محمد المحيا
04-01-2004, 12:46 PM
أثار تزايد حالات انتحار الجنود الأمريكيين منذ بدء حرب العراق مخاوف واهتمام المسؤولين في القوات المسلحة الأمريكية وخبراء آخرين في العالم ويحاول الجميع معرفة سبب هذه الظاهرة.
فقد سبق للجندي الأمريكي جوزيف سويل ان عانى الأمرين من ابتعاده عن زوجته وبناته العام الماضي عندما كان يعمل لمدة سنة كاملة في كوريا الجنوبية مما اضطر رؤساؤه إلى منحه عطلة قصيرة لرؤية أفراد عائلته في الوطن لعل حالته النفسية تتحسن.
ولكن كان الأمر مختلفاً تماماً بالنسبة له في عام ثلاثة وألفين حيث تم ارساله في مارس الماضي وبعد خمسة أشهر فقط من اكمال مهمته في كوريا الجنوبية إلى الكويت ثم من بعدها إلى العراق.
وفي العراق كانت نهاية حياة سويل البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً فقد فارق الحياة بعد أن تناول قارورة مادة سامة ووصفت السلطات المصرية مصرعه بأنه نتيجة لعمل غير عدائي غير ان قسيس الجيش أبلغ زوجته ربيكا بأنه انتحر.ويأتي مصرع سويل في الوقت الذي يحقق فيه المسؤول في القوات المسلحة الأمريكية أسباب تزايد حالات الانتحار بين الجنود الأمريكيين العاملين في منطقة الخليج علماً انه منذ غزو قوات التحالف بزعامة الولايات المتحدة للعراق في الربيع الماضي أقدم ثمانية عشر جندياً واثنان من قوات مشاة البحرية الأمريكية على الانتحار وكان معظمهم بعد الإعلان في أول مايو الماضي عن انتهاء العمليات العسكرية الرئيسة في العراق وذلك حسبما أوضحت القوات المسلحة الأمريكية.ويشعر المسؤولون في الجيش الأمريكي بقلق شديد تجاه حالات الانتحار والتي وصفها خبراء أجانب بأن معدلاتها مثيرة حقاً للقلق ويتجاوز معدلات الانتحار العادية.
وقال مسؤولون امريكيون انه من المتوقع ان يقوم فريق من الاخصائيين النفسيين العسكريين والمدنيين ارسلوا إلى العراق بنشر تقرير لهم عن هذه الظاهرة المخيفة بعد انتهاء عطلات السنة الميلادية.
وقال خبراء مستقلون بأنهم يأملون في ان يلقى التقرير بعض الضوء على حالات الانتحار المتزايد بين الجنود الأمريكيين وعما إذا كانت بسبب قضايا شخصية مثل فقدان قريب وحبيب إلى النفس أو لأسباب قانونية أو مالية أو لربما لأشياء أكثر حساسية تتعلق بالمهمة الأمريكية في العراق.
وترتبط هذه التساؤلات العريضة بالروح المعنوية للجنود الأمريكيين في العراق حيث اشتكى الكثيرون منهم من طول فترة عملهم بعيداً عن الوطن مثل حالة الجندي سويل الذي عمل لفترات متتابعة في الخارج بعيداً عن زوجته وبناته مما أصابه بحالة اكتئاب قاسية للغاية لم يستطع التخلص منها إلا بإنهائه لحياته بيده.
ورفضت أرملة سويل وأمه فكرة انتحاره وتساءلتا عن احتمال ان تكون السلطات المعنية قد اهملت علاجه من مشكلة صحية ربما كان يعاني منها.
وقال خبراء قضايا انتحار ذات خلفية عسكرية بأن حدوث عشرين حالة انتحار حتى الآن في العراق يعتبر رقماً كبيراً للغاية.
وقال د.بول راغان الأستاذ الجامعي والذي سبق ان عمل طبيباً نفسيا في البحرية الأمريكية لمدة احد عشر عاماً بأن هذا العدد من حالات الانتحار يعتبر عالياً بكل المقاييس ويحتاج إلى دراسة واهتمام كبير وانه لا ينبغي تجاهله.
وفي الوقت الذي يعترف فيه مسؤولون عسكريون بأن هذا الرقم في حالات الانتحار يبدو مرتفعاً إلا انه يبقى في حدود المعدل العادي تقريباً.
