إسراء
20-04-2002, 10:26 PM
مساء الانوار
http://www.angeleyes2.com/platinum/images/vic/codp.jpg
امرأة عجوز .. تراءت أمامي .. كانت تجاعيد الزمن قد ضربت في وجهها
عميقا ً .. و أزال سواد شعرها حتى أصبح أبيض باهتا ً .. و انحناء
ظهرها كان واضحا ً و كأنها تحمل عمرها فوق ظهرها .. و عيناها .. كانتا
غريبتين.. كحفرة مجوفة .. لبركان كان في يوم ما ينثر حمما ًحارقة..
و شفتاها .. ساكنة هادئة .. أتعبتها كثرة الكلمات .. أما أظافرها فكانت
سوداء قذرة.. أحسست حينها أنها أنشبتها في قلب كل رجل
رأته في حياتها ...
سالت دمعة من عينيها .. و أنا مكاني .. تسري في جسدي قشعريرة
غريبة كلما أردت الاقتراب منها ..
لا أريد .. أجل لا أريد .. أن أصبح في يوم مثلها أو أن أشبهها في شيء
أبدا ً
سأضع كل العوائق داخل عجلة الزمن حتى أمنعها من الدوران ..
أردي أن أبقى هكذا دوما ً .. طفلة تحت العشرين .. ..
أتمنى أمنيات مستحيلة .. و مازالت العجوز تذرف دمعها ..
و أنا مندهشة .. كيف مازالت لديها القدرة على البكاء !! أما جفت كل
ينابيعها .. ألم تمت أحاسيسها .. أما زال بداخلها قلب ينبض داخل
جسدها المتهالك .. ترى أما زالت تحب ؟؟
لا أدري لم تهيأ لي أنها مجرد صحراء خاوية .. تصفر فيها الريح ..
و يجتاحها أعاصير هوجاء أحيانا ً أخرى ..
كم وددت أن أضمها .. و أهون عليها .. و لكني كنت أخشاها ..
فهي مجرد عجوز شمطاء قبيحة ..
سبقتني يدي بالاقتراب و أرادت أن تمسح دمعتها ..
و لكن .. و لكن أصابعي ارتطمت بشيء ما …
إلهي إنها المرآة ... إلهي من هي ؟ أ أكون أنا ؟؟
أخذت وشاحي و هربت مسرعة من غرفتي ..
جلست في الحديقة وحدي ..
والقمر لم يكتمل بعد .. وحيدا ً هو أيضا ً يعزف لحن الانكسار ..
و أنا أستمع إلى دموع قلبي ..
و أوراق الخريف تتراقص أمامي .. على أرض بيضاء نقية ..
و كرهت فصل الخريف و خيانة الشجر .. لم َ تترك أوراقها تسقط ؟؟
لمَ لا تحميها .. لم لا تبقيها .. عالية شامخة معها ..
ثم تذكرت هذه العجوز ...
ترى من تكون ..
أخذت أتحسس شعري .. و اطمأن نفسي المنهكة بأنها لست أنا ..
و لم لا أكون أنا .. فلقد بقيت وحدي منذ فترة طويلة .. بدونه ..
بدون حبيبي ..
حبيبي !!!!!!!!!!!!!!!!! كم أكره أن أنطق بهذه الكلمة ..
مع كل هذا السكون .. و هذا الخوف ..
مع الانكسار .. الذي يحيط بكل شيء حتى أبعد من حدود المكان ..
رفعت أنا أيضا راية الانكسار ..
نفضت عني غرور كبريائي ..
إذا أ أعترف الآن .. بحبه . . و لكنه لا يستحقه ..
كم وددت أن لا يكون هناك ماض يلاحقني ..
و لا ذكريات تتبعني .. و لا حبيب أفتديه بروحي ..
تنبهت إلى صوت أنفاس بجانبي ..
ألا و هي هذه العجوز .. كانت أحن مني .. جلست بجانبي
تنظر حيث أنظر ..
سقطت .. كما يسقط أي شيء في هذه الدنيا بعد طول صمود ..
و كان حضنها المكان الذي احتواني .. أخذت تمسح على شعري ..
و تزيل دموعي ..
العجوز : أجل أحبيه أكثر ..
أنا : لن أحبه أبدا ً
سأنساه .. و أدفن روحي عنده إن عادت إلى ذكراه
سأحطم ذكرياته .. و أحرق صوره .. و اغمض أذني إن لمحت يوما ً
صوته .. سأطرد طيفه إذا جاءني في المساء .. و أقفل و رائه ألف باب
و باب .. سأرحل عنه .. سأبتعد .. و أهاجر .. إلى المجهول .. حيث لا أراه
و لا يعرفه أحد .. يذكر أسمه أمامي فأتذكره.. سأقص كل خصلة من شعري
لمسها بيديه يوما ً .. سأغير عطري .. كل شيء .. كل شيء ..
العجوز : و لم لا تفعلي ذلك ؟؟
أنا : لأني أحبه ..
لأني أحبه .. أتحمل ما يفعل ..
لأني أحبه.. أتقبل ما يقول ..
لأني أحبه .. أغار عليه من ماض ٍ مجهول ..
من حضن امرأة غيري ..
لأني أحبه ..
سأبقى أحبه .. و أمضي في دربي ..
و لكن ؟؟
من أنتي ؟؟
العجوز : قد كنت في يوم عاشقة حلمت أن أبقى تحت العشرين..
و لكن حبيبي رحل عني باكرا ً و أضنتني هموم السنين .......
تقبلوا خالص تحياتي و تقديري ..
