمة الطيبة صدقة، ولمسة حانية، اتفاق واختلاف، هدوء وصخب، غضب ورضا، وفي إطار الحب يتقلب الحوار.. هكذا الزواج وهكذا الحياة

وهناك من يري أن الرجل وان اشتكى من كثرة كلام المرأة.. إلا انه يعجب بالمرأة كثيرة الكلام لان انطلاق لسانها يظهر كل ما عندها بالقلب والعقل.. فينام على وسادة الراحة.. المرأة التي تلعب دور الصامت في الحياة الزوجية تثير قلق الرجل تجعله يتوقع أن هناك أمرا يدور ولا يعرف سره وهذا ما يقلقه..

وتحدد د‏.‏ زينب أبو العلا أستاذ الاجتماع بجامعة حلوان أسباب الصمت المطبق بين الزوجين ـ وتقول‏:‏

تبحث المرأة دائما عن وسيلة لاستجلاب عطف زوجها حتى يستمع إليها بأذن مفتوحة واهتمام نابع من القلب لكي تفرغ أمامه الشحنة المخزونة‏ ، وعندما تتزوج المرأة تتصور أن الرجل يعاملها بنفس المنطلق الذي كان يتعامل معها به في أثناء الخطبة وكثيرا ما تحاول المرأة لفت انتباه الزوج وتترجم ذلك في عدة صور مختلفة مثل إصابتها بحالة من الإعياء المفاجئ أو إصابتها بنزلة برد وفي بعض الأحيان تكون استجابة الزوج جافة أو لا مبالية الأمر الذي ينعكس علي الزوجة بالإحباط والكبت وأحيانا يلجأ الزوج لنفس الأسلوب فيدعي أيضا إصابته بأي نوع من الأمراض لجذب انتباه الزوجة واستدرار عطفها‏.‏

وينصح د‏.‏ محمد شعلان أستاذ الأمراض النفسية المرأة بألا تلجأ إلي الحديث مع زوجها في أمور لا تتناسب مع طبيعته كشراء متعلقاتها وزينتها لان الرجل بطبيعته لا يستوعب الإحساس الغامر بالبهجة الذي تشعر به المرأة في مشاركتها في هذه الأشياء التي ينظر إليها بسطحية‏، ويجب علي المرأة أيضا ألا تناقش الأمور المالية مع زوجها بصفة مستمرة حتى لا يضيق بها فهو يفهم الأمر وفق منظومته الخاصة‏، ولن يتوصلا إلي شيء‏!‏

فالحديث معه عن مسائل التجميل يشعره بعدم الشغف بمناقشة الأمور معك ويمكن أن تشارك المرأة زوجها الحديث عن مشاريع عمله وتخطط له من خلال رؤيتها طريق النجاح السريع وتشيد بمجهوده في العمل حتى يكون الزوج مبتهجا وإذا حدث عكس ذلك فمهما حاولت شد انتباهه إلي الإثارة والتعقيد في عملية تصفيف الشعر مثلا فسيهز رأسه ويحول بصره نحو التليفزيون وكأنه لم يسمع شيئا‏.‏


معادلة سحرية


وجود الاطفال يساعد على استقرار الاسرة

وكما يقول الخبراء :إنه ليست هناك معادلة سحرية لتأمين حياة زوجية سعيدة‏ ولكن هناك خطوطاً عريضة يمكن الإقتداء بها من أجل زواج أفضل‏‏ .

والواقع أنه لو استطاع الزوجان أن يحتفظا في ظل الزواج بحب الخطبة وبهجتها لعاشوا حياتهم في نعيم دائم‏.‏والمطلوب من كل عروسين لكي يحققا سعادتهما الزوجية أن تكون معلوماتهما عن الزواج واقعية . ومن أهم هذه المعلومات ــ كما تقول أحدث الدراسات البريطانية في علم النفس والاجتماع‏ - ضرورة توافر انسجام نفسي وعقلي بين الزوجين وأن يعمل كل منهما على الظهور بمظهر المرح والاهتمام بميول شريكه حتى الإنسان الإنطوائي إذا افتعل روح المرح وتكلف الابتسام واهتم بالآخرين فلن يلبث أن تنمو قدراته الاجتماعية ويسهل عليه التعامل مع الناس خاصة مع شريك حياته‏.

ومن المعروف أن الحياة الزوجية مليئة بالأعمال المنزلية المتكررة المملة‏‏ وبالمشاكل والأزمات المالية‏ ، وهذا شيء مقرر يجب أن يتقبله الطرفان من أول يوم في الحياة‏.