وأوضح أحد الخبراء النفسيين بأنه في العادة تكون حالات الانتحار نادرة للغاية اثناء الحرب وعندما يكون الجنود منهمكون في القتال لأن غريزة البقاء على قيد الحياة تكون نشطة ومتأججة لديهم اثناء القتال الميداني الحقيقي غير ان الوضع يطرأ عليه بعض التغيير عندما تضع الحرب أوزارها ويجد الجندي نفسه غارقاً في التفكير في زوجته وأطفاله واقربائه الذين تركهم خلفه.
ومن جانبه أوضح توماس غاسكين الطبيب النفسي لدى مشاة البحرية الأمريكية ان من أكبر المعضلات التي تواجههم في هذا المجال تتمثل في جعل طلب الاستشارة النفسية امراً عادياً ولا يبدو بأنه ظاهرة ضعف أو اضطراب نفسي أو عقلي مضيفاً بأن أبحاثهم تظهر دائماً ان معظم المنتحرين لم يستفيدوا من خدمات الصحة النفسية والعقلية التي تقدمها القوات المسلحة قبل اقدامهم على الانتحار.
وتقول ربيكا زوجة سويل التي تصغره بعامين والتي تعمل أمينة صندوق في مدينة لوفكين بولاية تكساس والتي تقوم الآن بتربية طفلتيها جاكايلا 4سنوات وجادا سنتين بالاضافة إلى ابن شقيقتها البالغ من العمر سبع سنوات انه عندما وصل زوجها ضمن قوات وحدة مدفعية الميدان الثالثة إلى العراق طلب منها ان تتصل بقائده وتناشده السماح له باجازة قصيرة لم تكن تتوقع ان يكون زوجها قد وصل إلى تلك الحالة النفسية السيئة للغاية.
وقالت ربيكا انها سارعت بالفعل بالاتصال بقائد زوجها مناشدة منحه اجازة قصيرة غير ان القائد لم يعطها وعوداً جازمة حتى علمت بانتحار زوجها.وكان سويل قد انضم إلى الجيش في فبراير عام ألفين من أجل الحصول على وظيفة مستقرة تمكنه من العناية بزوجته وأطفاله غير ان ذلك الحلم تلاشى في العراق.
(شيكاغو تربيون)
http://www.alriyadh-np.com/Contents/04-01-2004/Mainpage/POLITICS_19198.php
فقد سبق للجندي الأمريكي جوزيف سويل ان عانى الأمرين من ابتعاده عن زوجته وبناته العام الماضي عندما كان يعمل لمدة سنة كاملة في كوريا الجنوبية مما اضطر رؤساؤه إلى منحه عطلة قصيرة لرؤية أفراد عائلته في الوطن لعل حالته النفسية تتحسن.
ولكن كان الأمر مختلفاً تماماً بالنسبة له في عام ثلاثة وألفين حيث تم ارساله في مارس الماضي وبعد خمسة أشهر فقط من اكمال مهمته في كوريا الجنوبية إلى الكويت ثم من بعدها إلى العراق.
وفي العراق كانت نهاية حياة سويل البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً فقد فارق الحياة بعد أن تناول قارورة مادة سامة ووصفت السلطات المصرية مصرعه بأنه نتيجة لعمل غير عدائي غير ان قسيس الجيش أبلغ زوجته ربيكا بأنه انتحر.ويأتي مصرع سويل في الوقت الذي يحقق فيه المسؤول في القوات المسلحة الأمريكية أسباب تزايد حالات الانتحار بين الجنود الأمريكيين العاملين في منطقة الخليج علماً انه منذ غزو قوات التحالف بزعامة الولايات المتحدة للعراق في الربيع الماضي أقدم ثمانية عشر جندياً واثنان من قوات مشاة البحرية الأمريكية على الانتحار وكان معظمهم بعد الإعلان في أول مايو الماضي عن انتهاء العمليات العسكرية الرئيسة في العراق وذلك حسبما أوضحت القوات المسلحة الأمريكية.ويشعر المسؤولون في الجيش الأمريكي بقلق شديد تجاه حالات الانتحار والتي وصفها خبراء أجانب بأن معدلاتها مثيرة حقاً للقلق ويتجاوز معدلات الانتحار العادية.