الأسطورة
عاشقة من مدى الأحلام
http://www.angeleyes2.com/platinum/images/vic/codp.jpg
امرأة عجوز .. تراءت أمامي .. كانت تجاعيد الزمن قد ضربت في وجهها
عميقا ً .. و أزال سواد شعرها حتى أصبح أبيض باهتا ً .. و انحناء
ظهرها كان واضحا ً و كأنها تحمل عمرها فوق ظهرها .. و عيناها .. كانتا
غريبتين.. كحفرة مجوفة .. لبركان كان في يوم ما ينثر حمما ًحارقة..
و شفتاها .. ساكنة هادئة .. أتعبتها كثرة الكلمات .. أما أظافرها فكانت
سوداء قذرة.. أحسست حينها أنها أنشبتها في قلب كل رجل
رأته في حياتها ...
سالت دمعة من عينيها .. و أنا مكاني .. تسري في جسدي قشعريرة
غريبة كلما أردت الاقتراب منها ..
لا أريد .. أجل لا أريد .. أن أصبح في يوم مثلها أو أن أشبهها في شيء
أبدا ً
سأضع كل العوائق داخل عجلة الزمن حتى أمنعها من الدوران ..
أردي أن أبقى هكذا دوما ً .. طفلة تحت العشرين .. ..
أتمنى أمنيات مستحيلة .. و مازالت العجوز تذرف دمعها ..
و أنا مندهشة .. كيف مازالت لديها القدرة على البكاء !! أما جفت كل
ينابيعها .. ألم تمت أحاسيسها .. أما زال بداخلها قلب ينبض داخل
جسدها المتهالك .. ترى أما زالت تحب ؟؟
لا أدري لم تهيأ لي أنها مجرد صحراء خاوية .. تصفر فيها الريح ..
و يجتاحها أعاصير هوجاء أحيانا ً أخرى ..
كم وددت أن أضمها .. و أهون عليها .. و لكني كنت أخشاها ..
فهي مجرد عجوز شمطاء قبيحة ..
سبقتني يدي بالاقتراب و أرادت أن تمسح دمعتها ..
و لكن .. و لكن أصابعي ارتطمت بشيء ما …
إلهي إنها المرآة ... إلهي من هي ؟ أ أكون أنا ؟؟
أخذت وشاحي و هربت مسرعة من غرفتي ..
جلست في الحديقة وحدي ..
والقمر لم يكتمل بعد .. وحيدا ً هو أيضا ً يعزف لحن الانكسار ..
و أنا أستمع إلى دموع قلبي ..
و أوراق الخريف تتراقص أمامي .. على أرض بيضاء نقية ..
و كرهت فصل الخريف و خيانة الشجر .. لم َ تترك أوراقها تسقط ؟؟
لمَ لا تحميها .. لم لا تبقيها .. عالية شامخة معها ..
ثم تذكرت هذه العجوز ...
ترى من تكون ..
أخذت أتحسس شعري .. و اطمأن نفسي المنهكة بأنها لست أنا ..
و لم لا أكون أنا .. فلقد بقيت وحدي منذ فترة طويلة .. بدونه ..
بدون حبيبي ..
حبيبي !!!!!!!!!!!!!!!!! كم أكره أن أنطق بهذه الكلمة ..
مع كل هذا السكون .. و هذا الخوف ..
مع الانكسار .. الذي يحيط بكل شيء حتى أبعد من حدود المكان ..
رفعت أنا أيضا راية الانكسار ..
نفضت عني غرور كبريائي ..
إذا أ أعترف الآن .. بحبه . . و لكنه لا يستحقه ..
كم وددت أن لا يكون هناك ماض يلاحقني ..
و لا ذكريات تتبعني .. و لا حبيب أفتديه بروحي ..
تنبهت إلى صوت أنفاس بجانبي ..
ألا و هي هذه العجوز .. كانت أحن مني .. جلست بجانبي
تنظر حيث أنظر ..
سقطت .. كما يسقط أي شيء في هذه الدنيا بعد طول صمود ..
و كان حضنها المكان الذي احتواني .. أخذت تمسح على شعري ..
و تزيل دموعي ..
العجوز : أجل أحبيه أكثر ..
أنا : لن أحبه أبدا ً
سأنساه .. و أدفن روحي عنده إن عادت إلى ذكراه
سأحطم ذكرياته .. و أحرق صوره .. و اغمض أذني إن لمحت يوما ً
صوته .. سأطرد طيفه إذا جاءني في المساء .. و أقفل و رائه ألف باب
و باب .. سأرحل عنه .. سأبتعد .. و أهاجر .. إلى المجهول .. حيث لا أراه
و لا يعرفه أحد .. يذكر أسمه أمامي فأتذكره.. سأقص كل خصلة من شعري
لمسها بيديه يوما ً .. سأغير عطري .. كل شيء .. كل شيء ..
العجوز : و لم لا تفعلي ذلك ؟؟
أنا : لأني أحبه ..
لأني أحبه .. أتحمل ما يفعل ..
لأني أحبه.. أتقبل ما يقول ..
لأني أحبه .. أغار عليه من ماض ٍ مجهول ..
من حضن امرأة غيري ..
لأني أحبه ..
سأبقى أحبه .. و أمضي في دربي ..
و لكن ؟؟
من أنتي ؟؟
العجوز : قد كنت في يوم عاشقة حلمت أن أبقى تحت العشرين..
و لكن حبيبي رحل عني باكرا ً و أضنتني هموم السنين .......
تقبلوا خالص تحياتي و تقديري ..
الأسطورة
عاشقة من مدى الأحلام