الشيهانة
19-04-2002, 10:57 PM
~~~ حــلمي الليـلــة ~~~
حلمي الليلة أن أرتدي روح هذا الرجل ولو لليلةٍ واحدة.. أتحايل فيها على القدر ..أوهم روحي أنني على قيد الحياة..
وددت كثيراً لو سِرتُ في دهاليز ذاكرته..ربما استطعت تحسس عتمت أفكاره..وددت كثيراً لو امتطيت جواد غموضه ..لأعرف في أي اتجاه يسير..والى ماذا يصبو..وددت كثيراً لو تمكنت من قراءة كتاب صمته العتيق والى أي زمان ينتمي..لذا قررت الليلة أن يكون حلمي ..ستكون ليلتي أجمل الليالي ..لأنني على موعد معه..
الليلة سأبعثر ضجيجه الصامت ..وافكارة اللامرئية ..انه يثير فضولي ..ويستفزني للكثير من الأسئلة..
كيف له أن يحتفظ بكل هذه المساحات الواسعة من الأضداد في روحة ..؟؟
كيف لا يخترقه كبقية الرجال سهم الجنون إلا عندما يريد هو ذلك..؟؟
كيف يجالس الضجيج والهدوء..العتمة والنور..؟؟
كثيرة تلك التساؤلات التي تملئني ..لكنني سأعرف كل هذا الليلة ..سألتقي فيه الليلة بحلم خارج الحياة ..على حين غفلة من البشر والقدر..سنكون وحدنا ..ساسكن ملامحه ..ذاكرته..
هاهو المساء قد حل ..وهانحن نجلس متقابلين ..انحت تفاصيل وجهه بعيني ..وأتنفس ذات الهواء..وانظر معه لذات الأشياء ..
أنتظر آيها القدر ..مهلاً..
سأحضر دفتر مذكراتي ..وارسمه كما أراه هذه اللحظة..أبحث عن شيء محدد لرسمه..أي شيء.
للأسف ..لا شيء محدد سوى غموض عينيه وحزنهما ..ترى ماذا يحملان خلفهما..
يسقط قلمي ..أغلق دفتري وأتنفس الصعداء ..أعرف أنني أغترف حماقة باقتحام عالم رجل مثله ..
نظر إلي وابتسم ابتسامة مربكة..لم اعهدها منه ..ولم افهم مغزاها..
أيشفق علي من حيرتي ..؟؟
أم يسخر من رغبتي المجنونة..؟؟
أظنه يقرأ أفكاري كعادته..يقلبها بكل يُسر وسهولة..وكأنما يقلب كتابا أعتاد على قراءته..
إحساسي هذه الليلة غريب جدا..إحساس يقول لي همسا بأنني أعرف هذا الرجل..ربما في زمن ما ..وأنني قد..لا لا لا أظن...
لما بدأت أشعر بالبرد..؟؟
هل فشلت ..ومات بفشلي رغبتي في الوصول إليه؟؟
نعم..فقدت قدرتي على المشاكسة ..وتمنيت حينها أن يخرج من صمته وينطق بأي كلمة..
لكنه كان يعبث بي ..بكلام لا يقال إلا صمتا ..إلا رسما بالنظرات ..ليدخلني قسراً في حالة من الارتباك الجميل..والحيرة المبهجة..
ووسط ذهولي ..وفوضى أفكاري ..وحيرتي..يبادرني ..
-كيف حالك..؟؟
أما زلت تبحثين عن إجابات لأسئلتك التي لا تقال إلا صمتا..؟؟
وتوقف عن الحديث ..ليعود إلى دائرة صمته..وكأنه أقترف ذنبا بحديثة إلي..وبات يلوم نفسه..
أبحث في عينيه عن شيء ما ..عن ذكرى ..عن شوقه المؤجل الذي عاد يتوهج منذ أن تفوه بالحرف الأول ..للكلمة الأولى ..كنت ابحث عن بقايا حب ..قد عرفه منذ زمن..
لكنه قاطعني ..وكأنه يريد إشعال ثورتي أكثر ..تناول نظارته السوداء..وأخفى كل الإجابات للأسئلة الصعبة التي بحثت عنها وأنا أنظر إليه..ولم تعد عينيه المختفيتين خلف نظارته توصلني إلى أي جواب ..بل إلى عشرات من علامات الاستفهام..بينما هو يطالعني عن بعد دون أن تفضحه نظراته..