وقال مسؤولون امريكيون انه من المتوقع ان يقوم فريق من الاخصائيين النفسيين العسكريين والمدنيين ارسلوا إلى العراق بنشر تقرير لهم عن هذه الظاهرة المخيفة بعد انتهاء عطلات السنة الميلادية.
وقال خبراء مستقلون بأنهم يأملون في ان يلقى التقرير بعض الضوء على حالات الانتحار المتزايد بين الجنود الأمريكيين وعما إذا كانت بسبب قضايا شخصية مثل فقدان قريب وحبيب إلى النفس أو لأسباب قانونية أو مالية أو لربما لأشياء أكثر حساسية تتعلق بالمهمة الأمريكية في العراق.
وترتبط هذه التساؤلات العريضة بالروح المعنوية للجنود الأمريكيين في العراق حيث اشتكى الكثيرون منهم من طول فترة عملهم بعيداً عن الوطن مثل حالة الجندي سويل الذي عمل لفترات متتابعة في الخارج بعيداً عن زوجته وبناته مما أصابه بحالة اكتئاب قاسية للغاية لم يستطع التخلص منها إلا بإنهائه لحياته بيده.
ورفضت أرملة سويل وأمه فكرة انتحاره وتساءلتا عن احتمال ان تكون السلطات المعنية قد اهملت علاجه من مشكلة صحية ربما كان يعاني منها.
وقال خبراء قضايا انتحار ذات خلفية عسكرية بأن حدوث عشرين حالة انتحار حتى الآن في العراق يعتبر رقماً كبيراً للغاية.
وقال د.بول راغان الأستاذ الجامعي والذي سبق ان عمل طبيباً نفسيا في البحرية الأمريكية لمدة احد عشر عاماً بأن هذا العدد من حالات الانتحار يعتبر عالياً بكل المقاييس ويحتاج إلى دراسة واهتمام كبير وانه لا ينبغي تجاهله.
وفي الوقت الذي يعترف فيه مسؤولون عسكريون بأن هذا الرقم في حالات الانتحار يبدو مرتفعاً إلا انه يبقى في حدود المعدل العادي تقريباً.
وأوضح أحد الخبراء النفسيين بأنه في العادة تكون حالات الانتحار نادرة للغاية اثناء الحرب وعندما يكون الجنود منهمكون في القتال لأن غريزة البقاء على قيد الحياة تكون نشطة ومتأججة لديهم اثناء القتال الميداني الحقيقي غير ان الوضع يطرأ عليه بعض التغيير عندما تضع الحرب أوزارها ويجد الجندي نفسه غارقاً في التفكير في زوجته وأطفاله واقربائه الذين تركهم خلفه.
ومن جانبه أوضح توماس غاسكين الطبيب النفسي لدى مشاة البحرية الأمريكية ان من أكبر المعضلات التي تواجههم في هذا المجال تتمثل في جعل طلب الاستشارة النفسية امراً عادياً ولا يبدو بأنه ظاهرة ضعف أو اضطراب نفسي أو عقلي مضيفاً بأن أبحاثهم تظهر دائماً ان معظم المنتحرين لم يستفيدوا من خدمات الصحة النفسية والعقلية التي تقدمها القوات المسلحة قبل اقدامهم على الانتحار.
وتقول ربيكا زوجة سويل التي تصغره بعامين والتي تعمل أمينة صندوق في مدينة لوفكين بولاية تكساس والتي تقوم الآن بتربية طفلتيها جاكايلا 4سنوات وجادا سنتين بالاضافة إلى ابن شقيقتها البالغ من العمر سبع سنوات انه عندما وصل زوجها ضمن قوات وحدة مدفعية الميدان الثالثة إلى العراق طلب منها ان تتصل بقائده وتناشده السماح له باجازة قصيرة لم تكن تتوقع ان يكون زوجها قد وصل إلى تلك الحالة النفسية السيئة للغاية.
وقالت ربيكا انها سارعت بالفعل بالاتصال بقائد زوجها مناشدة منحه اجازة قصيرة غير ان القائد لم يعطها وعوداً جازمة حتى علمت بانتحار زوجها.وكان سويل قد انضم إلى الجيش في فبراير عام ألفين من أجل الحصول على وظيفة مستقرة تمكنه من العناية بزوجته وأطفاله غير ان ذلك الحلم تلاشى في العراق.
(شيكاغو تربيون)
http://www.alriyadh-np.com/Contents/04-01-2004/Mainpage/POLITICS_19198.php