المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تتحول الصغائر إلى كبائر



EDrara
07-03-2004, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلاله العظيم وسلطانه القديم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد الأولين والآخرين نبينا وحبيبنا وخليل الرحمن محمد بن عبدالله أفضل صلاة وأكمل صلاة ما تعاقب ليل ونهار وسقطت أوراق الأشجار ونام ناس بالأسحار وسبح مسبح وسجد ساجد.
أما بعد:

ينبغي أن نفقه في هذا المقام.. أنه لا صغيرة مع الإصرار.. ولا كبيرة مع الاستغفار.. والإصرار هو الثبات على المخالفة.. والعزم على المعاودة.. وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدّة أشياء وهي ستة:

1- بالإصرار والمواظبة:

مثاله: رجل ينظر إلى النساء.. والعين تزني وزناها النظر.. لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج.. ولكن مع الإصرار والمواظبة.. تُصبح كبيرة.. إنه مصر ألا يغض بصره.. وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات.. فلا صغيرة مع الإصرار..

2- استصغار الذنب:

فلا تلتفت إلى قدر المعصية .. و لكن إلى قدر من عصيت...فلا تنتهك حرمة من حرمات الله أبدا..



3- السرور بالذنب:

فتجد الواحد منهم يقع في المعصية.. ويسعد بذلك.. أو يتظاهر بالسعادة.. وهذا السرور بالذنب أكبر من الذنب..
فتراه فرحاً بسوء صنيعه.. كيف سب هذا؟؟..وسفك دم هذا؟.. مع أن « سباب المسلم فسوق وقتاله كفر »
أو أن يفرح بغواية فتاة شريفة.. وكيف استطاع أنم يشهر بها.. مع أن الله تعالى يقول: { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشيعَ الفَاحِشَةَُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور: 19].

انتبه.. سرورك بالذنب أعظم من الذنب.

4- أن يتهاون بستر الله عليه:

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته.. ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته.. قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال- وأنت على الذنب- أعظم من الذنب.. وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب.. وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب.. وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب.. وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك- وأنت على الذنب- ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب.

5- المجاهرة:

أن يبيت الرجل يعصي.. والله يستره.. فيحدث بالذنب.. فيهتك ستر الله عليه.. يجيء في اليوم التالي ليحدث بما عصى وما عمل!!.. فالله ستره.. وهو يهتك ستر الله عليه.

قال صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي معافى إلا المجاهرون.. وإن المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه »

6- أن يكون رأساً يُقتدى به:

فهذا مدير مصنع.. أو مدير مدرسة.. أو في كلية.. أو شخصية مشهورة.. ثم يبدأ في التدخين.. فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله.. ثم بعدها يبدأ في تدخين المخدرات.. فيبدأ الآخرون يحذون حذوه.

هكذا فتاة قد تبدأ لبس البنطلون الضيق يتحول بعدها الموضوع إلى اتجاه عام.

وهكذا يكون الحال إذا كنت ممن يُقتدى بك.. فينطبق عليك الحديث القائل: « من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء » [مسلم].

عابده لله
07-03-2004, 07:18 PM
بارك الله فيك اخي الفاضل ابو عبد الملك

وجزاك الله كل الخير على تذكيرك وإرشادك ..

تـــحـــيـــاتـــي .

أبو الخنساء
07-03-2004, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


جزاك الله خيرا أخي أبو عبد اللك ورفع قدرك على هذا التذكير


موضوع مميز نسأل الله ان ينفع به


نعم أخي إن من اعظم المصائب ان يصل الأمر بالأنسان أن يفتخر بالذنب فتجده يورد قصصه ومغامرته مع المعاصي في المجالس

اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا

رحاب
08-03-2004, 11:33 AM
جزاك الرحمن أخي الطيب على تذكيرك
مصيبتنا نستصغر الامور والذنوب إلى أن تصبح مع الوقت كبيرة وتعتادها النفس والعياذ بالله
دمت في حفظ الرحمن ورعايته

EDrara
19-03-2004, 09:28 PM
أهلاً بك أختى الكريمة
ومعذرة لتأخري في الرد بسبب المرض المفاجئ أجاركم الله منه
وشكراً لكلامك المؤكد لما اوردت

EDrara
19-03-2004, 09:29 PM
حياك الله بكل ما تحب

لا فض فوك اخي الكريم ولا جف قلمك ولا اراك الله بأساً

EDrara
19-03-2004, 09:33 PM
اهلاً ومرحباً بك أختى الكريمة

نفعنا الله بوجودك وزادك من علمه