اعترف ..بأنه رجل يقود للجنون ..وان حلمي به كان اكبر مجازفة في حياتي ..فالحلم بمثله صعب جدا..لم أدرك إلا متأخرا هذا ..صعب أن تختار الجلوس مقابلا لذاكرة رجل..وتدخل في تحدي وصراع لتكتشفها..
انتبهت بأنني جلست لساعات طويلة عارية أمامه ..يرصد فيها كل تقلباتي ..وحماقاتي..وجنوني..بينما هو ارتدى نظارته وصمته وهدوءه..
ساعات طويلة تبادلنا الأسئلة الصامتة..المعطرة بعطره الخاص ..الذي لا يعرفه سائر الرجال..استجمعت كل ما تبعثر مني في حضرة هذا الرجل..وتعكزت على فشلي ووقفت أمامه..
رفع رأسه ووقف هو الأخر مقابلا لي ..وامسك بكفي ..ليجهز على البقية الباقية في روحي..
قاطع دهشتي بخلع نظارته..
- إلى أين..؟؟
- لا ادري ..ربما سأرحل عن ذاكرتك فلا معبر سري للدخول إليها ..
- لكنك دخلتي إليها منذ زمن ولم تجدي معبر للخروج منها ..عبرتي صمتي وضجيجي..غربتي وهدوئي..ونقشت حروف اسمك على جدران قلبي ..ومازلت اكتفي بك عن الحياة..
وعاد لصمته مجددا ..
مدهش هذا الرجل في صمته ..وفي حديثه ..الذي زاد من شهيتي لطرح المزيد من الأسئلة ..له منطق غريب ..معقد وبسيط ..أجوبته لم تكن سوى رؤوس أقلام..لكنها كل ما أردت..
انه يغري بكل شيء وضده ..أمنية واحدة تمنيتها وأنا بقربه ..تمنيت لو كان حلمي لليلة الغد ..وكل ليلة ..تمنيت لو أن الوقت مات ..ولم ينتهي لقائي معه..لكنه الزمن الجميل الذي لا يتوقف..أما الوقت
التعس هو وحدة القادر على أن يتوقف عند أشلاء أرواحنا..
تسلل كخيط رفيع بين العتمة والنور ..مخلفا وراءه الكثير من الأسئلة ..والاعترافات الصامتة.. تسلل ونسمات عطره تختزنها ذاكرتي.. ومسامات جسدي ..حتى بات هذا الرجل عطري ..
النهاية..
حلمي الليلة أن أرتدي روح هذا الرجل ولو لليلةٍ واحدة.. أتحايل فيها على القدر ..أوهم روحي أنني على قيد الحياة..
وددت كثيراً لو سِرتُ في دهاليز ذاكرته..ربما استطعت تحسس عتمت أفكاره..وددت كثيراً لو امتطيت جواد غموضه ..لأعرف في أي اتجاه يسير..والى ماذا يصبو..وددت كثيراً لو تمكنت من قراءة كتاب صمته العتيق والى أي زمان ينتمي..لذا قررت الليلة أن يكون حلمي ..ستكون ليلتي أجمل الليالي ..لأنني على موعد معه..
الليلة سأبعثر ضجيجه الصامت ..وافكارة اللامرئية ..انه يثير فضولي ..ويستفزني للكثير من الأسئلة..
كيف له أن يحتفظ بكل هذه المساحات الواسعة من الأضداد في روحة ..؟؟
كيف لا يخترقه كبقية الرجال سهم الجنون إلا عندما يريد هو ذلك..؟؟
كيف يجالس الضجيج والهدوء..العتمة والنور..؟؟
كثيرة تلك التساؤلات التي تملئني ..لكنني سأعرف كل هذا الليلة ..سألتقي فيه الليلة بحلم خارج الحياة ..على حين غفلة من البشر والقدر..سنكون وحدنا ..ساسكن ملامحه ..ذاكرته..
هاهو المساء قد حل ..وهانحن نجلس متقابلين ..انحت تفاصيل وجهه بعيني ..وأتنفس ذات الهواء..وانظر معه لذات الأشياء ..
أنتظر آيها القدر ..مهلاً..
سأحضر دفتر مذكراتي ..وارسمه كما أراه هذه اللحظة..أبحث عن شيء محدد لرسمه..أي شيء.
للأسف ..لا شيء محدد سوى غموض عينيه وحزنهما ..ترى ماذا يحملان خلفهما..
يسقط قلمي ..أغلق دفتري وأتنفس الصعداء ..أعرف أنني أغترف حماقة باقتحام عالم رجل مثله ..
نظر إلي وابتسم ابتسامة مربكة..لم اعهدها منه ..ولم افهم مغزاها..