والحياة الناضجة هي مزيج من الهموم والمرح والمسئولية والترفيه‏.‏

وأكدت الدراسة أيضاً ضرورة أن يكون الطرفان مستعدين للنقد‏‏ فلا يوجد أحد فوق النقد‏ ، وكل منا يخطئ ويصيب‏‏ كما أن كل منا يتصرف أحياناً بأنانية أو يبني أحكامه على غير أساس‏.‏

وقد لا تتفق ميول الطرفين في بداية حياتهما الزوجية‏‏ فتوجد الخلافات والمشاجرات والتي ترجع إلى أن الزوجين قد جاءا من بيئتين مختلفتين ، فكل بيئة لها عاداتها ومعاييرها وتعلقاتها‏ وكل منهما له مطالبه وأفعاله وردود أفعاله‏‏ لذا لن نعجب لظهور الخلافات خاصة في العامين الأولين من الزواج غير أن مرونة كل منهما واستعداده للصلح والصفح يقلل من ظهور الخلافات‏.‏

وبالخبرة يتعلم الزوجان ألا يطلعا الغير على أسرارهما أو أن يقولا ما يندمان عليه‏ وألا يوجها اللوم لبعضهما بقدر الإمكان‏.‏

وأشارت الدراسة إلى أن دخل الأسرة له علاقة مباشرة بسعادتها‏ ، فعندما تكون الموارد محدودة وينفق الزوجان بالاستدانة لاستكمال مظهريات المنزل العصري تزيد المتاعب المادية‏ وتتوتر الأعصاب‏.

وحتى يتجنب الزوجان ذلك يجب عليهما أن يهتما بالتخطيط والاتفاق على ميزانية سنوية وينفذان الخطة التي يتفقان عليها‏.‏

وبالنسبة لتربية الأبناء فهو عمل مشترك يتفق الزوجان بشأنه‏‏ ، وأهم ما يضعانه في اعتبارهما مصلحة الأبناء‏ .

وإذا كانت الأم تعمل خارج المنزل فلابد من أن تعفي من بعض الأعمال المنزلية كلما أمكن ذلك‏.‏

مما سبق يتضح لنا أن علاج الفتور هو مسئولية الزوجان معاً: فالزوجة عليها أن تبحث عن أسباب الفتور في بيتها وتعالجها كأن تضع اللمسات الرقيقة في بيتها وأن تحرص على جماله وحيوتيه وبساطته، وأن تهتم بنفسها ومظهرها وأسلوبها في التعامل والاهتمام بزوجها وأدواته الشخصية وملابسه وكتبه وخصوصياته، والحرص على احترامه وتقديره، وتشعره دائماً بأنه رب الأسرة الذي يتعب ويجتهد في تحصيل الرزق لأولاده ، أما دور الزوج في علاج الفتور فيتم عن طريق الاهتمام بزوجته ومتابعة أحوالها والاهتمام بها وتلبية احتياجاتها.


ويقول الخبراء إن من صفات الأزواج والزوجات الحاصلين على درجة عشرة على عشرة أنهما يحافظان على حبهما الزوجي ويحرصان على تنميته وتطويره ليكون متوقدا دائما، لأن هناك كثيرا من الزوجات تفاجأ بموت الحب بين الطرفين فتصبح علاقتهما الزوجية علاقة جافة قاتلة، ولولا الأبناء لما استمرا في زواجهما، ولكن هناك صنف آخر يشع الحب من نفسيهما من خلال العبارات والنظرات والإشارات .

(آخر الكلام)

وأخيرا‏..‏ ينبغي علينا أن نعرف أن الزواج ارتباط يدوم مدى الحياة‏ ويزدهر مع الأيام عندما يصبح الزوجان أفضل شريكين وصديقين‏.‏ ويجب أن نتذكر دائماً أن اللوم عدو السعادة الزوجية إذ يرغم الطرف الآخر على أخذ موقف الدفاع وعدم الإصغاء‏.‏ وكلنا نسعد إذا ما سمعنا اطراءً أو كلمة تقدير.. أو تعبير حبّ.. وكلنا يحتاج ذلك..فعلينا دوماً ألاّ نؤجّل أفراحنا، وأن نكون في جرأة الحبّ، وأن نواجه آباءنا وأمهاتنا وأزواجنا وأبناءنا وأحبابنا بفيض من الودّ، وأن نقولها صريحة واضحة: نحن نحبكم.. فلن نحصد من الصمت سوى الندم..

وربما يجيء يوم نندم فيه لأننا لم نصارح من نحبهم بأننا نحبهم .علينا أن نطلق طيور المحبة المسجونة خلف قضبان الصمت!! علينا أن نتكلم و نتعلم الحب ونعلمه لكل من حولنا ونطلق لأنفسنا العنان لنعبر صراحة عن كل ما يجيش في صدورنا قبل أن يضيع العمر ويملؤنا الإحساس بالندم علي أننا لم نحب من أحبونا أو لم نعبر لهم عن حبنا بالشكل الكافي

عابده لله
31-05-2004, 08:03 AM
جزاك الله كل الخير اخي ابو دعاء ..
وبارك فيك .. طرح في غاية الاهمية ..

أثابك الله ونفع بك المسلمين..

EDrara
02-06-2004, 07:01 PM
موضوع في غاية الأهمية والمسئولية

لو تأملنا وضعنا لرأينا الحال المزرية لما نفعله

بجد أثابك الله على هذا الموضوع

ابوفهد
03-06-2004, 12:42 AM
اخي الحبيب ابو دعاء

جزاكم المولى كل خير على نقلكم المفيد

فعلا الصمت رهيب الله يتوب علينا ويهدينا

حتى نكون ثرثارين عند زوجاتنا لما فيه خيراً لنا :SMIL:

دمتم بخير

أبو الخنساء
04-06-2004, 09:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا اخي ابا دعاء ونفع بك


موضوع بالصميم


كم نحن بحاجة لعلاج كثير من مشاكلنا الزوجية التي نبدأ صغيرة ثم تكبر بسب الصمت وعدم النقاش والسعي للحل