إشراقة أمل
23-04-2004, 02:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاهي السلسلة السابعة من الآداب.. أضع فيها بين يديكم آداب المجالس..
قال تعالى {يائيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} المجادلة 11
الآداب
1- فضل ذكر الله في المجالس والنهي عن مجالس لا يذكر فيها اسمه:
جاء النهي الشديد عن مجالس لا يذكر فيها اسم الله، قال صلى الله عليه وسلم ( مامن قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة) رواه أبو داوود وأحمد والترمذي مع اختلاف الألفاظ فعند أحمد والترمذي (ماجلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم)
والترة هي الحسرة والندامة، وذلك بسبب تفريطهم. وفي مقابل ذلك مالو عُمرت هذه المجالس بذكر الله والثناء عليه والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن هذه المجالس محبوبة إلى الله وأهلها في ازدياد من الخيرات. «عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :إن لله ملائكة يَطوفون في الطرُقِ يَلتمِسونَ أهلَ الذكر، فإذا وَجَدوا قوماً يذَكرون الله تَنادَوا هَلمُّوا إلى حاجَتِكم، قال: فيَحفُّونهم بأجنِحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم عز وجل ـ وهوَ أعلمُ منهم: ما يقول عبادِي؟ قال: تقول: يُسبّحونك ويُكبرونك ويَحمدونك ويُمجدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: كيفَ لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأَوكَ كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشدَّ لك تمجيداً، وأكثر لك تَسبيحاً. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنَّة. قال: يقول: وهل رأَوها؟ قال: يقولون: لاواللهِ يا رب مارأوها. قال: فيقول: فكيفَ لو أنهم رأَوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصاً، وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوَّذُون؟ قال: يقولون: منَ النار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فِراراً، وأشدَّ لها مخافة. قال: فيقول: فأُشهِدُكم أني قد غَفرتُ لهم. قال: يقول مَلَكٌ من الملائكة فيهم: فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلَساء لا يشقى جَليسهم» رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي.
2- اختيار رفيق المجلس:
من الأمور المهمة اختيار رفيق المجلس لأن المرء ولاشك يتأثر بجليسه مهما كان عنده من حصانة "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أبوداوود وحسنه الألباني ورواه أحمد والترمذي.
فإن كان مبتدعا فقد حذر السلف منهم وعدم مجالستهم لأنهم ضرر على الدين والدنيا، ومجالسهم إما أن ينغمس في بدعتهم أو يصاب بالحيرة والشك لما يلقونه من الشبهات. قال الحسن البصري: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم.
وإن كان الجليس فاسقا فإنك لن تسلم من سماع الخنا، والقول الباطل والغيبة والنميمة، وقد يصاحب ذلك الكثير من المعاصي التي تميت القلب،، فينتكس كثير من أهل الاستقامة بسبب مجالستهم للفساق.
3- السلام على أهل المجلس عند القدوم والانصراف:
سبق تبيينه في آداب السلام لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إن قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة) رواه أبوداوود والترمذي واللفظ له
4- كراهية إقامة الرجل من مجلسه ثم الجلوس:
من جلس في مكان مباح كالمسجد ونحوه فهو أحق بمجلسه من غيره، بحيث أنه لو طرأ عليه وترك مجلسه لأمر ما ثم عاد لمجلسه في وقت يسير فإنه احق بمجلسه وله أن يقيم من جلس فيه،، ومصداق ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به) رواه مسلم واللفظ له وأحمد وأبو داوود والدارمي وابن ماجه.
فالحق لصاحب المجلس وهو أولى به، ولذا جاء النهي من إقامة الرجل من مجلسه، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر ولكن تفسحوا وتوسعوا. رواه البخاري واللفظ له ومسلم وأحمد والترمذي وابو داوود والدارمي.
مسألة: قد علمنا كراهية إقامة الرجل من مجلسه والقعود فيه، ولكن هل تزول هذه الكراهية إذا كانت بإذن صاحب المكان؟
إذا تنازل صاحب المجلس عن مجلسه لغيره فلا مانع من الجلوس فيه لأن الحق له وقد تنازل عنه. شرح صحيح مسلم باختصار.
مسأله أخرى: يعمد بعض الناس إلى وضع سجادة الصلاة أو نحو ذلك رغبة منهم في نيل فضل الصف الأول مع تأخرهم في الحضور إلى المسجد، فهل هذا الفعل مشروع؟
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وأما ما يفعله كثير من الناس من تقديم مفارش إلى المسجد يوم الجمعة أو غيرها قبل ذهابهم إلى المسجد فهذا منهي عنه باتفاق المسلمين بل محرم.
ثم إذا فرش هذا فهل لمن سبق إلى المسجد رفعه والصلاة موضعه؟ فيه قولان:
أحدهما: ليس له ذلك لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه.
والثاني: وهو الصحيح أن لغيره رفعه والصلاة مكانه، لأن هذا السابق يستحق الصلاة في الصف المقدم، ولا يستطيع فعل المأمور إلا برفع ذلك المفروش وما لا يتم المأمور إلا به فهو مأمور،، وأيضا فالمفرش تم وضعه هناك على وجه الغصب وذلك منكر.
5- التفسح في المجالس:
قال تعالى {يائيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} المجادلة 11
هذا أدب من الله لعباده أن يتفسحوا في المجلس اذا احتاجوا للتفسح،، تحصيلا للمقصود وليس ذلك بضار الفاسح شيئا فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه.
يتبع...