أيشفق علي من حيرتي ..؟؟
أم يسخر من رغبتي المجنونة..؟؟
أظنه يقرأ أفكاري كعادته..يقلبها بكل يُسر وسهولة..وكأنما يقلب كتابا أعتاد على قراءته..
إحساسي هذه الليلة غريب جدا..إحساس يقول لي همسا بأنني أعرف هذا الرجل..ربما في زمن ما ..وأنني قد..لا لا لا أظن...
لما بدأت أشعر بالبرد..؟؟
هل فشلت ..ومات بفشلي رغبتي في الوصول إليه؟؟
نعم..فقدت قدرتي على المشاكسة ..وتمنيت حينها أن يخرج من صمته وينطق بأي كلمة..
لكنه كان يعبث بي ..بكلام لا يقال إلا صمتا ..إلا رسما بالنظرات ..ليدخلني قسراً في حالة من الارتباك الجميل..والحيرة المبهجة..
ووسط ذهولي ..وفوضى أفكاري ..وحيرتي..يبادرني ..
-كيف حالك..؟؟
أما زلت تبحثين عن إجابات لأسئلتك التي لا تقال إلا صمتا..؟؟
وتوقف عن الحديث ..ليعود إلى دائرة صمته..وكأنه أقترف ذنبا بحديثة إلي..وبات يلوم نفسه..
أبحث في عينيه عن شيء ما ..عن ذكرى ..عن شوقه المؤجل الذي عاد يتوهج منذ أن تفوه بالحرف الأول ..للكلمة الأولى ..كنت ابحث عن بقايا حب ..قد عرفه منذ زمن..
لكنه قاطعني ..وكأنه يريد إشعال ثورتي أكثر ..تناول نظارته السوداء..وأخفى كل الإجابات للأسئلة الصعبة التي بحثت عنها وأنا أنظر إليه..ولم تعد عينيه المختفيتين خلف نظارته توصلني إلى أي جواب ..بل إلى عشرات من علامات الاستفهام..بينما هو يطالعني عن بعد دون أن تفضحه نظراته..
اعترف ..بأنه رجل يقود للجنون ..وان حلمي به كان اكبر مجازفة في حياتي ..فالحلم بمثله صعب جدا..لم أدرك إلا متأخرا هذا ..صعب أن تختار الجلوس مقابلا لذاكرة رجل..وتدخل في تحدي وصراع لتكتشفها..
انتبهت بأنني جلست لساعات طويلة عارية أمامه ..يرصد فيها كل تقلباتي ..وحماقاتي..وجنوني..بينما هو ارتدى نظارته وصمته وهدوءه..
ساعات طويلة تبادلنا الأسئلة الصامتة..المعطرة بعطره الخاص ..الذي لا يعرفه سائر الرجال..استجمعت كل ما تبعثر مني في حضرة هذا الرجل..وتعكزت على فشلي ووقفت أمامه..
رفع رأسه ووقف هو الأخر مقابلا لي ..وامسك بكفي ..ليجهز على البقية الباقية في روحي..
قاطع دهشتي بخلع نظارته..
- إلى أين..؟؟
- لا ادري ..ربما سأرحل عن ذاكرتك فلا معبر سري للدخول إليها ..
- لكنك دخلتي إليها منذ زمن ولم تجدي معبر للخروج منها ..عبرتي صمتي وضجيجي..غربتي وهدوئي..ونقشت حروف اسمك على جدران قلبي ..ومازلت اكتفي بك عن الحياة..
وعاد لصمته مجددا ..
مدهش هذا الرجل في صمته ..وفي حديثه ..الذي زاد من شهيتي لطرح المزيد من الأسئلة ..له منطق غريب ..معقد وبسيط ..أجوبته لم تكن سوى رؤوس أقلام..لكنها كل ما أردت..
انه يغري بكل شيء وضده ..أمنية واحدة تمنيتها وأنا بقربه ..تمنيت لو كان حلمي لليلة الغد ..وكل ليلة ..تمنيت لو أن الوقت مات ..ولم ينتهي لقائي معه..لكنه الزمن الجميل الذي لا يتوقف..أما الوقت
التعس هو وحدة القادر على أن يتوقف عند أشلاء أرواحنا..
تسلل كخيط رفيع بين العتمة والنور ..مخلفا وراءه الكثير من الأسئلة ..والاعترافات الصامتة.. تسلل ونسمات عطره تختزنها ذاكرتي.. ومسامات جسدي ..حتى بات هذا الرجل عطري ..
النهاية..