هاهي السلسلة السابعة من الآداب.. أضع فيها بين يديكم آداب المجالس..
قال تعالى {يائيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} المجادلة 11
الآداب
1- فضل ذكر الله في المجالس والنهي عن مجالس لا يذكر فيها اسمه:
جاء النهي الشديد عن مجالس لا يذكر فيها اسم الله، قال صلى الله عليه وسلم ( مامن قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة) رواه أبو داوود وأحمد والترمذي مع اختلاف الألفاظ فعند أحمد والترمذي (ماجلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم)
والترة هي الحسرة والندامة، وذلك بسبب تفريطهم. وفي مقابل ذلك مالو عُمرت هذه المجالس بذكر الله والثناء عليه والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن هذه المجالس محبوبة إلى الله وأهلها في ازدياد من الخيرات. «عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :إن لله ملائكة يَطوفون في الطرُقِ يَلتمِسونَ أهلَ الذكر، فإذا وَجَدوا قوماً يذَكرون الله تَنادَوا هَلمُّوا إلى حاجَتِكم، قال: فيَحفُّونهم بأجنِحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم عز وجل ـ وهوَ أعلمُ منهم: ما يقول عبادِي؟ قال: تقول: يُسبّحونك ويُكبرونك ويَحمدونك ويُمجدونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك. قال: فيقول: كيفَ لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأَوكَ كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشدَّ لك تمجيداً، وأكثر لك تَسبيحاً. قال: يقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنَّة. قال: يقول: وهل رأَوها؟ قال: يقولون: لاواللهِ يا رب مارأوها. قال: فيقول: فكيفَ لو أنهم رأَوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصاً، وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوَّذُون؟ قال: يقولون: منَ النار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فِراراً، وأشدَّ لها مخافة. قال: فيقول: فأُشهِدُكم أني قد غَفرتُ لهم. قال: يقول مَلَكٌ من الملائكة فيهم: فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلَساء لا يشقى جَليسهم» رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي.
2- اختيار رفيق المجلس:
من الأمور المهمة اختيار رفيق المجلس لأن المرء ولاشك يتأثر بجليسه مهما كان عنده من حصانة "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أبوداوود وحسنه الألباني ورواه أحمد والترمذي.
فإن كان مبتدعا فقد حذر السلف منهم وعدم مجالستهم لأنهم ضرر على الدين والدنيا، ومجالسهم إما أن ينغمس في بدعتهم أو يصاب بالحيرة والشك لما يلقونه من الشبهات. قال الحسن البصري: لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم.
وإن كان الجليس فاسقا فإنك لن تسلم من سماع الخنا، والقول الباطل والغيبة والنميمة، وقد يصاحب ذلك الكثير من المعاصي التي تميت القلب،، فينتكس كثير من أهل الاستقامة بسبب مجالستهم للفساق.
3- السلام على أهل المجلس عند القدوم والانصراف:
سبق تبيينه في آداب السلام لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إن قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة) رواه أبوداوود والترمذي واللفظ له
4- كراهية إقامة الرجل من مجلسه ثم الجلوس:
من جلس في مكان مباح كالمسجد ونحوه فهو أحق بمجلسه من غيره، بحيث أنه لو طرأ عليه وترك مجلسه لأمر ما ثم عاد لمجلسه في وقت يسير فإنه احق بمجلسه وله أن يقيم من جلس فيه،، ومصداق ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (من قام من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به) رواه مسلم واللفظ له وأحمد وأبو داوود والدارمي وابن ماجه.
فالحق لصاحب المجلس وهو أولى به، ولذا جاء النهي من إقامة الرجل من مجلسه، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر ولكن تفسحوا وتوسعوا. رواه البخاري واللفظ له ومسلم وأحمد والترمذي وابو داوود والدارمي.
مسألة: قد علمنا كراهية إقامة الرجل من مجلسه والقعود فيه، ولكن هل تزول هذه الكراهية إذا كانت بإذن صاحب المكان؟
إذا تنازل صاحب المجلس عن مجلسه لغيره فلا مانع من الجلوس فيه لأن الحق له وقد تنازل عنه. شرح صحيح مسلم باختصار.
مسأله أخرى: يعمد بعض الناس إلى وضع سجادة الصلاة أو نحو ذلك رغبة منهم في نيل فضل الصف الأول مع تأخرهم في الحضور إلى المسجد، فهل هذا الفعل مشروع؟
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: وأما ما يفعله كثير من الناس من تقديم مفارش إلى المسجد يوم الجمعة أو غيرها قبل ذهابهم إلى المسجد فهذا منهي عنه باتفاق المسلمين بل محرم.
ثم إذا فرش هذا فهل لمن سبق إلى المسجد رفعه والصلاة موضعه؟ فيه قولان:
أحدهما: ليس له ذلك لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه.
والثاني: وهو الصحيح أن لغيره رفعه والصلاة مكانه، لأن هذا السابق يستحق الصلاة في الصف المقدم، ولا يستطيع فعل المأمور إلا برفع ذلك المفروش وما لا يتم المأمور إلا به فهو مأمور،، وأيضا فالمفرش تم وضعه هناك على وجه الغصب وذلك منكر.
5- التفسح في المجالس:
قال تعالى {يائيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} المجادلة 11
هذا أدب من الله لعباده أن يتفسحوا في المجلس اذا احتاجوا للتفسح،، تحصيلا للمقصود وليس ذلك بضار الفاسح شيئا فيحصل مقصود أخيه من غير ضرر يلحقه.
يتبع...